█ ليلة لا تُنسى " تسمرت أم أمجد مكانها وهي ممسكة بسماعة الهاتف مأخوذة من هول ما سمعت مشلولة الإرادة وقلبها يهتز بعنف الصدمة ثم خرجت الحروف فمها متقطعة مصعوقة مما وكانت تتمنى ألا يُعاد مسامعها سمعته ثانيًة: ابني! رضوان محاولًا بث الطمأنينة قلبها: اطمئني حضرتك هو بخير وسيارة خاصة لحضرتك وصول لتأخذكِ إلى المستشفى لتطمئني عليه فخطت ام خطوتين ببطءٍ وكأن قدميها قد ثقلتا فجأة وما عادت بقادرةٍ تحريكهما جلست المقعد المجاور وقالت: تخفي عني شيئًا يا رضوان؟ وطفقت دموعها تنهمر خديها فقال رضوان: أبدًا صدقيني فأنهت المكالمة وبداخلها القلق والخوف يكفي لأن يُدمر عالم بكامله وضعت رأسها بين كفيها ليعود بها الزمن تلك الليلة! كتاب لواذع القدر مجاناً PDF اونلاين 2024 "تصفعنا الحياة بندوبها تطيح بأحلامنا جب عميق الخذلان تبعثر أحلامنا برياحها العاتية وتحجب دفء الشمس عن أن يزمل أرواحنا الباردة تدهس براءتنا وتصنع منا أشخاصًا كنا نبغضهم ونخشاهم الألم عزيزي يترك بداخلنا إلا ويقلبه رأسًا عقب فرفقًا بقلوب عشقت ليس لها" صدمة مفجعة تلقتها ورد فأذبلتها وأذهبت عنها نضارتها ورونقها أصعب تظل عمرك بأكمله تبني أحلامك شيء وفي النهاية يخر عليك ساقطًا! لم تستطع تمالك نفسها تبكي تارة وتضحك ضحكات هستيرية وتفقد الوعي أخرى أيام الصمت واللامبالاة فقدان اللهفة تجاه الأشياء يضاهيه شعور ألمه وقسوته
❞ نظر رجب وفي عينيه نظرات خبيثة: لقد انتهى الأمر يا ياسر، وأوشكت اللعبة على الانتهاء ثم قهقه بصوتٍ عالٍ وقال بتشفٍ: لقد انتهى أمرك يا ياسر، وستدفع ثمن خيانتك لنا ولعبك معنا غاليًا، غاليًا جدًا، ثم تعالت ضحكاته لتكون ضحكات هيستيرية لتشعل الغضب في قلب ياسر وتتبدل ملامحه ليكسوها السواد، وكأنه أصبح وحيدًا ليواجه مصيره، فأنهى رجب المكالمة في حين أغمض ياسر عينيه لتعود به ذاكرته لما حدث بالماضي . ❝
❞ -نظر إليها نظرة حانية ثم قال: أود أن أشكرك على ما بذلتيه لإنقاذ عمي، وأيضًا أريد الاطمئنان على حالته.
-فقالت له وهي تشير على المقعد المقابل لمكتبها: تفضل بالجلوس، هذا واجبي وطبيعة عملي تحتم عليّ فعل هذا،
أما بخصوص حالة عمك فهو إن شاء الله خلال الساعات القادمة سيتحسن ثم أردفت قائلة: ولكنني لم أتشرف بمعرفتك بعد!
-صمت أمجد ولا يدري ماذا يقول.
هل يقول اسمه!! متسائلًا هل لو صارحتها باسمي ستتذكرني!
ظل شاردًا وبداخله حزن ووجع، فما زال بداخله صرخة مكتومة، وكان من الصعب عليه أن يحتمل فكرة اللقاء بها من جديد.
كم أرعبه تَخَيُل تلك الحظة! كم يتمنى مصارحتها بكل الأشياء التي حدثت بالماضي! وكأن لسان حاله يقول: حبيبتي، افترقنا ليس رغبة منا في الفراق، بل لأن حكم القدر كان السبب!
فأغمض عيناه بقوة ثم تنهد وفتحها مرة أخرى ونظر إليها وهي تراقب صمته وتتفحص وجهه بدهشة، ثم نهض من أمامها يمد يده لمصافحتها وهو يقول: كرم... كرم يوسف.
-مدت يدها وبمجرد أن وضعت يدها بيده اشتعل قلبه نارًا ورغبة، وارتبك جسده وتعرقت جبهته.
استعاد كف يده المرتعشة وقال:
معذرة أخشى أن أكون قد أزعجتك، اسمحي لي بالانصراف.
-انصرف مرتبكا وتركها وهي لا تدري ما هذا الإحساس الذي تركه بداخلها! فنبضات قلبها لم تنبض هكذا من قبل، ولم تسمع دقات قلبها إلا عندما وقعت عيناها على عينيه.
عاد أمجد لتفقد ابن عمه ˝رضوان˝ الذي وجده ينتظر بتوتر وحين رآه تحدث إليه بصوت مرتفع وعصبية:
أريد أن أفهم أين ذهبت كل هذا الوقت؟
-أمجد بلا مبالاة: اهدأ إننا في مستشفى، وهناك مرضى حولنا.
-حدق به ˝رضوان˝ بغضب شديد ثم قال: أيمكن أن أعرف أين كنت؟! هل تعرف تلك الطبيبة؟! . ❝
❞ ˝تصفعنا الحياة بندوبها، تطيح بأحلامنا في جب عميق من الخذلان، تبعثر أحلامنا برياحها العاتية، وتحجب دفء الشمس عن أن يزمل أرواحنا الباردة، تدهس براءتنا وتصنع منا أشخاصًا كنا نبغضهم ونخشاهم، الألم يا عزيزي لا يترك شيئًا بداخلنا إلا ويقلبه رأسًا على عقب، فرفقًا بقلوب عشقت من ليس لها˝
-صدمة مفجعة تلقتها ورد فأذبلتها وأذهبت عنها نضارتها ورونقها، ما أصعب صدمة أن تظل عمرك بأكمله تبني أحلامك على شيء وفي النهاية يخر عليك ساقطًا! لم تستطع تمالك نفسها من هول الصدمة، تبكي تارة وتضحك ضحكات هستيرية تارة، وتفقد الوعي تارة أخرى، أيام من الصمت واللامبالاة، فقدان اللهفة تجاه الأشياء لا يضاهيه شعور في ألمه وقسوته . ❝