█ إن دنيانا هي فترة موضوعة بين قوسين بالنسبة لما بعدها وما قبلها ليست كل الحقيقة ولا القصة وإنما فصل صغير من رواية سوف تتعدد فصولاً كتاب رحلتي الشك الي الإيمان مجاناً PDF اونلاين 2024 إلى هو فكري ألفه مصطفى محمود عام 1970 يعرض الكتاب العديد المواضيع والتساؤلات الفكرية والمتعلقة بخلق الإنسان والجسد والعقل ويتحدث بشكل تفصيلي عن رحلة الطويلة وصولاً فصول الكتاب: يتألف ثمانية فصول وهي: الله: هذا الفصل الأفكار الجدلية حول وجود الخالق وفكرة الوجود والعدم الجسد: ويتكلم كيفية تميز شخص بصفات فريدة تميزه غيره مثل البصمة الوراثية الروح: يتحدث الروح وكيف أنها مجهولة للإنسان العدل الأزلي: عدل الله المطلق لماذا العذاب؟: الحكمة العذاب ماذا قالت لي الخلوة التوازن الطبيعي المسيح الدجال
❞ إن الله الخالق العادل الملهم الذي خلق مخلوقاته وألهمها الطريق.. (وهو لباب الأديان كلها)..
هو مبدأ أولي يصل إليه العقل دون إجهاد. وتوحي به الفطرة بداهة.
وإنما الافتعال كل الافتعال.. هو القول بغير ذلك.
والإنكار يحتاج إلى الجهد كل الجهد وإلى الالتفاف والدوران واللجاجة والجدل العقيم ثم نهايته إلى التهافت .. لأنه لا يقوم على أساس .. ولأنه يدخل في باب المكابرة والعناد أكثر مما يدخل في باب التأمل المحايد النزيه والفطرة السوية.
وهذا هو ما قالته لي رحلتي الفكرية الطويلة .. من بدايتها المزهوة في كتاب ( الله والإنسان ) إلى وقفتها الخاشعة على أبواب القرآن والتوراة والإنجيل وليس متديناً في نظري من تعصب وتحزب وتصور أن نبيه هو النبي الوحيد وأن الله لم يأت بغيره .. فإن هذا التصور لله هو تصور طفولي متخلف يظن أن الله أشبه بشيخ قبيلة .. ومثل هذا الإحساس هو عنصرية وليس تديناً.
وإنما التصور الحق لله .. أنه الكريم الذي يعطي الكل ويرسل الرسل للكل.
( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
(فاطر – 24)
و( لقد بعثنا في كل أمة رسولاً )
(النحل – 36)
( وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً )
( القصص – 59)
( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك )
( النساء – 164)
ومعنى هذه الآية أن بوذا يمكن أن يكون رسولا وإن لم يرد ذكره في القرآن.
وإخناتون يمكن أن يكون رسولاً .. ويمكن أن يكون ما وصلنا من تعاليمهم قد خضع للتحريف .. والله يريد بهذا أن يوحي بالإيمان المنفتح الذي يحتضن كل الرسالات وكل الأنبياء وكل الكتب بلا تعصب وبلا تحيز.
وأصدق مثل للوعي الديني المتفتح هو وعي رجل مثل غاندي .. هندوسي ومع ذلك يقرأ في صلاته فقرات من القرآن والتوراة والإنجيل وكتاب ( الدامابادا ) لبوذا .. في خشوع ومحبة.. مؤمناً بكل الكتب وكل الرسل .. وبالخالق الواحد الذي أرسلها.
وهو رجل حياته مثل كلامه أنفقها في الحب والسلام.
والدين واحد من الناحية العقائدية وإن اختلفت الشرائع في الأديان المتعددة . كما أن الرب واحد.
والفضلاء من جميع الأديان هم على دين واحد.
لأن المتدين الفاضل لا يتصور الله خالقاً له وحده وهادياً له وحده أو لفئة وحدها .. وإنما هو نور السموات والأرض .. المتاح لكل من يجهد باحثا عنه .. الرحمن الرحيم المرسل للهداة المنزل للوحي في جميع الأعصر والدهور .. وهذا مقتضى عدله الأزلي .. وهذا هو المعنى الجدير بالمقام الإلهي .. وبدون هذا الإيمان المنفتح لا يكون المتدين متديناً.
أما الأديان التي تنقسم شيعاً يحارب بعضها بعضاً باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذباً .. وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس وهي مازالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة .. تحارب للغرور .. وإن ظنت أنها تحارب لله .. وهي هالكة ، الغالب فيها والمغلوب .. مشركة .. كل منها عابد لتمثاله ولذاته ولتصوره الشخصي وليس عابداً لله.
وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى . وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى.
وهذا هو الطريق .. والصراط .. والمعراج الذي يبدأ منه عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق .. 🤎
. ❝
❞ المسيخ الدجال قد ظهر بالفعل كما يقول الكاتب البولندي ليوبولد فايس، وقد اسلم هذا الكاتب وتسمى بإسم محمد أسد.
وهذا المسيخ الشائه ذو العين الواحدة كما يقول هو:
التقدم العلمي والقوة المادية والترف المادي. معبودات هذا الزمان .
مدينة العصر الذري، العوراء العرجاء، التي تتقدم في اتجاه واحد، وترى في اتجاه واحد هو الاتجاه المادي .
على حين تفتقد العين الثانية ((الروح)) التي تبصر البعد الروحي للحياة . فهي قوة بلا محبة، وعلم بلا دين، وتكنولوجيا بلا اخلاق .
وقد استطاع هذا المسخ فعلا عن طريق العلم ان يسمع ما يدور في اقصى الارض ((باللاسلكي)) ويرى ما يجري في اخر الدنيا ((بالتلفزيون))، وهو الان يسقط المطر بوسائل صناعية، ويزرع الصحارى، ويشفي المرضى وينقل قلوب الاموات الى الاحياء، ويطير حول الارض في صواريخ وينشر الموت والدمار بالقنابل الذرية، ويكشف عروق الذهب في باطن الجبال .
وقد افتتن الناس بهذا المسخ فعبدوه. وامام هذا الاستعراض الباهر للتقدم العلمي الغربي فقدنا نحن الشرقيين ثقتنا بأنفسنا ونظرنا بإحتقار الى تراثنا وديننا.
وفي حمى الشعور بالنقص والتخلف تصورنا ان دياناتنا ضرب من الخرافات المخجلة التي يجب ان نتخلص منها لنلحق بركب التقدم وندخل في رحاب المعبد الجديد. معبد العلم لنعبد ذلك الإله الجديد الذي اسمه القوة المادية وسجدنا مبهورين فاقدي الوعي وقد اختلطت علينا الوسيلة بالغاية
فجعلنا من القوة المادية غايتنا . ونسينا انها مجرد وسيلة واداة .
القطار وسيلة .
والتلغراف وسيلة .
والكهرباء وسيلة .
والطاقة الذرية وسيلة .
ودور هذه الوسائل ان توضع في خدمة الانسان لتحرره من الضرورات المادية فيفرغ الى الفكر والتأمل واثراء روحه بالمعرفة الحقة .
وبدلا من ان تكون هذه الوسائل في خدمتنا اصبحنا نحن في خدمتها نكد ونكدح ونتعارك ونتكالب لنمتلك عربة وراديو وتلفزيونا. فإذا امتلكنا هذه الاشياء ازددنا نهما ورغبة لنمتلك عربة اكبر ثم جهاز تسجيل ستيريوفونيك ثم قاربا للنزهة ثم يختا ثم فيلا وحديقة وحمام سباحة ..
ثم طائرة خاصة ان امكن، ويطيش صوابنا شيئا فشيئا امام سيل المنتجات الاستهلاكية التي تملأ الفترينات..ونتحول الى جوع اكال يزداد جوعا كلما امعن في الشراء. وحلقة مفرغة من الاطماع لا تنتهي لتبدأ .
وهي ابدا تهدف الى اقتناء سبب من اسباب القوة المادية او الترف الحياتي مما تطرحه التكنولوجيا كل يوم في واجهات المحلات .
. ❝