.. فلان مات !! .. مات .. ؟! مات ازاي ده كان لسه سهران معانا... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب لغز الموت

- 📖 من ❞ كتاب لغز الموت ❝ مصطفى محمود 📖

█ فلان مات !! مات ؟! ازاي ده كان لسه سهران معانا امبارح لنص الليل شيء عجيب و نمصمص شفاهنا ثم ننسى كل نعود إلى حياتنا الآلية لكن عيننا الداخلية تظل مطلة هذه الفجوة باطننا يظل يرتجف بهذا القلق المبهم الموت بالنسبة لكل منا أزمة سؤال يبعث الدهشة والذعر لكنه للكون آخر إنه ضرورة فضيلة خير الحياة حينما ننظر لهما من بعيد هما يعملان الكون يظهران يخلقان الواقع يبدو مكملًا للحياة كالبستاني الذي يقتلع النباتات الفاسدة يسوي الأرض يحرثها ليفسح المجال للبذور الصغيرة الرقيقة لتطرح ثمارها يبدو كالرسام يمحو بفرشاته خطًا ليثبت اللوحة جديد أفضل منه خالقًا ثوب هدام فهو يهدم حائط الجسد لأن خلف الحائط يوجد ماء الجاري حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت الدنيا أيام آدم المخلوقات هي تتراكم فيها لا تموت !! الناس الذباب الضفادع الحشائش الديدان يصعد بعضها أكتاف بعض حتى تسد عين الشمس إن تبدو شيئا كالاختناق إن الكائن الحي يحب نفسه فقط اللحظة التي يعيشها لهذا يكره الموت كتاب لغز مجاناً PDF اونلاين 2024 لمصطفى محمود يناقش فيه خلال رؤية علمية وفلسفية ويرى والحياة وجهان لعملة واحدة فنحن نموت يوم؛ حيث ملايين الخلايا داخل أجسامنا دون نشعر بها ويسمى ذلك بالموت الأصغر وينقسم الكتاب فصول مثل اللغز والخيط والزمن والروح

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ .. فلان مات !! ..

مات .. ؟! مات ازاي ده كان لسه سهران معانا امبارح لنص الليل .. شيء عجيب !! ..

و نمصمص شفاهنا .. ثم ننسى كل شيء و نعود إلى حياتنا الآلية .. و لكن عيننا الداخلية تظل مطلة على هذه الفجوة .. و باطننا يظل يرتجف بهذا القلق المبهم !! ..

الموت بالنسبة لكل منا .. أزمة .. و سؤال .. يبعث على الدهشة و القلق .. والذعر ..

و لكنه بالنسبة للكون شيء آخر ..

إنه بالنسبة للكون ضرورة و فضيلة .. و خير ..

الموت و الحياة حينما ننظر لهما من بعيد .. و هما يعملان في الكون يظهران و هما يخلقان الواقع ..

الموت يبدو مكملًا للحياة .. يبدو كالبستاني الذي يقتلع النباتات الفاسدة و يسوي الأرض و يحرثها ليفسح المجال للبذور الصغيرة الرقيقة لتطرح ثمارها ..

يبدو كالرسام الذي يمحو بفرشاته خطًا ليثبت على اللوحة خطًا جديد أفضل منه ..

يبدو خالقًا في ثوب هدام .. فهو يهدم حائط الجسد .. لأن خلف الحائط يوجد ماء الحياة الجاري ..

حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت ..

الدنيا من أيام آدم ..

و المخلوقات و هي تتراكم فيها ..

و لا تموت !!

الناس .. و الذباب .. و الضفادع .. و الحشائش .. و الديدان .. و هي تتراكم .. و يصعد بعضها على أكتاف بعض .. حتى تسد عين الشمس .. إن الحياة تبدو شيئا كالاختناق ..

إن الكائن الحي يحب نفسه فقط .. و يحب اللحظة الصغيرة التي يعيشها و لهذا يكره الموت .. و لكن الموت يحب كل اللحظات و يحب الزمن .. و يحب المستقبل .. و لهذا يتساقط الناس من غرباله كالنشارة ليقوم على أشلائهم ناس آخرون أحسن منهم و هكذا دواليك ..

الموت هو عملية المونتاج التي تعمل في الشريط الوجودي كله فتقصه إلى عدة لقطات واقعية .. كل منها له عمر محدود !! ..

و الموت يخلق واقع الأشياء الجامدة أيضا كما يخلق واقع المخلوقات الحية ..

الأشياء الجامدة لها نهاية .. و العين تدركها لأن لها نهاية .. نهاية في الطول و العرض و العمق .. و لو كانت لا نهائية في طولها و عرضها و عمقها لاختفت .. و لأصبحت عالية في الإدراك .. غير موجودة

..

إن التناهي هو الذي يوجدها..

و التناهي هو الموت ..

كل ما في الكون من إنسان و حيوان و نبات و جماد إذن متناه له حدود .. الموت يأكل أطرافه .. و يقص حواشيه .. و يبرزه .. و يوجده و يخلقه في نفس الوقت ..

الموت فضيلة و خير بالنسبة للكون كله لأن به تكون الأشياء موجودة و تكون المخلوقات مضطربة بالشعور و الحياة ..

و لكنه شر الرذائل بالنسبة للإنسان الفرد .. بالنسبة لك أنت .. و لي أنا .. لأنه ينفقنا كضرائب إنشاء و تعمير .. و يقدمنا قرابين على مذبح الوجود.

و نحن لا نفهم هذا النوع من القربان .. و لا نستطيع أن نفهمه لأنه قربان فظيع .. و تضحية معناها أن نموت و نهلك !! .



. ❝