█ قصةٌ أخرى من قصص الخيانة! ألا تجد سواها أيها المغامر الذي تحاذيه الخبرة والفطنة كشريطي قطارٍ سريعٍ لا يتوقف إلا محطته الأخيرة ‘ فلا تلتقط عجلاته أنفاسهما المتقطعة ولا القضيبان يلتقيان! نظرتُ إليها نظرة الملتاع قسوة البعاد وعتمة ما بعد الوداع تتعجلي الحكم عليها حبيبتي بريبةٍ تخطئها عينٌ أعجبتك هند بنت عامر؟ تقصدين المتجردة؟ تلك الحورية معتدلة القد نقيةُ اللونِ والثغر القمراءُ البيضاءُ الكحلاءُ أسيلةُ الخدين شهيةُ المقبل جذلةُ الشعر عريضةُ الصدرِ كاعبُ الثدي ضامرةُ البطن لفاءُ الفخذين لم تغد بؤس قاطعتي بصوت غلفه الحنقُ وغيرةُ النساء وماذا أيضا النخاس؟ ذكرتني بقول الأعشى: غراءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوَجي الوَحِلُ ألا ترى أنك قللتَ شأني كثيرًا حين محوتَ كلَ جميلٍ روحي وصفاتي متعلقًا فقط بما يُرضِي شبقَ أشباه الرجال! لم أجد نفسي أمام ثورتها التي فاقت بركان فيزوف جحيمًا أن أبدي اعتذاري وأنثر معالم ندمي عتبات قلبها خانني اللفظ وغدرت بي الكلمات كتاب تبقين أنت مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قررتُ أن أُنهي هذا الحوار العبثيّ قبل أن يبدأ، هذا موضوع مات قبل أن ينثرَ ما في رحمه على أرضِ الحياةِ، فيُخلّف مزيدًا من الأوجاع والمسوخ والعلاقات السامة التي تُعَجّلُ برحيلنا قبل الأوان بأوان.
- في محاولة سريعة منها كي تخفف من حدة انفعالي .. مسوخ كمسوخ الزومبي، تلك الجثة المتحركة التي أثارتها وسائل سحرية من الساحرات؟
- انتزعت يدي من قبضتها لمغادرة المكتبة متعللةً بموعدي مع أمي كي نزور طبيبها.
- بطريقتها المعتادة وتدخلها في تفاصيل حياتي من خلال مظلة الحب وعهود الصداقة السليمانية.. سأتركك الآن على أن تخبريني غدًا.
- ضحكت منها، غدًا صديقتي اللدود، ولكن عذرًا، فهذا حديثٌ أمره يطولُ وأنا الليلة مشغولٌ.
وكعادتها وذهنها الحاضر لم تترك لي اقتباسي لتلك الجملة من البرنامج الإذاعي ˝ أنا وصديقي الفيلسوف ˝ بصوت الإذاعي سعد الغزاوي ردًا على الممثلة سميرة عبد العزيز، فباغتتني بتقليدها لصوت الممثلة زوزو نبيل بصوتها الذي لا تخطئه أذن في حلقات ألف ليلة وليلة عبر أثير الإذاعة المصرية العتيقة حين ينقذها ضياءُ الفجر من سيف شهريار.. ˝ مولاي ˝ . ❝
❞ علاقاتٌ خَطِرة
وصلتُ لعملي في اليوم التالي، وكما توقعت وجدت سارة كعادتها في الإصرار وعدم النسيان خاصة ما يتعلق بي وكأن أمي أوصتها عليّ أو كأنها أم لي من بعد أمّ.
- ماذا وراءك يا عصام؟ بطريقتها الساخرة التي لا تخلو من الاستفزاز.
- علاقة وانتهت يا سارة.
- نظرت لي ملياً..أليس أنطوني ابن خالتك الذي تعاهدت أمك وخالتك أن يكون زوجك وأن مَن يجمعهم الله لا يفرقهم البشر؟ أليس هو الأنسب لكِ دينيًا وطائفيًا؟ أليس هو الذي يعاملك بكل لطافةٍ واهتمامٍ يحسدك عليه كلُ مَن كان يراكما معا ً؟
- تنهدتُ، وقد سرحت بخاطري في تلك العلاقة الخطرة التي أرهقتني وشوهت الكثير من غرفاتِ قلبي، وجعلتها مبعثرةً، لا تقوى على الإقبال على الحياة، فضلًا عن أن أعيشها بأريحية وسلام نفسي.. لا يغرنك يا سارة ما كان يظهره من لطفٍ ومبالغةٍ في المعاملة الراقية، كنتُ في كل مرةٍ يتجاوزُ فيها في حقي، ويتعمد تهميشي والتقليل مني، كنت ألتمسُ له الأعذارَ..كم كنتُ بلهاء عندما يعود معتذرًا، ويجلسُ عند قدمي يبكي كالأطفال، ويعترف بذنبه وتجاوزه الذي لا يليقُ.. لكِ أن تتصوري كم كنت ساذجة . ❝