█ فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح الدنيا ولا الآخرة إلا أيدي الرُسل معرفة الطيب والخبيث التفصيل من جهتهم ينال رضى الله البتة أيديهم فالطيب الأعمال والأقوال والأخلاق ليس هديهم وما جاؤوا به فهم الميزان الراجح الذي أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم توزن الأقوال والأعمال وبمتابعتهم يتميز أهل الهدى الضلال فالضرورة إليهم أعظم ضرورة البدن روحه والعين نورها والروح حياتها فأي وحاجة فرضت فضرورة العبد وحاجته الرسل فوقها بكثير ظنك بمن إذا غاب عنك هديه جاء طرفة عين فسد قلبك وصار كالحوت فارق الماء ووضع المقلاة فحال عند مفارقة قلبه لما كهذه الحال بل ولكن يحس بهذا قلب حي لجرح بميت إيلام كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وأما المواضع التي كان ﷺ يدعو فيها في الصلاة ، فسبعة مواطن ، أحدها بعد تكبيرة الإحرام في محل الاستفتاح ، والثاني قبل الركوع وبعد الفراغ من القراءة في الوتر والقنوت العارض في الصبح قبل الركوع إن صح ذلك ، فإن فيه نظراً ، والثالث بعد الاعتدال من الركوع ، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى كان رسول الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع قال (سَمِعَ اللَّهُ لَمِنْ حَمِدَهُ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ ، وَمِلْءَ الأَرْضِ ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالبَرَدِ ، وَالمَاءِ البَارِدِ ، اللَّهُمَّ طَهُرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ ) ، الرابع في ركوعه كان يقول (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي) ، الخامس في سجوده ، وكان فيه غالب دعائه ، السادس بين السجدتين ، السابع بعد التشهد وقبل السلام، وبذلك أمر في حديث أبي هريرة ، وحديث فَضَالة بن عبيد ، وأمر أيضاً بالدعاء في السجود ، وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين ، فلم يكن ذلك من هديه ﷺ أصلاً ، ولا روي عنه بإسناد صحيح ، ولا حسن ، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر ، فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه ، ولا أرشد إليه أمته ، وإنما هو استحسان راه من راه عوضاً من السنة بعدهما ، والله أعلم .
. ❝
❞ قدوم وفد مُحارب على رسول الله ﷺ ..
قَدِمَ على رسول الله ﷺ وفد مُحارب عام حجة الوداع ، وهم كانوا أغلظَّ العرب ، وأفظَّهم على رسول الله ﷺ في تلك المواسم أيامَ عَرْضِهِ نَفْسَهُ على القبائل يدعوهم إلى الله ، فجاء رسول الله ﷺ منهم عشرة نائبين عمن وراءهم من قومهم ، فأسلموا وكان بلال يأتيهم بغداء وعشاء إلى أن جلسُوا مع رسول الله ﷺ يوماً من الظهر إلى العصر ، فعرف رجلاً منهم فأمده النظر ، فلما رآه المُحاربي يُديم النظر إليه ، قال : كأنك يا رسول الله توهمني ؟ ، قال ﷺ ( لقد رأيتُك ) ، قال المحاربي : أي والله لقد رأيتني وكلمتني ، وكلمتك بأقبح الكلام ، ورددتك بأقبح الرد بعكاظ ، وأنت تطوف على الناس ، فقال رسول الله ﷺ ( نعم ) ، ثم قال المحاربي : يا رسول الله ! ما كان في أصحابي أشد عليك يومئذ ، ولا أبعد عن الإسلام مني ، فأحمد الله الذي أبقاني حتى صَدَّقتُ بك ، ولقد مات أولئك النفر الذين كانوا ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّ هَذِهِ القُلُوبَ بَيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) ، فقال المحاربي : يا رسول الله ! استغفر لي مِن مراجعتي إيَّاك ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ ( إِنَّ الإِسلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الكُفْر ) ، ثم انصرفوا إلى أهليهم . ❝
❞ كان ﷺ إذا دخل على أهلِهِ رُبَّمَا يسألُهم ( هَلْ عِنْدَكُم طَعَامٌ ؟ ) ، وَمَا عَابَ طَعَاماً قط ، بَلْ كَانَ إِذَا اشتِهاهُ أَكَلَهُ ، وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ وَسَكت ، وربما قال ﷺ ( أجِدُنِي أَعَافُهُ إِنِّي لَا أَشْتَهِيهِ ) ، وكان يمدح الطعام أحياناً ، كقوله لما سأل أهله الإدام ، فقالوا : ما عندنا إِلَّا خَل ، فدعا به فجعل يأكُلُ مِنْهُ ويَقُولُ ( نِعْمَ الأُدْمُ الخَلُ ) ، وليس في هذا تفضيل له على اللبن واللحم والعسل والمرق ، وإنما هو مدح له في تلك الحال التي حضر فيها ، ولو حَضَرَ لحم أو لبن ، كان أولى بالمدح منه ، وقال هذا جبراً وتطيباً لقلب من قدمه ، لا تفضيلاً له على سائر أنواع الإدام ، وكان ﷺ إذا قُرِّبَ إليه طعام وهو صائم قال ( إنّي صَائِمٌ ) وأمر من قُرْبَ إليه الطعام وهو صائم أن يُصَلِّي ، أي يدعو لمن قدَّمه ، وإن كان مفطراً أن يأكل . ❝