كان الرجل يجلس مكتوف اليدين .. معصوب العينين .. لا يعرف... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب نقطة الغليان

- 📖 من ❞ كتاب نقطة الغليان ❝ مصطفى محمود 📖

█ كان الرجل يجلس مكتوف اليدين معصوب العينين لا يعرف أين متى منْ الذي يضع فوهة المسدس رأسه إنما هو ظلام حالك صوت أجش يخرج من بطن الظُلمة : ●● أنت محمود السويفي ؟ ● نعم ●● تعترف أنك كافر مارق زنديق خارج دين الله تساند دولة الكُفر تؤيدها أنا أقول إله إلا محمد رسول فكيف أكون كافراً ؟ ●● لو كنت تقول إن محمداً بحق لاتبعته ● أتبعه قدر طاقتي يُطلق لحيته تحلقها تدَّعي إتباعه يركب البغلة أنتم تركبون القطار فهل خرجتم السُنّة بذلك ! إن معنى الأفعال الدالة الخُلُق القِيم ليست أية أفعال اللحية تدُل شيء كاسترو مُلحِد يُربي جيفارا أنكر وجود جميع أحاديثه تنفعه راسبوتين راهب الفِسق العهر له أطول لحية أنا أفهم ماذا تعني يصنعها يقصها مقص حلاق دقيقة تضيف أو تُعطي للإسلام تعيش عالم جاهلي أشنع العالَم الجاهلي عالَم سافل منحرف ضال ذلك مجنون معقول بدليل سيادتك فيه لكنك واحد الذين يقودون هذا بالكلمة كتاب نقطة الغليان مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف الدكتور مصطفى وهو عبارة عن مجموعة قصصية يدور محورها الرئيس حول الهداية والإيمان بالله العلي القدير وبأقداره وبما قسمه للإنسان صورت هذه القصص ما يشعر به الإنسان المعاصر ضياع وعدمية وفقدان لمعنى الحياة وجوهرها وقدمت أن يكون سعيدا بغير هداية إلى الطريق الصحيح؛ فلا سعادة بمال حب سلطة دون التوجه تعالى والتقرب منه وإليه

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ كان الرجل يجلس مكتوف اليدين .. معصوب العينين .. لا يعرف أين و لا متى و لا منْ الذي يضع فوهة المسدس على رأسه .. و إنما هو ظلام حالك .. و صوت أجش يخرج من بطن الظُلمة :



●● هل أنت محمود السويفي ؟



● نعم .



●● تعترف أنك كافر مارق زنديق خارج على دين الله .. و أنك تساند دولة الكُفر و تؤيدها ؟



● أنا أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله .. فكيف أكون كافراً ؟



●● لو كنت تقول إن محمداً رسول الله بحق لاتبعته .



● أنا أتبعه قدر طاقتي .



●● كان رسول الله يُطلق لحيته , و أنت تحلقها فكيف تدَّعي إتباعه ؟



● و كان رسول الله يركب البغلة , و أنتم تركبون القطار .. فهل خرجتم على السُنّة بذلك .. !



إن معنى السُنّة الأفعال الدالة على الخُلُق و القِيم و ليست أية أفعال .. و اللحية لا تدُل على شيء .. و كاسترو مُلحِد و يُربي لحيته .. و جيفارا أنكر وجود الله في جميع أحاديثه , فهل تنفعه لحيته .. و راسبوتين راهب الفِسق و العهر له أطول لحية ..

أنا لا أفهم ماذا تعني لحية يصنعها و يقصها مقص حلاق في دقيقة .. و ماذا تضيف أو تُعطي للإسلام .



●● تعترف أنك تعيش في عالم جاهلي ؟



● و أشنع من العالَم الجاهلي .



●● عالَم سافل .. منحرف .. ضال .



● و أشنع من ذلك .. مجنون و لا معقول بدليل وجود سيادتك فيه .



●● و لكنك واحد من الذين يقودون هذا العالَم بالكلمة و الأمر و التوجيه و الإدارة .



● أحاول أن أُصلِح منه قدر استطاعتي .



●● أنت تشتغل في الإعلام .. فما رأيك في الإعلام .. ؟ ما رأيك في حال التليفزيون و السينما و المسرح و الصحيفة ؟ ..



● تسالي يا لب .. و لكننا نحاول من حين لآخر أن نقول شيئاً ذا قيمة .



●● ثم يضيع الكلام في طوفان الرقص و الطبل و الزمر و الهزل .



● هذا شأن العالَم دائماً من خمسة آلاف سنة .. كانت الراقصة تكسب أكثر من الكاتب .. و الطَبّال يكسب أكثر من الخبّاز و النجار و الحدّاد ..

و لو أنك دعوت أينشتين اليوم لندوة علمية .. ثم دعوت امرأة عارية لحديث صحفي , لَترَك الجمهور أينشتين و علمه و لتجمَعوا حول المرأة العارية بالألوف .. و هذا ليس ذنبنا .. و إنما سببه أن أكثر الناس من البهم و من أهل الهوى و من عبيد الشهوات .. و هم لذلك يشجعون التافه من الأمور و ينصرفون عن الجاد .



●● و لهذا جئنا لنصلح العالَم .



● ليس بالرصاص و لا بالمدافع الرشاشة و لا بالمعتقلات و الإرهاب تُصنَع الفضائل .. لن تجعل من الناس مسلمين مثل أبي بكر بقرار وزاري , و لن تُصلِح هذا العالَم برفضه و تكفيره و إطلاق النار عليه .. سيادتك لست مسلماً و إنما مجرم .



●● أنا أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله , فكيف أكون مجرماً ؟



● أنتَ تقول لا إله إلا نحن و مَنْ خالفنا كَفَر و مَنْ خرج عنا تزندق و مَنْ عارضنا عليه اللعنة .

أنت طالب سُلطة و سيطرة و جبروت .. و تلك شهوات نهى الله عنها ..

فقال لنبيه :

{ و ما أنت عليهم بجبَّار } ( ق - 45 )

و قال له :

{ لست عليهم بمسيطر } ( الغاشية - 22 )

و حدد دوره قائلاً :

{ إنما أنت منذر } ( الرعد - 7 )

{ إنْ عليك إلا البلاغ } ( الشورى - 48 )

و أطلق الحرية لكافة الناس في الإستجابة أو الرفض فقال :

{ و قُل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر } ( الكهف - 29 )



و قال :

{ لكم دينُكُم و لِيَ دينِ } ( الكافرون - 6 )

و قال :

{ لا يضرُكُم مَنْ ضَلَّ إذا اهتديتم } ( المائدة - 105 )

ثم أفرد الله نفسه بالعلم و البَت في قضية التكفير , فقال :

{ هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بمن اهتدى } ( النجم - 30 )

و قال :

{ فلا تُزَكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } ( النجم 32 )

و لكنكم تزكون أنفسكم على الأمة كلها .. و تكفرونها كلها , و تدَّعون لأنفسكم العصمة .



●● تعترف أنك رجل كثير الأخطاء و أن ماضيك مثقل و حاضرك لا يبرأ من الشُبهة ؟



● كُل ابن آدم خطّاء و خير الخطائين عند الله التوابون .. و أنا أتوب إلى الله كل يوم و كل ساعة .



●● و لكنك شربت الخمر و زنيت .



● لستُ أدعي عصمة و لا ولاية و لا نبوّة و لا قيادة .. و ما أنا إلا صارخ في بَريّة يحمل على ظهره أوزاره , و لكنه يرتجي المغفرة و يدعو إلى الخير .



●● تدعو إلى العِفّة و قد زنيت .. و تنهى عن الخمر و قد شربتها .. ؟

فماذا يكون شأنك إلا كما قال رسول الله عن علماء آخر الزمان , بأنهم كغثاء السيل لا خير فيهم .



● صدق رسول الله .. و الله إننا كغثاء السيل و لكن ما حيلتنا و قد طم السيل و جرف الجميع , و لوَّث الجميع , و ما بقي واحد إلا مسّتهُ شبهة , أو تلوَّث منه البال و الخاطر .



●● هذا إعتراف بأن هذا العصر لا يصلُح إلا أن يكون حطباً لجهنم .. أليست هذه إدانة شاملة ؟ .



● لا يُدين إلا الدَيّان و لا يحكم بالنار إلا رب النار , و قد قال ربنا عن نفسه : { و إني لغفّارٌ لمن تاب و آمن و عَمِلَ صالِحاً ثُم اهتدى } ( طه – 82 ) .

و قال عن نفسه إنه لا يُسأَل عما يفعل .. و قال إنه يغفر لمن يشاء , و يُعَذِب من يشاء .. و قال رحمتي وَسِعت كل شيء .. و ليس من حقك أن تحجُر على رحمة الله و لا أن تُدخلنا النار و تُدخِل نفسك الجنة , إلا إذا كنت قد تألهت و تصورت نفسك وصياً على العالمين .



●● لقد اعترفت بأنك شربت الخمر و زنيت .



● من لم يرتكب منكم خطيئة فليرمنا بحَجَر .



فأجاب الرجُل في زَهو و اختيال :



●● أنا لم أرتكب خطيئة .



● تلك الدعوى هي كُبرى خطيئاتك و سوف تُحاسب عنها حساباً عسيراً .



●● أبعُلماء أمثالِكم نحارب الكُفّار ؟



● إذا كُنا سيئين فالكُفار أسوأ و الله ينصر السيئ على الأسوأ .. و الله عليم بضعف الناس و هو القائل : { اتقوا الله حق تُقاته } ( آل عمران – 102 ) .

ذلك القول للأنبياء و لستُ منهم , إنما أنا بشر عادي أَخطأَ و أصاب , و عمل عملاً صالحاً و آخر سيئاً .. عسى الله أن يتوب عليه ..

ثم خَبِرني لماذا تجعل من نفسك منتقماً .. و هل أعطاك الله الوكالة عنه أم أعطيتها لنفسك .. و بأي حق تتغطرس علينا هكذا و تُطلِق التهم عن يمين و شمال و أنت حدث قليل التجربة لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرك ثم تُفتينا في الإسلام و أنت لم تحفظ بعد قرآناً و لا درست سُنّة و لا جلست إلى علماء و لا سهرت على مرجِع .. و تختال بعفتك و طهارتك و أنت لم تتعرض بعد لما تعرضنا له من مُغرَيات .. و ما حُكم عِفّة بلا مكابدة .. و طهارة بلا ابتلاء إلا أن تكون مراهقة و غروراً ..



●● أنتم تلوون ألسنتكم بالعِلم و أنتم زُناة فاسقون مكانكم جهنم و سأشيعك بهذه الرصاصة إلى مكانك .



● أعرفتَ مكاني الذي ستشيعني إليه برصاصتك .. ؟! ذلك و اللهِ غرور آخر و ادِّعاء بعلم الآخرة بعد ادعائك لعلم الدنيا .



●● ابكِ على مصيرك .



● و الله ما أَلقَى الله باكياً , بل ألقاه راجياً رحمته و هو الذي أنشأني من تراب الأرض و يعلم ضعفي , و هو القائل : { و خُلِقَ الإنسانُ ضعيفا } ( النساء – 28 9 .

و الله ما أكُف عن الأمل في رحمة الله أبداً .



●● ذلك ظن الذين كفروا .



● بل هو قول الذين آمنوا و سيُخلِف الله ظنّك و الله خلّاف الظنون .



# و شد الرجل أصابعه على زناد المسدس في غيظ ليقول في كلمة أخيرة :



●● ألَكَ مطلب أخير ؟



● أنت أهوَن عند الله من أن أطلب منك شيئاً و هذه الدنيا أتفه من أن ألتفت إليها بطمع .



●● أحاقدٌ أنت عليّ ؟



● بل إنك لَتُحسِن إليَّ بهذه الرصاصة و تتصدق عليَّ بهذه الشهادة , و تعطيني الفرصة لأدفع في كلمة حق أغلى ثمن , و تلك نعمة من الله أشكره عليها .. الحمد لله على ما أعطى و ما أخذ .



# و ضغط الرجل على الزناد في غيظ , فانطلقت الرصاصة و سقط رَجُل , و زاد عدد المجرمين واحداً ..

و لم ينصلح في العالَم أي شيئ .. بل زاد ضلالاً على ضلال .



قصة / الرصــاصــة .

..

من كتـــاب / نـقـطــة الغـليــان

للدكتور مصطفى محمود ( رحمه الله). ❝
0
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث