📘 ❞ أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين ❝ كتاب ــ إبراهيم محمد حسن الجمل اصدار 1987

كتب السير و المذكرات - 📖 ❞ كتاب أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين ❝ ــ إبراهيم محمد حسن الجمل 📖

█ _ إبراهيم محمد حسن الجمل 1987 حصريا كتاب أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين عن دار الفضيلة 2024 العالمين: بن أسد القرشية (68 ق هـ 3 556م 619م)؛ وأولى زوجات الرسول وأم كل أولاده ما عدا ولده عاشت مع النبي فترة قبل البعثة وكانت تستشعر نبوة زوجها فكانت تعتني ببيتها وأولادها وتسير قوافلها التجارية وتوفر للنبي مَؤُونته خلوته عندما كان يَعتَكف ويَتعَبد غار حراء وعندما أنزل الله وحيه كانت أول من صدقته فيما حَدّث وذهبت به إلى ابن عمها ورقة نوفل الذي بَشَّره بأنه نبي الأُمّة آمن بالنبي الرجال والنساء وأول توضأ وصلّى وظلت بعد ذلك صابرة مُصابرة تكذيب قريش وبطشها بالمسلمين حتى وقع حصار بني هاشم وبني المطلب شِعب أبي طالب فالتحقت بزوجها الشِعب وعانت عاناه بنو جوع ومرض مدة ثلاث سنين وبعد أن فُك الحصار ومن معه مرضت وما لبثت توفيت وفاة عم عبد بثلاثة أيام وقيل بأكثر شهر رمضان هجرة بثلاث عام 619م وعمرها خمس وستون سنة وكان مقامها بعدما تزوجها أربعاً وعشرين وستة أشهر ودفنها بالحجون (مقبرة المعلاة) تحظى بمكانة كبيرة ومنزلة عظيمة عند جميع الطوائف الإسلامية فقد روى أبو هريرة: «قال رسول الله: خير نساء أربع: مريم عمران وآسيا ابنة مزاحم امرأة فرعون وخديجة وفاطمة محمد» وأتى جبريل عليه السلام مرة فقال: «يا هذه قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام شراب فإذا هي فاقرأ عليها ربّها عزّ وجل ومنّي وبشّرها ببيت الجنّة قصب لا صخب ولا نَصَب» توفيت الهجرة ولها العمر أربعًا ولم تكن الصلاة الجنائز يومئذ وحزن ونزل حفرتها وتتابعت بموت المصائب لأنهما كانا أشد المعضدين له المدافعين عنه فاشتد أذى نثر بعضهم التراب رأسه وطرح سلى الشاة وهو يصلي وسُمي العام مات بعام الحزن ينسَ محبته لخديجة وفاتها دائما يثني يتزوج ماتت إكراما لها وقد مثال الزوجة الصالحة الوفية فبذلت نفسها ومالها لرسول وصدقته حين نزل الوحي قال حجر العسقلاني «وماتَت عَلى الصحيح المبعث بعشر وقيل: بثمان بسبع فأقامت خمساً وقال البر أربعا وأربعة وسَيأتي حديث عائشة يؤَيد أَن موْتها وذلك الصّواب سنين» بدر الدين العيني «وكانت أيام» فقه خديجة كان يَظهرُ رجاحة الرأي وحسن التدبير وصواب المشورة حياتها زواجها وفي اختيارها للرسول زوجًا ثم يأنس بمشورتها ويحرص عرض الأمور والاستئناس برأيها تتبع بعض الحوادث التي عرضت وأبدت فيها رأيًا أشارت وُجد فقهًا وفكرًا وحصافة تميزت النبوية نماذج فقهها: من فقه وحصافتها أنها إن سمعت بالرسول وسيرته اقتربت منه وحرصت تربطها علاقة عمل بعدها أجمع أهل السير والمؤرخون يكن إيمانها إيمان عاطفة بل بصيرة ويقين وتصديق ومنه موقفها الوحي: لما رجع ترجف بوادره دخل زملوني فزملوه ذهب الروع فقال لخديجة: أي لي لقد خشيت نفسي فأخبرها الخبر قالت خديجة: كلا أبشر فوالله يخزيك أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين نوائب الحق من مظاهر ذهبت وهي تعرف لديه العلم دين وطلبت يسمع ويقص رأى سمع جواب ورقة: قدوس إنه الناموس موسى وإنك يا الأمة الكلمات تأكيدًا وتوثيقًا لشعورها وحدسها بأن ذهبت ذات تحمل الماء والزاد فأتى : حيسا حلاب أرسلني إليها بالسلام فجاءت الرسول: معك حيس قالت: نعم قال: أخبرني ذاك وأخبرني أرسله إليك فقالت وعلى السلام» يظهر تأدبها فلم تقل وإنما قال العسقلاني: العلماء القصة دليل وفور فقهها لأنها لم وعليه كما لبعض الصحابة حيث كانوا يقولون التشهد فنهاهم وقال: إنّ هو فقولوا التحيات لله فعرفت لصحة فهمها أنّ يُرد المخلوقين لأنّ اسم أسماء أيضاً دعاء بالسلامة وكلاها يصلح يرد فكأنها كيف أقول والسلام اسمه يطلب يحصل فيستفاد أنه يليق بالله إلا الثناء فجعلت مكان رد غايرت بين بغيره فقالت: وعليك ويستفاد أرسل بلغه والذي حاضراً جوابها فردّت مرتين بالتخصيص ومرة بالتعميم أخرجت الشيطان ممن لأنه يستحق الدعاء بذلك» بر بها موتها روى البخاري صحيحه «ما غرت أحد رأيتها ولكن صلى وسلم يُكثر ذكرها وربما ذبح يُقطّعها أعضاء يبعثها صدائق فربما قلت له: كأنه الدنيا فيقول: إنها منها ولد» رُويَ أنه: «كان إذا يقول أرسلوا أصدقاء خديجة» رَوى مسلم «استأذنت هالة أخت فعرف استئذان فارتاح لذلك اللهم خويلد» وفي رواية لأحمد ذكر أثنى فأحسن فغِرتُ يوماً فقلت: أكثر تذكرها حمراء الشدق أبدلك عز خيراً أبدلني جل آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني كذبني وواستني بمالها حرمني ورزقني ولدها أولاد النساء» النووي: «في هذا دلالة لحسن العهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حيًا ميتًا وإكرام معارف الصاحب» عن أنس مالك أُتي بالشيء يقول: اذهبوا فلانة فإنها صديقة بيت تحب روى الأعرابي معجمه «جاءت عجوز عندي أنت أنا جَُّثامَُة المزنية حَسَّانَةُ أنتم حالكم كنتم بعدنا بخير بأبي وأمّي اللهَِّ فلما خرجت قلت: تقبل العجوز الإقبال إنهاَ تأتينا زمن وإنِّ حسْن الإيمان» أحمد حنبل مسنده عبّاد زوج «لما بعث مكة فداء أسراهم فبعثت زينب العاص الربيع بمال وبعثت بقلادة أدخلتها بنى رآها رق رقةً شديدة رأيتم أنْ تطلقوا أسيرها وتردوا فافعلوا فقالوا: فأطلقوه وردوا لها» فضلها لخديجة مكانة وفضل عظيم المسلمين فهي إيمانًا قطّ تسرّى بامرأة فارقت مطلقاً علي «خير نسائها وخير الذهبي: «ومناقبها جمّة كمل النساء عاقلة جليلة دَينة مصونةً كريمةً الجنة يُثني ويُفضّلها سائر أمهات ويُبالغ تعظيمها بحيث تقول: غِرت كثرةِ ذِكر كرامتها قبلها وجاءه عدة قضت نحبها فوجد لفقدها القرين تنفق مالها ويتجر أمره يُبشِّرها نصب» «وقد تقدم أبواب بدء بيان تصديقها وهلة ثباتها الأمر يدل قوة يقينها ووفور عقلها وصحة عزمها جرم أفضل نسائه الراجح» رجح عدد أفضلية وبالذات أٌم السهيلي استدل بكر داود لأن سلّم نفسه أبلغها ربها وزعم العربي خلاف وردّ بأنّ الخلاف ثابت قديماً وإن الراجح بهذا وبما صريح ماجاء تفضيل أخرجه والنسائي وصححه الحاكم عباس رفعه السبكي الكبير: لعائشة الفضائل يُحصى نختاره وندين فاطمة واستدل لفضل بما ترجمتها سيدة أدركناه: الجمع الحديثين أولى وأن نفضل إحداهما الأخرى وسئل أحداً غير وعائشة يُعتد بقوله فضل لأنهن درجته قول ساقط مردود انتهى السبكي: ونساء متساويات الفضل» أحاديث وردت شأنها روى أوفى «اعتمر واعتمرنا طاف وطفنا الصفا والمروة وأتيناهما وكنا نستره يرميه صاحب أكان الكعبة فحدّثنا بشروا «سمعت «خط الأرض أربعة خطوط تدرون ورسوله أعلم وآسية ومريم عمران» النيسابوري «أّن أعقبك عجائز الشدقين هلكت الدهر الأول فتمعر وجهه تمعراً كنت أراه نزول وإذا مخيلة الرعد والبرق يعلم أرحمة عذاب» حديث اختبار لجبريل وإثباتها للوحي الرواية أرادت تختبر لتتأكد حقيقته للنبي: «أي أتستطيع تخبرني بصاحبك يأتيك جاءك فأخبرني فجاءه يصنع جاءني قم فاجلس فخذي اليسرى فقام فجلس تراه فتحول اليمنى فخذها حجري حجرها فتحسرت وألقت خمارها ورسول جالس اثبت وأبشر لملك بشيطان» استنبطت الملك غادر المكان كشفت رأسها وأدركت التصرف يتصرفه شيطان ملك الملائكة كتب المذكرات مجاناً PDF اونلاين هى تلك كتبها أصحابها أشخاص آخرون تجارب شخصيات رسمت التاريخ وأسست قواعد هامة حياتنا تستوجب القراءة والتفكّر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين
كتاب

أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين

ــ إبراهيم محمد حسن الجمل

صدر 1987م عن دار الفضيلة
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين
كتاب

أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين

ــ إبراهيم محمد حسن الجمل

صدر 1987م عن دار الفضيلة
عن كتاب أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين:
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية (68 ق.هـ - 3 ق.هـ/ 556م - 619م)؛ أم المؤمنين وأولى زوجات الرسول محمد وأم كل أولاده ما عدا ولده إبراهيم، عاشت خديجة مع النبي فترة ما قبل البعثة، وكانت تستشعر نبوة زوجها، فكانت تعتني ببيتها وأولادها، وتسير قوافلها التجارية، وتوفر للنبي مَؤُونته في خلوته عندما كان يَعتَكف ويَتعَبد في غار حراء، وعندما أنزل الله وحيه على النبي كانت خديجة أول من صدقته فيما حَدّث، وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي بَشَّره بأنه نبي الأُمّة، فكانت أول من آمن بالنبي من الرجال والنساء، وأول من توضأ وصلّى، وظلت بعد ذلك صابرة مُصابرة مع الرسول في تكذيب قريش وبطشها بالمسلمين، حتى وقع حصار قريش على بني هاشم وبني المطلب في شِعب أبي طالب، فالتحقت بزوجها في الشِعب، وعانت ما عاناه بنو هاشم من جوع ومرض مدة ثلاث سنين، وبعد أن فُك الحصار عن الرسول ومن معه مرضت خديجة، وما لبثت أن توفيت بعد وفاة عم النبي أبي طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل هجرة الرسول بثلاث سنين عام 619م وعمرها خمس وستون سنة، وكان مقامها مع الرسول بعدما تزوجها أربعاً وعشرين سنة وستة أشهر، ودفنها الرسول بالحجون (مقبرة المعلاة).

تحظى خديجة بنت خويلد بمكانة كبيرة ومنزلة عظيمة عند جميع الطوائف الإسلامية، فقد روى أبو هريرة: «قال رسول الله: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسيا ابنة مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد»، وأتى جبريل عليه السلام إلى النبي مرة فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها عزّ وجل ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نَصَب».

توفيت خديجة بنت خويلد بعد وفاة عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين عام 619م، ولها من العمر خمس وستون سنة، وكان مقامها مع رسول الله بعدما تزوجها أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر، ودفنها رسول الله بالحجون ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ، وحزن عليها النبي ونزل في حفرتها، وتتابعت على رسول الله بموت أبي طالب وخديجة المصائب لأنهما كانا من أشد المعضدين له المدافعين عنه، فاشتد أذى قريش عليه حتى نثر بعضهم التراب على رأسه وطرح بعضهم عليه سلى الشاة وهو يصلي، وسُمي العام الذي مات فيه أبو طالب وخديجة بعام الحزن، ولم ينسَ رسول الله محبته لخديجة بعد وفاتها وكان دائما يثني عليها ولم يتزوج عليها حتى ماتت إكراما لها، وقد كانت مثال الزوجة الصالحة الوفية، فبذلت نفسها ومالها لرسول الله وصدقته حين نزل عليه الوحي.

قال ابن حجر العسقلاني «وماتَت عَلى الصحيح بعد المبعث بعشر سنين في شهر رمضان، وقيل: بثمان، وقيل: بسبع، فأقامت مع الرسول خمساً وعشرين سنة على الصحيح، وقال ابن عبد البر أربعا وعشرين سنة وأربعة أشهر، وسَيأتي من حديث عائشة ما يؤَيد الصحيح في أَن موْتها قبل الهجرة بثلاث سنين، وذلك بعد المبعث على الصّواب بعشر سنين»، وقال بدر الدين العيني «وكانت وفاتها بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام».

فقه خديجة
كان يَظهرُ على خديجة رجاحة الرأي وحسن التدبير وصواب المشورة في حياتها قبل زواجها من الرسول، وفي اختيارها للرسول زوجًا لها، ثم في حياتها معه حتى وفاتها، وكان الرسول يأنس بمشورتها ويحرص على عرض الأمور عليها والاستئناس برأيها، ومن تتبع بعض الحوادث التي عرضت عليها وأبدت فيها رأيًا أو أشارت به، وُجد في ذلك فقهًا وفكرًا وحصافة تميزت به في فترة البعثة النبوية، ومن نماذج فقهها:

من فقه خديجة وحصافتها أنها ما إن سمعت بالرسول وسيرته اقتربت منه، وحرصت على أن تربطها معه علاقة عمل، وكان بعدها زواجها منه.
أجمع أهل السير والمؤرخون أن أول من آمن بالرسول هي خديجة، ولم يكن إيمانها إيمان عاطفة، بل كان إيمان بصيرة ويقين وتصديق، ومنه موقفها من الوحي: لما رجع الرسول من غار حراء ترجف بوادره، دخل على خديجة فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: أي خديجة ما لي لقد خشيت على نفسي، فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
من مظاهر فقه خديجة، أنها ذهبت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وهي تعرف ما لديه من العلم وما له من دين، وطلبت منه أن يسمع الرسول ويقص عليه ما رأى وما سمع، وكان جواب ورقة: قدوس قدوس إنه الناموس الذي نزل على موسى، وإنك يا محمد نبي هذه الأمة، وكانت هذه الكلمات تأكيدًا وتوثيقًا لشعورها وحدسها بأن محمد رسول الله.
ذهبت خديجة ذات مرة للرسول في غار حراء تحمل معها الماء والزاد، فأتى رسول الله جبريل فقال : «يا محمد، هذه خديجة تحمل حيسا في حلاب، وقد أرسلني الله إليها بالسلام، فجاءت خديجة فقال لها الرسول: معك حيس، قالت: نعم يا رسول الله، قال: إن جبريل أخبرني ذاك وأخبرني أن الله أرسله إليك بالسلام، فقالت خديجة: يا رسول الله، الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام»، يظهر فقه خديجة في تأدبها مع الله، فلم تقل على الله السلام، وإنما قالت الله السلام وعلى جبريل السلام، قال ابن حجر العسقلاني: «قال العلماء في هذه القصة دليل على وفور فقهها لأنها لم تقل وعليه السلام كما وقع لبعض الصحابة حيث كانوا يقولون في التشهد السلام على الله، فنهاهم النبي وقال: إنّ الله هو السلام فقولوا التحيات لله، فعرفت خديجة لصحة فهمها أنّ الله لا يُرد عليه السلام كما يُرد على المخلوقين لأنّ السلام اسم من أسماء الله، وهو أيضاً دعاء بالسلامة وكلاها لا يصلح أن يرد به على الله، فكأنها قالت: كيف أقول عليه السلام، والسلام اسمه ومنه يطلب ومنه يحصل، فيستفاد منه أنه لا يليق بالله، إلا الثناء عليه، فجعلت مكان رد السلام عليه الثناء عليه ثم غايرت بين ما يليق بالله وما يليق بغيره، فقالت: وعلى جبريل السلام ثم قالت: وعليك السلام، ويستفاد منه رد السلام على من أرسل السلام وعلى من بلغه، والذي يظهر أنّ جبريل كان حاضراً عند جوابها فردّت عليه وعلى النبي مرتين، مرة بالتخصيص ومرة بالتعميم ثم أخرجت الشيطان ممن سمع لأنه لا يستحق الدعاء بذلك».
بر الرسول بها بعد موتها
روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة قالت: «ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يُقطّعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد».
رُويَ عن النبي أنه: «كان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة».
رَوى مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة قالت: «استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد».
وفي رواية لأحمد عن أم المؤمنين عائشة قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت فغِرتُ يوماً فقلت: ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيراً منها، قال: ما أبدلني الله عز و جل خيراً منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء»، قال النووي: «في هذا الحديث دلالة لحسن العهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب، والمعاشر حيًا أو ميتًا، وإكرام معارف ذلك الصاحب».
عن أنس بن مالك قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالشيء يقول: اذهبوا به إلى فلانة، فإنها كانت صديقة خديجة، اذهبوا به إلى بيت فلانة، فإنها كانت تحب خديجة».
روى ابن الأعرابي في معجمه عن أم المؤمنين عائشة قالت: «جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها رسول الله: من أنت، فقالت: أنا جَُّثامَُة المزنية، فقال: بل أنت حَسَّانَةُ المزنية، كيف أنتم، كيف حالكم، كيف كنتم بعدنا، قالت: بخير بأبي أنت وأمّي يا رسول اللهَِّ، فلما خرجت قلت: يا رسول اللهَِّ تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال: إنهاَ كانت تأتينا زمن خديجة، وإنِّ حسْن العهد من الإيمان».
روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبّاد عن عائشة زوج النبي قالت: «لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، فبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، قالت: فلما رآها رسول الله رق لها رقةً شديدة، وقال: إن رأيتم أنْ تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها».
فضلها
لخديجة بنت خويلد مكانة كبيرة وفضل عظيم عند المسلمين، فهي أول الناس إيمانًا بالرسول، ولم يتزوج عليها في حياتها قطّ، ولا تسرّى بامرأة حتى فارقت الدنيا، وهي خير نساء الأمة مطلقاً، فقد روى البخاري في صحيحه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله: «خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة».

قال الذهبي: «ومناقبها جمّة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلة جليلة دَينة مصونةً كريمةً، من أهل الجنة، وكان النبي يُثني عليها، ويُفضّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويُبالغ في تعظيمها، بحيث إنّ عائشة كانت تقول: ما غِرت من امرأة ما غرت من خديجة، من كثرةِ ذِكر النبي لها، ومن كرامتها عليه أنها لم يتزوج امرأة قبلها، وجاءه منها عدة أولاد، ولم يتزوج عليها قطّ، ولا تسرّى إلى أن قضت نحبها، فوجد لفقدها، فإنها كانت نعم القرين، وكانت تنفق عليه من مالها، ويتجر هو لها. وقد أمره الله أن يُبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب»، وقال ابن حجر العسقلاني: «وقد تقدم في أبواب بدء الوحي بيان تصديقها للنبي في أول وهلة ومن ثباتها في الأمر ما يدل على قوة يقينها ووفور عقلها وصحة عزمها لا جرم كانت أفضل نسائه على الراجح». رجح عدد من العلماء أفضلية خديجة على سائر نساء النبي وبالذات أٌم المؤمنين عائشة، قال ابن حجر العسقلاني: «قال السهيلي استدل أبو بكر بن داود على أنّ خديجة أفضل من عائشة لأن عائشة سلّم عليها جبريل من قبل نفسه، وخديجة أبلغها السلام من ربها، وزعم ابن العربي أنه لا خلاف في أنّ خديجة أفضل من عائشة، وردّ بأنّ الخلاف ثابت قديماً وإن كان الراجح أفضلية خديجة بهذا وبما تقدم، قلت: ومن صريح ماجاء في تفضيل خديجة ما أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث ابن عباس رفعه أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد، قال السبكي الكبير: لعائشة من الفضائل ما لا يُحصى ولكن الذي نختاره وندين الله به أنّ فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة، واستدل لفضل فاطمة بما تقدم في ترجمتها أنها سيدة نساء المؤمنين، قلت: وقال بعض من أدركناه: الذي يظهر أنّ الجمع بين الحديثين أولى، وأن لا نفضل إحداهما على الأخرى، وسئل السبكي هل قال أحد أنّ أحداً من نساء النبي غير خديجة وعائشة أفضل من فاطمة، فقال: قال به من لا يُعتد بقوله، وهو من فضل نساء النبي على جميع الصحابة لأنهن في درجته في الجنة، قال: وهو قول ساقط مردود انتهى، قال السبكي: ونساء النبي بعد خديجة وعائشة متساويات في الفضل».

أحاديث وردت في شأنها
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن أبي أوفى قال: «اعتمر رسول الله واعتمرنا معه فلما دخل مكة طاف وطفنا معه، وأتى الصفا والمروة وأتيناهما معه وكنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد، فقال له صاحب لي أكان دخل الكعبة، قال: لا، قال: فحدّثنا ما قال لخديجة، قال: بشروا خديجة ببيت من الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب».
روى البخاري عن علي بن أبي طالب قال: «سمعت النبي يقول خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة».
روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الله بن عباس قال: «خط رسول الله في الأرض أربعة خطوط، قال: تدرون ما هذا، فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران».
رَوى الحاكم النيسابوري أن أم المؤمنين عائشة قالت: «أّن رسول الله كان يُكثر ذكر خديجة، فقلت: لقد أعقبك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر الأول، قالت: فتمعر وجهه تمعراً ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي، وإذا رأى مخيلة الرعد والبرق حتى يعلم أرحمة هي أم عذاب».
حديث اختبار خديجة لجبريل وإثباتها للوحي
الرواية
أرادت خديجة أن تختبر جبريل لتتأكد من حقيقته فقالت للنبي: «أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك، قال نعم، قالت فإذا جاءك فأخبرني به، فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع، فقال رسول الله لخديجة يا خديجة هذا جبريل قد جاءني، قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى، قال فقام رسول الله فجلس عليها، قالت هل تراه، قال نعم، قالت فتحول فاجلس على فخذي اليمنى، قالت فتحول رسول الله فجلس على فخذها اليمنى، فقالت هل تراه، قال نعم، قالت فتحول فاجلس في حجري، قالت فتحول رسول الله فجلس في حجرها، قالت هل تراه، قال نعم قال فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله جالس في حجرها، ثم قالت له هل تراه، قال لا، قالت يا ابن عم اثبت وأبشر فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان» استنبطت خديجة ذلك لأن الملك غادر المكان عندما كشفت عن رأسها، وأدركت أن هذا التصرف لا يتصرفه شيطان، بل هو ملك من الملائكة.
الترتيب:

#49

0 مشاهدة هذا اليوم

#22K

16 مشاهدة هذا الشهر

#24K

10K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 244.
المتجر أماكن الشراء
إبراهيم محمد حسن الجمل ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الفضيلة 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث