█ _ أبو القاسم سعد الله 1990 حصريا كتاب رائد التجديد الإسلامي محمد بن العنابي 2024 العنابي: ابن شخصية وطنية جزائرية عاشت عصراً حافلاً بالاضطراب السياسي وعمراً بالإنتاج العلمي عائلته ميلاده وفاته محمد محمود حسين عًرف بابن أو بالعنابي من أسرة علمية ودينية معروفة إذ شغل جده الأكبر شيخ الإسلام (حسين محمد) الإفتاء الحنفي وهو منصب مهم جدا تلك الآونة كان يعد المناصب السلم الإداري كما الأدنى (محمد حسين) عالما حظي بالتقدير الكبير علماء عصره وًلد سنة 1189 1775 م عصره عاصر الثورة الفرنسية وما نتج عنها أحداث مست جوانب متعددة الحضارة الإسلامية وعاصر بلاده الجزائر اعتداءات خارجية كثيرة قام بها الإنجليز الأمريكان الفرنسيين والإسبان وغيرهم تكوينه وشيوخه نعرف البعض شيوخه: محمد (ت 1203) و هو قرأ عليه القرآن الكريم وأخذ عنه تفسير والده 1150 ) وبعض الفقه سمع قطعة صحيح البخاري وأجازه محمود 1236 ) و أبوه وحفظ يديه ومبادئ العربية تلقى ويروي أيضاً صحيحَ قراءة وسماعاً لجميعه علي الأمين 1235 م): أبو الحسن علي عبد القادر مفتي المالكية العالم العلامة المؤلف المشارك المتفنن الفاضل درس بالأزهر الشريف عن علمائه وشيوخه أخذ المالكي والحديث " فقرأ سماعا لبعضه وأجازة بسائر مروياته شيخه أبي العربي السقاط المغربي الرحمن الفاسي صاحب المنح البادية الاسانيد العالية أجازه الكتب الستة وموطأ الأمام مالك وكتب القاضي عياض وتلقى بعض المسلسلات حمودة المقايسي الجزائري 1245 ): درس ثم اتجه إلى مصر حيث انتسب الأزهر وتتلمذ وأجازوه بمروياتهم وكتبهم ومنهم مرتضي الزبيدي ومحمد الأمير الصغير وحسن العطار الدسوقي وحجازي المطلب العدوي أذنوا له بالتدريس هناك انتقل تونس إلا مقامه لم يطل فعاد واشتغل وكان يعيش صناعة المقايس (و هي الأساور المعروفة بـ 'المْقَايَسْ' مفردها مَقْيَاسْ مقياسة) ومنه نسبته قد مات فقيرا وقد جمع أسانيده ثبت خاص يرويه تلميذه أبو صالح الرضوي السمرقندي 1263 ): الإمام العارف المحدث المسند الرحال ولد سمرقند ورحل بخارى طلبا للعلم الهند واليمن والحجاز وتونس والجزائر ومصر والمغرب الأقصى ورزق سعدا التلاميذ وإقبالا عظيما أخذ بحيث كل بلد أعيانه وكباره سكن المدينة المنورة [فهرس الفهارس: 1 432] أجاز بالصحيحين والكتب والموطأ وفقه الحنفية ودلائل الخيرات أحمد الكاهية (ت) أجازه القراءات موقفه الاحتلال الفرنسي للجزائر عايش للجزائر الذي سبقه خصار بحري لاإنساني دام ثلاث سنوات فرأى وعايش ما يرافق أمثال هذع الأحداث تقتيل إجرامي وتعذيب وطرد ونفي وتهديم للممتلكات وانتهاك للحرمات وتدنيس للمقدسات حاول أمكنه إلزام قوات بما تقتضيه المعاهدة التي أمضاها الداي وقائد أن نفاه الأخير بسبب موقفه اغتصاب لأملاك الأوقاف وظائفه: القضاء الكتابة السفارة الإفتاء أما وظائفه فكان أولها ولاه أحمد باشا[؟] هذه الوظيفة بالإضافة مهمة ثانية وهي باي ويختفي اسم العنابيولا يعود عهد عمر باشا كلفه (بسفارة للمغرب الأقصى) وبذلك (ينضح يكن مجرد عالم بالفقه إليه علوم الدين بل أيضا دبلوماسيا ناجحاً وخبيراً لشؤون الدول بعد الفترة يكتنف حياته الغموض أخذت وظيفة المفتي تتعرض تقلبات خلال السنة الأولى أضحى موضع شبهة سلطات خاصة عندما أجبره كلوزيل تسليم المساجد لجعلها مستشفيات للجيش اتسمت لهجة بالنقد للسلطات خرقها للاتفاق الموقع بين والكونت دي بورمن مما جعل يضيق به ذرعاً فاعتزم وضع حد فتم إلقاء القبض طرف رجال الدرك وقادوه السجن أهينت أسرته بدعوى تدبير مؤامرة ضد وإعادة الحكم قرر نفيه مهلة ضيقة ولم يحصل (حمدان خوجة) عشرين يوما أجل بيع أملاكه وتصفية ديونه بصعوبة كبيرة ترك وطنه لآخر مرة قبل نهاية (1831 ميلادية) وانتهى فأقام بالإسكندرية الفتوى بهذه تدريسه وتلاميذه وقد التف حول العنابيتلاميذ وعلماء تصدر لتدريس الحديث والفقه فأجاز الكثيرين تلاميذه وغيرهما كانت مراسلات لكثرة مراسليه الذين يطلبون الرأي الإجازة غيرها المراسلات الأدبية شخصيته بالروح الدينية والفكر الاقتصادي والسياسي دوره الديني لعب الأول يباشر ويتصدر للتدريس ويمنح الإجازات لتلاميذه والمعجبين بعلمه أما الدور فيتمثل صلته بدايات وفي لبلاده باعتباره عالماً منفياً لأسباب سياسية توفي 1851 ميلادية بمصر العديد المواضيع منها وأشعارا وكتبا (السعي المحمود نظام الجنود) قال (أن الأوروبيين نظموا جنودهم ليضروا بالإسلام وأهله وأمام هذا الخطر الداهم أصبح المحتم المسلمين يتعلموا منهم اخترعوه صنائع ونظم) وهذا الكتاب مكون أربعة عشر فصل يتعلق بنظم الجيش والأخذ بأسباب التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير حياة الأعلام الناس عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما بالحديث أولا ومن الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير عباس فجعل يحدث ويقول: رسول لا يأذن لحديثه ولا ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد فيها لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر أهل فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه وممن سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق متعلّقة الباب تفرّدته الأمة باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت فيه عشرات وهذا ركن بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال
❞ يعتبر ابن العنابي (1189هـ-1267هـ) من أوائل علماء المسلمين الذين طرحوا قضية التجديد في النظم الإسلامية أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر هجري). وهو لذلك من أوائلهم أيضاً الذين طرقوا باب الاجتهاد الذي ظل مقفلاً عدة قرون نتيجة التأخر العقلي الذي كان عليه العالم الإسلامي. كما عالج أيضاً قضايا العصر في كتبه وفي فتاويه التي كان يصدرها طبقاً لمصالح المسلمين، وفي إجازاته التي كان يمنحها لطلابه والعلماء الذين يطلبونها منه.
ولم يكن ابن العنابي متفرجاً على أحوال عصره، كما كان جل علماء المسلمين في وقته، بل إنه تولى المناصب الدينية العليا (القضاء والإفتاء)، في بلاده الجزائر وفي بلاده الثانية مصر، وتولى التدريس ومنح الإجازات في مصر أيضاً وفي تونس وفي الجزائر وغيرها، وسافر في مهمات سياسية إلى المغرب الأقصى وإلى اسطانبول وقابل وناقش حكام تونس ومصر، وحج وساح عدة مرات. وقد عاصر أحداثاً كبيرة جرت في المشرق وفي المغرب مثل الحملة الفرنسية على مصر. ويكاد يكون لابن العنابي رأي أو موقف من كل هذه الأحداث.
ومن القضايا التي استرعت نظره بكثرة جمود عقلية علماء المسلمين أمام تقدم العقل الأوروبي، وتخلف الجيش الإسلامي أمام زحف الجيوش الأوروبية، وقد عالج القضية الأولى في عدة مناسبات من آثاره ولم يفردها بتأليف، ولكنها تكاد تكون هي المحرك له فيما كتب واتخذ من مواقف. أما القضية الثانية فقد أفردها بكتاب ما يزال مخطوطاً سماه (السعي المحمود في نظام الجنود) وهو الكتاب الذي يعتبر من أوائل (إن لم نقل الأول) الكتب العربية التي عالجت موضوع التجديد في النظم الإسلامية عامة والنظام العسكري خاصة، أو إذا شئت فقل عالج فيه موضوع تقليد المسلمين للأوروبيين في مبتكراتهم الحديثة. وقد ناقش ابن العنابي كل ذلك في ضوء الشريعة الإسلامية من جهة وفي ضوء حاجة المجتمع الإسلامي إلى التطور من جهة أخرى. فإذا عرفنا أن ابن العنابي كان مفتي الحنفية أو شيخ الإسلام وأن وقت تأليفه للكتاب هو سنة 1242هـ 1826م، أدركنا ما للكتاب من قيمة تاريخية وحضارية، وما لآراء صاحبه من أهمية.
انطلاقاً من هنا فقد اعتنى الباحث ˝أبو القاسم سعد الله˝ بجمع شتات ما عثر عليه عن أبي العنابي حياته، أسرته، آثاره، وبتقديمها إلى القراء والباحثين، كما أضاف لمتن هذه الطبعة وهي الثانية من بحثه نصوصاً وأبحاثاً تحدثت عن ابن العنابي، وألقت أضواء جديدة على حياته لم تتحدث عنها المصادر القديمة، كما أضاف ملخصين أحدهما توقف عند كتابه التحقيقات الإعجازية والثاني لخص كتابه ˝صيانة الرياسة˝ وأخيراً أضاف للبحث بعض النصوص القصيرة وقدمها على شكل ملاحق وهدفه تمكين القراء من معرفة موضوعات ابن العنابي وتذوق أسلوبه وعمق نظراته . ❝