█ كان ﷺ إذا رَأَى مَا يُحِبُّ قال ( الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُ الصَّالِحَاتُ ) وإذا رأى ما يَكرَهُ الحَمدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالِ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 من تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وأما القسم الثاني وهو أن تُطلق ألفاظ الذم على من ليس من أهلها فمثلُ نهيه ﷺ عن سَبَّ الدهر ، وقال ( إنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ ) وفي حديث آخر ( يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ فَيَسُبُّ الدَّهْرَ ، وأنا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الأَمْرُ أَقَلْبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وفي حديث آخر ( لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُم : يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ) ، في هذا ثلاث مفاسد عظيمة ، 🔸️إحداها سَبَّه مَنْ ليس بأهل أن يُسب ، فإن الدهرَ خَلْقٌ مُسَخَّرٌ مِن خلق الله ، منقاد لأمره ، مذلل لتسخيره ، فسابه أولى بالذم والسب منه ،🔸️الثانية أن سبه متضمن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع ، وأنه ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من لا يستحق الحرمان ، وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة ، وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه كثيرة جداً ، وكثير من الجهال يُصرح بلعنه وتقبيحه ، 🔸️الثالثة أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال التي لو اتَّبَعَ الحق فيها أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ، وإذا وقعت أهواؤهم ، حَمِدُوا الدهر ، وأثنوا عليه ، وفي حقيقة الأمر ، فرَبَّ الدهر تعالى هو المعطي المانع ، الخافِضُ الرافع ، المعز المذِلُّ ، والدهرُ ليس له من الأمر شيء ، فمسبتهم للدهر مسبة الله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب تعالى ، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، عن النبي ﷺ قال ( قالَ اللَّهُ تَعَالَى : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وأَنَا الدَّهْرُ ) ، فساب الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما 🔸️إما سبه لِلَّهِ ، أو الشرك به ، فإنه إذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسبُّ مَن فعله ، فقد سب الله ، ومن هذا قوله ﷺ ( لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُم : تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّهُ يَتَعاظَمُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ البَيْتِ ، فَيَقُولُ : بِقُوَّتِي صَرَعْتُهُ ، ولَكنْ لِيَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يَتَصَاغَرُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذَّبَابِ) ، وفي حديث آخر ( إنَّ العَبْدَ إِذَا لَعَنَ الشَّيْطَانَ يقُولُ : إِنَّكَ لَتَلْعَنُ مُلَعْناً ) ، ومثل هذا قول القائل : أخزى الله الشيطان ، وقبح الله الشيطان ، فإن ذلك كُلَّهُ يُفْرِحُه ويقول : علم ابنُ آدم أني قد نلته بقوتي ، وذلك ممَّا يُعينه على إغوائه ، ولا يُفيده شيئاً ، فأرشد النبي ﷺ من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله تعالى ، ويذكر اسمه ، ويستعيذ بالله منه ، فإن ذلك أنفع له ، وأغيظ للشيطان . ❝
❞ قدوم وفد بني أسد على رسول الله ﷺ ..
قدِمَ عليه وفد بني أسد عشرة رهط ، فيهم وابصة بن معبد ، وطلحة بن خويلد ، ورسول الله ﷺ جالس مع أصحابه في المسجد ، فتكلَّمُوا ، فقال مُتكلمهم : يا رسول الله ! إنا شهدنا أن الله وحده لا شريك له ، وأنك عبده ورسوله ، وجئناك يا رسولَ اللهِ ، ولم تَبْعَثْ إلينا بعثاً ، ونحن لمن وراءنا ، قال محمد بن كعب القرظي : فأنزل الله على رسوله { يَمُنُونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَى إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُم لِلإِيمَنِ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ } ، وكان مما سألوا رسول الله ﷺ عنه يومئذ العِيَافَةُ والكَهَانَةُ وضربُ الحَصى ، فنهاهم رسول الله ﷺ عن ذلك كله ، فقالوا : يا رسول الله ! إن هذه أُمُورٌ كنا نفعلها في الجاهلية ، أرأيت خصلة بقيت ؟ قال ﷺ ( وما هي؟ ) قالوا : الخَطُّ ، قال ﷺ ( عُلِّمَهُ نَبِيُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، فَمَنْ صَادَفَ مِثْلَ عِلْمِهِ عَلِمَ ) . ❝
❞ كَانَ ﷺ إِذَا وَضَعَ رِجْلَه في الرِّكَابِ لِرُكُوبِ دَابَّتِهِ ، قال ( بِسْمِ اللَّهِ فَإِذَا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا ، قَالَ : الحَمْدُ لِلَّهِ ثَلاثَاً ، اللَّهُ أَكْبَرُه ثَلاثَاً ، ثُمَّ يَقُولُ : سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُون ، ثمَّ يقولُ : الحَمْدُ لِلَّهِ ثَلاثاً ، اللَّهُ أَكْبَرُ، ثَلاثَاً ، سُبْحَانَ اللَّه ثلاثاً ، ثم يقول : لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلَّا أَنْتَ . ❝