█ إن المصلي إذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة استحب له أن يُصلي النبي بعد ذلك ويدعو بما شاء ويكون دعاؤه هذه العبادة الثانية لا فإن كل ذكر وأثنى عليه وصلى رسول ﷺ الدعاء كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ في هديه ﷺ في الهدايا والضحايا والعقيقة
وهي مختصة بالأزواج الثمانية المذكورة في سورة الأنعام ولم يعرف عنه ، ولا عن الصحابة هدي ، ولا أضحية ، ولا عقيقةٌ من غيرها ، وهذا مأخوذ من القرآن من مجموع أربع آيات ،🔸️إحداها قوله تعالى : ( أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَمِ ) 🔸️والثانية قوله تعالى : ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَةٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعم ) 🔸️والثالثة : قوله تعالى ( ومن الانعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ثَمَنِيَةَ أَزْوَج ) ثم ذكرها 🔸️الرابعة قوله تعالى ( هَدْيَا بَلغَ الْكَتبَة ) ، فدل على أنَّ الذي يبلغ الكعبة من الهدي هو هذه الأزواج الثمانية وهذا استنباط علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والذبائح التي هي قربة إلى الله وعبادة : هي ثلاثة : الهدي ، والأضحية ، والعقيقة ، فأهدى رسول الله ﷺ الغنم ، وأهدى الإبل ، وأهدى عن نسائه البقر ، وأهدى في مقامه ، وفي عُمرته ، وفي حجته ، وكانت سُنته تقليد الغنم دون إشعارها ، وكان إذا بعث بهديه وهو مُقيم لم يَحْرُمُ عَلَيْهِ شيء كان منه حَلالاً ، وكان إذا أهدى الإبل ، قلدها وأَشْعَرَها ، فيشق صفحة سَنَامِها الأيمن يسيراً حتى يسيل الدم ، قال الشافعي : والإشعار في الصفحة اليمني ، كذلك أشعر النبي ﷺ ، وكان إذا بعث بهديه ، أمر رسوله إذا أشرف على عَطَبٍ شيء منه أن ينحره ، ثم يَصْبغَ نعله في دمه ، ثم يجعله على صفحته ، ولا يأكل منه هو ، ولا أحد من أهل رفقته ، ثم يقسم لحمه ، ومنعه من هذا الأكل سداً للذريعة ، فإنه لعله ربما قصر في حفظه ليُشارِفَ العطب ، فينحره ، ويأكل منه ، فإذا علم أنه لا يأكل منه شيئاً ، اجتهد في حفظه ، وشَرَّك أصحابه في الهدي كما تقدم : البدنةُ عن سبعة ، والبقرة كذلك ، وأباح لسائق الهدي ركوبه بالمعروف إذا احتاج إليه حتى يَجِدَ ظهراً غيره ، وقال علي رضي الله عنه : يشرَبُ مِن لَبنها ما فضل عن ولدها ، وكان هديه ﷺ نحر الإبل قياماً ، مقيدة ، معقولة اليُسرى ، على ثلاث ، وكان يُسمي الله عند نحره ويُكبِّرُ ، وكان يذبح نُسُكه بيده ، وربما وكل في بعضه ، كما أمر علياً رضي الله عنه أن يذبح ما بقي من المئة ، وكان إذا ذبح الغنم وضع قدمه على صفاحها ثم سمَّى ، وكبر وذبح ، وقد تقدم أنه ﷺ نحر بمنى وقال ( إِنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ كُلَّهَا مَنْحَر ) وقال ابنُ عباس : مناحر البدن بمكة ، ولكنها نُزُهَتْ من الدماء ، وكان ابن عباس ينحر بمكة ، ومنى من مكة ، وأباح ﷺ لأمته أن يأكلوا من هداياهم وضحاياهم ، ويتزودوا منها ، ونهاهم مرةً أن يدخروا منها بعد ثلاث لدافةٍ دَفَّتْ عليهم ذلك العام من الناس ، فأحب أن يُوسعوا عليهم . ❝
❞ وهَمَّ فُضالة بن عُمير بن الملوح أن يقتل رسول الله ﷺ وهو يطوف بالبيت ، فلما دنا منه ، قال له رسول الله ﷺ ( أفضالة ؟ ) قال : نعم فضالة يا رسول الله ، قال ( ماذا كنتَ تُحَدِّثُ به نفسَك ؟ ) ، قال : لا شيء كنتُ أذكر الله ، فَضَحِكَ النبي ﷺ ، ثم قال ( اسْتَغْفِرِ الله ) ، ثم وضع يده على صدره ، فسكن قلبه ، وكان فضالة يقول : والله ما رَفَعَ يَدَه عن صدري حتى ما خَلَقَ الله شيئاً أحب إلي منه . ❝