█ _ د نايف بن أحمد الحمد 0 حصريا كتاب ❞ ظلمات الظلم ❝ 2024 الظلم: يا له من ردع رهيب وزجر مخيف؛ عن هذه الشعبة المقيتة شعب الطغيان: الظلم! إنه الداء الذي أبدا القرآن فيه وأعاد حتى كرره مئات المواضع وما ذاك إلا لعظيم أثره وقبيح عاقبته! إن وضع الشيء غير موضعه هو المعنى الجامع لهذا القبيح فيدخل تحت هذا ما شاء الله الصور والمعاني وهو معنى اتفقت الشرائع والفطر مقته وخسته لا مع بني الإنسان فحسب بل الحيوان لنتأمل القصة التي حدّث بها النبي صلى عليه وسلم ففي الصحيحين حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي عنهما أن رسول قال:"عُذبت امرأة هرة حبستها ماتت جوعاً فدخلت فيها النار" قال: فقال والله أعلم: "لا أنتِ أطعمتِها ولا سقيتِها حين حبستيها أرسلتِها فأكلتْ خشاش الأرض" يا الله! أي عظمة هذه! مكلّفة تدخل النار المحرقة بسبب ظلم هرةٍ صغيرة؟! نعم! الدين العظيم كفل حقوق الحيوانات فضلاً الآدمي كتب الخطب المنبرية والدروس الإسلامية مجاناً PDF اونلاين كان ظهور الدعوة حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية حيث بعث رسوله محمدًا فترة الرسل وبعد الناس جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت بما ضلَّ طريق رب العالمين وصراطَه المستقيم ولقد جاء برسالته وقد أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه القيام أمره به ربه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ البشرية صوتُ الداعي الجديد وأقبل ينظرون الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون كما لها ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون طريقها ومنذ ذلك الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها فقد اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون ثم إن الإسلام بالإضافة إلى اعتماده نشر قد جعلها ضمن الشعائر التعبدية ففرض خطبة كل يوم جمعة تصح الصلاة بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج وفي الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد وغيرها الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أو أداءً ومضمونًا وكان أكبر عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها الكريم وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف