📘 ❞ الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام ❝ كتاب ــ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي اصدار 2004

إسلامية متنوعة - 📖 ❞ كتاب الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام ❝ ــ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي 📖

█ _ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي 2004 حصريا كتاب الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام عن مكتبة الرشد 2024 : ذكر أهل العلم للإسلام؛ أي: مُفسِداتٍ مَنْ فَعَلَها خَرَج من دائرة إلى الكفر نسأل الله السلامة والعافية أذكرُها للعِلْم بها؛ والحَذَر منها الناقِض الأول: الشِّرك عبادة وهو أعظم ذنبٍ عُصِيَ به؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيدًا} [النساء: 116] وقال {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة: 72] لقمان وصيَّته لابنه: {يَا بُنَيَّ تُشْرِكْ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] وله صورٌ؛ منها: أن يصرفَ العبدُ شيئًا منَ العبادة لغير الله؛ مثل: النَّذْر أو الذَّبْح غير ذلك الناقِض الثاني: جَعَلَ بينه وبين وسائطَ؛ يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكَّل عليهم؛ فقد كفر إجماعًا؛ {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا دُونِهِ أَوْلِيَاءَ نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ لَا يَهْدِي كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3] {وَلا تَدْعُ دُونِ يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106] الثالث: لم يُكَفِّر المشركين شَكَّ كُفرهم صحَّح مذهبهم؛ لأن عزَّ وجلَّ كفَّرهم آياتٍ كثيرة وَأَمَرَ بعداوتهم؛ لافترائهم الكذبَ عليه ولا يُحْكَم بإسلام المرء حتى يكفِّر فإن توقَّف شكَّ كفرهم مع تبيُّنه؛ فهو مثلهم أما مذهبهم واستحسن ما هم الكفر؛ كافرٌ بإجماع المسلمين؛ هو الاستسلام لله بالتَّوحيد والانقياد له بالطَّاعة والبراءة وأهله وهذا والى أهلَ فضلاً يكفِّرهم؛ {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256] الرابع: مَنِ اعتقد أنَّ هدْيِ النبيِّ صلى وسلم أكْمَلُ مِن هدْيِه حُكْمَ غيرِه أحسنُ حُكْمِه كالذي يفضِّل حكمَ الطواغيت وتمثيل بالذين يقولون: إنَّ إنفاذَ حُكْم رجم الزَّاني المحصَن قطع يد السَّارق يناسب هذا العصر الحاضر؛ لأنَّ زماننا قد تغيَّر زمن غيره الأحكام مثله أفضل منه؛ تعالى {فَلا وَرَبِّكَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ ثُمَّ يَجِدُوا أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} 655] قال ابن القيم رحمه وَاللهِ خَوْفِي الذُّنُوبَ فَإِنَّهَا لَعَلَى سَبِيلِ العَفْوِ والغُفْرَانِ لَكِنَّمَا أَخْشَى انْسِلاخَ القَلْبِ عَنْ تَحْكِيمِ هَذَا الوَحْيِ والقُرْآنِ ورِضًا بِآرَاءِ الرِّجَالِ وَخَرْصِهَا لاَ كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ المَنَّانِ ومن ذلك: أصحاب القوانين الوضعيَّة الذين جعلوها شرعًا ومنهاجًا يسيرون ويلزمون الناس {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ أَحْسَنُ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} 50] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} 44] الخامس: "مَن أبغض مما جاء به الرسول ولو عمل كَفَرَ" باتِّفاق العلماء وقد نال المنافقون النَّصيب الأكبر هذه الخَصْلة وهم يعملون ببعض شرائع الظاهرة؛ ولكنهم الخفاء يُضمِرون البُغض والكراهية لشريعة وأهلها ويتربَّصون بهم الدَّوائر؛ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ يَعْلَمُ لَرَسُولُهُ يَشْهَدُ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1] {وَإِذَا جَاؤُوكُمْ آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا أَعْلَمُ كَانُوا يَكْتُمُونَ} 61] لَقُوا آمَنُوا وَإِذَا خَلَوْا شَيَاطِينِهِمْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} 144] وقد حَكَمَ كره بالكفر والضَّلال وأنَّ أعمالهم باطلةٌ مردودةٌ؛ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 8 9] فكلُّ أنزل فعمله حابِطٌ وإن بما كره؛ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا أَسْخَطَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ 28] السادس: استهزأ بشيءٍ دين ثوابه عقابه كَفَر؛ والدليل قوله {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ تَعْتَذِرُوا كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65 66]؛ فالاستهزاء كفْرٌ المسلمين ولوْ يقصد حقيقة الاستهزاء كما لو هزل مازحًا حال هؤلاء المستهزئين الساخرين بأشرِّ قومًا؛ أَجْرَمُوا يَضْحَكُونَ مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين: 29 30] {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّدَقَاتِ يَجِدُونَ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} 79] نَهَى مُجَالَسة جلس معهم مثلهم؛ {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ الْكِتَابِ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ يَخُوضُوا حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ مِثْلُهُمْ} 1400] السابع: السِّحر ومنه الصَّرْف والعَطْف فمَن فعله رضي {وَاتَّبَعُوا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ أُنزِلَ الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ يُعَلِّمَانِ أَحَدٍ يَقُولَا فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ بِضَارِّينَ بِإِذْنِ وَيَتَعَلَّمُونَ يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ لَهُ الْآخِرَةِ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ شَرَوْا أَنفُسَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ} 1022] الصَّرْف: صَرْف الرجل عمَّا يهواه؛ كصَرْفه مثلاً محبِّة زوجِه بغضها والعَطْف: سحريٌ كالصرف ولكنه عَطْفُ يهواه محبَّته والسِّحر محرَّمٌ بجميع طُرُقه وفي جميع الشرائع الثامن: مُظاهرة ومعاونتهم والدَّليل أَيُّهَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ الْقَوْمَ 51] التاسع: اعتَقَدَ بعض يسعه الخروج شريعة وسع الخضر الخُرُوج موسى السلام كافرٌ؛ لأنه مُكَذِّبٌ لقَوْل {وَأَنَّ صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153] فمن رغب ظَنَّ الاستغناء عنها؛ خَلَعَ رِبقة الإسْلام عُنُقِه وعيسى عندما ينزل آخِر الزمان يأتي بشرعٍ جديد؛ بل يكون متَّبعًا فشريعته الصلاة والسلام باقيةٌ يوم القيامة وعامَّةٌ لجميع الناس؛ يَسَعُ أحدًا يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 1855] العاشر: الإعراض يتعلَّمه يعمل أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ أَعْرَضَ عَنْهَا الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة: 22] والمراد بالإعراض: تعلُّم أصل الدِّين الذي مُسلِمًا الكتاب عبارة تجميع لمحاضرات الشيخ شرح الاسلام للشيخ محمد الوهاب بداية الكتاب, يترك شرحا ﻷحد الفقهاء الأربعة وأئمة الأمة الا وذكره وذكر علة الأدلة الحواشي وأضاف المسائل المعاصرة نهاية النواقض إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين الكتب الاسلاميه المتنوعه التى يوجد بها موضوعات كثيره فى شتى فروع الدين الاسلامى وتشمل ( الملائكة المقدسة الرسل والأنبياء القضاء والقدر شعائر وعبادات أركان الإحسان أخرى الجهاد الآداب والطعام الشريعة والفقه الإسلامي مصادر التشريع المذاهب الفقهية الكبرى التاريخ النبوى عصر الخلفاء الراشدين الأموي العبّاسي العثماني بعد دور الأسرة رجال واليهودية والمسيحية والعقائد الشرقية رأي ) كلمة : في اللغة المقصود معناها شرعاً فهو: والخضوع وأنّ المُسلم يُسِلّم أمره كُله الواحد القهار والإسلام ديانة إبراهيمية سماوية إلهية وآخر الديانات السماوية وهي ثاني حيث عدد المعتنقين الديانة المسيحيّة ولكنها أكثر مُنتشرة جغرافيّاً وجه الكُرة الأرضيّة وأنزل عز وجل القرآن الكريم آخر أنزله وحفظه ليكون صالحاً كل مكان وزمان المسلمون يؤمنون بأنّ وعدم الشرك فرض عليهم تصديق صل والإيمان بالقرآن وقراءته وتدبره واتباعه الواجبات يؤمن بالدين الإسلاميّ أركان نطق الشهادتين "أشهد اله وأشهد محمداً رسول الله الصلاة خمس صلوات اليوم الزكاة إعطاء مال للمساكين والفُقراء صوم رمضان صوم شهر كُل سنة حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً زيارة مكة المُكرمة وأداء مناسك الحج فُرض مرة العُمر (وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلّهِ ) أركان الإيمان بالله نؤمن بوحدانيّة إشراك أحد معه الربوبية الإيمان بالملائكة الترتيب الثاني الله الإيمان باليوم الآخر يجب إيمانه الإيمان بالقدر خيره وشره أساسيات بربوبية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام
كتاب

الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام

ــ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

صدر 2004م عن مكتبة الرشد
الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام
كتاب

الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام

ــ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

صدر 2004م عن مكتبة الرشد
عن كتاب الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام :
ذكر أهل العلم نواقض للإسلام؛ أي: مُفسِداتٍ، مَنْ فَعَلَها خَرَج من دائرة الإسلام إلى الكفر، نسأل الله السلامة والعافية، أذكرُها للعِلْم بها؛ والحَذَر منها.

الناقِض الأول: الشِّرك في عبادة الله، وهو أعظم ذنبٍ عُصِيَ الله به؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيدًا} [النساء: 116]. وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة: 72]. وقال لقمان في وصيَّته لابنه: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].

وله صورٌ؛ منها: أن يصرفَ العبدُ شيئًا منَ العبادة لغير الله؛ مثل: النَّذْر أو الذَّبْح، أو غير ذلك. الناقِض الثاني: مَنْ جَعَلَ بينه وبين الله وسائطَ؛ يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكَّل عليهم؛ فقد كفر إجماعًا؛ قال تعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3]، وقال تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106].

الناقِض الثالث: من لم يُكَفِّر المشركين أو شَكَّ في كُفرهم، أو صحَّح مذهبهم؛ لأن الله - عزَّ وجلَّ - كفَّرهم في آياتٍ كثيرة، وَأَمَرَ بعداوتهم؛ لافترائهم الكذبَ عليه، ولا يُحْكَم بإسلام المرء حتى يكفِّر المشركين، فإن توقَّف في ذلك أو شكَّ في كفرهم مع تبيُّنه؛ فهو مثلهم. أما مَنْ صحَّح مذهبهم، واستحسن ما هم عليه من الكفر؛ فهو كافرٌ بإجماع المسلمين؛ لأن الإسلام هو الاستسلام لله بالتَّوحيد، والانقياد له بالطَّاعة، والبراءة من الشِّرك وأهله، وهذا والى أهلَ الشِّرك، فضلاً عن أن يكفِّرهم؛ قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256].

الناقِض الرابع: مَنِ اعتقد أنَّ غير هدْيِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أكْمَلُ مِن هدْيِه، أو أنَّ حُكْمَ غيرِه أحسنُ من حُكْمِه، كالذي يفضِّل حكمَ الطواغيت على حُكْمِه، وتمثيل ذلك بالذين يقولون: إنَّ إنفاذَ حُكْم الله في رجم الزَّاني المحصَن، أو قطع يد السَّارق لا يناسب هذا العصر الحاضر؛ لأنَّ زماننا قد تغيَّر عن زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أو أن غيره من الأحكام مثله أو أفضل منه؛ قال - تعالى -: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 655].

قال ابن القيم - رحمه الله -: وَاللهِ مَا خَوْفِي الذُّنُوبَ فَإِنَّهَا لَعَلَى سَبِيلِ العَفْوِ والغُفْرَانِ لَكِنَّمَا أَخْشَى انْسِلاخَ القَلْبِ عَنْ تَحْكِيمِ هَذَا الوَحْيِ والقُرْآنِ ورِضًا بِآرَاءِ الرِّجَالِ وَخَرْصِهَا لاَ كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ المَنَّانِ ومن ذلك: أصحاب القوانين الوضعيَّة، الذين جعلوها شرعًا ومنهاجًا يسيرون عليه، ويلزمون الناس به؛ قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].

الناقِض الخامس: "مَن أبغض شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به كَفَرَ"، وهذا باتِّفاق العلماء، وقد نال المنافقون النَّصيب الأكبر من هذه الخَصْلة، وهم يعملون ببعض شرائع الإسلام الظاهرة؛ ولكنهم في الخفاء يُضمِرون البُغض والكراهية لشريعة الإسلام وأهلها، ويتربَّصون بهم الدَّوائر؛ قال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1]، وقال تعالى: {وَإِذَا جَاؤُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ} [المائدة: 61]، وقال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 144].

وقد حَكَمَ الله على مَنْ كره شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالكفر والضَّلال، وأنَّ أعمالهم باطلةٌ مردودةٌ؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 8، 9]. فكلُّ مَنْ كره ما أنزل الله فعمله حابِطٌ، وإن عمل بما كره؛ قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 28]. الناقِض السادس: مَنِ استهزأ بشيءٍ من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثوابه أو عقابه كَفَر؛ والدليل قوله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66]؛ فالاستهزاء بشيءٍ مما جاء به الرسول كفْرٌ بإجماع المسلمين، ولوْ لم يقصد حقيقة الاستهزاء، كما لو هزل مازحًا.

وقد ذكر الله تعالى حال هؤلاء المستهزئين الساخرين بأشرِّ ما ذكر به قومًا؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين: 29، 30]، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79]، وقد نَهَى الله - تعالى - عن مُجَالَسة هؤلاء المستهزئين، وأنَّ مَنْ جلس معهم فهو مثلهم؛ قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء: 1400].

الناقِض السابع: السِّحر، ومنه الصَّرْف والعَطْف، فمَن فعله أو رضي به كَفَر؛ قال تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 1022]. أما الصَّرْف: فهو صَرْف الرجل عمَّا يهواه؛ كصَرْفه مثلاً عن محبِّة زوجِه إلى بغضها، والعَطْف: عمل سحريٌ كالصرف، ولكنه عَطْفُ الرجل عمَّا لا يهواه إلى محبَّته، والسِّحر محرَّمٌ بجميع طُرُقه، وفي جميع الشرائع.

الناقِض الثامن: مُظاهرة المشركين، ومعاونتهم على المسلمين، والدَّليل على ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51]. الناقِض التاسع: مَنِ اعتَقَدَ أنَّ بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخُرُوج عن شريعة موسى - عليه السلام - فهو كافرٌ؛ لأنه مُكَذِّبٌ لقَوْل الله - تعالى -: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].

فمن رغب الخروج عن شريعة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أو ظَنَّ الاستغناء عنها؛ فقد خَلَعَ رِبقة الإسْلام من عُنُقِه، وعيسى - عليه السلام - عندما ينزل في آخِر الزمان لا يأتي بشرعٍ جديد؛ بل يكون متَّبعًا لشريعة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فشريعته - عليه الصلاة والسلام - باقيةٌ إلى يوم القيامة، وعامَّةٌ لجميع الناس؛ ولا يَسَعُ أحدًا الخروج عنها؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 1855].

الناقِض العاشر: الإعراض عن دين الله، لا يتعلَّمه، ولا يعمل به؛ قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة: 22]. والمراد بالإعراض: هو الإعراض عن تعلُّم أصل الدِّين، الذي يكون به المرء مُسلِمًا.


الكتاب عبارة عن تجميع لمحاضرات الشيخ عبد العزيز الطريفي في شرح كتاب نواقض الاسلام للشيخ محمد عبد الوهاب كما ذكر في بداية الكتاب, لم يترك الشيخ شرحا ﻷحد من الفقهاء الأربعة وأئمة الأمة الا وذكره بل وذكر علة بعض الأدلة حتى في الحواشي وأضاف بعض المسائل المعاصرة في نهاية بعض النواقض.


الترتيب:

#1K

0 مشاهدة هذا اليوم

#38K

18 مشاهدة هذا الشهر

#39K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 39.
المتجر أماكن الشراء
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مكتبة الرشد 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية