█ كان ﷺ إذا كره الشيء عرف وجهه ولم يكن فاحشاً ولا متفحشاً صخاباً كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 من تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ قبسات من غزوة تبوك .
وجاء البكاؤون وهم سبعة يستحمِلُون رسول الله ﷺ ، فقال ( لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُم عَلَيْه ) ، { فتولَّوْا وأعينهم تفيضُ من الدمع حزناً أن لا يجدوا ما يُنفقون } ، وأرسل أبا موسى أصحابه إلى رسول الله ﷺ ليحملهم ، فوافاه غضبان فقال ﷺ والله لا أحملكم ، ولا أجد ما أحملكم عليه ) ، ثم أتاه إبل فأرسل إليهم ثم قال ( مَا أَنَا حَمَلْتُكُم ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُم ، وإِنِّي وَاللَّهِ لا أَحلِفُ عَلَى يَمِينِ ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرَا مِنْهَا ، إِلَّا كَفَّرتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الذي هُوَ خَيْرٌ ) . ❝
❞ فاقتضت حكمته جلَّ وعلا ، أن جعل في الأموال قدراً يحتمل المواساة ، ولا يُجحِفُ بها ، ويكفي المساكين ، ولا يحتاجون معه إلى شيء ، ففرض في أموال الأغنياء ما يكفي الفقراء ، فوقع الظلم من الطائفتين ، الغني يمنعُ ما وجب عليه ، والآخذ يأخذ ما لا يستحقه ، فتولّد من بين الطائفتين ضررٌ عظيم على المساكين وفاقةٌ شديدة ، أوجبت لهم أنواع الحيل والإلحاف في المسألة ، والرب سبحانه تولّى قسم الصدقة بنفسه ، وجزاها ثمانية أجزاء ، يجمعُها صِنفان من الناس ، 🔸️أحدهما : من يأخذ لحاجة ، فيأخذ بحسب شدة الحاجة ، وضعفها ، وكثرتها ، وقلتها ، وهم الفقراء والمساكين ، وفي الرقاب وابن السبيل ، 🔸️ والثاني : من يأخذ لمنفعته وهم العاملون عليها ، والمؤلفة قلوبهم ، والغارمون لإصلاح ذات البين ، والغُزاة في سبيل الله ، فإن لم يكن الآخِذُ محتاجاً ، ولا فيه منفعة للمسلمين ، فلا سهم له في الزكاة . ❝
❞ في قدوم وَفدِ بَهْراء على رسول الله ﷺ ..
ذكر الواقدي عن كريمةَ بنتِ المقداد قالت : سمعت أمي ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب تقول : قَدِمَ وفد بهراءَ مِن اليمن على رسول الله ﷺ وهم ثلاثة عشر رجلاً ، فأقبلوا يقودون رواحلهم حتى انتهوا إلى باب المقداد ، ونحن في منازلنا ببني حُدَيلة ، فخرج إليهم المقداد ، فرحب بهم ، فأنزلهم وجاءهم بجفْنَةٍ مِنْ حَيَس قد كنا هيأناها قبل أن يَحِلُّوا لنجلس عليها ، فحملها المقداد ، وكان كريماً على الطعام ، فأكلُوا منها حتى نَهِلُوا ، ورُدَّتْ إلينا القَصْعَةُ ، وفيها أُكَلِّ ، فجمعنا تلك الأكل في قصعة صغيرة ، ثم بعثنا بها إلى رسولِ الله ﷺ مع سدرة مولاتي فوجدته في بيت أم سلمة ، فقال رسول الله ﷺ ( ضباعة أرسلَتْ بهذا ؟ ) قالت : سدرة : نعم يا رسول الله ، قال ﷺ ( ضَعِي ) ثم قال ( ما فعل ضيف أبي معبد ؟ ) قلتُ : عندنا ، قالت : فأصاب منها رسول الله ﷺ أكلاً هو ومن معه في البيت حتى نَهِلُوا ، وأكلت معهم سِدرَةُ ، ثم قال ﷺ ( اذْهَبي بِمَا بَقِيَ إلى ضَيْفِكُم ) ، قالت سِدرة : فرجعت بما بقي في القصعة إلى مولاتي ، قالت : فأكل منها الضيف ما أقاموا نردّدها عليهم ، وما تَغيضُ ( ما تنقَص ) حتى جعل القومُ : يقولون : يا أبا معبد ! إنك لتَنْهَلْنا مِن أحب الطعام إلينا ما كنا نَقْدِرُ على مثل هذا إِلَّا في الحين ، وقد ذُكِرَ لنا أن الطعام ببلادكم ، إنما هو العلقة أو نحوه ، ونحن عندك في الشَّبع ، فأخبرهم أبو معبد بخبر رسول الله ﷺ أنه أكل منها أكلاً وردها ، فهذه بركة أصابع رسول الله ، فجعل القوم يقولون : نشهد أنه رسول الله ، وازدادوا يقيناً ، وذلك الذي أراد رسول الله ﷺ ، فتعلموا الفرائض ، وأقاموا أياماً ، ثم جاؤوا رسول الله ﷺ يُودعونه ، وأمر لهم بجوائزهم ، وانصرفوا إلى أهليهم . ❝