█ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثم إن لهم عليها أي بعد الأكل من الشجرة لشوبا حميم الشوب الخلط والشوب لغتان كالفقر والفقر والفتح أشهر قال الفراء : شاب طعامه وشرابه إذا خلطهما بشيء يشوبهما شوبا وشيابة فأخبر أنه يشاب والحميم الماء الحار ليكون أشنع الله تعالى وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم السدي الحميم بغساق أعينهم وصديد قيحهم ودمائهم وقيل يمزج الزقوم بالحميم ليجمع بين مرارة وحرارة تغليظا لعذابهم وتجديدا لبلائهم كتاب تفسير سورة الصافات مجاناً PDF اونلاين 2024 مكية إلا الآيات 23 حتى 27 فهي مدنية السورة المثاني آياتها 182 وترتيبها المصحف 37 الجزء الثالث والعشرين بدأت بأسلوب قسم: Ra bracket png وَالصَّافَّاتِ صَفًّا Aya 1 La والصافات هم جموع الملائكة الذين يعبدون صفوف نزلت الأنعامـ وتسمى الزينة
❞ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)
أي عقوبة له ; أي يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة .
واختلف كم أقام في بطن الحوت .
فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما .
الضحاك : عشرين يوما .
عطاء : سبعة أيام .
مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام .
وقيل : ساعة واحدة .
والله أعلم .
روى الطبري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما أراد الله تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحما ولا تكسر عظما فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ; فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه ما هذا ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت : ( إن هذا تسبيح دواب البحر ) قال : ( فسبح وهو في بطن الحوت ) قال : ( فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ) قال : ( ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ) قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟ قال نعم .
فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل كما قال تعالى : ˝ وهو سقيم ˝ ) .
وكان سقمه الذي وصفه به الله - تعالى ذكره - أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم .
وقد روي : أن الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح , ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر , فلفظه سالما لم يتغير منه شيء فأسلموا ; ذكره الزمخشري في تفسيره .
وقال ابن العربي : أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني : أنه سئل عن الباري في جهة ؟ فقال : لا , هو يتعالى عن ذلك .
قيل له : ما الدليل عليه ؟ قال : الدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تفضلوني على يونس بن متى ) فقيل له : ما وجه الدليل في هذا الخبر ؟ فقال : لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينا .
فقام رجلان فقالا : هي علينا .
فقال لا يتبع بها اثنين ; لأنه يشق عليه .
فقال واحد : هي علي .
فقال : إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت , فصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث , ونادى ˝ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ˝ [ الأنبياء : 87 ] كما أخبر الله عنه , ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به صعدا , حتى انتهى به إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام , وناجاه ربه بما ناجاه به , وأوحى إليه ما أوحى بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر . ❝
❞ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79)
وتم الكلام ثم ابتدأ فقال : سلام على نوح أي سلامة له من أن يذكر بسوء في الآخرين . قال الكسائي : وفي قراءة ابن مسعود ˝ سلاما ˝ منصوب ب ˝ تركنا ˝ أي : تركنا عليه ثناء حسنا سلاما . وقيل : في الآخرين أي : في أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : في الأنبياء ، إذ لم يبعث بعده نبي إلا أمر بالاقتداء به ، قال الله تعالى : شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا وقال سعيد بن المسيب : وبلغني أنه من قال حين يمسي : سلام على نوح في العالمين لم تلدغه عقرب . ذكره أبو عمر في التمهيد . وفي الموطأ عن خولة بنت حكيم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من نزل منزلا فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فإنه لن يضره شيء حتى يرتحل . وفيه عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال : ما نمت هذه الليلة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من أي شيء ؟ . فقال : لدغتني عقرب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك . ❝
❞ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146)
وقوله : وأنبتنا عليه شجرة من يقطين يعني عليه أي : عنده ، كقوله تعالى : ولهم علي ذنب أي : عندي . وقيل : عليه بمعنى له . شجرة من يقطين اليقطين : شجر الدباء : وقيل غيرها ، ذكره ابن الأعرابي . وفي الخبر : ( الدباء والبطيخ من الجنة ) وقد ذكرناه في كتاب التذكرة . وقال المبرد : يقال لكل شجرة ليس لها ساق يفترش ورقها على الأرض يقطينة ، نحو الدباء والبطيخ والحنظل ، فإن كان لها ساق يقلها فهي شجرة فقط ، وإن كانت قائمة أي : بعروق تفترش فهي نجمة وجمعها نجم . قال الله تعالى : والنجم والشجر يسجدان وروي نحوه عن ابن عباس والحسن ومقاتل . قالوا : كل نبت يمتد ويبسط على الأرض ولا يبقى على استواء وليس له ساق نحو القثاء والبطيخ والقرع والحنظل فهو يقطين . وقال سعيد بن جبير : هو كل شيء ينبت ثم يموت من عامه ، فيدخل في هذا الموز .
قلت : وهو مما له ساق . الجوهري : واليقطين ما لا ساق له كشجر القرع ونحوه . الزجاج : اشتقاق اليقطين من قطن بالمكان إذا أقام به ، فهو يفعيل . وقيل : هو اسم أعجمي . وقيل : إنما خص اليقطين بالذكر ، لأنه لا ينزل عليه ذباب . وقيل : ما كان ثم يقطين فأنبته الله في الحال . القشيري : وفي الآية ما يدل على أنه كان مفروشا ليكون له ظل . الثعلبي : كانت تظله فرأى خضرتها فأعجبته ، فيبست فجعل يتحزن عليها ، فقيل له : يا يونس أنت الذي لم تخلق ولم تسق ولم تنبت تحزن على شجيرة ، فأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون تريد مني أن أستأصلهم في ساعة واحدة ، وقد تابوا وتبت عليهم ، فأين رحمتي يا يونس ؟ أنا أرحم الراحمين . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأكل الثريد باللحم والقرع ، وكان يحب القرع ويقول : إنها شجرة أخي يونس وقال أنس : قدم للنبي - صلى الله عليه وسلم - مرق فيه دباء وقديد فجعل يتبع الدباء حوالي القصعة . قال أنس : فلم أزل أحب الدباء من يومئذ . أخرجه الأئمة . ❝