█ «طريقي إلى المجد» هذا الطريق يحتاج الكثير من الجهد الطاقة فلا تحسَبِ المَجْدَ أمرًا أنتَ آكِلُهُ فلن تبلُغَ المجدَ؛ حتى تَلْعَقَ الصَّبِرَا فالصبر طريق للوصول فطريق الوصول الأشياء أقوم بفعل ما بوسعي لأصل المجد ذلك الحلم الذي أسعى لتحقيقه يتطلب مني فعل أجله أعلم أنه ليس سهلًا ولكن مستحيلًا سأقوم مكانة عالية لا ماذا أفعل لأصل؟ ولكن أعلمه إنني سأصل يوم الأيام بات قلبي مرتجف خوفًا ضياع حلمي فالمجد فيحتاج الصبر التضحيات أيضًا سأفعل كل شيء أجل گ إنجى محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝حشرجة الروح˝*
في ليلةٍ يسودها حطام الروح، تناثر أفكارٍ يصاحبها أنين القلب، عيونٌ باكيةٌ أثر ألم شديد، نحيبٌ يزداد بشهقاتٍ عالية، وكأن القلب يتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة أثر ما حدث له، وكأنه هو الذي يبكي وليس العين، نغزةٌ تلو الأخرى تجعل الروح تُهدم وتتحطم، صار الجسمُ ضعيفًا هزيلًا، وأصبح الحب داءً، يؤرق ويؤلم من يبالي، من مر به يذوق الشَّجنَ والبلايا، ليس سوى تعلقًا للقلبِ، وعند الفراق تتحشرج الروح من بكاءٍ وهلاك، إرهاقٌ يجتاح صاحبه، يئن من ألم رأسه؛ فذكرياته كفيلةٌ بأن تسقطه أرضًا، يلاحقه ذلك اليوم الذي كان الفاصل لحياته، دمار حل به وأفقده شغفه، ذلك اليوم الذي أنهت به كل شيءٍ بينهما غير مباليةٍ لهذا القلب الذي يعشقها، لم تكن كلماتٍ تتفوه بها؛ بل كانت سهامًا تخترقه، حينها وضع يده على قلبه يُريد أن يطمئن عليه، فعبراته تسابقت مع حديثها؛ لتهطُل قبل استكماله، تخر قوته ويظهر ضعفه والصمود الذي حاول طويلًا على ثباته والتحلي به، ينظر لها نظرة عتاب ويريد لو يحتضنها ويخبرها أنه لا يستطيع العيش بدونها؛ هي التي سهر من أجل مُحادثتها، بالرغم من أن عمله يرهقه، ولكنه لا يبالي لذلك، كان يعتقد أنها الوصال، يخشى حزنها وتقلب مزاجها، يتساءل: ماذا فعل لتتركه وترحل؟ ماذا فعل لتنسى حبه وتدمر قلبه؟ ألم يكن حبه كافي لتبقى معه إلى نهاية المطاف؟
سؤال تلو الآخر يدور بخاطرهِ، حتى كاد يفتك بقلبه، يتألم أثر عشقه لها، ينظر هنا وهناك ليخفي كسرته ودموعه المتمردة، يتجه بخطواتٍ بطيئة نحو الخلف، يريد الفرار قبل أن تشفق عليه من مشهده، أنين، ألم، كسرة، مشاعر مبعثرة ومتضاربة، اضطراب يعتريه، يحطم كل شيءٍ أمامه ليهدأ قلبه، ولكن دون جدوىٰ، يشعر بإزهاق روحه وعدم قدرته على التحمل، يرى كل شيءٍ خلفه مُدمر، يحتاج إلى الراحة والأمان الذي سلبته منه برحيلها، ولكنه لا يستطيع حتى أن يكرهها، فهي من ملكت روحه وكل كيانه؛ ليجلس في بيته وحيدًا يتذكر كل الذكريات التي تجمعهم سويًا، من حديث ومشاركة تفاصيل يومهم وغير ذلك؛ ليترك العنان لقلبه وعقله للاستسلام وتصديق الواقع المرير، عتمة احتلت حياته، ضباب احتل بصره من كثرة دموعه التي تتسابق على وجنتيه كالشلالٍ، ولكنه في النهاية يحاول ليصمد من جديد.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝جرح عاشق˝*
في ليلةٍ عصيبةٍ يسودها الانكسار والحزن، تلاحقه أفكاره مُتذكرًا كل السلبيات التي احتلَّت كيانه، جرحٌ تلو الآخر، حتى انشق قلبه إربًا صغيرة، يتحدث عقله مع قلبه الهشِّ الذي فقد حريته مُنذ تلك الذكرى؛ لتستحوذ عليه مرارة الأيام، يضحك على ألمه مُتناسيًا إيَّاه، وفي غضونٍ لحظاتٍ يصرخ وكأن ألم العالم تجمع بداخله، ليس مجرد وجعٍ يشعر به، ولكنه يعتري فؤاده فيكاد الحزن أن ينهي عليه، مشاعر مُتضاربة، مزيجٌ بين الخذلان والانكسار، تُسلب إرادته على الحياةِ؛ ليتجه إلى الغرق في أحزانه، تعود على الكتمانٍ ولا يستطيع البوح بما في قلبه؛ حتى انقلب كل شيءٍ حين رآها ثانيةً، ألم ينساها بعد؟ ألم يلتئم الجرح الذي سببته له؟ أقلبه أحمقٌ ليظل مسحورًا بابتسامتها؟
كل هذه الأسئلة تفوه بها عقله مُعنفًا قلبه على كل شيءٍ، فهي من تركته ورحلت دون تفسيرٍ، هي من تخلت عنه ولم تفكر فيما كان يجمعهم، نسيت كل شيءٍ، حبه لها وكلماته التي كان يكررها بأنه لا يستطيع بدونها، كان يريد أن يعانقها ولو لمرةٍ واحدة، ولكنه دون جدوىٰ، فقد ذهبت دون أن تخبره؛ ليستيقظ من دوامة أفكاره على يديها الناعمة، ونظرة عينيها المليئة بالندم، ليزداد غضبه ويثور بجنونٍ تام، وكأنه يريد الفتك بها وإزهاق روحها، ينظر لها بتوجس غير مبالٍ لنزيف قلبه، غير مهتمٍ لصراخات روحه، لم يرى سوى خذلانها، يقف على حافة الجسر وبه قضبانٌ حديدية، تركض خلفه لتنقذه من تبعثر روحه، يريد التخلص من حياته، فقد استسلم لكل شيءٍ، يصرخ بصوته الغليظ بعض الشيء؛ ليستوقف خطواتها المتقدمة نحوه بخوف سائلًا إياها: لمَ فعلتِ هذا؟ ألم يكفي حبي لكِ؟.
تهطل عبراتها على وجنتيها التي تكسوها الحمرة وكأنها في سباقٍ وتريد الفوز حتمًا، تبكي بغزارةٍ ولا تستطيع التفوه بأي شيءٍ، حتى نفذ صبره، يتحرك يمينًا ويسارًا ثم بكي بقوةٍ مما جعل قلبها يتألم قائلًا لها: أنا الآن أحتضر، أنا سأموت حتمًا! لينظر نحو تلك الحفرة التي يراها في الأسفل ويصرخ بها مرةً أخرى متفوهًا: بالنسبة لي كل هذا حقيقي، الحفرة اللعينة في الأرض حقيقة! لم يكن مجرد تخيل، أنا لا أقف على الحافة فقط، ولكنني أسقط فعلًا، يزداد نحيبه وشهقاته، ترتطم قدماه فتسقط أرضًا، خرت قوته ولم يستطيع الصمود أكثر من ذلك، حتى تحدث ثانيةً من بين شهقاته مخبرًا إياها: كذبت على نفسي ذات مرة، عندما قلت إنني أستطيع تجاوز كل ما يحدث، ولكنني لم أستطع أن أتخطى ما فعلته بي، تنظر له بشفقةٍ وتريد الاقتراب منه، ولكنه يمنعها من ذلك، يحاول لمَّ شتاته والوقوف ثانيةً حتى استطاع ذلك، وحينها خطى عدة خطواتٍ ثم قال: لن أسامحكِ، فلم يستطع العالم تدميري، أنتِ فقط من استطعتِ، أنهى حديثه متسندًا على تلك العوائق الحديدية سائرًا نحو مستقبل جديد، تاركًا العنان لذلك الماضي الأليم.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝فوات الأوان˝*
تختلط أفكاره، وتسيل دموعه على وجنتيه مُتذكرًا ما حدث في تلك الليلة العصيبة التي تتميز بسكون الليل وبرودته،عندما اتجه نحوها؛ ليخبرها بحبه لها، يريد أن يجعلها حبيبته، فقلبه يريد قربها، تفوه بالكثير من العبارات؛ لتقبل بحبه، ولكن كسرت قلبه دون شفقةٍ، لم تهتم بحبه، واهتمامه بها، نسيت كل شيءٍ فعله من أجلها، أخبرته بأنها تملك القدرة على تدميره؛ ليئن قلبه ويتألم من أثر حديثها، فماذا فعل لتحدثه هكذا؟ تمر الشهور، يجاهد نفسه، ويريد نسيانها، ولا يستطيع؛ لتأتي بخطواتٍ متعرجة، تفرك بيديها، وتجول بنظرها يمينًا ويسارًا، تُتمتم بكلماتٍ، وتتلعثم في الباقي حتى نظر لها بنظراتٍ تسودها الحسرة والعتاب متسائلًا عن سبب مجيئها، استجمعت قوتها؛ لتخرج صوتها الهشَّ قائلةً: ˝اعتذر عما قلته، فأنا الآن أريدك، حياتي بدونك مُدمرة كليًا، لا أستطيع نسيانك˝.
يضحك بسخريةٍ عما قالت، أتعتقد أنه لعبةً بين يديها؟ أم ماذا؟ تظن إنه سيعود لها ولحبها، ولكن لا تدرك مدىٰ قسوتها عليه، يتحدث بصوتٍ مبحوح يمتزج بضعف جسده الهزيل متفوهًا: ˝لا، ستكسرين قلبي مجددًا، وأنا لا أستطيع تحمل هذا، فما فعلتيه يكفي إلى الآن لم أتخطاه˝.
تهز رأسها بعنفٍ؛ لتخبره بأنها لم تفعل ذلك، وتعده بذلك.
ولكن متى؟ بعد فوات الأوان، بعد جرحِه وكسرتِه، ألم يكفها نومه على وسادته بعيونٍ باكيةٍ ومتورمة؟! أين كانت حينها؟
لينظر لها مرددًا أجابته: ˝لا، لماذا لا تفهمين؟ في كلتا الحالتين أنا الذي أخسر˝.
قائلًا بعبراتٍ متحجرة في مقلتيه: ˝لا أستطيع أن أحبك، ولا أستطيع أن أكرهك أيضًا، وهذا الأمر يؤلمني، ويفسد حياتي، فقط ما أحتاجه أن لا أشعر بشيءٍ تجاهك، أن أنسى ذلك الحب الذي بداخلي، أحتاج أن لا افكر بكِ، أن لا أهتم بكِ على الإطلاق! لا أعرف كيف أفعل ذلك! فحبك لعنة تحطم كل شيءٍ، تعلمين أنكِ أخبرتيني ذات مرة بأنكِ تمتلكِ القدرة على تدميري وتحطيمي، تتذكرين ذلك؟ كانت تلك أنتِ، أنتِ من تحدثتي بذلك، والآن تريدي أن أعود إليكِ˝، تنظر له بندمٍ كبير، تحاول استعطافه، ولكنه مجروح حتمًا؛ ليسير في الجهة الأخرى؛ رافضًا لحديثها وتوسلها، فهو لا يستطيع العيش معها، وهي من رفضت حبه من قبل، لتنهار وتسقط أرضًا، فهي لم تتوقع أنه سيفعل ذلك، كانت تعتقد أنها ستصلح كل شيءٍ، وسيعود لها من جديد، ولكنها أتت بعد فوات الأوان، أتت بعد تدمير قلبه، وتفتته إلى أشلاءٍ، فحبها لا يصلح ما أفسدَته منذ زمن، فهي من فعلت ذلك بنفسها، ويجب عليها تحمل خطأها.
گ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝