█ ثم بدأ رسول الله ﷺ بالأموال فقسمها وأعطى المؤلفة قلوبهم أولَ الناس أمر زيد بن ثابت بإحصاء الغنائم والناس فضها قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم عمر قتادة عن محمود لبيد أبي سعيد الخدري لما أعطى ما من تلك العطايا قريش وفي قبائل العرب ولم يكن الأنصار منها شيء وجد هذا الحي أنفسهم حتى كثرت فيهم القالَّة قائلهم لقى والله قومه فدخل عليه سعد عبادة فقال يا ! إن قد وجدوا عليك صنعت الفيء الذي أصبتَ قسمت قومك وأعطيت عطايا عظاماً ( فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذلِكَ يَا سَعْدُ ) أنا إلَّا قومي فاجْمَع لي قَوْمَكَ هَذِهِ الحَظِيرَةِ ؟ فجاء رجال المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا أتى اجتمع لك فأتاهم رسولُ فَحَمِدَ اللهَ وأثنى بما هو مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُم وجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا أَنْفُسِكُم أَلَمْ آتِكُم ضُلالاً فهداكم بيّ وعَالَةٌ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ثم كان ﷺ يرفع رأسه مكبراً غير رافع يديه ، ويرفع من السجود رأسه قبل يديه ، ثم يجلس مفترشاً ، يفرش رجله اليسرى ، ويجلس عليها ، وينصب اليمنى ، وذكر النسائي عن ابن عمر قال : من سنة الصلاة أن ينصب القدم اليمنى ، واستقباله بأصابعها القبلة ، والجلوس على اليسرى ، ولم يحفظ عنه ﷺ في هذا الموضع جلسة غير لهذه ، وكان يضع يديه على فخذيه ، ويجعل مرفقه على فخذه ، وطرف يده على ركبته ، ويقبض ثنتين من أصابعه ، ويحلق حلقة ، ثم يرفع أصبعه يدعو بها ويحركها ، هكذا قال وائل بن حجر عنه ، ثم كان يقول بين السجدتين (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني ، وارزقني) ، هكذا ذكره ابن عباس رضي الله عنهما عنه ، وذكر حذيفة أنه كان يقول (ربي إغفر لي ربي إغفر لي ) ، وكان هديه ﷺ إطالة هذا الركن بقدر السجود ، وهكذا الثابت عنه في جميع الأحاديث ، وفي «الصحيح» عن أنس رضي الله عنه : كان رسول اللہ ﷺ يقعد بين السجدتين حتى نقول قد أوهم ، وهذه السنة تركها أكثر الناس من بعد انقراض عصر الصحابة ، ولهذا قال ثابت : وكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه ، يمكث بين السجدتين حتى نقول : قد نسي ، أوقد أوهم ، ثم كان ينهض على صدور قدميه وركبته معتمدا على فخذيه ، ولا يعتمد على الأرض بيديه ، وقد ذكر عنه مالك إبن الحويرث إنه كان لا ينهض حتى يستوي جالسا ، وهذه هي التي تسمى جلسة الإستراحة ، وكان إذا نهض ، إفتتح القراءة ، ولم يسكت كما كان يسكت عند إفتتاح الصلاة ، وكان ﷺ يصلي الثانية كالأولى سواء ، إلا في أربعة أشياء : السكوت ، والاستفتاح ، وتكبيرة الإحرام ، وتطويلها كالأولى ، فإنه كان لا يستفتح ، ولا يسكتُ ، ولا يكبر للإحرام فيها ، ويقصرها عن الأولى ، فتكون الأولى أطول منها في كل صلاة كما تقدم ، فإذا جلس للتشهد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ، وأشار بأصبعه السبابة ، وكان لا ينصبها نصباً ، ولا ينيمها ، بل يحنيها شيئاً ، ويحركها شيئاً ، كما تقدم في حديث وائل بن حجر ، وكان يقبض أصبعين وهما الخنصر والبنصر ، ويُحلق حلقة وهي الوسطى مع الإبهام ويرفع السبابة يدعو بها ويرمي ببصره إليها ، ويبسط الكف اليسرى على الفخذ اليسرى ، ويتحامل عليها . ❝
❞ وأما صلاة الظهر ، فكان ﷺ يطيل قراءتها أحياناً ، حتى قال أبو سعيد : كانت صلاة الظهر تقام ، فيذهب الذاهب إلى البقيع ، فيقضي حاجته ، ثم يأتي أهله ، فيتوضأ ، ويدرك النبي ﷺ في الركعة الأولى مما يطيلها ، رواه مسلم ، وكان يقرأ فيها تارة بقدر (ألم تنزيل) وتارة بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى) وتارة بـ (السماء ذات البروج) و (السماء والطارق) ، وأما العصر ، فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت ، وبقدرها إذا قصرت ، وأما المغرب ، فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم ، فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين ، ومرة بـ (الطور) ومرة بـ (المرسلات) ، قال أبو عمر بن عبد البر : روي عن النبي ﷺ أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل ، قال : وهي کلها آثار صحاح مشهورة ، انتهى ، وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً ، فهو فعل مروان بن الحكم ، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت ، وقال : مالك تقرأ في المغرب بقصار المفضل؟! وقد رأيت رسول اللہ ﷺ يقرأ في المغرب بطولي الطوليين ، قال : قلت : وما طولى الطوليين؟ قال : (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن ، وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين ، فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السُنة ، وهو من فعل مروان أبن الحكم . ❝