█ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 من تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ هديهﷺ في أذكار العِطاس
ثبت عنه ﷺ ( إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ ، وَيَكْرَهُ التَّثاؤبَ ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُم وَحَمِدَ اللَّهِ ، كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللهُ ، وأَمَّا التَّثاؤبُ ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا تَثاءَبَ أَحدُكُم ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ ، فَإِنَّ أَحَدَكُم إِذَا تَثاءَبَ ، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ ) ، وثبت عنه ﷺ في ( إذا عَطَسَ أَحَدُكُم فَلْيَقُلْ : الحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَلْيَقُلْ : يَهْدِيكُمُ اللهُ ويُصْلِحُ بَالَكُم ، وفي الصحيحين عن أنس أنه ﷺ عَطَسَ عِنْدَهُ رَجُلَان ، فشمَّتَ أَحَدَهُمَا ، ولم يُشمِّتِ الآخَرِ ، فَقَالَ الَّذِي لم يُشَمِّتُهُ : عَطَسَ فُلَانٌ فَشَمَّتَهُ ، وَعَطَسْتُ ، فَلَم تُشَمِّتَنِي ، فَقَالَ ﷺ ( هَذَا حَمِدَ اللَّهَ ، وَأَنْتَ لَمْ تَحْمَدِ الله ) ، وثبت عنه ﷺ في صحيح مسلم ( إذا عَطَسَ أَحَدُكُم فَحَمِدَ اللَّهَ ، فَشَمِّتُوهُ ، فَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهِ ، فَلَا تُشَمِّتُوهُ ) ، وظاهر الحديث المبدوء به أن التشميت فرضُ عين على كُلِّ مَنْ سمع العاطس يحمد الله ، ولا يُجْزِئ تشميتُ الواحد عنهم ، وهذا أحد قولي العلماء ، واختاره ابن أبي زيد ، وأبو بكر بن العربي ، ولا دافع له . ❝
❞ وأسر عبد الرحمن بن عوف أُمية بن خلف ، وابنه علياً ، فأبصره بلال ، وكان أمية يُعذِّبُه بمكة ، فقال : رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نَجَوْتُ إِن نَجَا ، ثم اسْتَوْخَى جماعةٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، واشتد عبد الرحمن بهما يُحرزهما منهم ، فأدركوهم ، فشغَلَهم عَنْ أمية بابنه ، فَفَرَغُوا مِنْه ، ثم لَحِقُوهما ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرحمن : ابرك ، فَبَرَكَ فالْقَى نَفْسَه عَلَيْهِ ، فَضَرَبُوهُ بالسُّيُوفِ مِنْ تَحتِهِ حَتَّى قَتَلُوهُ ، وأصابَ بعضُ السيوف رجل عبد الرحمن بن عوف ، قال له أمية قبل ذلك : مَن الرَّجُلُ المُعَلَّمُ في صَدْرِهِ بِرِيشَةِ نَعَامَةً ؟ فَقَالَ : ذَلِكَ حمزة بن عبد المطلب ، فقال: ذَاكَ الَّذِي فَعَلَ بِنَا الأفاعيل ، وكان مع عبد الرحمن أدراع قد استلبها ، فلما رآه أميةُ قال له : أنا خَيْرٌ لَكَ مِنْ هذه الأدراع ، فألقاها وأخذه ، فَلَمَّا قتله الأَنْصَارُ ، كَانَ يَقُولُ : يَرْحَمُ اللهُ بِلالاً ، فَجَعَنِي بأدْرَاعِي وبأسِيري . ❝
❞ ثم غزا ﷺ بنفسه غزوة الأبواء ، ويقال لها ( وَدان ) ، وهي أول غزوة غزاها بنفسه ﷺ ، وكانت في صفر على رأس اثني عشر شهراً مِن مُهَاجَرهِ ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب ، وكان أبيض ، واستخلف على المدينة سعد بن عبادة ، وخرج في المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش ، فلم يلق كيداً ، وفي هذه الغزوة وادع مخشيَّ بن عمرو الضَّمْرِي وكان سيدَ بني ضَمْرة في زمانه على ألا يغزو بني ضَمْرَة ، ولا يغزوه ، ولا أن يُكثروا عليه جمعاً ، ولا يُعِينُوا عليه عدواً ، وكتب بينه وبينهم كتاباً ، وكانت غيبته عن المدينة خمس عشرة ليلة . ❝