█ شيماء نائل اسم الكتاب: فلك يسبحون نوعه: رواية اجتماعية رومانسية عدد الصفحات: 137 عنوان الكتاب جعلني أتأمل خلق الكون والفضاء حتى أصغر شيء لأن الإنسان جزء من فالتغير أساسي حياة نتأمل الحياة ابتلاء فيه حكمة وتدبير الله ليعلمه درس يقدر قيمة الغلاف الخلفي تركتنا مع جمال إبداع الخالق الشخصيات تأخذنا الفضول لنعرف ما هي القصة الإهداء امتنان إلى كل النعم وامتنان الكاتبة لعائلتها السرد لغة سلسة مبسطة سهل القارئ استيعابها ترصد لنا معلومات عن الفضاء وتأثر بالقرآن الكريم وربطه بالعلم واجتهادها وبحثها لتبسيط المعلومات دفعت لتأمل وأنه عالم أكبر رسمت كلماتها برشية فنان مبدع جسدت النمسا والأشخاص كأنه شريط سينمائي نشاهده ونتعاطف معه ليلي أخذت نصيبها اسمها دراستها وحياتها وحبها الخيال لتلقي فيها نفسها ورجها وسعادتها بأبسط الأشياء فهي مرآة لجمال روحها لدراسة علم وأبطال الرواية في روايتها المميزة جعلت يتأمل ورد فعل الأشخاص تصرف حكيم تعاملهم القدر شخصية بصورة حكيمة وتركيز دورهم وسعيهم وتمسكهم والدراسة ومن كتاب يسبحون مجاناً PDF اونلاين 2024 "ما أجمل أن تبقى القلوبُ العهدِ والوعدِ والسماحِ رغمًا المسافات والظروف وقساوة اللقاء وفقر المصادفة لحظة حنين معقود بالسحر المحمود لا نود ينفك عنا "
❞ رواية ˝في فلك يسبحون˝
وفاء فتحي الغرباوي
أطبقتْ جفنيها على دمعةٍ لمعتْ بعينيها بشدة، تشق شفتيها ابتسامة حزينة، عندما انتهت من قراءة هذه الكلمات المحفزة، مصدر الطاقة الإيجابية لها، عبر صفحتها الشخصية على حساب التواصل الاجتماعي فيس بوك.
العديد من الأسئلة طرأتْ على عقلها المغلق، هل من حقها الابتسامة فعليًا؟ تستحق أن تطوي صفحات الماضي وحياتها السابقة وأن تبدأ من مكان جديد، بيئة جديدة، مع أٌناس آخرين لا تعلم عنهم شيئًا حتى وإن كانوا يتحدثون لغةً أخرى، سيكون هذا أفضلَ لها، لا تستطيع أن تفهمَ ما يتحدثون عنه، مع ابتسامة ساخرة لنفسها، إنها تتقن أربع لغات غير العربية، لكن أن تعيش وسط آخرين لا يفهمونها عندما تتحدث العربية بصوتٍ عالٍ، في حال أن يضيقَ صدرُها وتضجُّ الكلماتُ على لسانِها في أيِّ مكانٍ، تنهدت بصعوبةٍ بالغةٍ محدثةً صوتًا عاليًا أثارَ رجفةً خفيفةً بجسمها، ليست رجفةَ بردٍ ولكن خوفٍ، فزعٍ، مشاعرَ مكبوتةٍ، فماذا تفعلُ الآن؟
رُبَّما تلكَ السطور القليلة التي قرأتْها ولم تعلم مَنْ خطَّها بهذه العناية والترتيب، رسالةٌ لها كي تبدأَ من جديدٍ.
أغلقتْ حاسوبَها الشخصيَّ، وضعته جانبًا، نظرتْ للخارج عبر الضوء المتسلل من نافذة غرفتها، وقفتْ أمامها تنظرُ إلى القمر، ابتسمت عندما رأته مكتملًا، إذاً اليومُ منتصفُ الشهرِ؛ أي اليوم الرابع عشر، هذا القمر بدرٌ، أيّ أنَّه أتَمَّ تسعة وعشرين يومًا كاملًا أو ثلاثين يومًا منذ أن يظهر لنا من منتصف الشهر الحالي حتى منتصف الشهر الذي يليه، تذكرت آخر مرةٍ وقفتْ فيها تتابعُه في مثل هذه اللحظةِ، بدأ عقلها تلقائيًا يحلل ظهور البدر في الشرق وقتَ غروب الشمس، ويستمرُّ في الحركة حتى الوصول إلى الأعلى في منتصف مسارهِ وقتَ منتصفِ اللّيلِ، ويغيب عند شروق الشمس، وعند ظهور القمر في طور البدر فإنّه سيبقى كذلك في السماء لمدّة ليلتين أو ثلاث ليالٍ، وعندها يبدأ في أخذ طور الانحدار والتقلص حتى يعودَ كالعرجونِ القديم، يصبح محاقًا بنهاية الشهر، ليبدأ طورًا آخرَ كهلالٍ لامعٍ ضئيل، ذي شكلٍ مميز . ❝
❞ أسْدل الليل عباءته السوداء، مشِيعًا في الوجود الظلمةَ، والهدوء المحبب لمن يعشقون الليل وسجاه، وأفاقت كائناته من غفلتها، وراحت تعلن عن أنفسها بأصوات مختلفة من حين إلى حين، هذه الأصوات تنساب في الفضاء وكأنها نغمات لاذعة حزينة،
شعور يقتلنا ونحن في غربة من أمرنا نتحدى به الأكوان إن كان هناك كوكب غير كوكبنا أو عوالم أخرى، نتمنى أن يكون هناك لربما نجد رفقةً أخرى فيها راحتنا.
أغلقت ليلى حقيبة سفرها السوداء، ليس بها الكثير من الملابس وأدواتها الشخصية، لقد قررت ترك كل شيء هنا، تريد الذهاب لمكانها الجديد، تشتري كل ما هو جديد علها تجد نفسها في المدينة الجديدة، تُبعث ليلى جديدة، تتخلى عن شخصيتها القديمة، أحزانها، تَصَّدُعِ روحها.
وضعت في حقيبة يدِها هاتفَها، وأجندتها الجديدة وقلمها، وأغلقتها بعناية، تلك الحقيبة ستصاحبها على متن الطائرة في السماء، فوق السحاب بعد حوالي خمس ساعاتٍ من الآن، عليها تجهيز نفسها وارتداء ملابسها قبل أن تبدأ رحلتها.
مرة أخرى وقفت بجوار نافذتها تنظر إلى القمر كأنه الوداع الأخير، والنظرة الأخيرة ممن صاحب ليلها كاسمها ،سنوات طويلة تقطن ليلى في البناية الشاهقة الارتفاع في الدور الثاني بعد الثلاثين، تَعُدُ نفسها قريبة من قمرها ونجومها . ❝