هل الضوء أمواج ؟ هل الضوء ذرّات ؟ كانت المعركة... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب آينشتين والنسبية

- 📖 من ❞ كتاب آينشتين والنسبية ❝ مصطفى محمود 📖

█ الضوء أمواج ؟ هل ذرّات ؟ كانت المعركة محتدمة بين العلماء الذين يقولون بأن للضوء طبيعة موجية وبين طبيعته مادية ذرية حينما تقدم عالَم نمساوي إسمه شرودنجر بمجموعة من المعادلات ليعلن نظرية اسمها "الميكانيكا الموجية" وفي هذه النظرية أثبت بالتجربة أن حزمة الإلكترونات ساقطة سطح بللورة معدنية تحيد بنفس الطريقة التي بها البحر تدخل مضيق واستطاع يحسب طول موجة بهذه وأعقبت المفاجأة مفاجآت أخرى فقد أثبتت التجارب أجريت حِزَم الذرّات ثم الجزيئات أنها بإسقاطها تتصرف الموجية وأن موجاتها يمكن حسابه بمعادلات وبهذا بدأ صرح المادية كله ينهار إن الهيكل يسقط ويتحول إلى خواء كُهّان العلوم دأبوا سنين يعلمونا الذرة عبارة عن معمار مادي يتألف نواة ( بروتون أو أكثر ) تدور حولها أفلاك دائرية كما الكواكب حول الشمس وأكثر هذا حسبوا عدد كل ذرة وقالوا لنا إنها إلكترون واحد الأيدروجين تزيد العناصر الثقيلة حتى تبلغ 92 كتاب آينشتين والنسبية مجاناً PDF اونلاين 2024 فكر وثقافة هذا الكتاب رحلة علمية خصبة يحوي طياته الكثير المفاتيج الهامة لبعض الالغاز نحاول جاهدين الي اداركها ,رحلة عملية مثيرة تصحب قارئ ذلك تصنع خياله مادة للتفكير المنطقي وفى يأخذك " مصفى محمود" قصيرة وأقرب ما تكون لعقلك وقلبك وروحك حيث آينشتاين رحتله مع النسبية يتدرج نسبية المكان الزمان الكتلة والمجال ممتعة تلك الرحلة تكاد تخلو الأرقام يحكيها بجمال ستعجب منه! كيف استطاع يقرب المعاني العلمية الكبيرة ويحاور قلبك قبل ذهنك يجعلك تتأمل عظمة الكون وفي مدى قصور العلم مهما بلغ ومهما حاول يفهم القدرات الإلهية نكاد نجهل ماهيتها تماما النهاية يقول كان يدرك تواضع عاجز رؤية البداية والنهاية قاصر فهم ماهية أي شيء يستطيعه هو يقيس كميات ويتعرف العلاقات تربط الكميات ويكشف القوانين تجمعها معاً شمل واحد" وحاول دكتور مصطفى محمود رحمه الله باسلوبه المعروف بالسهولة والمنطقية الشديدة لاينشتين بحيث تناسب وادراك عامة الناس اعتراض شديد منه قصر المعلومات قليل بحجة التعمق والتخصص قد يؤدي عزلة مؤيدا كتابه دعا اليه اينشتين نفسه نشر فقد يكره الكهانة والتلفع بالغموض والادعاء والتعاظم وكان الحقيقة بسيطة وقد نجح اديب الفلاسفة حد كبير شرحها كالعادة خلال الكتاب إقتباسات : كل نراه ونتصوره خيالات مترجمة لا وجود لها الاصل مجرد صور رمزية للمؤثرات المختلفة صوّرها جهازنا العصبي بأدواته الحسية المحدودة رؤيتنا العاجزة ترى الجدران صمّاء وهي ليست بل هي مخلخلة أقصى درجات التخلخل! ولكن حواسنا تسمح برؤية العالم الذي ليس حقيقياً إنما عالم اصطلاحي بحت نعيش به معتقلين الرموز يختلقها عقلنا ليدلنا الأشياء غير المعروفة خضرة الحقول زرقة السماء وكل الألوان المبهجة أصلاً الأشياء! تفسيرات وترجمته لموجات حوله لا سبيل لمعرفة المطلق لأي أحسن الأحوال نقدّر موضعه نسبةً كذا وكذا يستحيل لأن "كذا وكذا" حالة حركة أيضاً! هناك استثناء ندرك فيه الحركة المطلقة: اللحظة تفقد انتظامها فتتسارع تتباطأ القطار نركبه بالفعل متحرك! يتضاعف حولنا لعشرات وملايين الأضعاف لكننا لن نشعر بذلك النسب الحجمية تظل محفوظة ولأن نسبة للحركة بجوارها ثابتة المراجع

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ هل الضوء أمواج ؟



هل الضوء ذرّات ؟



كانت المعركة محتدمة بين العلماء الذين يقولون بأن للضوء طبيعة موجية .. وبين العلماء الذين يقولون بأن طبيعته مادية ذرية ..

حينما تقدم عالَم نمساوي إسمه شرودنجر بمجموعة من المعادلات .. ليعلن نظرية اسمها "الميكانيكا الموجية" .



وفي هذه النظرية أثبت شرودنجر بالتجربة أن حزمة من الإلكترونات ساقطة على سطح بللورة معدنية تحيد بنفس الطريقة التي تحيد بها أمواج البحر التي تدخل من مضيق .. واستطاع أن يحسب طول موجة الإلكترونات التي تحيد بهذه الطريقة ..



وأعقبت هذه المفاجأة مفاجآت أخرى ..

فقد أثبتت التجارب التي أجريت على حِزَم من الذرّات , ثم على حِزَم من الجزيئات .. أنها بإسقاطها على بللورة معدنية تتصرف بنفس الطريقة الموجية وأن طول موجاتها يمكن حسابه بمعادلات شرودنجر ..



وبهذا بدأ صرح النظرية المادية كله ينهار .



إن الهيكل كله يسقط , ويتحول إلى خواء .



إن كُهّان العلوم دأبوا من سنين على أن يعلمونا أن الذرة عبارة عن معمار مادي يتألف من نواة ( بروتون أو أكثر ) تدور حولها الإلكترونات في أفلاك دائرية كما تدور الكواكب حول الشمس ..

وأكثر من هذا .. حسبوا عدد الإلكترونات في كل ذرة وقالوا لنا إنها إلكترون واحد في ذرة الأيدروجين ثم تزيد في العناصر الثقيلة حتى تبلغ 92 إلكترون في ذرة اليورانيوم , وأن كل ذرة لها وزن ذري .. وأثبتوا كل هذا بالمعادلات ..



فماذا يقولون في هذا الذي يهدم لهم صرح الهيكل ليقول إنه لا يحتوي على شيء له كيان مادي أو حيِّز , وإنما كل ما هناك .. طاقة متموجة , وأكثر من هذا يقدم لهم الإثبات بالمعادلات , والتجارب ..



وكانت بلبَلة علمية لا حـد لها .



كيف يمكن أن يقوم البرهان على شيئين متناقضين ! .. وهل يمكن أن يكون للشيء طبيعة متناقضة .. ؟!

كيف يمكن أن تكون للمادة صفات موجية , وللضوء صفات مادية .. ؟!



وتقدم عالِم ألماني هو " هايزنبرج " وبرفقته عالِم آخر هو " بورن " ليقول أنه من الممكن تخطي هذه الفجوة , وأنه لا توجد مشكلة .. وقدم مجموعة من المعادلات يمكن عن طريقها حساب الضوء على أنه أمواج أو على أنه ذرّات , ولمن يريد أن يختار الإفتراض الذي يعجبه .. وسيجد أن المعادلات تصلح للغرضين في وقت واحد ..



كيف يمكن أن تكون الحقيقة متناقضة .. ؟!



العلماء يسألون ..



وهايزنبرج يرد ببساطة .. الحقيقة المطلَقة لا سبيل إلى إدراكها .



العلم لا يستطيع أن يعرف حقيقة أي شيء .. إنه يعرف كيف يتصرف ذلك الشيء في ظروف معينة , ويستطيع أن يكشف علاقاته مع غيره من الأشياء ويحسبها .. ولكنه لا يستطيع أن يعرف ما هو . !



لا سبيل أمام العلم لإدراك المطلق .



العلم يدرِك كميات , ولكنه لا يدرِك ماهيات ..



العلم لا يمكنه أن يعرف ما هو الضوء .. ولا ما هو الإلكترون ..

وحينما يقول إن الأشعة الضوئية هي موجات كهربية مغناطيسية أو فوتونات .. فإنه يحيل الألغاز إلى ألغاز أخرى .. فما هي الموجات الكهربائية المغناطيسية ؟ حركة في الأثير ؟ .. وما الحركة ؟ .. وما الأثير ؟ ..

وما الفوتونات ؟ .. حِزَم من الطاقة ؟ .. وما الطاقة ؟ ..



العلم لا يمكن أن يعرف ماهية أي شيء .. إنه يستطيع أن يعرف سلوك الشيء وعلاقاته بالأشياء الأخرى والكيفيات التي يوجد بها في الظروف المختلفة .. ولكنه لا يستطيع أن يعرف حقيقته .

وحينما يكتشف العلم أن الضوء في إحدى التجارب يتصرَف بطريقة مَوْجية , وفي تجربة أخرى يتصرف بطريقة مادية ذرية , فلا تناقض هناك .. لأن ما اكتشفه العلم هو مسلَك الضوء , والكيفيات التي ينطلق بها في الظروف المختلفة .. لا حقيقة الضوء .. ويمكن أن تكون للضوء طبيعة مزدوجة .



والصفة الثانية للعلم ..

أن أحكامه كلها إحصائية وتقريبية .. لأنه لا يُجري تجاربه على حالات مفردة .. لا يمسك ذرة مفردة ليجري عليها تجاربه .. ولا يقبض على إلكترون واحد ليلاحظه .. ولا يمسك فوتونًا واحدًا ليفحصه ويتفرج عليه ..

وإنما يجري تجاربه على مجموعات .. على شعاع ضوء مثلًا ( والشعاع يحتوي على بلايين بلايين الفوتونات ) ..

أو جرام من مادة .. والجرام يحتوي على بلايين بلايين الذرات .. وتكون النتيجة أن الحسابات كلها حسابات إحصائية تقوم على الإحتمالات .. وعلى الصواب التقريبي .



والقوانين العلمية أشبه بالإحصائيات التي يمسح بها الباحثون الاجتماعيون المجتمع لتقرير أسباب الانتحار .. أو أسباب الطلاق .. أو علاقة السرطان بالتدخين .. أو الخمر بالجنون ..

وكل النتائج تكون في هذه الحالة نتائج إحتمالية وإحصائية لأنها جميعها متوسطات حسابية عن أعداد كبيرة .

أما إذا حاول العلم أن يجري تجاربه على وِحدة أساسية .. كأن يدرس ذرّة بعينها أو يلاحظ إلكترونًا واحدًا بالذات .. فإنه لا يمكنه أن يخرج بنتيجة أو معرفة .. لأنه يصطدم باستحالة نهائية .



ولكي يثبت هايزنبرج هذه الإستحالة تخيل أن عالِمًا يحاول أن يشاهد الإلكترون .. فعليه أولًا أن يستخدم ميكروسكوبًا يكبر مائة مليون مرة .. وعلى افتراض أنه حصل على هذا الميكروسكوب , فإن هناك صعوبة أخرى .. وهي أن الإلكترون أصغر من موجة الضوء .. فعليه أن يختار موجة قصيرة مثل أشعة إكس ..

ولكن أشعة إكس لا تصلح للرؤية .. إذاً عليه أن يستخدم أشعة الراديوم .

وبافتراض أنه حصل على هذه الأشياء .. فإنه في اللحظة التي يضع فيها عينيه على الميكروسكوب ويطلق فوتونًا ضوئيًا ليرى به الإلكترون .. فإن الفوتون سوف يضرب الإلكترون كما تضرب العصا كرة البلياردو ويزيحه من مكانه مغيرًا سرعته ..

لأن الفوتون عبارة عن شحنة من الطاقة ..

فهو في محاولته لتسجيل وضع الإلكترون وسرعته .. لن يصل إلى أي نتيجة ..

إذ في اللحظة التي يحاول فيها تسجيل سرعته يتغير مكانه .. لأن إطلاق الضوء عليه لرؤيته ينقله من مكانه ويغير سرعته .



إن عملية الملاحظة التي يقوم بها تغير من النتيجة المطلوبة ..

إنه يحاول أن يرى طبيعة الإلكترون ليسجلها .. ولكن عملية الرؤية تُغير أول ما تُغير تلك الطبيعة التي يجري وراء تسجيلها ..

فهو ينقل الإلكترون من مكانه في اللحظة التي يحاول فيها أن يسجل مكانه .

وهكذا يكون التعامل مع الوحدات الأساسية للطبيعة مستحيل .. فحينما نصل إلى عالَم الذرة الصغير يستحيل علينا التحديد .. وفي نفس الوقت يتعطل قانون السببية ..

فلا يصبح ساريًا .. لأن عملية الملاحظة تتدخل بين السبب والنتيجة وتكسر حلقة السببيية من منتصفها .. وتدخل هي بذاتها كسبب يغير من النتيجة بشكل يجعل من المستحيل معرفتها أو حسابها ..



إننا نكون أشبه بالأعمى الذي يمسك بقطعة مربعة من الثلج ليتحسس شكلها ومقياسها .. وهي في اللحظة التي يتحسسها تذوب مقاييسها بين يديه .. فيفقد الشيء الذي يبحث عنه بنفس العملية التي يبحث بها عنه .



وهكذا تتعطل القوانين حينما تصل إلى منتهى أجزاء ذلك الكون الكبير .. وتتوقف عند أصغر وحدة في وحداته .. فلا تعود سارية ولا تعود صالحة للتطبيق .



وبالمثل هي تتعطل أحيانًا حينما نحاول أن نطبقها على الكون بأسره ككل .. فقانون السببية أيضًا لا يعود ساريًا بالنسبة للكون ككل .. إذ أن اعتبار الكون صادرًا عن سبب , واعتباره خاضعًا للسببية يجعل منه جزءًا صادرًا عن جزء آخر ويتناقض مع كليته وشموله ..



القوانين تصطدم مع الحدّ الأكبر ومع الحدّ الأصغر للكون ولا تعود سارية ..



والعقل يصطدم بالإستحالة حينما يحاول أن يبحث في المبدأ وفي المنتهى .. لأنه لم يُجهَز بالوسائل التي يقتحم بها هذه الحدود ..



بهذا البحث الفلسفي الرياضي .. إستطاع هايزنبرج أن يفسر الطبيعة المزدوجة للضوء , ووضع المعادلات التي تصلح لتفسير الضوء على الأساس المادي وعلى الأساس الموجي في نفس الوقت , واعتبر القوانين في هذا المجال قوانين احتمالية إحصائية .. تعبِّر عن سلوك مجاميع هائلة من بلايين بلايين الفوتونات ..

أما الفوتون نفسه .. فشيء لا يمكن تحديده .



وهل يمكن تحديد نقطة في ريح عاصفة في الظلام .. وهل يمكنك أن تقول إن هذه النقطة تشغل هذا المكان بالذات .. ؟!

كل ما يمكن للعلم أن يدركه هو "الكميات" و "الكيفيات" .. ولكن لا سبيل إلى إدراك الماهيات .



** ** **



لكن أينشتين كانت له وجهة نظر أخرى ..



كان يرى في العالَم وحدة منسجمة ..



كان يرى العالَم الكبير بشموسه وأفلاكه , والعالم الصغير بذرّاته وإلكتروناته خاضعًا كله لقانون واحد بسيط ..



وكان يرى أن العقل في إمكانه أن يكتشف هذا القانون .. وكان يبحث جاهدًا عنه ..



وفي سنة 1929 أعلن عن نظرية "المجال الموحَد" .. ثم عاد بعد ذلك ورفضها واستبعدها .. وعاود البحث من جديد .



مقال / مبدأ الشـــك .

من كتاب / أينشتين والنسبية

لـلدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
0
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث