█ قدوم وفد تُجَيب رسول الله ﷺ قَدِمَ عليه وقد تُجيب ( بطنٌ من كِندة ) وهم السَّكُونِ ثلاثة عشر رجلاً قد ساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض عليهم فَسُرَّ بهم وأكرم منزلهم وقالوا يا ! سقنا إليك حق أموالنا فقال رُدُّوها فَاقْسِمُوها فُقَرَائِكُم قالوا : ما قدمنا عليك إلا بما فَضَل عن فقرائنا أبو بكر وفَدَ مِن العرب بمثل به هذا الحي إِنَّ الهُدَى بِيَدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَنْ أَرَادَ بِهِ خَيْراً شَرَحَ صَدْرَهُ للإيمَان وسألوا أشياء فكتب لهم بها وجعلوا يسألونه القرآن والسنن فازداد رغبة وأمر بلالاً أن يُحسن ضيافتهم فأقاموا أياماً ولم يطيلوا اللبث فقيل يُعجبكم ؟ فقالوا نرجع إلى وراءنا فنخبرهم برؤيتنا وكلامنا إياه وما رد علينا ثم جاؤوا يُودِّعُونه فأرسل إليهم فأجازهم بأرفع كان يُجيز الوفود قال هَلْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ نعم غلام خلفناه رحالنا هو أحدثنا سناً أرسلوه إلينا فلما رجعوا رحالهم للغلام انطلق كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ولما انتهى رسول الله ﷺ إلى تبوك ، أتاه صاحب أيلة ، فصالحه وأعطاه الجزية ، وأتاه أهل جربا ، وأفرح ، فأعطوه الجزية ، وكتب لهم رسول الله ﷺ كتاباً ، فهو عندهم ، وكتب لصاحب أيلة ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا أَمَنَةٌ مِن الله ، ومحمد النبي رسول الله لِيُحَنَّةَ بن رُؤْبَةَ ، وأهل أَيْلَة ، سُفنهم ، وسيارتهم في البر والبحر ، لهم ذمة الله ، ومحمد النبي ، ومَنْ كان معهم من أهل الشام ، وأهل اليمن ، وأهل البحر ، فمن أحدث منهم حدثاً ، فإنه لا يحول ماله دونَ نفسه ، وإنَّه لمن أخذه من الناس ، وإنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه ، ولا طريقاً يردونه من بحر أو بر ) . ❝
❞ من حِكَمه سبحانه وتعالى في صُلح الحُديبية 🔹️ما سببه سبحانه للمؤمنين من زيادة الإيمان والإذعان ، والانقيادِ على ما أحبوا وكرهوا وما حصل لهم في ذلك من الرضى بقضاء الله ، وتصديق موعوده وانتظارِ ما وُعِدُوا به ، وشهودِ مِنَّة الله ونعمته عليهم بالسَّكينة التي أنزلها في قلوبهم ، أحوج ما كانوا إليها في تلك الحال التي تَزَعْزَعُ لها الجبال ، فأنزل الله عليهم من سكينته ما اطمأنت به قلوبهم ، و قویت به نفوسهم ، وازدادوا به إيماناً على إيمانهم🔹️ومنها : أنه سبحانه جعل هذا الحكم الذي حكم به لرسوله وللمؤمنين سبباً لما ذكره من المغفرة لرسوله ﷺ ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر ، ولإتمام نعمته عليه ، ولهدايته الصِّراط المستقيم ، ونصره النصر العزيز ، ورضاه به ، ودخوله تحته ، وانشراح صدره به مع مافيه من الضيم وإعطاء ما سألوه ، كان من الأسباب التي نال بها الرسول ﷺ وأصحابه ذلك ، ولهذا ذكره الله سبحانه جَزَاءً وغاية ، وإنما يكون ذلك على فعل قام بالرسول والمؤمنين عند حكمه تعالى . ❝
❞ قدوم وفد هَمْدَانَ عليه ﷺ ..
وقَدِمَ عليه وفدُ هَمْدَانَ ، منهم : مالك بن النَّمَط ومالك بن أيفع وضِمام بن مالك وعمرو بن مالك ، فلقُوا رسول الله ﷺ مرجعه من تبوك ، وعليهم مُقَطَّعَاتُ الْحِبَرَاتِ والعمائم العدنية على الرواحل المَهْرِية والأَرْحَبِيَّة ، وذكروا له كلاماً حسناً فصيحاً ، فكتب لهم رسول الله ﷺ كتاباً أقطعهم فيه ما سألوه ، وأمَّرَ عليهم مالك بن النَّمَط ، واستعمله على من أسلم من قومه ، وقد روى البيهقي بإسناد صحيح من حديث أبي إسحاق عن البراء أن النبي ﷺ بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام ، قال البراء : فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد فأقمنا ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام فلم يُجيبوه ، ثم أن النبي ﷺ بعث عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يُقْفل خالداً إلا رجلاً أحب أن يُعقِبَ مع علي رضي الله عنه ، فليُعقب معه ، قال البراء : فكنتُ فيمن عقب مع علي ، فلما دنونا من القوم ، خرجوا إلينا ، فصلى بنا علي رضي الله عنه ، ثم صفنا صفاً واحداً، ثم تقدم بين أيدينا ، وقرأ عليهم كتاب رسول الله ﷺ فأسلمت هَمْدَانُ جميعاً ، فكتب علي رضي الله عنه إلى رسول الله ﷺ بإسلامهم ، فلما قرأ رسول الله ﷺ الكتاب ، خَرَّ ساجداً ، ثم رفع رأسه فقال ( السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ ، السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ ) . ❝