█ حاولتُ كثيرًا أن أفهم ذلك الغموض الكامن خلف انجذاب روحٍ إلى أخرى ما الذي يدفع أحدنا للشعور بالانتماء لشخصٍ آخر يشاركه الكوكب ذاته؟ سرّ كلّ هذه المشاعر المعقّدة والمتشابكة التي قد تدفع لربط سعادته وتعاسته بكائنٍ حتى وإن لم يبادله ذرّة؟ أتساءل وأضع عشرات الإجابات وأختم دائمًا بالإجابة الأكثر منطقية وإراحة لي: لا أعلم هل تشك يا علاء حبها لغسان وأنها تكن تبادله ذاتها جعلته أسيرًا لدائرتها؟ بالعكس فأنا أومن تمامًا أنها أحبته كما أحبها تماما ضحكت ضحكتها الساخرة كعادتها تتعجل الحكم أيها الأغر فالليل أمامنا يزال طويلًا لتتكشف الحقائق وتزول عنها عتمتها تمنيتُ أصرخَ وجهها قائلًا: متى تتوقفين عن إفساد كل قصة حب آمنت بها وخلدتها دواوين العاشقين؟ نظرت نحوي وهي تعبث بلحيتي لستَ حاجةٍ تصرخ صغيري ملهمتك تقرأ يدور بخلدك النتيجة ودَعْ القصةَ تفصحْ مكنونها كتاب تبقين أنت حبيبتي مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ - قاطعتها مستغربًا ... وكيف تملأ امرأةٌ ما عجز عنه النعمان؟
- هذا هو بيت القصيد، احتلت رقاش فراغ فراش ابن ماء السماء.
- لم أتحمّلُ هول المفاجأة كعادتي في تلقي الصدمات تلو أخواتها، هل تقصدين أنها كانت....
- نعم أيها الأغر، سرعان ما اكتشفا مكامن المتعة في جسدهما، فكانت هند أول امرأة عربية عُرف عنها ذلك الانحراف، ثم...
- بعينٍ مُلِحّةٍ وسؤالٍ حَيّره ما تخفيه عميقة العينين..ثم ماذا؟
- ماتت رقاش فجأةً وبدون أية مقدمات، مخلفةً وراءها جوعًا لا يُشبع، ورغبةً حائرةً لا تنطفئ، حتى رأت الشاعرين النابغة ومُنَخَّلّا في مجلس النعمان..تعلق بها الشاعران سريعًا، وصار كلٌ منهما يتمنى أن يرافقها في سريرها، ولأنّ لا أحدَ يتعلمُ الدرسَ منذ قتل قابيل أخاه من أجل أنثى، دبّت الغيرة بين الصديقين، وصارا يتباريان في إظهار أفضل ما لديهما لينالا رضاها.
- قاطعتها..لكن ما أعلمه أنها أحبت مُنَخَّلًا.
- لا تتعجل حبيبي وقرة عيني كعادتك.. في يومٍ من الأيام ساق القدر النابغة إلى بستان القصر، فصُعق حين شاهد هند وهي تستحم، وقد تجردت تمامًا من كامل ملابسها، لم يتحمل النابغةُ نورَ جمالها الصارخ الذي غرس سهمه في قلبه بدون أملٍ في عودةٍ أو شفاءٍ . ❝
❞ علاقاتٌ خَطِرة
وصلتُ لعملي في اليوم التالي، وكما توقعت وجدت سارة كعادتها في الإصرار وعدم النسيان خاصة ما يتعلق بي وكأن أمي أوصتها عليّ أو كأنها أم لي من بعد أمّ.
- ماذا وراءك يا عصام؟ بطريقتها الساخرة التي لا تخلو من الاستفزاز.
- علاقة وانتهت يا سارة.
- نظرت لي ملياً..أليس أنطوني ابن خالتك الذي تعاهدت أمك وخالتك أن يكون زوجك وأن مَن يجمعهم الله لا يفرقهم البشر؟ أليس هو الأنسب لكِ دينيًا وطائفيًا؟ أليس هو الذي يعاملك بكل لطافةٍ واهتمامٍ يحسدك عليه كلُ مَن كان يراكما معا ً؟
- تنهدتُ، وقد سرحت بخاطري في تلك العلاقة الخطرة التي أرهقتني وشوهت الكثير من غرفاتِ قلبي، وجعلتها مبعثرةً، لا تقوى على الإقبال على الحياة، فضلًا عن أن أعيشها بأريحية وسلام نفسي.. لا يغرنك يا سارة ما كان يظهره من لطفٍ ومبالغةٍ في المعاملة الراقية، كنتُ في كل مرةٍ يتجاوزُ فيها في حقي، ويتعمد تهميشي والتقليل مني، كنت ألتمسُ له الأعذارَ..كم كنتُ بلهاء عندما يعود معتذرًا، ويجلسُ عند قدمي يبكي كالأطفال، ويعترف بذنبه وتجاوزه الذي لا يليقُ.. لكِ أن تتصوري كم كنت ساذجة . ❝
❞ قصةٌ أخرى من قصص الخيانة! ألا تجد سواها أيها المغامر الذي تحاذيه الخبرة والفطنة كشريطي قطارٍ سريعٍ لا يتوقف إلا في محطته الأخيرة ‘ فلا تلتقط عجلاته أنفاسهما المتقطعة ولا القضيبان يلتقيان!
- نظرتُ إليها نظرة الملتاع من قسوة البعاد وعتمة ما بعد الوداع، لا تتعجلي الحكم عليها حبيبتي.
- بريبةٍ لا تخطئها عينٌ، هل أعجبتك هند بنت عامر؟
- تقصدين المتجردة؟ تلك الحورية معتدلة القد، نقيةُ اللونِ والثغر، القمراءُ، البيضاءُ، الكحلاءُ، أسيلةُ الخدين، شهيةُ المقبل، جذلةُ الشعر، عريضةُ الصدرِ، كاعبُ الثدي، ضامرةُ البطن، لفاءُ الفخذين، لم تغد في بؤس....
- قاطعتي بصوت غلفه الحنقُ وغيرةُ النساء.. وماذا أيضا أيها النخاس؟
ذكرتني بقول الأعشى:
غراءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها
تمشي الهوينا كما يمشي الوَجي الوَحِلُ
ألا ترى أنك قللتَ من شأني كثيرًا حين محوتَ كلَ جميلٍ في روحي وصفاتي متعلقًا فقط بما يُرضِي شبقَ أشباه الرجال!
- لم أجد نفسي أمام ثورتها التي فاقت بركان فيزوف جحيمًا إلا أن أبدي اعتذاري، وأنثر معالم ندمي على عتبات قلبها..خانني اللفظ حبيبتي وغدرت بي الكلمات . ❝