█ كتاب شخصية الفرد العراقي مجاناً PDF اونلاين 2024 هو لعالم الإجتماع علي حسين الوردي هذا الكتاب كان الأصل محاضرة ألقاها خمسينيات القرن الماضي حيث يضم هي أشبه بالمقالة الأدبية منها بالبحث العلمي وهي كُتبت أساس الاسترسال الفكري وتداعي الخواطر ولم يكن الغرض أول الامر تُطبع أو تُنشر القرّاء بهذا الشكل الحاضر ينقسم إلى قسمين رئيسيين: القسم الأول يحاول عرض الشخصية البشرية بوجه عام تلك التي يصنعها المجتمع لذا فإن أي فرد ما حقيقته إلا صنيعة من صنائع الذي يعيش فيه وقد ركز الناحية الاجتماعية وعند انتقاله دراسة حاول فحص لمعرفة كيفية نمو الفردية ضوء علم الاجتماع الحديث وخصصه لتفسير ازدواجية ومنه جاء عنوان تحليله للشخصية العراقية حلل العراقية اعتبارها تحمل قيم متناقضة البداوة وقيم الحضارة ولـجغرافية العراق أثر تكوين فهو بلد يسمح ببناء حضارة بسبب النهرين ولكن قربه الصحراء العربية جعل منه عرضة لهجرات كبيرة وكثيرة عبر التاريخ آخرها قبل 250 سنة تقريباً وصف بالبوتقة لصهر البدو المهاجرين ودمجهم بالسكان الذين سبقوهم بالأستقرار والتحضر فتنشئ لديهم قيمتان: قيمة حضرية وقيمة بدوية؛ فالعراقي ينادي بقيم الكرامة والغلبة حياته تجبره الانصياع لقيم التحضر أكّد أن التناقض موجود كل نفس بشرية ولكنه النفس أقوى وأوضح لأن والزراعة قد إزدوجتا منذ أقدم العصور وأضاف "واني وان كنت غير واثق نتيجة هذه الدراسة؛ ولكني أجد كثيراً القرائن تؤيدني فيما أذهب اليه" ويذكر القرائن: "أن سامحه الله أكثر غيره هياما بالمثل العليا ودعوة اليها خطاباته وكتاباته الوقت نفسه الناس انحرافاً عن المثل واقع حياته" "أنه أقل تمسكاً بالدين وأكثرهم انغماساً النزاع بين المذاهب الدينية فتراه ملحداً ناحية وطائفياً أخرى" وينبّه بهذه الصفات "ليس منافقاً مرائياً كما يحب البعض يسمه بذلك بل الواقع ذو شخصيتين وهو إذ يعمل بإحدى شخصيتيه ينسى فعل آنفا بالشخصية الأخرى يدعو المباديء السامية مخلّص يقول جاد يدّعي أما إذا بدر بعدئذٍ عكس ذلك فمردّه ظهور أخرى لا تدري ماذا قالت الأولى وماذا فَعَلتْ"
❞ من الملاحظ أن كل مدينة يكثر فيها رجال الدين ينتشر فيها أيضا ازدواج الشخصية على درجة كبيرة ذلك لأن الانسان في هذا المجتمع مضطر أن يكون دينيا في ناحية من حياته ودنيويا في ناحية أخرى . ❝
❞ لقد دل التاريخ على أن كل دين، مهما كان نوعه، لا يكاد ينتشر حتى ينشق على نفسه؛ أي أنه لا يكاد ينتصر وينجح حتى تظهر فيه الفرق المتطاحنة والشيع المتنابذة. وكل فرقة تدعي أنها هي الأحق والأعدل وأنها وحدها الناجية من دون الفرق الأخرى. والعجيب أن نرى المؤرخين يعزون سبب التفرق في دين من الأديان إلى فلان أو فلان من شخصيات التاريخ ثم يأخذون بذمه وصب اللعنات عليه على اعتبار أنه قد فرق الأمة وشق عصا الجماعة. الواقع أن التفرقة طبيعة لازبة من طبائع العقل البشري. والتفرقة لا تبدأ عادة إلا بعد النصر لأن نزاع المصالح يأخذ عند ذلك بالظهور.. فالجماعة تكون في فترة الكفاح الأولى متكتلة لا اختلاف فيها لأن مصلحة الفرد ومصلحة المجموع تكون آنذاك واحدة. أما فإن يبدأ النصر وتنهال الغنائم، وحين يترف بضعة أفراد على حساب الآخرين، فنجد غول التفرقة قد أخذ يكشر عن أنيابه . ❝