█ كتاب زاد المهاجر: الرسالة التابوكية (ط الحديث) مجاناً PDF اونلاين 2024 "الرسالة التبوكية" سُميت بذلك؛ لأنه كتبها بتبوك سنة 733 هجرية وهي رسالة أرسلها إلى أصحابه بلاد الشام فسَّر فيها قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2] ذكر أن من أعظم التعاون البر والتقوى سفر الهجرة الله ورسوله
❞ الهجرة هجرتان، هجرة بالجسم من بلد إلى بلد، وهذه أحكامها معلومة، وليس المراد الكلام فيها، وهجرة بالقلب إلى الله ورسوله، وهذه هي المقصودة هنا، وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية، وهي الأصل، وهجرة الجسد تابعة لها . ❝
❞ لقد قضى الله تعالى قضاء لا يُرَّد ولا يُدفع ، أن من أحب شيئا سواه عُذب به ولا بُد ، وأن من خاف غيره سلطه عليه ، وأن من إشتغل بشيء غيره كان شؤما عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه ، ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولا بُدّ . ❝
❞ وقد تقدّم أن أبا سفيان قال عِند انصرافه من أُحد مَوْعِدُكُم وإيَّانا العام القابل ببدر ، فلما كان شعبان ، وقيل : ذو القعدة من العام القابِلِ ، خرج رسولُ اللَّهِ ﷺ لموعِده في ألف وخمسمئة ، وكانت الخيل عشرةَ أفراس ، وحَمَلَ لِواءَه علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينةِ عبد الله بن رواحة ، فانتهى إلى بدر ، فأقام بها ثمانية أيام ينتظِرُ المشركين ، وخرج أبو سفيان بالمشركين من مكَّةَ ، وهم ألفان ، ومعهم خمسون فرساً ، فلما انْتَهَوْا إِلَى مَرَّ الظَّهْرَانِ - على مَرْحَلَة مِنْ مَكَّة - قال لهم أبو سفيان : إن العام عام جَدْب ، وقد رأيتُ أني أرجعُ بكم ، فانصرَفُوا راجعين ، وأخلفوا الموعِدَ ، فَسُمِّيت هذه بدر الموعد ، وتسمَّى بدرَ الثانية . ❝