█ لما كان الجِهَاد ذِروةَ سَنَامِ الإسلام وقُبَّتَه ومنازِلُ أهله أعلى المنازل فى الجنة كما لهم الرَّفعةُ الدنيا فهم الأَعْلَوْنَ الدنُّيَا والآخِرةِ رسولَ الله صلى عليه وسلم الذَّروةِ العُليا منه واسْتولى أنواعه كُلَّها فجاهد اللَّهِ حقَّ جهاده بالقلب والجَنانِ والدَّعوة والبيان والسيفِ والسِّنَانِ وكانت ساعاته موقوفةً الجهاد بقلبه ولسانه ويده ولهذا أرفعَ العَالَمِينَ ذِكراً وأعظمَهم عند قدراً كتاب مختارات من زاد المعاد هدي خير العباد مجاناً PDF اونلاين 2024 نبذة عن الكتاب : لما
❞ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72)
وذللناها لهم أي : سخرناها لهم حتى يقود الصبي الجمل العظيم ويضربه ويصرفه كيف شاء لا يخرج من طاعته . " فمنها ركوبهم " قراءة العامة بفتح الراء ، أي : مركوبهم ، كما يقال : ناقة حلوب أي : محلوب . وقرأ الأعمش والحسن وابن السميقع : " فمنها ركوبهم " بضم الراء على المصدر . وروي عن عائشة أنها قرأت : " فمنها ركوبتهم " وكذا في مصحفها . والركوب والركوبة واحد ، مثل الحلوب والحلوبة ، والحمول والحمولة . وحكى النحويون الكوفيون أن العرب تقول : امرأة صبور وشكور بغير هاء . ويقولون : شاة حلوبة وناقة ركوبة ، لأنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما كان له الفعل وبين ما كان الفعل واقعا عليه ، فحذفوا الهاء مما كان فاعلا وأثبتوها فيما كان مفعولا ، كما قال :
فيها اثنتان وأربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الأسحم
فيجب أن يكون على هذا ركوبتهم . فأما البصريون فيقولون : حذفت الهاء على النسب . والحجة للقول الأول ما رواه الجرمي عن أبي عبيدة قال : الركوبة تكون للواحد والجماعة ، والركوب لا يكون إلا للجماعة . فعلى هذا يكون لتذكير الجمع . وزعم أبو حاتم أنه لا يجوز " فمنها ركوبهم " بضم الراء لأنه مصدر ، والركوب ما يركب . وأجاز الفراء " فمنها ركوبهم " بضم الراء ، كما تقول : فمنها أكلهم ومنها شربهم . ومنها يأكلون من لحمانها . ❝
❞ لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنَ الْأَوَّلِينَ (168)
عاد إلى الإخبار عن قول المشركين ، أي : كانوا قبل بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا عيروا بالجهل قالوا : لو أن عندنا ذكرا من الأولين أي لو بعث إلينا نبي ببيان الشرائع لاتبعناه . ولما خففت ˝ إن ˝ دخلت على الفعل ولزمتها اللام فرقا بين النفي والإيجاب . والكوفيون يقولون : ˝ إن ˝ بمعنى ما واللام بمعنى إلا . وقيل : معنى لو أن عندنا ذكرا أي : كتابا من كتب الأنبياء . ❝