█ _ ابن حجر الهيتمي 2008 حصريا كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر الجزء الأول دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا 2024 الأول: عن الكبائر تأليف أحمد بن محمد المكي الهيتمي الجزء الأول 1 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } ( قُرْآنٌ كَرِيمٌ ) [ خُطْبَةُ الْكِتَابِ ] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَمَى أَجْلِ رَأْفَتِهِ بِعِبَادِهِ وَغَيْرَتِهِ الْمُنَزَّهَةِ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِجَلَالِ قُدْرَتِهِ وَكَمَالِ عِزَّتِهِ حَوْمَةَ الْكَبَائِرِ وَالْفَوَاحِشِ وَالْمَنَاهِي وَالْمَفَاسِدِ وَالشَّهَوَاتِ وَالْمَلَاهِي وَالْأَهْوِيَةِ وَالْقَبَائِحِ وَالْمَعَاصِي بِقَوَاطِعِ النُّصُوصِ الزَّوَاجِرِ وَآيَاتِ كُتُبِهِ الْبُحُورِ الزَّوَاخِرِ وَنَوَامِيسِ عَدْلِهِ الْقَوَاصِمِ الْقَوَاهِرِ عَنْ أَنْ يُلِمُّوا بِذَلِكَ الْحِمَى الْوَعِرَةِ سُبُلُهُ وَآثَارُهُ الْمُضْرَمَةِ جَحِيمُهُ وَنَارُهُ الْمُحْرِقَةُ وُرَّادَهُ وَزُوَّارَهُ ؛ إذَا لَمْ يَخْشَوْا غَضَبِ رَبِّ الْأَرْبَابِ الْمُوجِبِ لِمُعَالَجَتِهِمْ بِعَظِيمِ الْعِقَابِ وَالْخُلُودِ خِزْيِ الْهَوَانِ وَالْعَذَابِ وَلَمْ يَطْمَعُوا الْمُسَارَعَةِ إلَى سَوَابِغِ رَحْمَتِهِ وَرِضَاهُ وَأَفْضَالِهِ عَلَى كُلِّ مَنْ أَطَاعَهُ بِمَا يُحِبُّهُ وَيَتَمَنَّاهُ وَتَوْفِيقِهِ مَا يُبَلِّغُ دَارِ كَرَامَتِهِ وَمَحْيَاهُ وَلَا آثَرُوا تَقْدِيمَ مُرَادِهِ أَعْرَضُوا يُرْضِيهِ عِبَادِهِ أَحْرَزُوا قَصَبَ السَّبْقِ دَارَيْ مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ مُقَدِّمَةٌ تَعْرِيفِ الْكَبِيرَةِ وَمَا وَقَعَ لِلنَّاسِ فِيهِ وَفِي عَدِّهَا يَتَعَلَّقُ اعْلَمْ أَنَّ جَمَاعَةً الْأَئِمَّةِ أَنْكَرُوا الذُّنُوبِ صَغِيرَةً وَقَالُوا بَلْ سَائِرُ الْمَعَاصِي كَبَائِرُ مِنْهُمْ الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الْإسْفَرايِينِيّ وَالْقَاضِي بَكْرٍ الْبَاقِلَّانِيُّ وَإِمَامُ الْحَرَمَيْنِ " الْإِرْشَادِ وَابْنُ الْقُشَيْرِيِّ الْمُرْشِدِ حَكَاهُ ابْنُ فُورَكٍ الْأَشَاعِرَةِ وَاخْتَارَهُ تَفْسِيرِهِ فَقَالَ : مَعَاصِي تَعَالَى عِنْدَنَا كُلُّهَا وَإِنَّمَا يُقَالُ لِبَعْضِهَا صَغِيرَةٌ وَكَبِيرَةٌ بِالْإِضَافَةِ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهَا ثُمَّ أَوَّلَ الْآيَةَ الْآتِيَةَ إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ تُنْهَوْنَ عَنْهُ يَنْبُو ظَاهِرُهَا وَقَالَتْ الْمُعْتَزِلَةُ الذُّنُوبُ ضَرْبَيْنِ صَغَائِرُ وَكَبَائِرُ وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ انْتَهَى وَرُبَّمَا ادَّعَى مَوْضِعٍ اتِّفَاقَ الْأَصْحَابِ ذَكَرَهُ وَاعْتَمَدَ ذَلِكَ أَيْضًا التَّقِيُّ السُّبْكِيُّ وَقَالَ الْقَاضِي عَبْدُ الْوَهَّابِ يُمْكِنُ يُقَالَ مَعْصِيَةٍ إنَّهَا إلَّا مَعْنَى أَنَّهَا تَصْغُرُ بِاجْتِنَابِ وَيُوَافِقُ هَذَا الْقَوْلَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ابْنِ عَبَّاسٍ لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْكَبَائِرُ كُلُّ نُهِيَ فَهُوَ كَبِيرَةٌ رِوَايَةٍ شَيْءٍ عُصِيَ اللَّهُ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ إنَّ الْمَعَاصِيَ تَنْقَسِمُ صَغَائِرَ وَكَبَائِرَ خِلَافَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ الْمَعْنَى الْخِلَافُ التَّسْمِيَةِ وَالْإِطْلَاقِ لِإِجْمَاعِ الْكُلِّ يَقْدَحُ الْعَدَالَةِ وَمِنْهَا فِيهَا الْأَوَّلُونَ فَرُّوا هَذِهِ فَكَرِهُوا تَسْمِيَةَ مَعْصِيَةِ نَظَرًا عَظَمَةِ وَشِدَّةِ عِقَابِهِ وَإِجْلَالًا لَهُ عَزَّ وَجَلَّ تَسْمِيَةِ مَعْصِيَتِهِ لِأَنَّهَا بِالنَّظَرِ بَاهِرِ عَظَمَتِهِ أَيُّ كَبِيرَةٍ يَنْظُرْ الْجُمْهُورُ لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ قَسَّمُوهَا لِقَوْلِهِ وَكَرَّهَ إلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ فَجَعَلَهَا رُتَبًا ثَلَاثَةً وَسَمَّى بَعْضَ فُسُوقًا دُونَ بَعْضٍ وقَوْله الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ اللَّمَمَ وَسَيَأْتِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ سَبْعٌ تِسْعٌ وَمِنْ كَذَا كَفَّارَةٌ بَيْنَهُمَا اُجْتُنِبَتْ فَخَصَّ الْكَبَائِرَ بِبَعْضِ وَلَوْ كَانَتْ يَسُغْ وَلِأَنَّ عَظُمَتْ مَفْسَدَتُهُ أَحَقُّ بِاسْمِ قَوْله نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ صَرِيحٌ انْقِسَامِ وَصَغَائِرَ وَلِذَلِكَ قَالَ الْغَزَالِيُّ إنْكَارُ الْفَرْقِ وَالصَّغَائِرِ وَقَدْ عُرِفَا مَدَارِكِ الشَّرْعِ الْقَائِلُونَ بِالْفَرْقِ وَالصَّغِيرَةِ اخْتَلَفُوا حَدِّ وَلِأَصْحَابِنَا حَدِّهَا وُجُوهٌ أَحَدُهَا لَحِقَ صَاحِبَهَا عَلَيْهَا بِخُصُوصِهَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ بِنَصِّ كِتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ كتب الخطب المنبرية والدروس الإسلامية مجاناً PDF اونلاين كان ظهور الدعوة حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية حيث بعث الله رسوله محمدًا صلى عليه وسلم حين فترة من الرسل وبعد أن الناس جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت بما ضلَّ طريق رب العالمين وصراطَه المستقيم ولقد جاء النبي برسالته وقد أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه إلا القيام أمره به ربه: ﴿ فَاصْدَعْ تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ أُنْزِلَ إِلَيْكَ رَبِّكَ وَإِنْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ البشرية صوتُ هذا الداعي الجديد وأقبل ينظرون ما الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون كما لها ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون طريقها ومنذ ذلك الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها فقد اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون ثم إن الإسلام بالإضافة إلى اعتماده نشر قد جعلها ضمن الشعائر التعبدية ففرض خطبة كل يوم جمعة لا تصح الصلاة بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج وفي الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد وغيرها الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أو أداءً ومضمونًا وكان أكبر عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها القرآن الكريم وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف
❞ قال الشيخ بدر الدين الزركشي ولهذا لم يتعاط فحول الشعراء المتقدمين كأبي تمام والبحتري وابن الرومي مدحه -صلى الله عليه وسلم، وكان مدحه عندهم من أصعب ما يحاولونه فإن المعاني دون مرتبته، والأوصاف دون وصفه، وكل غلو في حقه تقصير، فيضيق على البليغ النطاق، فلا يبلغ إلا قليلًا من كثير . ❝
❞ ما هو الأحق بالرعاية على كل بليغ من براعة المَطلع، وهو سهولة اللفظ، وصحة السبك، و وضوح المعنى، ورقة التشبيب، وتجنب الحشو، وتناسب المعاني، وعدم تعلق البيت بما بعده، ويُسمى ايضًا حُسن الابتداء، وقد انتزعوا من هذا براعة الاستهلال في النظم والنثر، بأن يكون مبدأ الافتتاح دالًا على ما بُني ذلك النظم او النثر عليه من غرض المَسُوق إليه، كقول أبي تمام السيف أصدق انباءً من الكتبِ
لمَّا كان غرضه ذِكر الفتح والتحريض على الحرب . ❝
❞ قال البدر الزركشي ولا يُظن بأحد من أئمة المسلمين أنهُ يُتوقف في أفضلية نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الملائكة، وكذا سائر الأنبياء، وأطال في الحط والرد على من توقفَ في ذلك وزعم أن هذا ليس مِما كُلفنا بمعرفته ثم قال هذا الزعم باطل فإن هذا من مسائل اصول الدين الواجبة الاعتقاد على كل مكلف . ❝
❞ وقد كان عدم الكتابة لنبينا صلى الله عليه وسلم مع مو أُتيه من العلوم التي لا حد لها ولا غاية، ووقوع الكتابة منه في قصة الحديبية على خلاف فيه.. معجزةٌ لهُ ايضًا . ❝