█ _ ار اوستن فريمان 2021 حصريا قصة لغز البورتريه الكبير وقصص أخرى عن مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة 2024 أخرى: سرقةٌ جريئة وضَحِ النهار للوحةٍ شهيرة من متحفٍ مزدحم تقود إلى العثور وثيقةٍ سرية عمرُها قرون وكنزٍ مَخفِي هذه هي عناصرُ «لغز الكبير»؛ وهي القصة التي تحمل المجموعة القصصية عنوانها وقد اشتُهر «فريمان» المقام الأول بقصصِه مُحقِّقه الشهير الطبيب الشرعي الدكتور «جون ثورندايك» وبالإضافة الكبير» تَضمُّ ستَّ قصص أخرى؛ يَظهر «ثورندايك» اثنتين منها ليكشف غموضَ قضيتَين غاية التشويق بينما تُظهِر القصصُ الأربع الأخرى جانبًا مشوِّقًا وفريدًا وتُبرِز روحَ دعابةٍ مُحبَّبة قِبل المُؤلِّف كما تستعرض أنماطًا بشرية وطبائعَ شخصيةً مختلفة؛ فها هو قَسٌّ تتغير حياته تمامًا بفضلِ تميمةِ سحرٍ أفريقية وهؤلاء لصوصٌ تذهب خططُهم الذكية أدراجَ الرياح بضربةٍ ضربات القدَر وذاك شبحُ محامٍ يردُّ الحقَّ لأصحابه بعد مرور مئات السنين وعاملُ بناءٍ فقيرٌ يبتسم له القدَرُ ويمنحه ثروةً طائلة بطريقة غريبة إنها مجموعةٌ قصصية مُشوِّقة ومثيرة وجديرة بالقراءة كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل متسلسلة أنها أكبر الأجناس حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
❞ مر وقت ليس بالقصير قبل أن تستقر المعارض مرة أخرى. بينما اجتمع الطلاب في مجموعات، وناقشوا بشغف أمر العازف الغريب الرائع، وأُمطِر فيتلوورث، وهو ينتقل من مجموعة إلى أخرى، بسيل من الأسئلة لا حصر له. وكان وقت الغَداء قد اقترب عندما وجد نفسه مرة أخرى بجوار الغرفة المعزولة حيث يجري العمل على نسخ البورتريه، وقد لاحظ، أثناء مروره عبر الممر، أن رسَّام الألوان المائية قد غادر بالفعل. ثم وجد السيد ددلي يُحدق بسخط من خلال نظارته الكبيرة في الصورة الموجودة على حامله، وأظهرت له نظرة واحدة عليها أن هناك سببًا وجيهًا للاستياء.
«ما رأيك فيها؟» سأله الرسام وهو ينظر بعين الشك . ❝
❞ فيتلوورث بالإيجاب˝
فهز العازف الغريب رأسه برصانة؛ ثم قال: «إن هذه تبدو وجهة نظر خاطئة للغاية. إنك بالتأكيد لا تُنكر الصلة الوطيدة بين الفنون الجميلة؟»
ابتسم فيتلوورث ابتسامة تهرب من الرد، فاستأنف العازف الغريب كلامه، وسط همهمات وضحكات تشجيع من الطلاب، وقال:
«أنت لن تُنكر يا سيدي أن الفنون الجميلة المختلفة ما هي إلا أساليبُ متنوعة للإحساس العام بالجمال.»
لم يكن فيتلوورث يُنكر أي شيء؛ لكنه اعترض فقط على عزف آلة الأوبوا داخل المكان . ❝
❞ ˝وأخيرًا وجد فيتلوورث عازف الموسيقى داخل الغرفة الفينيسية؛ حيث تجمع حوله حشد كبير وقد وقف في المنتصف بجوار لوحة باكوس وأدريان للرسام تيتيان. كان رجلًا طويلًا ونحيفًا ذا مظهر شاذ غريب الأطوار، يرتدي قبعة مستدقة الطرف من اللباد وعباءة طويلة، ويبدو غير واعٍ تمامًا بجمهوره. وفي اللحظة التي وصل فيها فيتلوورث كان يعزف مقطوعة «كرنفال فينسيا» بإلهام ومهارة مع تنويعات لحنية منمقة، بينما ثبَّت عينَيه على اللوحة وهو يتأملها. فتحكم فيتلوورث في ملامحه بقدر ما استطاع وهو يخوض طريقه وسط الحشد حتى وصل إلى العازف وربت على كتفه برفق˝ . ❝
❞ وجد فيتلوورث نفسَه أمام معضلة؛ إذ لا تُوجَد قاعدة صريحة تمنع عزف الآلات الموسيقية في المعرض، كما أن التصرف بحد ذاته لم يكن فيه ما يُخالف القانون؛ علاوة على أن حُجة العازف الغريب، رغم كونها خيالية وغير واقعية، قد سِيقَت بلباقة ومنطقية؛ مما شكَّل صعوبة في التعامل معها. فحافظ على ابتسامته وهو يُحاول تقدير الموقف للوصول إلى قرار سليم، بينما توقَّف العازف الغريب أمام لوحة «صعود سانت أورسولا» للرسام كلود لورين، وعلى الفور بدأ في عزف حزين لمقطوعة «المغادرة إلى سوريا». كانت سخرية الموقف أكبرَ مما يُمكن لفيتلوورث احتمالُه، ولم يستطع استجماع قدرته على الاعتراض مجددًا إلا بعد أن شارفت المقطوعةُ على النهاية؛ وبينما تحرك العازف الغريب مبتعدًا عن اللوحة، أبلغه فيتلوورث اعتراضَه المهذب وحثَّه على التوقف. عاود العازف النظر إلى فيتلوورث بتأنيب مندهش، وراح يحثُّه مجددًا على مراعاة الصلة الوثيقة بين الأنواع المختلفة للجمال، مستشهدًا بعروض الآنسة مود آلن كمثال مألوف وشهير، وبينما أخذ فيتلوورث يقدح زِناد فكره لإيجاد ردٍّ مناسب، توقف العازف أمام بورتريه إليسا بونابرت للرسام جاك لويس ديفيد، وحدَّق فيها بنظرة نارية، ثم انطلق يعزف مقطوعة «مرسيليا» . ❝
❞ ˝نستطيع القول إن المعرض الوطني يتحول في أي يوم من الأيام المخصصة لنسخ اللوحات إلى مكان تجمع لنوعيات متباينة من البشر، وهو في ذلك الأمر يفوق حتى غرفة القراءة بالمتحف البريطاني، بينما يتساوى تقريبًا مع مجلس العموم. ويُمثل مشهد المعرض في هذا اليوم مصدر اهتمام دائم للسيد جوزيف فيتلوورث، تمامًا مثلما تفعل اللوحات المنسوخة بواسطة الناسخين المحترِفين، الذين يُطلَق عليهم بشكل فكاهي في المصطلحات الرسمية بين الرسامين؛ الطلاب. ونظرًا إلى أن جوزيف فيتلوورث هو في الأصل رسام ذو نزعة إلى الأساليب القديمة للرسم أكثر من المستقبلية، فإن هذا كان سببًا في فشله المهني. كما تُبرِز الحقيقة اللافتة للنظر في هذه الأيام؛ لأنه عندما يصل الأمر إلى أن يبيع الرسامون القدامى متوسِّطو المستوى لوحاتِهم بأسعار مرتفعة، وأن تُترَك لوحات العباقرة المعاصرين راكدةً في الاستوديوهات ولا تجد من يشتريها، إذن تُصبح الفرصة الوحيدة المتاحة أمام الرسام كي يشتهر هي أن يبتعد قدر الإمكان عن تقليد الأساليب القديمة للرسامين العظماء، الذين يتزايد الطلب على شراء لوحاتهم˝ . ❝
❞ ˝ومِن ثَم فقد وافق فيتلوورث بحماس شديد على وظيفةٍ براتب قليل للغاية في المعرض الوطني حيث يُمكنه على الأقل أن يوجد وسط أشياء وأناس يعشقهم، ومنهم على وجه الدقة امرأةٌ شابة جذابة للغاية، تأتي بصفة منتظمة إلى المعرض لنسخ اللوحات، وخاصة تلك التي تنتمي للمدرسة الفليمشية˝ . ❝
❞ ˝واصل العازف الغريب كلامه في إصرار، ودون أن يتحرك من مكانه، قائلًا: «ومِن ثَم، ستُقِر بأن كل نوع من أنواع الجمال يُمكن تعزيزه بالعرض والتوضيح عبر نوع آخر من الجمال. ومن جهتي، فأنا أعتبر الموسيقى الملائمة والمحركة للأحاسيس أمرًا ضروريًّا من أجل التقدير الواجب للجمال التصويري.» واختتم حديثه بهذه الكلمات، ثم التفَّ مبتعدًا وتحرك عبر المعرض متبوعًا، مثل زمار هاملين، بجمع غفير من الحضور˝ . ❝
❞ ˝وفي صباح أحد أيام الخميس، سار السيد فيتلوورث ببطء عبر القاعات، وراح يتوقف بين الحين والآخر ليُتابع أعمال الناسخين ويُقيِّمها بكلمات حصيفة أو نقد بَنَّاء. وقد قام بجولةٍ تفقَّد خلالها أغلب أجزاء المبنى وأوشك على إنهائها، لكنه ذكَّر نفسه بنسخة مثيرة للاهتمام تجري عملية نسخها في غرفة صغيرة منعزلة في طرف المعارض البريطانية؛ لذا توجَّه لمتابعتها هناك. وفي الممر المؤدِّي إلى الغرفة جلس رجل ينسخ بالألوان المائية إحدى اللوحات الصغيرة للرسام كونستابل، وكان عمله رديئًا للغاية لدرجة جعلت فيتلوورث يُشيح بناظِرَيه للجهة المقابلة بتلقائية وهو يمر مسرعًا إلى الغرفة في نهاية الممر. أثار العمل الجاري داخل الغرفة اهتمامه للغاية. فاللوحة الأصلية التي يجري نسخها هي بورتريه جيمس الثاني للسير جودفري نيلر، وقد أثارت النسخة المتميزة إعجابه لدرجة أنه توقف بجوار حامل اللوحة مشدوهًا بالمهارة الفنية التي تنم عنها اللوحة. بينما جلس الفنان الناسخ، الذي نقش اسمه على صندوق الألوان الخاص به، وهو جيلدفورد ددلي، وهو ينظر إلى لوحته المنسوخة واللوحة الأصلية ويخلط بتروٍّ عددًا من الألوان على الباليت.
فقال فيتلوورث: «أرى أنك لم تبدأ العمل بعد.» . ❝
❞ فقال فيتلوورث: «أرى أنك لم تبدأ العمل بعد.»
فنظر إليه الرسام محدقًا عبر نظارته الضخمة السميكة، وهز رأسه الذي يعلوه شعر أحمر متشابك طويل للغاية.
ثم رد قائلًا: «لا، إني أتفحصها أولًا قبل البدء.»
فسأله فيتلوورث: «هل تظن أن نسختك تحتاج إلى أي عمل إضافي؟ إنها ممتازة كما هي، على الرغم من انخفاض طفيف في درجة اللون.»
فأجابه الفنان مستوضحًا: «ليست أكثر انخفاضًا من الأصل، أليس كذلك؟»
˝رد فيتلوورث: «بلى، ولكنها ستنخفض خلال عام أو نحوه، عندما تزداد قتامة المادة المستخدمة، وهي أكثر انخفاضًا بكثير من اللوحة الأصلية حين رسمت في البداية.»˝ . ❝
❞ ˝نظر العازف الغريب إلى الموظف بنظرة متجهمة بها بعضُ التأنيب، خافضًا نَغْمة العزف؛ ثم بدأ فجأة في عزف مقطوعة أوكتاف ثم افتتح مجموعة تنويعات لحنية جديدة برشاقة مدهشة. فابتسم فيتلوورث ابتسامة حاول أن يجعلها رقيقة، وانتظر بصبر حتى انتهت المعزوفة الرائعة بمقطع منمَّق مذهل؛ ثم كرر اعتراضه المهذب. فأبعد العازف الغريب الآلة الموسيقية عن فمه، وانتظر حتى توقف التصفيق، ثم التفت بثبات نحو فيتلوورث.
وقال: «هل أفهم من موقفك هذا أنك تعترض على عزف الموسيقى في هذا المعرض؟»˝ . ❝
❞ ˝ثورندايك معترفًا: «إنها قضية غامضة للغاية. قطع ميلر شوطًا كبيرًا في التخمين، وبادجر أيضًا؛ وبالتالي قد نستنتج بسهولة أنهما وصلَا إلى نقطة محيرة. ومع ذلك، هناك شيء يجب التفكير فيه.»
«مثل ماذا؟»
«حسنًا يا جيرفيس، أنت رأيت الرجلين، ورأيت كيف كان تصرفهما؛ وسمعت قصة ميلر ورأيت خاتم السيد لاتريل. ضع كلَّ هذه المعلومات مع بعضها وستكون لديك مادة لوضع تكهنات مثيرة للاهتمام على أقل تقدير. وربما يتعدى الأمر مجرد التخمين.»˝ . ❝
❞ ˝اعترف ميلر: «في الوقت الحالي، هذه هي الحقيقة بعينها. فقدنا أثر الرجل الذي نشتبه به، ولكننا نأمل أن نمسك به مرة أخرى عاجلًا. إننا نريد الوصول إليه هو ومن معه في أقرب وقت. من المحتمل أن تكون عصابة صغيرة جدًّا ولكنهم ثعالب ماكرة؛ إنهم يتمتعون بذكاءٍ كبيرٍ مما يُبقيهم طلقاء. وسيستغرق الإمساك بهم وقتًا؛ فهم لديهم شخص يُدير هذا الأمر بقدرٍ كبير من الدهاء أكثر من المحتالين العاديين.»˝ . ❝
❞ ˝بينما أتتبع نظراته، لاحظت أن الرجل ذا الشارب المدهون بالكريم المثبت يمسح نظارته خِلسةً؛ وبفضل الانقشاع المؤقت لغيمة العبوس من إحدى عينيه، تمكنتُ من ملاحظة أوجه التشابه مع الملامح المعتادة لضابط المباحث.
قلت: «إذا كنت تقول إن هذا هو بادجر، فأنا أخمِّن أنه هو. إنه يشبه صديقنا قليلًا، ولكن ما كنت لأتعرَّف عليه.»
قال ثورندايك: «لا أعرف إن كان هناك ما يجعلني أتعرف عليه، ولكني تعرفت عليه من بعض سقطات الحركات اللاإرادية. تعرف طريقته في التمسيد على مؤخرة رأسه وفتح فمه والحك في ذقنه من الجانب. رأيته يفعل ذلك لتوِّه. فقد نسي مظهر الملوك الذي يظهر به حتى نسي ذقنه، ثم التوقف المفاجئ في حركته جذب الانتباه كثيرًا. فما كان عليه أن ينسى أنها لحية مزيفة.»˝ . ❝
❞ ˝بينما يضع كأسه، علَّق بقوله: «ليس سيئًا.»
وافقتُه الرأي: «لا بأس إطلاقًا بالنسبة إلى نبيذٍ من المطعم.»
قال: «لم أقصد النبيذ، ولكني أقصد صديقنا بادجر.»
قلت متعجبًا: «المفتش! إنه ليس هنا، أليس كذلك؟ فأنا لا أراه.»
قال: «يسرُّني أن أسمعك تقول ذلك يا جيرفيس. بذل الرجل جهدًا أفضل مما توقعت، ولكن بإمكانه التعامل مع متعلقاته بطريقة أفضل قليلًا. فهذه المرة الثانية التي تقع فيها نظارته في الحساء.» . ❝
❞ ˝من هذين الرجلين، انجذبت عيناي إلى رجل طويل القامة توقَّف بقرب الباب ووقف يتفحص الردهة وكأنه يبحث عن شخص ما. وقعت عيناه فجأةً على طاولة فارغة ذات مقعد واحد، توجَّه الرجل إليها مباشرةً وجلس وأخذ يقرأ قائمة الطعام متوجسًا والنادل يقف ينتظر أوامره. استرقتُ النظر إليه بشيء من الازدراء. يأخذ المرء عنفوان الشباب بعين الاعتبار، ولكن عندما يتحلى رجل في منتصف العمر بمظهر يجمع بين الشعر الكثيف الدهان المفروق من المنتصف، وشارب مدهون بكمية كبيرة من الكريم المثبت بحيث يُثير الاستغراب من كثافة لونه الأسود، ونظارة محدبة بعين واحدة من النوع الفخم يبدو أنها لمجرد الزينة، فهذا يدفع المرء إلى أن ينظر إليه بقدر ضئيل من القبول. لم أُعِر مظهرَه الغريب انتباهًا، ولكني كنت مهتمًّا بوجبة العشاء ولم أنتبه لشيء آخر مع العشاء لبعض الوقت إلى أن سمعتُ ثورندايك يُصدر ضحكةً مكتومة خفيفة˝ . ❝
❞ ˝في تلك اللحظة، دخل رجل وهو يمشي بخُطًى واسعة باتجاه طاولة صديقنا ومدَّ يده للمصافحة وصافحه الرجل الآخر ولكن ليس بحماس كبير حسبما رأيت. أحضر الوافد الجديد كرسيًّا ووضعه بجانب الطاولة وجلس وأمسك القائمة، وفي ذلك الوقت أخذ الآخر ينظر مستنكرًا. خمَّنت أنه كان يفضِّل تناول العشاء وحده، وأنه لم تَرُق له شخصية الرجل الذي دخل لتوِّه؛ إذ كان ذا مظهر مبهرج وصارخ ولافت للأنظار˝ . ❝
❞ ˝قال ثورندايك وهو يتابع نظراتي: «حسنًا، ما تقول في الرجل؟»
أجبته: «لا أعرف حقًّا، تُوحي عدسةُ كودينجتون المكبِّرة أنه من أنصار المذهب الطبيعي أو عالم في مجال ما، ولكن هذا الخاتم الكبير يستبعد هذا التخمين. لعله يعمل في جَمْع الأشياء القديمة أو القِطَع النقدية أو حتى الطوابع البريدية. إنه يتعامل مع الأشياء الصغيرة من نوع ما.» . ❝
❞ ˝تملَّكني الاهتمامُ بمراقبة أسلوبه المنمق؛ فقد كان واضحًا أن الرجل يتناول عشاءه باهتمام. ومن أسلوب النادل والطاولة المحجوزة بكرسي واحد، خمَّنتُ أنه عميل منتظم أيضًا، ولكن الرجل نفسه أثار فضولي؛ فقد كان رجلًا غير عادي وكان مظهره ينمُّ عن شخصية ربما تشوبها مسحةٌ من الغرابة. بدا عليه أنه يقارب الستين من عمره، وله جسم صغير ونحيل، ووجه تكسوه التجاعيد ومتقلب التعابير وغريب الأطوار، وتعلو رأسَه خصلاتٌ من الشعر الأبيض المنتصب. ومن جيب صدريته تبرز أطرافُ قلم حبر وقلم رصاص وكشاف كهربائي صغير يُشبه ذلك الذي يستخدمه الجراحون؛ رأيت عدسة كودينجتون مكبرة محاطة بإطار فضي معلقة في سلسلة الساعة، ويرتدي في إصبعه الأوسط بيده اليسرى أكبرَ خاتم رأيتُه في حياتي˝ . ❝
❞ ˝لا أتذكر أيُّ مناسبة تلك التي دعتْني إلى تناوُل العشاء مع ثورندايك في مطعم جيامبوريني في تلك الليلة تحديدًا التي لم تنمحِ بعدُ من ذاكرتي. مما لا شك فيه أن بعض الأعمال المنجَزة كانت قد استدعت حضورَ هذا الاحتفال المتواضع على ما يبدو. على أية حال، دخلنا إلى المطعم وجلسنا على طاولة اختارها ثورندايك في مكان منعزل بعضَ الشيء، جلسنا أمام نافذة كبيرة تتدفق من خلالها أشعةُ الشمس في شهر يونيو. حضرت الترتيبات الأولية وهي زجاجة من نبيذ البارساك، وكنا مترددين بين مجموعة من أطباق المقبلات نصف المطهوة، وعندئذٍ دخل رجل وجلس على طاولة أمام طاولتنا، من الواضح أنها كانت محجوزةً له؛ لأنه سار إليها مباشرةً وسحب الكرسيَّ الوحيد الذي كان موضوعًا بزاوية تجاه الطاولة˝ . ❝
❞ ˝تَفتح الجهات الأمنية تحقيقًا حول اختفاء مجموعةٍ من الحُلي لا تُقدر بثمنٍ في عملية سطوٍ على أحد محالِّ المجوهرات. ونظرًا لأن اللصوص لم يتركوا أثرًا وراءهم، لم تكن مهمة كشف مُلابسات ما حدث أمرًا هيِّنًا. لكن الشرطة تتوصَّل من خلال التحقيقات إلى أن وراء عملية السطو عصابةً صغيرة واسعة الدهاء. تتعقَّد القضية وتلجأ الشرطة إلى الدكتور «ثورندايك» لما عُهد عنه من نفاذ بصيرةٍ وحسٍّ مُتَّقدٍ وعقلٍ يَقِظ. فهل سيتمكن الدكتور «ثورندايك» من كشف مُلابسات الحادث والقبض على اللصوص؟ تعرَّف على إجابة هذا السؤال في قصة «القفل العجيب»، والتي سُميت باسمها هذه المجموعة القصصية المثيرة˝ . ❝