█ _ يوسف القرضاوي 2005 حصريا كتاب ❞ نحن والغرب أسئلة شائكة وأجوبة حاسمة ❝ عن جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 2024 حاسمة: المقدمة هذه مجموعة من الحوارات بيننا وبين الغرب ظهرت صورة محرجة أو رددت عليها بأجوبة بينة بل سميناها: «نحن والغرب» ولا بد لنا أن نحدد: نحن؟ أو: ما ومن الغرب؟ الذي يحاورنا ونحاوره؟ والغرب والشرق أمر نسبي فكل بلد وكل مكان له غربه وشرقه ووطننا العربي مقسم إلى: شرق وغرب وقد اصطلح يبدأ ليبيا إلى موريتانيا مرورًا بتونس والجزائر والمغرب الأقصى وحين قسم الناس الكرة والأرضية اضطروا يقسموا الشرق أقسام بحسب موقعه فهناك أقصى وهناك أوسط أدنى وقد هو أوروبا وأمريكا أما آسيا وإفريقيا فهما وإن كان أهل إفريقيا يريد يلحق نفسه بالغرب كما ذكر د طه حسين كتابه «مستقبل الثقافة»: مصر اليونان وإيطاليا وفرنسا أقرب منها الهند والصين واليابان وكما ينادي بذلك كثيرون شمال دعاة الفرانكفونية دار فلكهم هذا إذا نظرنا الناحية الجغرافية ولكن الأهم والأخطر ذلك: الثقافية والحضارية وهي التي لأجلها حدث الصراع ووقعت الحروب طوال التاريخ أغلب دارت رحى بين الأوسط «الكبير» يسمونه اليوم كانت قيادة عجلة الحضارة لقرون طويلة يد حين ظهور الحضارات الشرقية القديمة العريقة: الفينيقية والفرعونية والآشورية البابلية والفارسية والهندية والصينية وكان مصدر المعرفة والمدنية والصناعة والرقي ثم انتقلت العجلة لعدة قرون فلسفة ومدينة الرومان وبرزت الدولة الرومانية وغزت أقطارًا كثيرة وتركت آثارها بلاد شتى ثم عادت القيادة الحضارية مرة أخرى العربية الإسلامية قادت الدنيا بزمام الدين وأقامت مدينة العلم والإيمان وأنشأت حضارة ربانية إنسانية أخلاقية عالمية ظل العالم يتعلم ويأخذ عنها حوالي ثمانية ظهر لها فرع الأندلس أضاء نوره واقتبس منه أبنائها ونام المسلمون وتخلفوا واستيقظ الغربيون وتقدموا لا لمن جد يجد ولمن زرع يحصد وأن يقبض زمام ويهيمن بخبرته العلمية وبقدرته الاقتصادية وبقوته العسكرية وبقينا معدودين «العالم الثالث» «البلاد النامية» «الجنوب» العاجز المتخلف الفقير ومنذ الإسلام قدر يصطدم يمثله هرقل إمبراطور «البيزنطية» والذي أرسل إليه الرسول الكريم رسالة يدعوه فيها وختمها بالآية الكريمة: {يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ} [آل عمران: 64] ولم يستجب للدعوة رغم إيمانه قرارة بأحقيتها وصدق صاحبها وصمم المواجهة وبدأ أتباعه بقتل بعض الدعاة الصدام كانت القوى غير متكافئة فكانت سرية مؤتة وكانت غزوة تبوك العهد النبوي وكتب المفكرون الاستراتيجيون مثل: فوكاياما وهانتنجتون وغيرهما محذرين خطر «الناشزة» يصعب تطويعها سيما اتفقت وتقاربت مع الكونفوشيوسية «الصينية» التحذير «الخطر الأخضر» يعنون الإسلامي» بالغوا تضخيمه وتهديده للعالم بعد تقاربوا الأصفر» أي الخطر الصيني وبعد سقوط الأحمر «الروسي» ومن الإنصاف نقول: إن الأكاديميين المنصفين رفضوا هذا التهويل وأثبتوا ليس خطرًا مخوفًا يقال هؤلاء البرفسور اسبوزيتو المعروف كتب ذلك كتابًا الإسلامي: حقيقة أم أسطورة؟!» وكانت أمريكا تعد العدة لتقوم بأدوار جديدة قل بصريح العبارة: الإسلام؛ حرب الخليج الأولى دفعت بها «صدامًا» للاعتداء إيران الثانية أيضًا بطريق خفي غزو الكويت وكان كله مقدمة لغزو العراق والدخول العسكري المنطقة والتحكم بيد حديد ومحاولة تغييرها داخلها تغييرًا جذريًا يشمل التعليم والثقافة والإعلام بحيث تتدخل كل شيء جهرة جينًا وراء ستار أحيانًا ولم تحتاج لبس الأقنعة تخفي وجوهها رأيناها بأعين رؤوسنا تعمل المكشوف وتدس أصابعها حتى تعليم العقائد والفقه والتفسير والحديث وغيرها أحداث 11 سبتمبر 2001م أبرز الأسباب أعطت المبرر لهذا التدخل السافر العارفون يعلمون هذه السياسة قد رسمت قبل هناك وثائق وتقارير معروفة دلت بوضوح شنت حربًا كونية كبرى «الإرهاب» فيما زعمت الدلائل كلها تنطق بأن الحرب إنما هي وأمته وأوطانه بهدف الاستيلاء مقدرات الأمة والتمكن أعماقها مسيرتها تملي كيف تفكر فكرت وكيف تتكلم تكلمت عملت فهي ترسم طريق التفكير وطريق التدبير وطريقة التنفيذ تعلمها تتدين تفهم دينها تمارس حياتها أعلنوا بصراحة أنهم يريدون يصوغوا للمسلمين دينهم جديد صناعة «إسلام أمريكاني» بدل «الإسلام القرآني» «المحمدي» ولقد قال بوش أول الأمر: صليبية الأمد ونبهه خبراؤه خطورة الكلمة ومدى أثرها عقول المسلمين ونفوسهم وما إيحاءات تاريخية فاعتذر وقال قال: إنها زلة لسان وزلات اللسان تعبر مكنون نفس الإنسان ولقد سيدنا علي رضي الله عنه: غش القلوب يظهر صفحات الوجوه وفلتات الألسن! تلا قول تعالى: {وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِ} [محمد: 30] بعد الحادي عشر حملة إعلامية ضخمة بجوار الحملة واعتبر الإرهاب والعنف وأصبح يواجهون الغربيين تكيل التهم للإسلام ولكتابه ونبيه وشريعته وحضارته وتاريخه كيلا جزافًا ووجهت إلي بصفة خاصة عشرات الأسئلة هنا المخلصين يطلبون الإجابة يرد العاجزون الذين يسيئون بإجابتهم أكثر مما يحسنون جاءتني رئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد أرسلها عدد الإخوة العاملين مجال العمل بالولايات المتحدة الأمريكية وجاءتني يعيشون منهم أخونا ثابت عيد سويسرا ومنهم إخواننا «ائتلاف الخير» لندن الصحف وحاورت الصحفيين وإنجلترا وألمانيا ورأيت أجمع بعضه لأقدمه للقارئ ليعرف بينة: موقفنا وموقف منا ضوء هدى القرآن وهدى السنة وتوجهات العظيم {لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ حَيَّ بَيِّنَةٖ} [الأنفال: 42] توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي
❞ ضرورة الحوار مع الدعاة إلى تحكيم الشريعة الإسلامية، نظرا لخطورة الموضوع، واتساع القاعدة، التي تنادى به، وعدم قيام حوار من هذا النوع، رغم أهميته لحاضر الأمة ومستقبلها . ❝
❞ التسليم بالواقع هو مقتضى العقل و الدين معاً وإلا فليفعل ما يشاء من إظهار الكآبه و الهلع و المبالغة في الوهج و التشكي
هل يغير هذا من الواقع شيئاً ؟ و هل يبدل سنن الله في الكون ؟
بالقطع لا، و إنما يزيد النفس كمداً و غماً! . ❝
❞ الإنسان بطبعه عجول ، حتى جعل القرآن العجل كأنه المادة التي خلق الإنسان منها فإذا أبطأ على الإنسان ما يريده نفذ صبره و ضاق صدره، ناسياً أن لله في خلقه سننا لا تتبدل و أن لكل شيء أجل مسمى و أن الله لا يعجل بعجلة أحد من الناس، ولكل ثمرة أوان تنضج فيه فيحسن عندئذ قطافها و الاستعجال لا ينضجها قبل وقتها . ❝
❞ مِن إحسان العمل: أن نُقَدِّم ما حقه التقديم، ونؤخِّر ما حقه التأخير، ونضع كل عمل في مرتبته التي وضعها له الشرع؛ فلا نُقَدِّم النافلة على الفريضة، ولا الفرع على الأصل، ولا نقترف حرامًا لنفعل مستحبًّا، أو نضيع فرضًا لنتجنب مکروهًا، أو نُقَدِّم فرْض الكفاية على فرْض العين، أو نُقَدِّم فرْض الكفاية الذي قام به عدد كافٍ، على فرْض الكفاية الذي لم يقم به أَحد، أو لم يقم به مَن یکفي ويُغني، أو نُقَدِّم فرْض العين المتعلق بحق الأُمَّة، على فرْض العين المتعلق بحق الأفراد وهكذا، وهذا ما سميته: فِقه الأولويات . ❝