📘 ❞ ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك / ط أوقاف المغرب ❝ كتاب ــ القاضي عياض

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك / ط أوقاف المغرب ❝ ــ القاضي عياض 📖

█ _ القاضي عياض 0 حصريا كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك ط أوقاف المغرب 2024 المغرب: المذهب المالكي أحد المذاهب الإسلامية السنية الأربعة والذي يتبنى الآراء الفقهية للإمام بن أنس تبلور مذهباً واضحاً ومستقلاً القرن الثاني الهجري أهم أفكاره هو الاهتمام بعمل أهل المدينة ويمثل 35% من إجمالي المسلمين وينتشر بشكل أساسي شمال أفريقيا وتشمل دول الجزائر والسودان وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا وصعيد مصر وإريتريا وفي شبه الجزيرة العربية البحرين والإمارات المتحدة والكويت وأجزاء السعودية وعمان وبلدان أخرى الشرق الأوسط كما ينتشر السنغال وتشاد ومالي والنيجر وشمال نيجيريا غرب وكان يتبع الحكم الإسلامي لأوروبا والأندلس وإمارة صقلية ويعد الإمام وسطاً معتدلاً بين الرأي وأهل الحديث لكثرة استناده إلى إذ كانت روايته قد انتشرت ولا سيما يعتمد النبوي كثيراً نظراً لبيئته الحجازية التي تزخر بالعلماء والمحدثين الذين تلقوا عن الصحابة وورثوا السنة ما لم يتح لغيرهم الأمصار قال الشافعي: ظهر الأرض بعد الله أصح رواية أكثر صواباً أنفع؛ وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري على أن مالكاً يعد جانب ذلك لأن الحجاز وخاصة المنورة كان يميل أيضاً خلال الأخذ بالمصالح المرسلة والاستحسان والقياس وسد الذرائع والاستصحاب وإن أقرب للمذهب أبي حنيفة كلاهما وأبو ومن رواد مدرسة الرأي؛ منهج كمنهج المسألة الشرعية النشأة والتطور تأسس يد وذلك أوائل وتطورت معالمه تلاميذه بعده ارتفع شأنه وصار له صيت شائع حتى المنصور يوماً: «أنت والله أعلم الناس وأعقلهم لئن بقيت لأكتبن قولك تكتب المصاحف ولأبعثن به الآفاق فأحملهم عليه» توسعت قاعدة والمدينة وانتشر سريعاً في عام 237 هـ أخرج قاضي أصحاب أبو والشافعي المسجد فلم يبق سوى للقاضي الحارث سكين الأثر الفاعل نشر هناك تبنت دولة المرابطين الأقصى ونشروا الكتب تحوي آراءه توسع ورسخت قواعده ابن حزم: «مذهبان انتشرا بدء أمرهما بالرياسة والسلطان الحنفي المشرق والمالكي بالأندلس» جامعة القرويين بفاس والتي تعتبر أقدم جامعة العالم تعتمد جامع الزيتونة بتونس مراكز المالكية أطوار ومراحله التاريخية مر منذ بداية تأسيسه نضج واكتمل بمراحل علمية مختلفة وأطوار متعددة ولكل مرحلة هذه المراحل خصائصها وميزاتها؛ تميِّزها غيرها ويمكن تلخيص تلك الأطوار ثلاث مراحل رئيسية؛ هي: النُّشوء والتكوين ومرحلة التطور والتوسع الاستقرار أولاً: النشوء (110 300 هـ) وهي التأصيل والتأسيس وتبدأ جلوس إمام للفتوى وتسليم بالإمامة سنة هـ) وتنتهي بنهاية الثالث وقد تُوِّجت المرحلة بنبوغ طائفة تلاميذ وتلاميذ تلاميذه؛ منهم: عالم العراق إسماعيل إسحاق (ت 282 مؤلف (المبسوط) آخر الدواوين ظهوراً تميّزت بجمع الروايات وترتيبها وتدوينها مصنفات معتمدة تضم جانبها بعض لتلاميذ اجتهادات وتخريجات صُنِّفت المرحلة: الأمهات الأربع وهي: المدوَّنة والواضحة والعُتْبِيَّة والموازيَّة ثانياً: (301 600 هـ) وكانت نوابغ علماء المالكية؛ فرَّعوا وطبَّقوا ثم رجَّحوا وشهَّروا؛ فالتطور هنا يراد معناه الشامل؛ الذي يندرج تحته: التفريع والتطبيق والترجيح مع الرابع تقريباً السادس وبداية السابع أو بوفاة شاس 610 616 هـ)؛ رابع أربعة اعتمدهم خليل الجندي 767 مصنِّف أشهر مختصر الفقه وهذه تميزت بظهور نزعة الضبط والتحرير والتمحيص والتنقيح والتلخيص والتهذيب وكذا الترجيح لما ورد كتب السابقة والأقوال؛ فهي بمثابة الغربلة الجمع والترتيب المصنفات المختصرة لابن الجلَّاب 378 وتهذيب لأبي سعيد خلف القاسم محمد الأزدي القيرواني الشهير بالبراذعي 438 ثالثاً: (601 العصر الحاضر) وتبدأ ببداية الحاجب الفرعي؛ المعروف بـ(جامع الأمهات) وتستمر الحاضر الشروح والمختصرات والحواشي والتعليقات وهي سمة تظهر غالباً حين يصل قناعة فكرية بأن السابقين تترك مجالاً لمزيد الاجتهاد؛ إلا يكون اختياراً اختصاراً شرحاً شهدت امتزاج آراء مدارس وانصهارها بوتقة واحدة؛ أنتجت كتباً فقهية تمثِّل بغض النظر الانتماء المدرسي؛ فاندمجت العلمية بعضها وتلاشت الاختلافات الجذريّة؛ قبيل الاجتهادات الفرديَّة؛ المدرسة الواحدة أصول الاستنباط العامة المذهب يُعدُّ أصولاً ينص بالتفصيل أصوله اعتمد عليها وجعلها مصادر تؤخذ الأحكام الشرعيّة منها؛ أنه أشار إليها سبيل الإجمال؛ فيما نقله عنه وهب؛ حيث قال: "الحكم يحكم حكمان: أحكمته السنّة؛ فذلك الواجب الصواب والحكم يجتهد فيه برأيه؛ فلعلّه يوفّق" وهذا النص يدل أصول عنده لا تخلو نوعين: نصِّيَّة نقليّة عقلية اجتهادية أمكن معرفة تفصيل الأصول باستقراء موطّئه والنظر المسائل والفتاوى نقلت ترجع حقيقة الأمر عشر أصلاً؛ هي كالتالي: أولاً: القرآن الكريم مراعياً ترتيبه وكذلك النبوية الوضوح؛ بتقديم نصوصه ظواهره مفهوماته وظاهر مالك: بالقراءة الشاذة الشرعية؛ لاستدلاله بها (موطّئه) النبوية متواترها ومشهورها وآحادها والمشهور ذهب قبول المرسَل والاحتجاج به؛ فقد أرسل أحاديث كثيرة واحتج ولكن مشروط بكون المرسِل ثقة عارفاً بما يرسِل؛ فلا يرسل الإجماع مذهب إجماع المجتهدين الأمة عصر الأعصار حكم شرعي حُجَّة؛ فإجماع عصرهم حُجَّة بعدهم وإجماع التابعين حجة وهكذا ويصح مستنَد الإجماع دليلاً الكتاب والسُّنة قياساً رابعاً: القياس كان العمل بالقياس نص والسنة وإلحاق الفروع بالأصول مما يدخل قوله سبق : "والحكم برأيه" وأصحابه باب القياس؛ يحصروه القياس المنصوص عليها؛ بل عدَّوه ثبت منها بالقياس؛ فيقيسون والمسائل المستنبطة نقل بعضهم تقديم خبر الواحد إذا تعارضا ولم يمكن بهما جميعاً يصح التحقيق يليق عُرِف تعظيم السنّة والأثر؛ الصحيح مذهبه: الخبر خلاف عند أئمة الجملة؛ بكر العربي: "فأصول خمسة: متفق الأمّة: والإجماع والاجتهاد " خامساً: عمل المدينة وهذا الأصل اختص باعتماده دون غيره احتج مسائل يكثر تعدادها والمراد المختار: اتفاق العلم بالمدينة أكثرهم زمن أمر الأمور والمشهور: يحتج طريقه التوقيف كنقلهم مقدار الصاع والمُد والأذان وإليه النَّاظم بقوله: وأوْجِبَنْ حُجِّيَّةً للمَدَني فيما أمره بُنِي وهذا النوع ظاهراً متصلاً أقوى الواحد؛ ولهذا يقدِّمه عليه التعارض؛ لأنه يجري مجرى نُقل نَقْل المتواتر الأخبار التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة وهو دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول هذا كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر التشريع الإسلام حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: رسول يأذن لحديثه ينظر إليه فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر القاعدة ضرورة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة ينبني المعرفة والتعبد فيها لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من منهم حدث سماعاً دلس شيئاً عنه) وما مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته حدّث ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم متعلّقة الباب تفرّدته باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا وصنّفت عشرات وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك / ط أوقاف المغرب
كتاب

ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك / ط أوقاف المغرب

ــ القاضي عياض

ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك / ط أوقاف المغرب
كتاب

ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك / ط أوقاف المغرب

ــ القاضي عياض

عن كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك / ط أوقاف المغرب:
المذهب المالكي أحد المذاهب الإسلامية السنية الأربعة، والذي يتبنى الآراء الفقهية للإمام مالك بن أنس. تبلور مذهباً واضحاً ومستقلاً في القرن الثاني الهجري. أهم أفكاره هو الاهتمام بعمل أهل المدينة، ويمثل 35% من إجمالي المسلمين.

وينتشر المذهب بشكل أساسي في شمال أفريقيا وتشمل دول الجزائر والسودان وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا وصعيد مصر وإريتريا، وفي شبه الجزيرة العربية وتشمل دول البحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وأجزاء من السعودية وعمان وبلدان أخرى في الشرق الأوسط، كما ينتشر في دول السنغال وتشاد ومالي والنيجر وشمال نيجيريا في غرب أفريقيا، وكان يتبع في الحكم الإسلامي لأوروبا والأندلس وإمارة صقلية.

ويعد مذهب الإمام مالك وسطاً معتدلاً بين أهل الرأي وأهل الحديث، لكثرة استناده إلى الحديث إذ كانت روايته قد انتشرت ولا سيما المدينة، وكان الإمام مالك يعتمد على الحديث النبوي كثيراً نظراً لبيئته الحجازية التي كانت تزخر بالعلماء والمحدثين الذين تلقوا الحديث النبوي عن الصحابة وورثوا من السنة ما لم يتح لغيرهم من أهل الأمصار. قال الإمام الشافعي: ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي رواية أكثر صواباً وفي رواية أنفع؛ وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري.

على أن الإمام مالكاً يعد إلى جانب ذلك من أهل الرأي. لأن مذهب أهل الحجاز، وخاصة في المدينة المنورة، كان يميل إلى الرأي أيضاً من خلال الأخذ بالمصالح المرسلة، والاستحسان، والقياس، وسد الذرائع، والاستصحاب. وإن أقرب المذاهب للمذهب المالكي هو مذهب الإمام أبي حنيفة، لأن كلاهما -مالك وأبو حنيفة- من أهل الرأي، ومن رواد مدرسة الرأي؛ كما أن منهج الإمام أبي حنيفة كمنهج مالك في المسألة الشرعية.

النشأة والتطور
تأسس المذهب المالكي على يد مالك بن أنس، وذلك في أوائل القرن الثاني الهجري، وتطورت معالمه على يد تلاميذه من بعده.
ارتفع شأنه وصار له صيت شائع حتى أن المنصور قال له يوماً: «أنت والله أعلم الناس وأعقلهم، لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف، ولأبعثن به إلى الآفاق فأحملهم عليه».
توسعت قاعدة المذهب المالكي في الحجاز والمدينة المنورة وانتشر سريعاً في شمال أفريقيا.
في عام 237 هـ أخرج قاضي مصر أصحاب أبو حنيفة والشافعي من المسجد، فلم يبق سوى أصحاب مالك، وكان للقاضي الحارث بن سكين الأثر الفاعل في نشر المذهب هناك.
تبنت دولة المرابطين في المغرب الأقصى مذهب مالك ونشروا الكتب التي تحوي آراءه، توسع المذهب ورسخت قواعده، قال ابن حزم: «مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان، الحنفي في المشرق، والمالكي بالأندلس».

جامعة القرويين بفاس والتي تعتبر أقدم جامعة في العالم تعتمد المذهب المالكي.

جامع الزيتونة بتونس من أهم مراكز المالكية في العالم.
أطوار المذهب ومراحله التاريخية
مر المذهب المالكي منذ بداية تأسيسه، إلى أن نضج واكتمل بمراحل علمية مختلفة، وأطوار متعددة، ولكل مرحلة من هذه المراحل خصائصها، وميزاتها؛ التي تميِّزها عن غيرها. ويمكن تلخيص تلك الأطوار في ثلاث مراحل رئيسية؛ هي: مرحلة النُّشوء والتكوين، ومرحلة التطور والتوسع، ومرحلة الاستقرار.

أولاً: مرحلة النشوء والتكوين (110 هـ - 300 هـ)
وهي مرحلة التأصيل والتأسيس، وتبدأ من جلوس إمام المذهب الإمام مالك للفتوى، وتسليم الناس له بالإمامة سنة (110 هـ)، وتنتهي بنهاية القرن الثالث الهجري، وقد تُوِّجت هذه المرحلة بنبوغ طائفة من تلاميذ الإمام مالك، وتلاميذ تلاميذه؛ منهم: عالم العراق القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت 282 هـ)، مؤلف كتاب (المبسوط)، آخر الدواوين ظهوراً في هذه المرحلة. وقد تميّزت هذه المرحلة بجمع الروايات عن الإمام مالك، وترتيبها، وتدوينها في مصنفات معتمدة، تضم إلى جانبها بعض ما لتلاميذ الإمام من اجتهادات وتخريجات. ومن أهم الكتب التي صُنِّفت في هذه المرحلة: الأمهات الأربع، وهي: المدوَّنة، والواضحة، والعُتْبِيَّة، والموازيَّة.

ثانياً: مرحلة التطور (301 هـ - 600 هـ)
وكانت هذه المرحلة على يد نوابغ علماء المالكية؛ الذين فرَّعوا، وطبَّقوا، ومن ثم رجَّحوا، وشهَّروا؛ فالتطور هنا يراد به معناه الشامل؛ الذي يندرج تحته: التفريع، والتطبيق، والترجيح. وتبدأ هذه المرحلة مع بداية القرن الرابع الهجري تقريباً، وتنتهي بنهاية القرن السادس وبداية القرن السابع، أو بوفاة ابن شاس (ت 610 هـ أو 616 هـ)؛ رابع أربعة اعتمدهم خليل بن إسحاق الجندي (ت 767 هـ)؛ مصنِّف أشهر مختصر في الفقه المالكي. وهذه المرحلة تميزت بظهور نزعة الضبط والتحرير، والتمحيص والتنقيح، والتلخيص والتهذيب، مع التفريع، وكذا الترجيح لما ورد في كتب المرحلة السابقة من الروايات والأقوال؛ فهي بمثابة الغربلة والتمحيص لما كان في مرحلة الجمع والترتيب. ومن أشهر المصنفات المختصرة في هذه المرحلة: التفريع لابن الجلَّاب (ت 378 هـ)، وتهذيب المدوَّنة لأبي سعيد خلف بن أبي القاسم محمد الأزدي القيرواني الشهير بالبراذعي (ت 438 هـ).

ثالثاً: مرحلة الاستقرار (601 هـ إلى العصر الحاضر)
وتبدأ هذه المرحلة ببداية القرن السابع الهجري تقريباً، أو بظهور مختصر ابن الحاجب الفرعي؛ المعروف بـ(جامع الأمهات)، وتستمر إلى العصر الحاضر. وهذه المرحلة مرحلة الشروح، والمختصرات، والحواشي، والتعليقات، وهي سمة تظهر غالباً حين يصل علماء المذهب إلى قناعة فكرية بأن اجتهادات علماء المذهب السابقين لم تترك مجالاً لمزيد من الاجتهاد؛ إلا أن يكون اختياراً، أو اختصاراً، أو شرحاً. وقد شهدت هذه المرحلة امتزاج آراء مدارس المذهب المالكي، وانصهارها في بوتقة واحدة؛ أنتجت كتباً فقهية تمثِّل المذهب بغض النظر عن الانتماء المدرسي؛ فاندمجت الآراء العلمية في بعضها، وتلاشت الاختلافات الجذريّة؛ إلا ما كان من قبيل الاجتهادات الفرديَّة؛ التي تظهر حتى بين علماء المدرسة الواحدة.

أصول الاستنباط العامة في المذهب
يُعدُّ مذهب الإمام مالك أكثر المذاهب أصولاً، وإن كان الإمام لم ينص بالتفصيل على أصوله التي اعتمد عليها، وجعلها مصادر تؤخذ الأحكام الشرعيّة منها؛ إلا أنه أشار إليها على سبيل الإجمال؛ فيما نقله عنه ابن وهب؛ حيث قال: "الحكم الذي يحكم به بين الناس حكمان: ما في كتاب الله، أو أحكمته السنّة؛ فذلك الحكم الواجب، وذلك الصواب. والحكم الذي يجتهد فيه العالم برأيه؛ فلعلّه يوفّق".

وهذا النص من الإمام مالك يدل على أن أصول الاستنباط عنده لا تخلو من أحد نوعين: أصول نصِّيَّة نقليّة، أو أصول عقلية اجتهادية. وقد أمكن معرفة تفصيل هذه الأصول عنده باستقراء موطّئه، والنظر في المسائل والفتاوى التي نقلت عنه، وهي ترجع في حقيقة الأمر إلى أحد عشر أصلاً؛ هي كالتالي:


أولاً: القرآن الكريم
مراعياً ترتيبه -وكذلك السنة النبوية- من حيث الوضوح؛ بتقديم نصوصه، ثم ظواهره، ثم مفهوماته. وظاهر مذهب الإمام مالك: الأخذ بالقراءة الشاذة في الأحكام الشرعية؛ وذلك لاستدلاله بها في (موطّئه) على بعض المسائل الفقهية.

ثانياً: السنة النبوية
متواترها، ومشهورها، وآحادها. والمشهور من ذهب الإمام مالك: قبول الحديث المرسَل، والاحتجاج به؛ فقد أرسل أحاديث كثيرة في (موطّئه)، واحتج بها، ولكن ذلك مشروط عنده بكون المرسِل ثقة، عارفاً بما يرسِل؛ فلا يرسل إلا عن ثقة.

ثالثاً: الإجماع
مذهب الإمام مالك أن إجماع المجتهدين من الأمة الإسلامية في عصر من الأعصار على حكم شرعي حُجَّة؛ فإجماع الصحابة في عصرهم حُجَّة على من بعدهم، وإجماع التابعين في عصرهم حجة على من بعدهم، وهكذا. ويصح أن يكون مستنَد الإجماع عنده دليلاً من الكتاب والسُّنة، أو قياساً.

رابعاً: القياس
كان من مذهب الإمام مالك العمل بالقياس على ما ورد فيه نص من الكتاب والسنة، وإلحاق الفروع بالأصول في الحكم، وهذا مما يدخل في قوله -فيما سبق نقله عنه-: "والحكم الذي يجتهد فيه العالم برأيه". وقد توسع مالك وأصحابه في باب القياس؛ حيث لم يحصروه في القياس على الأحكام المنصوص عليها؛ بل عدَّوه إلى القياس على ما ثبت منها بالقياس؛ فيقيسون الفروع على الفروع والمسائل المستنبطة بالقياس. وقد نقل بعضهم عن الإمام مالك: تقديم القياس على خبر الواحد إذا تعارضا، ولم يمكن العمل بهما جميعاً. ولا يصح ذلك عنه على التحقيق، ولا يليق بما عُرِف به من تعظيم السنّة والأثر؛ بل الصحيح من مذهبه: تقديم الخبر على القياس. وهذه الأصول الأربع لا خلاف في الأخذ بها عند أئمة المذاهب الأربعة من حيث الجملة؛ كما قال القاضي أبو بكر بن العربي: "فأصول الأحكام خمسة: منها أربعة متفق عليها من الأمّة: الكتاب، والسنة، والإجماع، والنظر والاجتهاد...".

خامساً: عمل أهل المدينة
وهذا الأصل اختص الإمام مالك باعتماده دون غيره من أئمة المذاهب، وقد احتج مالك به في مسائل يكثر تعدادها. والمراد به على المختار: اتفاق أهل العلم بالمدينة أو أكثرهم زمن الصحابة أو التابعين على أمر من الأمور. والمشهور: أن الإمام مالك يحتج بعمل أهل المدينة فيما كان طريقه التوقيف كنقلهم مقدار الصاع، والمُد، والأذان، لا فيما طريقه الرأي والاجتهاد، وإليه أشار النَّاظم بقوله:

وأوْجِبَنْ حُجِّيَّةً للمَدَني فيما على التوقيف أمره بُنِي

وهذا النوع من العمل -إذا كان ظاهراً متصلاً- أقوى عند الإمام مالك من خبر الواحد؛ ولهذا يقدِّمه عليه عند التعارض؛ لأنه يجري عنده مجرى ما نُقل نَقْل المتواتر من الأخبار.
الترتيب:

#6K

0 مشاهدة هذا اليوم

#37K

18 مشاهدة هذا الشهر

#43K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 494.
المتجر أماكن الشراء
القاضي عياض ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية