الفصل الثاني 💬 أقوال محمد حسن عبد الجابر 📖 رواية إيجيكوين
- 📖 من ❞ رواية إيجيكوين ❝ محمد حسن عبد الجابر 📖
█ الفصل الثاني كتاب إيجيكوين مجاناً PDF اونلاين 2024 عندما تصبح أحداث الحياة الأرض أقرب إلى عالم الخيال عندها يمكن للخيال العلمي أن ينزل ويلامس أرض الواقع ويضيف لونه ليطغى ويرتبط بها بحيث يكتسب الوضع الجديد طابعًا مألوفًا يختلط بأحداثه مع بدرجاته فمن الضروري يتم التعامل المعاصر وإن كان خارجًا عن المألوف
وعندما ينشأ الحب مثل هذا الجو يجب يكون مستوى القول يصنع المعجزات والمقصود بالمعجزات هنا فيما يتعلق بالجانب الرومانسي للرواية ليس الأحداث التي تنسب التدخل الإلهي المباشر
بدلاً من تشير كلمة معجزة صمود البطل للظروف والعقبات ساهمت المساعدة الإلهية المقام الأول ثم قدراتهم الخاملة للتغلب عليها وتحملها قدر المستطاع إذا تعريف المعجزة هو أنها قطع واضح يحدث قوانين الطبيعة فإن ما حدث وصفه بأنه شبيه بالمعجزة !! كنت أنوي كتابة ملخص لرواية (إيجيكوين) بالأسلوب التقليدي لكن الكلمات رفضت تتلاءم بعضها
تصارعت الرواية ذهني وخلاصة قرأته للتو إذن تصارعت
إذن
2 -
لهواة النظام وعشاق الدقة بتفاصيلها الغير منتهية .. عليهم القيام بجولة داخل مصنع الجزيرى ستشعرهم بأنهم داخل نموذج مكبر لخلية نحل متكاملة ، سير العمل بالمصنع يأخذ نفس نهج منظومة عمل خلية النحل و لكنه خلية بشرية لصناعة و تعبئة عسل النحل .. يعمل عمال المصنع على أيصال منتج المصنع و هو ( عسل نحل مدينتنا ) إلى أعلى جودة له ليكون فى أبهى صوره التسويقية ، حيث أن الجزيرى واحد من أثقل رجال أعمال ( مدينتنا ) و الذى يسعى
لأقتناص لقب أغنى رجل فى ( مدينتنا ) ..
نجح العمال فى الحفاظ على نفس درجة حماستهم فى العمل بالمصنع لسنوات و أستمرت حتى بدايات عام ٢٠٢٢ و قد بدأت أسعار السلع و المنتجات رحلة الصعود المتواصل مع ثبات مرتباتهم و عدم مرافقتها لرحلة صعود الأسعار لتواكبها .. أثر ذلك بالسلب على نفسية العمال فتأثر أدائهم فى العمل لا سيما و قد بائت كل محاولاتهم فى طلب الزيادة للمرتبات بالفشل حيث تم تأجيل ذلك لأكثر من مرة مع وعود جوفاء عامة ، مما سمح لبذور الأنقلاب أن تتناثر فى أجواء المصنع فتنبت شيئآ فشيئآ حتى تعمقت جذورها و أشتدت و فى أنتظار فقط من يداعب فتيل قنبلة التمرد فيجذبه لينفجر الغضب و يصب على رأس الجزيرى !!
كان الجو العام فى المصنع هادئا الهدوء الذى يسبق العاصفة إلى أن جاء خبر وفاة زميلهم فنى الكهرباء أثناء قيامه بتبديل أسبوتات الأضاءة فى سقف المصنع .. وقع الخبر كالصاعقة على مسامع زملائه لحبهم الجم له و بعد أن أنتزعوا حقيقة السبب المؤدى للوفاة !
لقد توفى فنى الكهرباء غرقاً بعد أن أنزلقت قدماه و أختل توازنه و سقط من أعلى السلم الخشبى ليهوي داخل سطل عملاق معبأ عن أخره بعسل النحل و يصل عمق هذا السطل لأكثر من مترين !!
أستطاع موظف ال IT بالمصنع أقتطاع الفيديو خفية الخاص بغرق زميلهم فى العسل و الأحتفاظ به بعد أن سجل الفيديو لحظات المعاناة المؤلمة التى مر بها الفنى حتى الوفاة !
تم تسريب الفيديو بين عمال المصنع و تم تداوله بينهم كأنتشار النار فى الهشيم , و مما أشعل النار فى قلوب العمال تسريب أيضاً خبر تستيف أوراق الواقعة على أنها وفاة طبيعية خارج المصنع وذلك
لعدم ألحاق الضرر بمصنع الجزيرى ..
كانت واقعة غرق العامل فى العسل بتطوراتها السريعة هى بمثابة جذب فتيل التمرد و الغضب لدى العمال ، سرعان ما تجمهر العمال وبزغ من بينهم من يصلح لتزعمهم و قاموا بوقفة أحتجاجية أتفقوا فيها على مطالبة الجزيرى بحق زميلهم و حقوقهم المؤجلة
و أعلنوا أنهم لم و لن يتنازلوا عنها ..
فى غضون لحظات نقلت الشخصيات ( المعصفرة ) بالمصنع التطورات للجزيرى الذى أتخذ الأمر على محمل الجد و ذهب لموقع الأحتجاج و بعد أن أستمع لهم أخبرهم أن ليست هذه هى الوسيلة التى تليق بأن يعرضوا عليه طلباتهم .. أمرهم أن يتفرقوا و يتموقعوا على ماكيناتهم و سينظر فى موضوع زيادة المرتبات .. رفض العمال و أشتاطوا غضباً و أصروا على موقفهم بروح الثوار مما أستفز الجزيرى أكثر فأخبرهم فى صرامة كاسحة أن لديهم ساعة واحدة من الزمن لفض هذه الوقفة الأحتجاجية و أستئناف عملهم أو مغادرتهم المصنع دون رجعة !!
★★★★★★★★
أكتشف محمود أن ( موطن الفاشلين ) الذى أسسه
هو حقآ أكبر نجاح قد حققه !!
لقد تفاقمت أعداد الفاشلين المنضمين لموطنهم الجديد و وصلت لحوالى نصف مليون ، مما رشح هذه الصفحة لتصدر مواقع البحث الألكترونى لتمر بأزهى أوان لها منذ أنشائها ..
لم تكن الصفحة محط أنظار الفاشلين فحسب بل كانت أيضاً محط أهتمام نوع أخر من رواد السوشيال ميديا.. كان يتابع الصفحة بل و أنضم إليها عدد هائل من الأطباء النفسيين تحت أسامى مستعارة تتيح لهم التوغل فى ( موطن الفاشلين ) دون أن يكشفهم أحد .. لقد كانوا يتابعون بوستات الفاشلين الذين يقومون بتشييرها و تعرض لمحات من حياتهم السوداوية , و كان هؤلاء الأطباء ينبهرون بضخامة تفاعل الفاشلين مع بعضهم البعض و كلاً منهم يشارك ببوست أقوى من الذى سلفه
و كأنه مزاد على أكثر حياة بائسة !!
لقد راق كثيرا لهؤلاء الأطباء النفسيين المخفيين هذه الأحداث المتطورة بين رواد الصفحة و وجدوا فيها بيئة ملائمة تخدم مجال عملهم و تدعمه .. وعليه فقط فكر عدد لا بأس به من هؤلاء الأطباء فى نفس الفكرة و قاموا بالتواصل مع شركات دعاية للأعلان عن عياداتهم و أساليبهم المتطورة و الحديثة فى علاج و تطوير الذات على هذه الصفحة .. موطن الفاشلين ..
سرعان ما تم التواصل مع محمود من قبل شركات الدعايا و عرضوا عليه فكرة الأعلان على صفحة ( موطن الفاشلين ) لأطباء يعالجون
بطرق تنمية و تطوير الذات ..
تملص محمود فى بادئ الأمر و أبدى عدم ترحيبه بالفكرة فتنفيذها قد يقلل من مصداقية الصفحة فهى صفحة حرة و ملك لروادها ..
أسهل طريقة للأقناع هى ذكر المقابل المادى للخدمة و هذا ما أتبعته شركات الدعايا مع محمود الذى أصابه التخبط عندما أدرك أن المقابل المادى حقآ مجزى فلم يتماسك طويلاً و أعلن موافقته على الأعلانات الممولة التى فى غضون أيام تدفقت كفيضان أكتسح
موطن الفاشلين ...
***********************
مضت ساعة سلحفية داخل مصنع الجزيرى مرت على العمال و كأنها دهرآ و على الجزيرى أيضآ ..
الأنتظار فى حد ذاته يعصر العقل و أحياناً يعتصر القلب ..
بزغ الجزيرى فى مكان ما فى الأعلى يتيح له مخاطبة المتجمهرين من العمال المتمردين .. لحظة صمت ضربت الثوار بمثابة
ظهور الجزيرى لهم بعد تهديده الحاسم ..
رمقهم بنظرات خاطفة صارمة و خاطبهم بصوت أجش
و هو يسألهم ماذا نويتم ؟؟
كانوا يتجمهرون فى خطوط دائرية و فى مركزهم كان يقبع زعيمهم و ينادونه بعم ضياء الذى برز لمواجهة الجزيرى و قد رفع ناظريه للأعلى ليرد فى ثقة على سؤال الجزيرى ..
نوينا على أن لا نفرط فى حق زميلنا الشهيد و لن نتهاون فى حقوقنا
و لن نتراجع عن مطالبنا ..
رد الجزيرى فى حزم لحسم الموقف و قال له أسمعها قولآ واحداً منهم .. نظر عم ضياء لهم كأنه عازف يقود الأوركسترا حتى خرجت منهم سيمفونية الغضب التى أكدت على كلام عم ضياء ..
أنطلقت عبارات مقتضبة من الجزيرى على سياق .. أذن فلتصلكم حقوقكم المادية عن هذا الشهر و لتغادروا المصنع بعدها دون رجعة !!
عبارات قصيرة ثقيلة أنهى بها الجزيرى الموقف دون تردد أو تهاون .. قرار لم يتوقعه أحداً من الثوار أن يستغنى الجزيرى عن جميع عمال المصنع فى آن واحد .. لقد حول عم ضياء الوضع لظلمات لهم .. بينما تعامل الجزيرى مع الأمر بكل بساطة و كأنه يدهس سيجارته بعد أنهائها !
أرسل الجزيرى بعد ذلك من يتواصل مع أهل فنى الكهرباء الذى توفى غارقآ فى العسل و تم مراضية أسرته مع ضمان مبلغ شهرى كبير سيصلهم كل أول شهر شرط أن يغلقوا ملف الوفاة نهائيآ و عدم التجاوب مع أى محرض يحمل فيدوهات لن تجدى لهم نفعاً ،
بل ستبتر يد العون الممدودة لهم ..
و بخطوات ممنهجة لم يهدر الجزيرى الوقت بل كان يبرم أتفاقاً مع شركة يابانية لتوريد روبوتات بتكلفة مليون دولار ليقفوا على خطوط الأنتاج بمصنعه لأستمرار عجلة الأنتاج بل وضع خطة لمضاعفته !!!
******************
إذا وضعتك الظروف فى غرفة معتمة فلا شك أن ظهور شعاع نور فيها سيلفت نظرك و يجذب أنتباهك ..
محمود كان تائهآ فى ( موطن الفاشلين ) كان يشاهد و يتابع فى صمت بوستات أعضاء الصفحة التى توحى و كأنها لوحات أدبية لكنها سوداوية كانت تشعر محمود بالظلام الدامس ..
فى ظل هذه العتمة المعنوية كانت بوستات تشوبها بصيصاً من الأمل تنزل تباعآ لنفس الأسم .. أختلاف لونها المضئ لفت نظر محمود ليس فقط ذلك .. بل أسم صاحبة البوستات هو من جذب أنتباهه أكثر !
( وردة الجنة .. ذبلت فى جحيم الحياة ) كان محمود يتابع هذا الأسم المستعار منذ فترة طويلة و يتفحص بوستاته و هى مكتوبة من حروف تملؤها الشجن ويكسوها قشرة من الأمل !
قرر محمود كسر الحاجز الزجاجى الفاصل بينهما و فتح محادثة معها و تردد كثيرآ قبل أن يكتب لها : السلام عليكم ..
كانت شارة أدمن الصفحة تظهر جنب أسم محمود مما أوهم محمود أنه بمجرد ألقاء السلام على من يحدثه من أعضاء الصفحة سيقتنص عضو الصفحة هذه الفرصة سريعاً ، عاد محمود و ألقى السلام مرة أخرى و أيضآ لم يستقبل أجابة .. فعاد للمحادثة و كتب :
هو أنا مش بقول السلام عليكم ؟!
فجائت أجابة كتابية من وردة الجنة الذابلة : بـس يــاض ..
عقد محمود حاجبيه و كتب و هو يمسح حروفاً و يعود لكتابتها ثم كتب لها : أطوارك غريبة .. حتى صفحتك لما فتحتها غرقت فى بحر غموضها .. ممكن أعرف حكايتك ؟؟
ردت الفتاة : بس يا بابا .. و تانى مرة متفتحش حاجة متخصكش ..
ظهر غضب محمود فى كتابته للفتاة : و بعدين فى لماضتك دى ؟
أنتى منين عايز أفهم ؟ أسكندرية و لا القاهرة و لا منين ؟
الفتاة : هريحك و أرد علشان أجابتى هتحيرك ..
انا لا من أسكندرية و لا من القاهرة .. أنا من النص ..
أستخدم محمود دهائه فى المحاورة :
مهو لو عرفت أنتى منين بجد .. هتخيلك و هقولك حاجات
عن شخصيتك تبهرك .. جربى و أعتبريها لعبة للتسلية ..
الفتاة فى ثقة : أزاى زعيم الفاشلين هينجح فى حاجة ؟
أنا من مدينة تتوسط المحافظتين .. مدينة أسمها ( مدينتنا ) .. لما تعرفها أبقى أتخيلنى و أبهرنى المرة الجاية .. دلوقت أنا لازم أقفل .. سلااااام ...
نظر محمود طويلاً بعينان مفتوحتان عن أخرهما لشاشة موبايله بعد أن قرأ كلمات الفتاة صاحبة أسم .. ( وردة الجنة.. ذبلت فى جحيم الحياة ) ..
*************
أرض الرخاء هى أرقى بقاع ( مدينتنا ) تقع بالطبع فى الجانب الشرقى فى أقصاه .. تم تخصيصها لصفوة أثرياء المدينة ..
أحدث تصميمات عصرية لفيلات ستجدها فى أرض الرخاء .. واحدة من التصميمات المبهرة كانت من نصيب فيلا تضج دومآ بالحياة .. هذه الفيلا يقوم صاحبها و هو شاب فى أواخر العشرينات يدعى نهاوند ، بتأجيرها لأقامة حفلات الزفاف و أعياد الميلاد و ماشابه و هذا بمقابل مادى باهظ ..
فى حالة عدم و جود حفلات يقيم هو حفلاته الخاصة مع أصدقائه و صديقاته ليكسر بهذه الحفلات سكون الليل إلى أن تعود الشمس من غيابها مرة أخرى ..
فى هذا اليوم كان جدول الأعمال خالى من أى حفلات ، لذلك دعا نهاوند أصدقائه و صديقاته لقضاء سهرة ساخنة فى فيلته .. نهاوند كان يقدر المخدرات لا سيما الحشيش بينما أصدقائه لا يحبذونه فمنهم من يدمن الخمور و الويسكى و منهن
من غرزت أقدامهن فى حبوب الهلوسة الخطيرة !
نهاوند يسعى دائماً لأستخدام الطرق التى تيسر عليه المعيشة فهو على أستعداد لأن يبذل جهداً كبيراً كتلة واحدة مقابل أن تمنحه كتلة الجهد هذه أطول فترة راحة ممكنة فيما بعد ..
حتى فى أمور الهلس يطبق نهاوند نظريته فى الحياة.. فعلى سبيل المثال أبتاع نهاوند مبشرة خضروات و قد بحث عنها جاهداً حتى حصل على واحدة أستانلس فتحاتها أوسع قليلا من خرم الأبرة !
و أتفق مع ديلر و أبتاع منه كيس حشيش كامل يزن حوالى ٢٥٠جراماً و قام ببشره على المبشرة لتحويله لبودر بنى
و قام بتعبئته فى برطمان زجاجى كبير !!
و عند أحتياجه لتعاطى المخدرات فقط يفتح البرطمان و يأخذ المقدار المناسب ليستخدمه حسب طريقة تعاطيه للحشيش ..
نهاوند يعيش فى الحياة بهدف الحصول على اللذة و الغرق فى المتعة و هذه أحدى الأسباب الرئيسية لخلافه مع والده ..
هجم الليل فى موعده و خيم بظلامه على المدينة .. عكس الحال داخل فيلا نهاوند فالأضاءات الليد المتناثرة هنا و هناك تشعرك
أنك فى وضح النهار .. أنتشر أصدقاء نهاوند و صديقاته فى الفيلا و كلاً يغنى على ليلاه .. فهناك من يرفع زجاجة الويسكى و يجرع منها فى همجية و هنا فتاة تبتلع حباية يدسها فى فمها شاب يرقص معها و يدس واحدة فى فمه هو أيضاً..
الجميع كان فى حالة لذة صارخة و نشوة عارمة ..
نهاوند كان يجلس بمرافقة فتاة ممشوقة القوام يغطى شعرها الأسود الداكن كتفيها و تتلوى على أنغام الموسيقى بينما هو كان ممسكآ بسيجارة الحشيش بين أصبعيه و يسحب منها ببطء فينفث بعدها سحابات كثيفة من الدخان ، كان يجلس بالقرب منهما شاب سكير مع فتاة تشبهه ..
جميع الحاضرون يعرفون الخلاف القائم بين نهاوند و والده رجل الأعمال منذ سنوات قريبة و على أثره أنتقل نهاوند للعيش بمفرده فى هذه الفيلا التى سجلها له والده بأسمه قبل نشوب الخلاف بينهما ..
لكن تأثير الخمور قد ضرب هذا الشاب السكير بقوة الذى يجلس على مقربة من نهاوند و جعله يتطاول فى حديثه مع نهاوند و هو يخاطبه فقال :
شفت أبوك عمل أيه .. سرح العمال اللى عنده فى المصنع و هيجيب مكانهم روبوتات .. ثم ضحك ضحكاً مريعاً و أستطرد السكير مخاطباً نهاوند .. ليك حق تطفش منه وتقاطعه و تيجى تعيش هنا .. و أصدر ضحكة مقززة أخرى ثم رفع الزجاجة على فمه التى كان قابضاً عليها بيديه و ظل يشرب منها و كأنها مياه غازية !
كان نهاوند قد أعتدل فى جلسته و ما أن أنهى صديقه الثمل حديثه حتى قام نهاوند عن مقعده و أقترب منه فأطفأ سيجارة الحشيش بأسقاطها داخل زجاجة الخمر الممسك بها و قال له :
خلافى مع والدى لن يمنحك الحق فى التطاول على الجزيرى باشا .. ثم كال له لكمة عنيفة كانت قد حولت الصخب من حولهما لصمت الموتى .. ترقب الجميع الموقف بعدها ، و مع تأثير المخدرات كانوا يشعرون أنهم أثقل وزناً و لم يستغرق الموقف أكثر من خمس دقائق قد أنتهى بطرد نهاوند للسكير المتطاول على والده ثم عاد الوضع لما كان عليه و صدحت الموسيقى مرة أخرى من مكان ما و أحيت معها
الشرب و الضحك و الرقص و كأن شيئاً لم يكن ..
***************************
محمود طايع هو بالفعل بارع فى مجال البرمجيات ولكنه ليس الأبرع فيه .. صفحته (موطن الفاشلين ) حالها كحال الجروبات الخاصة بالنساء فقط .. فتجد هذه الجروبات سرية للبنات لكنها فى الحقيقة تزخر بالرجال المتنكرين فى أسماء مستعارة لسيدات ، هذا على سبيل المثال ..
( موطن الفاشلين ) هو بالفعل مأوى للفاشلين و المحبطين و للهاربين من الحياة بسننها و قوانينها المعقدة .. لكن لا مانع من تواجد بعض الفضوليين فى هذه الصفحة لمتابعة ظهور فكرة جديدة كـ ( موطن الفاشلين ) و محاولة تقليدها و هناك من يندس بينهم لأغراض صحفية و منهم لأغراض مهنية كما فعل بعض الأطباء النفسيين ..
كما أن مواطنين الصفحة من الفاشلين لم تولدهم أمهاتهم فاشلين .. بل من المؤكد أن لديهم مواهب أو أنهم أتقنوا مهارات أو وظايف على مدار حياتهم السابقة ، لكن ضغوطات الحياة تمكنت منهم و سحقت حماسهم و دهست طموحاتهم فأصبحوا على ما هم عليه الأن فهاجروا إلى ( موطن الفاشلين ) بمجرد ظهوره ..
فى الأونة الأخيرة ظهرت مجموعة من الفاشلين المخلصين فى ( موطن الفاشلين ) كانت تقوم بتشيير بوستات على الصفحة تدين فيها الأطباء النفسيين و تستنكر أنتشار
الدعايا و الأعلانات الممولة على صفحة موطنهم !
لاقت هذه البوستات الكثير من التفاعل معها سواء بـ لايك أو كومنت مؤيد للبوست ، و بدأت تجذب و بشدة أنتباه معظم مواطنين الصفحة و بدا ذلك جلياً من تنامى التفاعل مع بوستات الفاشلين المتضجرين ..
مما حفز أحد أعضاء الصفحة من فئة الفاشلين المخلصين لأن يستجمع خبراته المغمورة بعقله الباطن و يلملم نفسه و يستفاد من إلاعيبه السابقة فى تهكير الأجهزة و أختراق المواقع و يكرس ذلك ليتمكن من تقديم المساعدة لنفسه أولاً و لأعضاء الصفحة من الفاشلين و المحطمين نفسياً ..
كانت البوستات تتوالى و كانت بمثابة حطب نار الأنتفاضة ..
بالفعل نجحت هذه البوستات فى أطلاق الشرارة الأولى بداخل الفاشل الهاكرز حتى تحولت لجحيم فى رأسه و قرر أن يطلق سراحها .. تحول هذا الهاكرز لتنين بشرى يُخرج فحيح الغضب من مسامه .. أصبح عزمه معقودا على التنفيذ حتى حدد يوم رد الأعتبار ..
على الصعيد الأخر كان محمود يتعامل مع البوستات الأنتقادية و الضجر على صفحته كما تعامل مبارك وحاشيته مع ثوار يناير .. التجاهل .. ظن محمود أن ما يحدث فى ( موطن الفاشلين ) مجرد زوبعة فى فنجان و ستتبخر و تذهب لحالها ، و توهم أن الحماية التى غلف بها الصفحة منحتها قوة ستجعل الصفحة تدوم رغم أى مناوشات تدور معها !
كما أنه كان يؤمن فى أعماق نفسه أن ما يتحصل عليه من دخل مادى ضخم بفضل الأعلانات الممولة على ( موطن الفاشلين ) لن يتنازل عنه و لن يفرط فيه و رأى أن التجاهل فن و هذا أوانه ..
فى اليوم المحدد بذهن الفاشل الهاكرز بدأ فى ممارسة خطته الهجومية .. أستغرق من الوقت ما أستغرقه و فى النهاية تمت السيطرة التامة على الصفحة من حذف للأعلانات الممولة و تعطيل نشر بوستات جديدة و وقف التفاعل مع البوستات القديمة .. أى تم شل حركة الصفحة بالكامل .. لم يكتف الفاشل الهاكرز بذلك بل كتب بالبنط العريض على الصفحة الرئيسية :
لقد تم أحتلال موطن الفاشلين ..
هذه الصفحة أكذوبة.. فمن أنشأها يتاجر بفشل أعضائها ..
لا للمصالح الشخصية ..
علم محمود بما حدث من خلال ( عصفورة النت ) و هى أشعارات الفيس التى تخبر صاحبها بكل همسة تحدث فيما يشارك به .. فتح محمود ليفهم ما التعديلات التى حدثت لصفحته دون أن يفعلها ، لكن أصابته الصدمة عندما وجد نفسه كباقى أعضاء الصفحة يفتح ليقرأ فقط ما تم كتابته على الصفحة .. حاول محمود أن يستغل براعته فى مجاله لأستعادة صفحته لكنه فشل فشلآ ذريعآ و أدرك أنه عاد مرة أخرى لنقطة الصفر ..
أيقن محمود وقتها أن هناك من هو أبرع منه فى المجال و أنه
كان مخطئا عندما ظن أن فى التجاهل نجاة ..
: - 1 -
على طريق أسكندرية – القاهرة الصحراوى و تقريباً عند منتصف المسافة بين المحافظتين تقع هذه المدينة السكنية و تفرض وجودها و كأنها بقعة جغرافية معترف بها على الخريطة .. تشغل المدينة مساحة شاسعة على الطريق و تمتد للداخل لمساحات فسيحة , هى ليست مجرد مدينة سكنية فحسب و التى قام بتنفيذها على أرض الواقع رجل الأعمال الشاب أحمد ألماظة ..
هى مدينة تم تأسيسها و دعمها بخدمات على الطراز الذى يناسب طبقة الأثرياء و شريحة الشباب و كوكب النساء , خدمات تتماشى مع أغلب فئات المجتمع ..
لو لم يتعثر أحمد ألماظة و يتزلزل مادياً أثناء تنفيذ هذه المدينة أكبر مشروع له فى حياته المهنية لكان باع بالثمن الثمين الذى حدده سواء للوحدات السكنية أو للمحال التجارية دون التنازل عن مليماً واحداً للسعر الذى وضعه لهما .. لكن تحقيق جميع الأمال دائماً يكون محال ..
ألماظة على قدر كبير من النضج التسويقى و يمتلك قسطاً وافراً من الدهاء و لكن أحياناً تنقلب النعم لنقم لأصحابها و أحياناً أخرى تمضى قدماً , و يعزى الفضل فى التحول لطريقة أستخدام هذه النعم ..
ألماظة كان مرغماً بعد أن مضى مئات العقود مع مئات المشتريين من الطبقة الرائقة مادياً بالثمن الذى حدده لوحداتهم , أن ينحدر بالسعر حتى كاد الأقتراب من هاوية - الخسارة القريبة - لباقى الوحدات الأخرى فى المدينة .. و ذلك ليجنى أى نقود تمكنه من أستكمال نموها و أن يصل بها للمرحلة النهائية و ينتهى من هذا المشروع الذى أستنزف طاقته المادية المحددة للمشروع ..
هذه التعثرات و التدهورات المادية التى مر بها ألماظة ترجع لتخبط الأسعار لجميع السلع و المنتجات و عدم أستقرارها لفترة زمنية طالت مدتها !
كان فكر صائب لألماظة عندما نفذ هذه الخطوة فنجح بالفعل فى بيع أغلب الوحدات المتبقية و أنهى تشطيبها فى مستوى أقل بكثير من الوحدات الأولى و لكن تغاضى ممتلكيها عن ذلك مقابل فرصة أقتناص سعرها و المغرى أكثر لهم تواجد وحداتهم السكنية على مقربة من منازل الأثرياء الفخمة كما أنها أيضاً قريبة من مراكز خدمات و أحياء محيطة بمنازل الأثرياء
و قد تعامل معها ممتلكين الوحدات الثانية على أنها أماكن ترفيهية ..
ما فعله ألماظة دون تخطيط منه لكنه كان تخطيط القدر , أنه جمع فى هذه المدينة طبقة الأثرياء مع طائفة الشباب حديثى الزواج بالأضافة لطائفة قدامى المتزوجون من الطبقة المتوسطة و طبقات متحورة أخرى .. و شبه أنعزالهم عن أى حياة سكنية خارج هذه المدينة و قد منحها ألماظة أسم مدينة ( مدينتنا ) سيرغمهم على تفاعل جميع هذه الطبقات مع بعضهم البعض ليتصدوا لصعوبات الحياة الجمة التى يتوقعون أن يواجهوها فى تجربتهم فى الأقامة بمدينة ( مدينتنا ) و قد أتخذت جميع طبقات مواطنيها هذا المكان على أنه ملجأ لهم يهرعون إليه هرباً من ضوضاء الحياة فى العالم الخارجى و أزدحام الحياة و التى تزداد سوقية و فجاجة ..
*******************************
كان التخطيط العمرانى لـ ( مدينتنا ) يتسم بالعنصرية فعمل أحمد ألماظة من البداية على أن يمنح الأثرياء الجانب الشرقى للمدينة لما تتمتع بها هذه الرقعة الواسعة من المدينة من ظروف مناخية ممتازة و موقع جغرافى رائع , بينما خصص الجانب الغربى للمدينة لباقى الطبقات الأخرى و بالطبع يقل مستوى الرفاهية سواء الجغرافى أو المناخى عن نظيره فى الجانب الشرقى ..
لم يختلف أحد و لن يحمل أحداً أعتراضاً على عنصرية التخطيط العمرانى للمدينة فجميعهم قانعين أن هذه عدالة شعرية طبقاً لما دفعوه مقابل أستلام وحداتهم السكنية ..
محمود طايع هو شاب فى مقتبل العمر يبدو عليه أنه قضى حوالى ثلاثون عاماً فى هذه الحياة .. بارع فى مجال البرمجيات و لديه مهارات متنوعة أخرى , كان يقبض بأنامله على أطراف ملف يزخر بأوراق تبدو فى الأغلب أنها شهادات الكورسات و السى فى الخاص به .. كان مظهره يوحى بذلك فكان يحمل الملف دون أكتراث و يكاد يجر قدميه أثر حالة نفسية مأزومة و كأن أبواب العالم قد أوصدت فى وجهه و أصبح أسير ذاته ..
كان محمود يمشى وقت الظهيرة فى الجانب الشرقى لـ ( مدينتنا ) هائماً على وجهه مفعماً بالبؤس .. لم يتمكن حتى من أقتناص مجرد وظيفة روتينية فى أحدى شركات الجانب الشرقى , بدا ذلك جلياً من مظهره و من حافظة الأوراق المهنية التى يحملها فى وهن .. سمع محمود صوت الأذان يأتى من مكان ما ثم بدأت الأصوات تتنامى من حوله و تتداخل لتعدد المساجد فمال قلبه و أنجذب لدخول أقرب مسجد و كان تقريباً أكبر مساجد المدينة ..
توضأ محمود و أستعد لصلاة الظهر فى جماعة و بالفعل صلى محمود و أفرغ ما فى قلبه فى حوار روحانى مع رب العباد و ما أن أنتهت صلاة الظهر حتى طلب الأمام من المصليين عدم المغادرة لأداء صلاة الجنازة على أمرأة متوفية فما كان على محمود غير أن يلبى النداء و تموقع المصليين بينما الأمام يلقى على مسامعهم كيفية صلاة الجنازة و بدأت الصلاة و أستمرت بشكل طبيعى إلى أن جائت الركعة الثالثة و التى تخص الدعاء للمتوفى !
فعل محمود ما يفعله جميع المصليين و ما أعتاد هو فعله فى جميع صلوات الجنازات التى حضرها على مدار حياته .. لقد تفوهت شفتيه فى تمتمة شبه مسموعة و هو يدعى للمتوفية أن يتغمدها الله برحمته و يبدلها داراً خيراً من دارها و زوجاً خيراً من زوجها .. هنا كانت ولادة المأزق .. يتفاجأ محمود بأحد المصليين و الذى يقف أمامه فى الصلاة مباشرة قد خرج من صلاته و أستدار ليصبح وجهه فى مواجهة وجه محمود و بدأ يخاطب محمود و هو
مشتاط غضباً و أخذ يوبخه : ليه بتدعيلها بزوج خيراً منى ؟؟
تعرف أيه عنى أنت وحش ؟؟ تعرفنا أصلاً ؟؟
محمود أصابه الذعر و قد خرج من خشوع الصلاة بل خرج من صلاة الجنازة ذاتها هو و كل من حوله بعد أن تسلل الهرج فسلم الأمام و أنهى الصلاة ليلتفت و يستوعب ماذا حدث خلف ظهره أثناء الصلاة ..
كان محمود ينظر بعينان مذهولتان للزوج الثائر و كان يحاول تفادى الرذاذ المنطلق من فمه و رد عليه بنبرة هادئة : أهدى يا حاج .. انا معرفكش .. انا بدعى زى ما أتعلمت فى الخطب الدينية
ما أقصدش حضرتك بالأخص يعنى .. سامحنى ..
أستطرد الزوج بنفس ثورته و كأنه لم يسمع محمود من الأساس : دخلك أيه بينا أنت علشان تدعى لمراتى بزوج تانى أحسن منى ؟!
هنا تدخل الشيخ الذى كان يصلى بهم و حاول تهدئة الزوج الثائر و قد شاعت على وجه الشيخ أبتسامة معسولة بعد أستيعابه للموقف فأشتكى له الزوج الثائر و هو يعيد على مسامع الشيخ الرواية للمرة الألف تقريباً فشد الشيخ من أزره و هو يربت على كتفه و يبدى له أعجابه بغيرته و وفائه لزوجته و أخبره ضرورة الألتزام فى الصلاة و حفظ قدسيتها و أخبرهم بأعادة صلاة الجنازة فقاطعه الزوج الثائر : و محدش يقول زوجاً خيراً من زوجها !!
كانت الأبتسامة المعسولة ترتسم على وجه الشيخ كلما كرر الزوج الأرمل جملته , كان الشيخ يوزع نظراته بين الزوج و محمود و باقى المصليين و يعد الزوج بصوت مرتفع عمداً ليخبر المصليين أن لا أحد سيذكر هذا الجزء من الدعاء .. فأومأ الزوج برأسه يعلن تأكيد كلام الشيخ , فأضاف الشيخ و قال للمصليين أدعوا فى سركم أحسن ..
*****************************
فى الجانب الغربى للمدينة كانت تتواجد الأسواق التقليدية لبيع الخضروات و الفواكه و تنتشر المحال التجارية التى تبيع السلع الغذائية المحلية , من كان يريد السلع المستوردة كان عليه أن يمر للجانب الشرقى و يذهب للهايبرات الكبرى و المولات ليبتاع ما تشتهيه نفسه من أجود المنتجات و أبهظها ثمناً ..
لم ينكر و لن ينسى أحداً حالة الكساد الأقتصادى التى أكتسحت البلاد بل العالم أجمع بعد جائحة كورونا و ما تعانيه البلاد من حالة ركود قد أصابت بالطبع
مدينة ( مدينتنا ) و طالتها فلم ينجو أحداً من طوفان الأنكماش الأقتصادى .. الأسواق باتت شبه مهجورة .. المحال التجارية تجد تكدس على قلة منها و البقية لم يلمس غبار الأحذية بلاطها .. و يعزى الفضل فى ذلك لشقين :
الشق الأول و هو يخص التجار الذين يتعاملون فى تجارتهم و كأنها تجارة مع الله فيعملون بحديث من غشنا فليس منا و يتقون الله فى تجارتهم و فى حياتهم و لذلك يجعل الله لهم دوماً مخرج من أزماتهم و فى ذروة هذه الأزمة الأقتصادية محالهم التجارية لا تخلو من الزبائن و البركة لا تغادرها !
الشق الثانى خاص بـ تجار كانت محالهم التجارية ستنال نفس نظافة بلاط المحال الخاوية من الزبائن المجاورة لهم لولا أنهم لجأوا لأقذر حيلة أقتصادية فى التاريخ و هى أحتكار بعض السلع لتعطيش السوق لها ثم طرحها فى الأسواق بعد أختفائها و يسعرونها على أهوائهم و يتعاملون متوهمون
أن بيدهم المنح و المنع !!
كانت هذه الأجواء المستجدة على المدينة كفيلة لأن تخلق فى الجانب الغربى صراعات عديدة و متنوعة .. ناهيك عن الحقد و الغيرة و كأن الرزق يُجذب بالحسد !!
صراعات بين أصحاب المحال التجارية الخاوية مع التجار الذين يمارسون التجارة الأسلامية و محالهم التجارية مكتظة بالزبائن .. صراعات بين المواطنين قليلى الحيلة مع التجار الذين ترسخت فيهم غريزة الطمع الذين يحتكرون السلع فيحتقرهم الناس !
لقد تسللت لمدينة ( مدينتنا ) السوقية والفجاجة التى هرب منها مواطنين ( مدينتنا ) من الخارج , يبدو أنهما أصبحا من قوانين الحياة و لكل قانون قوة !
***************************************
غادر محمود المسجد بعد أن صلى الظهر و صلى أغرب صلاة جنازة فى حياته لا يعلم أن كان سيكررها مرة أخرى أم لا .. طمئن نفسه أنه يملك طرق عديدة أخرى لعمل الخير و أقتناص الحسنات غير صلوات الجنازات ..
سأل محمود نفسه فى حوار ذاتى داخلى هل المرحلة العصيبة التى يمر بها هذه الأشهر بدون عمل و بدون حب و بدون أى شئ هل ستتبع مقولة ( ما تضيق إلا لما تفرج ) أم أنها سترجح مقولة ( المشاكل لا تأتى فرادى ) و ستستمر ؟؟
حتى لو أجابه عقله الباطن بالمقولة الأولى كانت حالته النفسية العامة سترجح و تميل للثانية لما يمر به فى هذه المرحلة الأنتقالية فى حياته من أزمات و كبوات ..
ترجل محمود هائماً على وجهه شارداً لفترة زمنية لا بأس بها حتى وصل للجانب الغربى للمدينة دون أن يشعر بمشقة سيره لمسافة طويلة ..
أنتبه محمود أنه وصل لمحيط سكنه من صوت المشاجرة القائمة بين أحد المواطنين مع أحد تجار الحوائج .. نظر لتجمهر الناس من حولهما فى موقف مكرر يومياً مع أختلاف الأشخاص لكن دون جدوى .. فلا المواطن يقبل الأستغلال و لا التاجر ينتوى أن يفقد حتى قرش مكسب من القيمة التى سعرها لمنتجاته .. مشهد بات فى ناظرى محمود مملاً أكثر منه مؤلماً .. أستمر محمود فى خطواته يشاهد المشاجرات و الصراعات و الحالة العامة التى خيمت على وجوه أهل الجانب الغربى و كأنه يشحن طاقته السلبية حتى أمتلأت عن أخرها بوصوله لوحدته السكنية فأختفى عن الشارع و صعد لمنزله حاملاً اليأس على كتفيه يوحى لمن تقع عليه عيناه أنه ينوى عمل شئ ما
لكنه شخصياً مازال عاجزاً عن معرفته !
********************
دخل محمود الشقة بكل يسر فلم يتكبد عناء طرق الباب لقد كان مفتوحاً عن أخره واصل سيره بالداخل سامعاً أصواتاً متداخلة داخل شقته عندما ميزها أكتشف فيها رنين صوت والدته مع امرأة ما , كاد أن لا يبالى لكن أصطدمت قدميه بكرتونة عملاقة تحوى سلعاً غذائية متنوعة من سكر و أرز و عبوات صلصة و زجاجات زيت طعام .. تعثرت قدمى محمود أثر أصطدامهما بالكرتونة فأختل توازنه و بدأ فى عمل حركات السقوط البهلوانية محاولاً التعلق بأى قشاية تظهر أمامه فكانت الحاجة نورا هى القشاية التى برزت فجأة لكنها لم تتحمل تشبثه بها فأنهارت قدماها و سقطت فوق محمود أرضاً .. هنا ساهمت الحاجة زكية و الدة محمود فى الموقف و قد ظهرت مؤخراً و صرخت مؤازرة للحاجة نورا و كأنها تحاول أنقاذها من خلال صرخاتها !
نهض محمود مرتبكاً ليحاول مساعدة الحاجة نورا و قد أقتربت الحاجة زكية تشارك محمود المساعدة و هما يحاولان تجاهل تمتمة الحاجة نورا التى تحمل سباً و قذفاً لما ألحقه بها محمود ..
ذهبت الحاجة زكية من أمامها بحجة أحضار كوباً من الماء و قد جذبت محمود من ذراعه و دخلا المطبخ و حدثته الحاجة زكية فى توبيخ :
كنت فين كل دة يا فاشل ؟؟ و أيه اللى هببته فى الولية دة ؟؟ عارف مين دى ؟؟
لم يدب الحماس فى جسد محمود من الصباح الباكر لكنه تحرك فى عروقه عند سؤال والدته فقال لها : أيوة بقى منا عايز أعرف مين الست دى ؟؟ و أيه اللى جابها عندنا بالكرتونة دى ؟
ردت الحاجة زكية بكل طلاقة : دى مرات المعلم أبو كرش ..
أكبر تجار أحتكار السلع فى المدينة ..
حدق محمود فى ذهول فى والدته و قال : مالك يا أمى ؟؟
هو البيت بقى مركز التجار الأشرار .. أنا مش فاهم حاجة ؟!
أستطردت والدته بنفس الطلاقة و الثقة : هى بتاخد البضاعة من جوزها بسعر الجملة و تحسبهالى بسعر الجملة .. فقاطعها محمود و قال :
ليه ماسكة عليها ذلة ؟؟
والدته : لا .. بس بطلب من ابوك يجيب من مصنع التونة اللى شغال فيه كراتين تونة و بحسبها بسعر الجملة و بنبدل مع بعض بعد حسبة بسيطة تقديرية للكمية المتبادلة على حسب سعرها جملة و بعد كدة هى بتاجر فى كراتين التونة دى لأنها من أجود ألأصناف و كل شوية بتقل فى المحلات و مطلوبة كتير فى الجانب الشرقى للمدينة .. هى بتسعرها سياحى و تبيعها من غير المعلم أبو كرش ما يعرف و بتحوش فلوسها و تشترى بيهم دهب ..
و أنا كدة بكون أشتريت خزين البيت بسعر الجملة ..
قال لها محمود فى فزلكة : و أيه اللى يضمن أنها بتبلغك سعر الجملة الحقيقى لبضاعتها اللى بتقايضك بيها ؟؟ دى مرات أبو كرش !
ردت الحاجة زكية بكل ثقة : و أنا مرات طايع .. أنا بقى بسأل على سعر البضاعة فى المحلات بس بروح عند تجار الخير مش عند أبو كرش و أمثاله و بكتب الأسعار .. بعد كدة بنقص أتنين جنيه من السعر و يبقى كدة بنحط سعر تقريبى لسعرها جملة .. غير أن البضاعة
اللى بتنقص فى المحلات هى بتوفرهالى ..
أرتسمت على وجه محمود أبتسامة فاترة و قال لوالدته :
بتحاربى الغلاء بطريقتك يا زكية !
جاء صوت من الخارج كان عالياً و ممطوطاً : مـــــــــــ ــــيــــــ ــــــــة ..
فأنتفضا محمود و والدته و خرجت الحاجة زكية
تحاول أسراع خطواتها حاملة كوباً من الماء ..
*****************************
مشى محمود بخطوات ثقيلة قاصداً غرفته .. كان يستظل بسحابة من الفشل و يتجرع كؤوساً من الأحباط بعد أن مكث شهوراً يبحث عن فرصة عمل مقبولة و هو مهندس برمجيات ناهيك عن أنه يجيد لغتين و لديه مهارات أخرى رغم ذلك لم يتغير الوضع المادى له فتغير الوضع النفسى له للأسوأ .. دخل غرفته و هو خائر العزم يمشى بنفس خطوات من أقدم على الأنتحار .. خطوات أشبه بخطوات الزومبى .. كان يتحرك و كأن أحداً يوجهه من على بعد بالريموت .. حتى جلس على سريره و مدد قدماه و أصبح فى وضع الزاوية 90 , رفع هاتفه و شرع فى فعل شئ ما على شاشته .. يبدو أنه ينوى الأنتحار فبدأ فى ممارسة طقوس الأنتحار المعتادة .. كل المنتحرين فى هذا العصر يكتبون رسالتهم الأخيرة على الفيس أولاً قبل التنفيذ و كأنها محاولة بائسة أخيرة منهم لأيجاد أى مُنقذ !
أستغرق محمود حوالى نصف ساعة فى وضع الزاوية القائمة و هو منهمك مع هاتفه , أنتهى محمود أخيراً مما يفعل و بدأ مرحلة جنى ثمار ما غرس ..
بدأ محمود متابعة صفحة الفيس التى أنشأها منذ لحظات بعنوان ( موطن الفاشلين ) و قد أعلن عنها و سوق لها أيضاً بلينك الصفحة و قد قام بتشييره فى العديد من الجروبات مع وصف مبسط لفكرة الصفحة .. وصف يلخص تقييم محمود لنفسه بمصفوفة صغيرة تضم شهاداته و خبراته مع الوظائف التى شغلها سابقاً و التى لا تطلب من الأصل شهادات للقيام بها .. حتى هذه الوظائف السطحية باتت له كـ حلم زجاجة ماء لتائه فى الصحراء .. يعلن على الصفحة أنه فشل فى حياته المهنية فشل فى حياته العاطفية فشل فى حياته الأجتماعية أعلن محمود أنه بكل شفافية و شجاعة أول فاشل فى التاريخ يعترف أنه فاشل .. ليس ذلك فحسب .. أعلن محمود أنه قد وصل لأخر ليفل فى جيم الفشل و لن يصل إليه أحد مثله و من يرى نفسه فاشل بائس فلينضم لدولتنا !!
ما فعله محمود هى خطوات ما قبل الأنتحار لمن يقدم عليه , فيجلد المنتحر نفسه ذاتياً داخلياً فيرتفع أفراز الأدرينالين فى جسمه فينهى حياته ..
ما فعله محمود أنه قام بجلد ذاته لكن جهراً ..
لقد أنتحر محمود ألكترونياً !!
***************************************
أنتهت الحاجة زكية من طهى الطعام و تنظيمه على السفرة لتناول وجبة الغذاء , كان موعد الغذاء ثابتاً كباقى الوجبات فلكل منها وقتاً محدداً كما جرت العادة فى منزل طايع و أسرته , طايع يقدس النظام و يطبقه فى ممارسة شئون حياته .. عاد من عمله فى مصنع التونة الشهير فى الجانب الشرقى للمدينة , أتخذ مقعده على طاولة الطعام و جلست جواره الحاجة زكية و ندهت بصوت عال على محمود : الغدا هيبرد يا فــاشــل ..
قال طايع لزكية وقد ملأ شدقيه بالأرز : بطلى تناديه بفاشل ..
أنتى قربتى تنسينى أسمه ..
خرج محمود من غرفته بنفس حالته التى دخل بها الغرفة , سحب مقعداً ليجالسهم على المائدة و لم ينطق سوى بألقاء السلام على والده و أوحى لهما أنه يأكل حتى لا يسأله أحد عن ما به .. واضعاً هاتفه المحمول
على المائدة بجوار طبق الأرز الخاص به ..
عادة طايع كباقى عادات أغلب المصريين , بدأ يتناقش مع زوجته زكية فى بعض أمور العمل و ضغوط الحياة أثناء تناول وجبة الغذاء .. دور الزوجة فى هذه المواقف يكون تبسيط الأمور و تهوين الوضع رغم عدم أقتناعها ! أستطرد طايع و هو يعرض على زكية مشاكل العمل : فى عجز فى بعض الخامات فى المصنع و دة هيأثر على مسيرة الأنتاج الفترة الجاية .. حاولى تحافظى على كراتين التونة اللى جبتهالك يا زكية علشان مش هنعرف نجيب زيها الفترة اللى جاية ..
هنا سقطت الملعقة من بين أنامل زكية و أحدثت رنيناً لأحتكاكها بطبق الأرز
فأنتبه لها محمود و تلاقت نظراتهما فى حوار تراجيدى كوميدى صامت ..
لم يقطع تبادل نظراتهما غير صوت طايع المرتفع وهو يفور غضباً موجهاً غضبه لمحمود يوبخه و يأمره بأن يغلق هاتفه المزعج الذى لم يتوقف منذ لحظة جلوسه عن أصدار أصوات مستفزة - صوت أشعارات الفيس - !!
تناول محمود هاتفه فى عجلة ليغلق أتصاله بشبكة الواى فاى لكنه ما أن تناول هاتفه حتى أصابه الذهول و أتسعت عيناه و هو ينظر للهاتف و قام عن مقعده فى محاولة لمغادرة المائدة مما لفت أنتباه والده طايع الذى خاطبه بصوت أجش يأمره بأن يكمل طعامه فرد عليه محمود و هو شارد .. الحمد الله .. الحمد الله ..
محمود كان لا يدرك هل حقاً يقول الحمد الله لوالده مكتفياً بما سقط فى جوفه من قلائل الطعام أم يقولها لنفسه لأن صفحته على الفيس التى أنشأها منذ حوالى ساعة فقط قد أجتذبت ما يقرب من حوالى مائة ألف متابع !!
( موطن الفاشلين ) سكنه ما يقرب من مائة ألف فاشل حتى اللحظة الراهنة قابلين للزيادة .. حمد الله فى سره على أنه نجح أخيراً فى شئ ما !
بعد ثوان معدودة أكتشف محمود أن أول أمر ينجح فيه هو الفشل !!!
لقد نجح فى أجتذاب مائة ألف فاشل و تم تنصيبه تلقائياً كزعيماً لهم !
سأل محمود نفسه متحيراً .. و قد جال بخاطره لحظة أنشاء هذه الصفحة أنه كان مجرد يفرغ شحناته السلبية بهذه الوسيلة !
الأن ماذا سأفعل مع ( موطن الفاشلين ) و ما الذى سأقدمه لهم ؟؟
- 1 -
على طريق أسكندرية – القاهرة الصحراوى و تقريباً عند منتصف المسافة بين المحافظتين تقع هذه المدينة السكنية و تفرض وجودها و كأنها بقعة جغرافية معترف بها على الخريطة .. تشغل المدينة مساحة شاسعة على الطريق و تمتد للداخل لمساحات فسيحة , هى ليست مجرد مدينة سكنية فحسب و التى قام بتنفيذها على أرض الواقع رجل الأعمال الشاب أحمد ألماظة ..
هى مدينة تم تأسيسها و دعمها بخدمات على الطراز الذى يناسب طبقة الأثرياء و شريحة الشباب و كوكب النساء , خدمات تتماشى مع أغلب فئات المجتمع ..
لو لم يتعثر أحمد ألماظة و يتزلزل مادياً أثناء تنفيذ هذه المدينة أكبر مشروع له فى حياته المهنية لكان باع بالثمن الثمين الذى حدده سواء للوحدات السكنية أو للمحال التجارية دون التنازل عن مليماً واحداً للسعر الذى وضعه لهما .. لكن تحقيق جميع الأمال دائماً يكون محال ..
ألماظة على قدر كبير من النضج التسويقى و يمتلك قسطاً وافراً من الدهاء و لكن أحياناً تنقلب النعم لنقم لأصحابها و أحياناً أخرى تمضى قدماً , و يعزى الفضل فى التحول لطريقة أستخدام هذه النعم ..
ألماظة كان ....... [المزيد]
❞ حوار صحفي لجريدة قافية للثقافة والفنون مع الكاتب محمد حسن عبد الجابر
:
جريدة قافية للثقافه والفنون
لقاء صحفي مع أ/ محمد حسن عبد الجابر
أغسطس 21, 2023
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتقدم أنا المحررة الصحفية/ وسام محمد من جريدة قافية بعمل حوار صحفي مع المُبدع/
نتشرف باسمك.
محمد حسن عبد الجابر
سنك: 38
محافظتك: الإسكندرية
صف ذاتك بنبذة قصيرة.
كاتب وروائي وحاصل على بكالوريوس تربية شعبة الرياضيات..
ما هي موهبتك؟
الكتابة... مقالات وقصص قصيرة وروايات
من كان السبب في اكتشاف تلك الموهبة؟
موضوع تعبير في حصة عربي عندما كنت في الصف الأول الإعدادي نال إعجاب مدرس اللغة العربية كثيرا... مما حفزني لأن أكرر التجربة وأسعى لتطويرها... وبفضل الله نجحت في ذلك...
حكمة اتخذتها نهجًا لك في حياتك؟
أعتزل ما يؤذيك وأعمل ما يرضيك... شرط أن يرضى الله أولا
ما الذي تطمح في الوصول إليه خارج وداخل الوسط الأدبي؟
طموحاتي بلا سقف لصعوبتها ولكن ليس لاستحالتها بعون الله... أسعى لأن تنال مؤلفاتي إعجاب من يقرؤها وأن تصل للعالمية ويتم ترجمتها لمختلف لغات العالم وأن يتم تحويلها لأعمال فنية
من هو قدوتك من داخل الوسط الأدبي وخارجه؟
تأثرت بالعديد من الأدباء سواء المصريون أو الأدباء الغربيون... لكن يبقى د/ أحمد خالد توفيق أقربهم إلى قلبي
هل قابلتك عقبات أثناء سعيك؟ وكيف قُمت بتخطيها؟
واجهتني عقبات لا حصر لها، لكنها كانت تنمى عزيمتي وإصراري على النجاح عند تخطى الواحدة تلو الأخرى...
تخطيت هذه العقبات وما زلت أتخطى غيرها بالثقة في الله وقد حدث ويحدث...
ما هي إنجازاتك التي قُمت بتحقيقها؟
تم نشر بعض من مقالاتي في عدد من المجلات كمجلة الشباب ومجلة حريتي، وفي عدد من الصحف كجريدة المصري اليوم والدستور واليوم السابع وصحف أخرى، ونشرت عددا من القصص القصيرة في مجلات ومواقع إلكترونية، حصلت على المركز الثاني في مسابقة أدبية كان التصويت عليها على مستوى الوطن العربي برعاية مؤسسة الأهرام الصحفية...
صدرت لي رواية بعنوان (أخطبوط بسبع أيادي)
ورواية بعنوان (إيجيكوين)...
شاركنا شيئًا من موهبتك.
- اقتباس من رواية أخطبوط بسبع أيادي
سيعود طارق من غيبوبته المؤقتة، لكنه سيستغرق بعض الوقت ليستوعب ما هو فيه، وسيحتاج الكثير من الوقت ليصدق ما حدث معه...
أنهت فريدة ما عزمت عليه بنجاح دون الاكتراث للتجمهر الضخم الذي تكون حول الشجرة الراسخة، لملمت معداتها هي وماسة وتوجهت في هدوء داخل المحل وكأنها كانت تعزف مقطوعة موسيقية أو كانت ترقص سلو مع صديقتها... دخلت تاركة طارقا مقيدا على الشجرة يلقى
مصيره دون الاهتمام بما يصير له بعد ذلك...
- اقتباس من رواية إيجيكوين
أعلن محمود أنه بكل شفافية وشجاعة أول فاشل في التاريخ يعترف أنه فاشل... ليس ذلك فحسب... أعلن محمود أنه قد وصل لآخر ليفل في جيم الفشل ولن يصل إليه أحد مثله ومن يرى نفسه فاشل بائس فلينضم لدولتنا!!
ما فعله محمود هي خطوات ما قبل الانتحار لمن يقدم عليه، فيجلد المنتحر نفسه ذاتيا داخليا فيرتفع إفراز الأدرينالين في جسمه فينهى حياته...
ما فعله محمود أنه قام بجلد ذاته لكن جهرا...
لقد أنتحر محمود ألكترونيا!!
نصيحة تُريد تقدميها لشخصٍ مبتدئ؟
لكل إنسان موهبة يتميز بها..قم بتحديد موهبتك أولا وبعد أن تكتشف نفسك نمى هذه الموهبة وتمسك بها.. ولا تيأس
نتشرف برأيك في جريدة قافية ومُلهم.
جريدة أدبية هادفة تدعم الثقافة..وفقكم الله لمزيد من النجاح
أيوجد سؤال تود إضافته؟
شكرا فقد كانت الأسئلة كافية
وإلى هنا وانتهى لقائنا كان معكم الصحفية: وسام محمد، ولنا لقاءٍ آخر بإذن الله عندما تقوم بتحقيق جميع أحلامك، ونتمنى لك دوام التوفيق والنجاح.
إن شاء الله وفي انتظار هذا اللقاء يوما
. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
حوار صحفي لجريدة قافية للثقافة والفنون مع الكاتب محمد حسن عبد الجابر
جريدة قافية للثقافه والفنون
لقاء صحفي مع أ/ محمد حسن عبد الجابر
أغسطس 21, 2023
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتقدم أنا المحررة الصحفية/ وسام محمد من جريدة قافية بعمل حوار صحفي مع المُبدع/
نتشرف باسمك.
محمد حسن عبد الجابر
سنك: 38
محافظتك: الإسكندرية
صف ذاتك بنبذة قصيرة.
كاتب وروائي وحاصل على بكالوريوس تربية شعبة الرياضيات..
ما هي موهبتك؟
الكتابة... مقالات وقصص قصيرة وروايات
من كان السبب في اكتشاف تلك الموهبة؟
موضوع تعبير في حصة عربي عندما كنت في الصف الأول الإعدادي نال إعجاب مدرس اللغة العربية كثيرا... مما حفزني لأن أكرر التجربة وأسعى لتطويرها... وبفضل الله نجحت في ذلك...
حكمة اتخذتها نهجًا لك في حياتك؟
أعتزل ما يؤذيك وأعمل ما يرضيك... شرط أن يرضى الله أولا
ما الذي تطمح في الوصول إليه خارج وداخل الوسط الأدبي؟
طموحاتي بلا سقف لصعوبتها ولكن ليس لاستحالتها بعون الله... أسعى لأن تنال مؤلفاتي إعجاب من يقرؤها وأن تصل للعالمية ويتم ترجمتها لمختلف لغات العالم وأن يتم تحويلها لأعمال فنية
من هو قدوتك من داخل الوسط الأدبي وخارجه؟
تأثرت بالعديد من ....... [المزيد]