█ "واصل العازف الغريب كلامه إصرار ودون أن يتحرك من مكانه قائلًا: «ومِن ثَم ستُقِر بأن كل نوع أنواع الجمال يُمكن تعزيزه بالعرض والتوضيح عبر آخر ومن جهتي فأنا أعتبر الموسيقى الملائمة والمحركة للأحاسيس أمرًا ضروريًّا أجل التقدير الواجب للجمال التصويري » واختتم حديثه بهذه الكلمات ثم التفَّ مبتعدًا وتحرك المعرض متبوعًا مثل زمار هاملين بجمع غفير الحضور " كتاب لغز البورتريه الكبير وقصص أخرى مجاناً PDF اونلاين 2024 سرقةٌ جريئة وضَحِ النهار للوحةٍ شهيرة متحفٍ مزدحم تقود إلى العثور وثيقةٍ سرية عمرُها قرون وكنزٍ مَخفِي هذه هي عناصرُ قصة «لغز الكبير»؛ وهي القصة التي تحمل المجموعة القصصية عنوانها وقد اشتُهر «فريمان» المقام الأول بقصصِه عن مُحقِّقه الشهير الطبيب الشرعي الدكتور «جون ثورندايك» وبالإضافة الكبير» تَضمُّ ستَّ قصص أخرى؛ يَظهر «ثورندايك» اثنتين منها ليكشف غموضَ قضيتَين غاية التشويق بينما تُظهِر القصصُ الأربع الأخرى جانبًا مشوِّقًا وفريدًا وتُبرِز روحَ دعابةٍ مُحبَّبة قِبل المُؤلِّف كما تستعرض أنماطًا بشرية وطبائعَ شخصيةً مختلفة؛ فها هو قَسٌّ تتغير حياته تمامًا بفضلِ تميمةِ سحرٍ أفريقية وهؤلاء لصوصٌ تذهب خططُهم الذكية أدراجَ الرياح بضربةٍ ضربات القدَر وذاك شبحُ محامٍ يردُّ الحقَّ لأصحابه بعد مرور مئات السنين وعاملُ بناءٍ فقيرٌ يبتسم له القدَرُ ويمنحه ثروةً طائلة بطريقة غريبة إنها مجموعةٌ قصصية مُشوِّقة ومثيرة وجديرة بالقراءة
❞ مر وقت ليس بالقصير قبل أن تستقر المعارض مرة أخرى. بينما اجتمع الطلاب في مجموعات، وناقشوا بشغف أمر العازف الغريب الرائع، وأُمطِر فيتلوورث، وهو ينتقل من مجموعة إلى أخرى، بسيل من الأسئلة لا حصر له. وكان وقت الغَداء قد اقترب عندما وجد نفسه مرة أخرى بجوار الغرفة المعزولة حيث يجري العمل على نسخ البورتريه، وقد لاحظ، أثناء مروره عبر الممر، أن رسَّام الألوان المائية قد غادر بالفعل. ثم وجد السيد ددلي يُحدق بسخط من خلال نظارته الكبيرة في الصورة الموجودة على حامله، وأظهرت له نظرة واحدة عليها أن هناك سببًا وجيهًا للاستياء.
«ما رأيك فيها؟» سأله الرسام وهو ينظر بعين الشك . ❝
❞ ˝نستطيع القول إن المعرض الوطني يتحول في أي يوم من الأيام المخصصة لنسخ اللوحات إلى مكان تجمع لنوعيات متباينة من البشر، وهو في ذلك الأمر يفوق حتى غرفة القراءة بالمتحف البريطاني، بينما يتساوى تقريبًا مع مجلس العموم. ويُمثل مشهد المعرض في هذا اليوم مصدر اهتمام دائم للسيد جوزيف فيتلوورث، تمامًا مثلما تفعل اللوحات المنسوخة بواسطة الناسخين المحترِفين، الذين يُطلَق عليهم بشكل فكاهي في المصطلحات الرسمية بين الرسامين؛ الطلاب. ونظرًا إلى أن جوزيف فيتلوورث هو في الأصل رسام ذو نزعة إلى الأساليب القديمة للرسم أكثر من المستقبلية، فإن هذا كان سببًا في فشله المهني. كما تُبرِز الحقيقة اللافتة للنظر في هذه الأيام؛ لأنه عندما يصل الأمر إلى أن يبيع الرسامون القدامى متوسِّطو المستوى لوحاتِهم بأسعار مرتفعة، وأن تُترَك لوحات العباقرة المعاصرين راكدةً في الاستوديوهات ولا تجد من يشتريها، إذن تُصبح الفرصة الوحيدة المتاحة أمام الرسام كي يشتهر هي أن يبتعد قدر الإمكان عن تقليد الأساليب القديمة للرسامين العظماء، الذين يتزايد الطلب على شراء لوحاتهم˝ . ❝
❞ ˝وأخيرًا وجد فيتلوورث عازف الموسيقى داخل الغرفة الفينيسية؛ حيث تجمع حوله حشد كبير وقد وقف في المنتصف بجوار لوحة باكوس وأدريان للرسام تيتيان. كان رجلًا طويلًا ونحيفًا ذا مظهر شاذ غريب الأطوار، يرتدي قبعة مستدقة الطرف من اللباد وعباءة طويلة، ويبدو غير واعٍ تمامًا بجمهوره. وفي اللحظة التي وصل فيها فيتلوورث كان يعزف مقطوعة «كرنفال فينسيا» بإلهام ومهارة مع تنويعات لحنية منمقة، بينما ثبَّت عينَيه على اللوحة وهو يتأملها. فتحكم فيتلوورث في ملامحه بقدر ما استطاع وهو يخوض طريقه وسط الحشد حتى وصل إلى العازف وربت على كتفه برفق˝ . ❝