█ _ محمد ابن قيم الجوزية 1961 حصريا كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (ت كيلاني) عن دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع 2024 كيلاني): مصايد هو تأليف أبي عبد الله شمس الدين بن بكر الزرعي الدمشقي المعروف بإبن (691 751هـ) رتبه ثلاثة عشر باباً عرض فيه أمراض النفس البشرية وعلاجها ومكايد التي يكيد بها للإنسان وفيه فصول جمة عظيمة النفع وقد شهد له العلماء بالسبق خدمة العلم وتعريف للمسلمين موضوعات الكتاب وزع المؤلف كتابه 13 بابًا وهي: في انقسام القلوب إلى صحيح وسقيم وميت في ذكر حقيقة مرض القلب أدوية طبيعية وشرعية أن حياة وإشراقه مادة كل خير وموته وظلمته شر وفتنة أنَّ وصحته لا تحصل إلا بأن يكون مدركًا للحق مريدًا مؤثِرًا غيره أنَّه سعادة للقلب ولا لذة نعيم صلاح إلهه معبوده وأحب إليه ما سواه القرآن الكريم متضمن لأدوية وعلاجه جميع أمراضه زكاة طهارة أدرانه وأنجاسه علامات علاج استيلاء عليه بالشيطان مكايد ابنَ آدم وقد توسع الباب الأخير حيث قال إنه وضع الكتاب كُله لأجل هذا واستقصى المكايد أحاط مما به الإنسانَ وكتب آخره: "فهذه مختصرة كيد وتلاعبه بهذه الأمة (أي اليهود) يعرف المسلم الحنيف قدر نعمة وما منَّ والإيمان ويهتدي أراد هدايته ومِن التوفيق والإرشاد سواء الطريق" منهج كتابه لم يختلف منهجه هنا معظم كتبه: تقديم آيات والأحاديث النبوية كحجة ودليل يقوله ومنه مثلًا استشهاده بقوله تعالى: ﴿ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قومًا بورًا﴾ [الفرقان: 18] بحديث رسول ﷺ فعن ثوبان كان يقول إذا راعه أمر: ((الله ربي أشرك شيئًا)) كدليل الإقرار بالتوحيد كملجأ الاستعانة بروايات الصحابة والتابعين والأئمة الأفكار ومنها نقله عمر قال: "إسباغ الوضوء: الإنقاء" ذكر الأمثلة والإكثار منها أحيانًا ليستفيد القارئ ويسقط يقرأه أرض الواقع فيكون تطبيق أسهل ومن ذلك عند ذكره للمبالغة مخالفة الأمم قبل الحخاميم ضرب بإيهام أتباعهم المأكولات تحل للناس إن استعملوا فيها علمًا نسبوه موسى السلام يعلمه هُم بعض مؤلفاته علاقة بالموضوع المطروح وإعادة طرحه دون فلا يشق مع إيصال الفائدة مبحث السماع والذي ألف كتابًا مستقلًا تحت عنوان "الكلام مسألة السماع" أشار أيضًا مدارج السالكين الاهتمام الكبير أثناء كتابته وصياغته بالفائدة المرجوة للكتاب نفع المسلمين وإصلاح حالهم وليس فقط تجميع أفكار أو معلومات بموضوع الحِيل وأحكامها انتقادات الكتاب التوسع والتكرار موضوع وأحكامها: علم بل يقصده فكتب كتابه: "لعلك تقول: قد أطلت الكلام الفصل جدًا يكفي الإشارة فقال: الأمر أعظم ذكرنا وهو بالإطالة أجدر فإن بلاء الإسلام ومحنته عظمت هاتين الفرقتين: أهل المكر والمخادعة والاحتيال العلميات وأهل التحريف والسفسطة والقرمطة وكل فسادٍ – والدنيا فمنشؤه الطائفتين " أهمية الكتاب بين القيم للمسلم كثيرًا ضلالات الطوائف يقع وضح الحيل يستخدمها الكافرون لإضلال بين حيل العدو الأول إضلاله ﴿فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ﴾ [طه: 117] توسع معالجة الشبه وردها يستخدمه المضلون فكان أفضل كتابٍ الصدد الفرق بينه وبين تلبيس إبليس رغم اتحاد الموضوع بين وكتاب إبليس هنالك فروقًا جوهرية بينهما وهي: سبق الكتابة ابنُ الجوزي وذلك بكتابه وقام بتقسيم وكانت الأربعة الأولى بلزوم الجماعة وذم البدع والمبتدعين والتحذير فتن ومكايده وبيان معنى التلبيس والغرور أما بقية الأبواب فذكر العقائد والديانات وعلى والعباد بمختلف طبقاتهم وأطال الرد الصوفية فخصص لهم أكثر نصف يركز وخصص لحيل ضد الإنسان مصادر الكتاب نقل كثيرٍ الكتب والمصادر التفسير والحديث واللغة والتاريخ والتصوف وكثيرٌ الأخرى عدد المصادر نقل عنها كبيرًا وسندرج أهمها: كتاب "الزهد" للإمام أحمد "ذم الدنيا" لابن الدنيا "محاسبة النفس" "مجموع الفتاوى" الوسواس" قدامة "تلبيس إبليس" "المغني" "روضة الطالبين" للنووي "أحكام الملاهي" لأبي الحسين المنادي "بيان الدليل إبطال التحليل" المحبين" تاريخ سعيد البطريق النصراني "بذل المجهود إفحام اليهود" للسموأل مخطوطات الكتاب من المخطوطات المعتمدة طبعة مكة مخطوطة كتبت سنة 738 هـ بخط سليمان محيي وهي محفوظة مكتبة جامعة السند (جام شورو) حيدر آباد (السند) باكستان تأثر به مختصرات اختصر بعضه عددٌ نظرًا لأهميته وغناه وفائدته تلك الاختصارات: "تبعيد بتقريب اللهفان" لهاشم يحيى الشامي مختصر الشيطان" لعبد الرحمن أبا بطين "مختصر غانم المقدسي لأحمد القادر الرومي "جذوة مباركة الإغاثة" لعلي الفهد الصقعبي وكان ضمن "الجامع المفيد المبني بيان تحقيق التوحيد" "موارد الأمان المنتقى حسن علي الأثري "أقسام ومراتبها" "الوسواس الخناس" "كيف تتخلص الوسوسة "أصول نافعة البلاء والابتلاء" "رسالة القلوب" اهتمام به تأثر كثيرٌ بهذا فذكروه واستفادوا منه وعقبوا كتبهم ويتبين كثرة واستفاد اهتموا باقتنائه وقراءته لما شأن ومنهم: بنى صالح "طب وبنى هليل العمر "كشف الستور لأهل القبور" استفاد مفلح "مصائب نقل النحاس "تنبيه الغافلين" ذكر حجر العسقلاني تعقيبًا "لسان الميزان" كما استفاد الحجاوي "الإقناع" ومرعي الكرمي "غاية المنتهى" المناوي "فيض القدير" المنقور "الفواكه العديدة المسائل المفيدة" السفاريني "غذاء الألباب" نصوصًا كثيرة وذكره مصادره الأساسية نعمان محمود الآلوسي "جلاء العينين محاكمة الأحمدين" وغيرهم الكثير كتب التزكية والأخلاق مجاناً PDF اونلاين نظر الآداب والاخلاق نظرة كمال فجعلها حلية ووسيلة تجميله وأسلوب تزيينه كانت مفخرة مفاخر النبي صلى وسلم نفسه "أدبني فأحسن تأديبي" كتب والسلوك تزكية للنساء دورة الأخلاق والآداب ودورة
❞ ومن علامات صحة القلب : أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته ، ولا يأنس بغيره ، إلا بمن يدله عليه ، ويذكِّرُهُ به ، ويذاكره بهذا الأمر . ❝
❞ وصح عنه أنه كان يغتسل هو وعائشة رضي الله عنها من قصعة بينهما فيها أثر العجين " ، ولو رأى الموسوس من يفعل هذا لأنكر عليه غاية الإنكار، وقال : ما يكفي هذا القدر لغسل اثنين كيف والعجين يحلله الماء فيغيره هذا والرشاش ينزل في الماء فينجسه عند بعضهم ، ويفسده عند آخرين ، فلا تصح به الطهارة ، وكان صلى الله تعالى عليه وسلم يفعل ذلك مع غير عائشة ، مثل ميمونة وأم سلمة، وهذا كله في الصحيح . ❝
❞ حال القلوب إذا عرضت عليها الفتن قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها ، كما يشرب الإسفنج الماء ، فتنكت فيه نكتة سوداء ، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس وهو معنى ( كالكوز مجخياً ) أي مكبوباً منكوساً . ❝
❞ وقال أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " لاتشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم . فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع والدياراترهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم " .
فنهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التشديد في الدين ، وذلك بالزيادة على المشروع وأخبر، أن تشديد العبد على نفسه هو السبب لتشديد الله عليه، إما بالقدر، وإما بالشرع .
فالتشديد بالشرع كما يشدد على نفسه بالنذر الثقيل ، فيلزمه الوفاء به ، وبالقدر كفعل أهل الوسواس . فإنهم شددوا على أنفسهم فشدد عليهم القدر ، حتى استحكم ذلك وصار صفة لازمة لهم . ❝
❞ أهل المعاصي والفسوق وإن كان بينهم نوع مودة وتحاب فإنها تنقلب عداوة وبغضا وفي الغالب يتعجل لهم ذلك في الدنيا قبل الآخرة. أما في الآخرة (الأخلآء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) . ❝
❞ قال الله تعالى : " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم " وقال تعالى : " ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " وقال تعالى : " تلك حدود الله فلا تعتدوها " وقال تعالى : " ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " وقال تعالى : " ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين " . ❝
❞ وكذلك الجهل مرض يؤلم القلب، فمن الناس من يداويه بعلوم لا تنفع ويعتقد أنه قد صح من مرضه بتلك العلوم، وهي تزيده مرضا إلى مرضه لكن اشتغل القلب بها عن إدراك الألم الكامن فيه بسبب جهله بالعلوم النافعة التي هي شرط في صحته وبرئه . ❝
❞ وهذا الصراط المستقيم الذي وصانا باتباعه هو الصراط الذي كان عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأصحابه ، وهو قصد السبيل ، وما خرج عنه فهو من السبل الجائرة ، وإن قاله من قاله ، لكن الجور قد يكون جورا عظيما عن الصراط ، وقد يكون يسيرا ، وبين ذلك مراتب لا يحصيها إلا الله وهذا كالطريق الحسي ، فإن السالك قد يعدل عنه ويجور جورا فاحشا ، وقد يجور دون ذلك ، فالميزان الذي يعرف به الاستقامة على الطريق والجور عنه هو ما كان رسول الله وأصحابه عليه، والجائر عنه إما مفرط ظالم ، أو مجتهد متأول ، أو مقلد جاهل . فمنهم المستحق للعقوبة، ومنهم المغفور له ، ومنهم المأجور أجرا واحدا ، بحسب نياتهم ومقاصدهم واجتهادهم في طاعة الله تعالى ورسوله ، أو تفريطهم .
ونحن نسوق من هدى رسول الله وهدى أصحابه ما يبين أي الفريقين أولى باتباعه ، ثم نجيب عما احتجوا به بعون الله وتوفيقه . ❝
❞ شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور ، وهذا من أحسن التشبيه ، فإن أبدانهـم قبور لقلوبهم ، فقد ماتت قلوبهم وقُبرت في أبدانهم ، فقال تعالى (وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) . ❝
❞ إنّ العبد إذا اعتاد سماع الباطل وقبوله أكسبه ذلك تحريفاً للحق عن مواضعه فإذا جاء الحق بخلافه ردّه وكذّبه إن قدر على ذلك وإلا حرّفه . ❝
❞ ومن كيده الذي بلغ الجهال ما بلغ الوسواس الذي كادهم به في أمر الطهارة والصلاة عند عقد النية، حتى ألقاهم في الآصار والأغلال ، وأخرجهم عن اتباع سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وخيل إلى أحدهم أن ما جاءت به السنة لا يكفي حتى يضم إليه غيره ، فجمع لهم بين هذا الظن الفاسد، والتعب الحاضر، وبطلان الأجر أو تنقيصه . ❝
❞ إن المقدور يكتنفه أمران: الاستخارة قبل وقوعه، والرضى بعد وقوعه، فمن سعادة العبد أن يجمع بينهما، كما قال ﷺ: (إن من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه بما قضى الله، وإن من شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله، وسخطه بما قضى الله تعالى) . ❝
❞ لو عرف العبد كل شي ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئًا ، ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله والشوق إليه فكأنه لم يظفر بلذة ولا نعيم ولا قرة عين . ❝
❞ ولا ريب أن الشيطان هو الداعي إلى الوسواس فأهله قد أطاعوا الشيطان ، ولبوا دعوته ، واتبعوا أمره ، ورغبوا عن اتباع سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وطريقته ، حتى أن أحدهم ليرى أنه إذا توضأ وضوء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، أو اغتسل كاغتساله ، لم يطهر ولم يرتفع حدثه . ولولا العذر بالجهل لكان هذا مشاقة للرسول ، فقد كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يتوضأ بالمد ، وهو قريب من ثلث رطل بالدمشقي ، ويغتسل بالصاع وهو نحو رطل وثلث ، والموسوس يرى أن ذلك القدر لا يكفيه لغسل يديه ، وصح عنه عليه السلام أنه توضأ مرة مرة ، ولم يزد على ثلاث ، بل أخبر أن : " من زاد عليها فقد أساء وتعدى وظلم " فالموسوس مسيء متعد ظالم بشهادة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فكيف يتقرب إلى الله بما هو مسيء به متعد فيه لحدوده . ❝