إلهي .. إنك ترى نفسي و لا يراها سواك . تراها كالبيت... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب اناشيد الإثم و البراءة
- 📖 من ❞ كتاب اناشيد الإثم و البراءة ❝ مصطفى محمود 📖
█ إلهي إنك ترى نفسي لا يراها سواك تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران تهاوت السقوف انكفأت الموائد بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب يلهو القردة تغرد العصافير ساعةً تتلألأ الأنوار تموج أشعة القمر و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح العناكب مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور نوافذه تصدح البلابل تغزل الديدان الحرير تفرز النحلات الطنانة العسل مرةً يأتي الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك حبل إله إلا أنت سبحانك أنت الفاعل مجري الأقدار الأحكام امتحنت قويت أضعفت سترت كشفت ما أنا السلب العدم كل توفيق لي كان منك هداية كانت بفضلك نور نورك العين المحل جرى علي استحقاقي أظهرت فيّ بعدلك الأمر شيء لنا !؟ مولاي يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل استطاع أن يسلم الفتنة دون رحمة سويت نفوسنا خلقتها وصفتها بأنها ( لأمارة بالسوء رحم ربي ) كتاب اناشيد الإثم البراءة مجاناً PDF اونلاين 2024 كتاب أناشيد والبراءة هو تأليف الدكتور مصطفى محمود تحدث عن حقيقة الحب إلى الجمال الزائل والحياة الفانيه ومن السعادة الكاذبة ماهو أسمى الغضب والحقد والغلّو الشهوة وإلى جهاد النفس وليغير نظرتك السطحية للدنيا ليفهمك معنى الحقيقة ويدخلك نفسية المرأة يعمق للحب وينصحك بأن تكون أهل النار يسير بين صفحات كتابه الحبالى اسمى الحقد الغلّ ليغير للدنياليفهمك الحقيقةويدخلك فى المرأةيعمق للحبوينصحك بالأ الناربأن دوما مع االله وهذا الكتاب أروع كتب د: يحوى مقالات رائعة تلك المقالات : 1 الأسم 2 دعاء العبد الخطاء اليكم أحد الأدعية التى أعجبتنى كثيراً الهى أرزقنا خوفك ضع الموت أعيننا شىء يستحق البكاء سوى الحرمان ولا حزن بحق الا الحزن عليك باطل الأباطيل وقبض الريح وجهك الحق وأنت نرى جمال حيثما تطلعت عين استمعت أذن اله انى كنت الظالمين وايضاً هذا الجزء تيأس مهما بلغت أوزارك ,ولا تقنط خطاياك فما جعل الله التوبة للخطاه وما ارسل الأنبياء للضالين , المغفرة للمذنبين سمّى نفسه الغفار التواب العفو الكريم أجل تخطىء فيغفر جدد أستغفارك لحظة تجدد معرفتك وتجدد العهد بينك وبين ربك وتصل انقطع بغفلتك واعلم يمل الداعين و مقتطفات الكتاب يارب سألتك باسمك الرحيم تنقذني عيني تريني الأشياء بعينك وتنقذني يدي تأخذني بيدي بل بيدك تجمعني بهما أحب عند موقع رضاك فهناك ” “يارب استحلفتك بضعفي وقوتك وأقسمت بعجزي واقتدارك جعلت مخرجاً ظلمتي نوري أنت” “لا يوجد وهم يبدو كأنه مثل نتعامل معها وكأنها الوهم الموت” “الله يأخذ بقدر يعطي ويعوض يحرم وييسّر يعسّر لو دخل كلٌّ منا قلب الاَخر لأشفق ولرأي عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الظاهريه لما شعر بحقد بزهو بغرور …” “فكلما عظمت الأهداف طال الطريق” “إلهي ارزقنا شئ بجق حلّق الخيال إلّه إنى ” “من مات وفي شهوة لم يغلبها فقد وللنار نصيب ” “لو الأخر ولرأى ولما بحسد بغرور” “المشكلة يصادف الرجل المناسب المناسبة …” “تسألنى أحببته فيك سوف تعجب إذا قلت لك إنها تجاعيد جبينك والخطوط الغائرة خديك وذلك القديم صوتك والإرهاق المستمر عينيك وتلك الخطى المكدودة والكلام القليل والشرود الصمت الحائر” “المرأة كالدنيا فيها تقلبات الفصول الأربعة …”
❞ إلهي . إنك ترى نفسي و لا يراها سواك . تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد .
بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير . ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر . و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب . مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل. و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك . حبل لا إله إلا أنت سبحانك .
أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام . و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت . و ما أنا إلا السلب و العدم . و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك . ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك . ما كان لي من الأمر شيء . و هل لنا من الأمر شيء !؟
مولاي . يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين . و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك . و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها ( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) . و أين من له الحول و القوة بدونك . و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله .
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك . و هل استغفروا إلا بمغفرتك . إلهي . لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك . و ضللت عندما خرجت عن أمرك . سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك . فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك . إنك لن تضيعني و أنا عبدك . لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك . و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين .
ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك . فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي . إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك . و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك . فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت . و أنت القائل : هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي . و أنت القائل على لسان نبيك : ( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء . فأنا المحتاج. أنا المشكلة . و أنا المسألة . أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني . عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي . أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً . حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير . و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها . كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .
إلهي . لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا . مرادي و لا بضاعتي . و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
أنت أنت وحدك . و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق .
و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك . فعاوني و اشدد أزري . فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير . فليس أفقر مني . و هل بعد العدم فقر . و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً . زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك .
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق . فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي . و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ . و هل يدي إلا من يدك ؟! و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . سبحانك لا أرى لي يداً . سبحانك لا أرى سواك . لا إله إلا الله . لا إله إلا الله حقاً و صدقاً . و ذاتك هي واحدة الحسن . الحسن كله منها . و الحب كله لها . و يدك هي واحدة المشيئة . الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات . و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات . ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك . مؤمنون و كفرة . و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري .
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف . و المسمى واحد . و الفاعل واحد . و الموصوف واحد . لا إله إلا هو . لا إله إلا الله . الحمد له في الأول و الآخر . رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات
مقال / دعاء العبد الخطاء من كتاب / أناشيد الإثم والبراءة للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ إلهي .. إنك ترى نفسي و لا يراها سواك . تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد . بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير . ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر . و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب . مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل. و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك . حبل لا إله إلا أنت سبحانك . أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام .. و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت .. و ما أنا إلا السلب و العدم .. و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك .. ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك .. ما كان لي من الأمر شيء . و هل لنا من الأمر شيء !؟ مولاي .. يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين .. و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك .. و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها ( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) . و أين من له الحول و القوة بدونك .. و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله . و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك .. و هل استغفروا إلا بمغفرتك . إلهي .. لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك .. و ضللت عندما خرجت عن أمرك . سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك .. فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك . إنك لن تضيعني و أنا عبدك . لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك . و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين . ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك .. فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي . إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك . و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك . فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت . و أنت القائل : هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي . و أنت القائل على لسان نبيك : ( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء .. فأنا المحتاج.. أنا المشكلة .. و أنا المسألة . أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني . عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي .. أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك . لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً . حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير .. و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ . و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها . كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف . و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء . إلهي .. لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا .. مرادي و لا بضاعتي . و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار . أنت أنت وحدك .. و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق . و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك .. فعاوني و اشدد أزري .. فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير .. فليس أفقر مني .. و هل بعد العدم فقر .. و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً .. زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك . و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق .. فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي . و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ .. و هل يدي إلا من يدك ؟! و هل هناك إلا يد واحدة ؟ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . سبحانك لا أرى لي يداً . سبحانك لا أرى سواك . لا إله إلا الله . لا إله إلا الله حقاً و صدقاً . و ذاتك هي واحدة الحسن . الحسن كله منها . و الحب كله لها . و يدك هي واحدة المشيئة . الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات .. و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات .. ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك .. مؤمنون و كفرة .. و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري . و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف . و المسمى واحد . و الفاعل واحد . و الموصوف واحد . لا إله إلا هو . لا إله إلا الله . الحمد له في الأول و الآخر . رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات مقال / دعاء العبد الخطاء من كتاب / أناشيد الإثم والبراءة للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ إلهي . إنك ترى نفسي و لا يراها سواك . تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد .
بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير . ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر . و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب . مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل. و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك . حبل لا إله إلا أنت سبحانك .
أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام . و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت . و ما أنا إلا السلب و العدم . و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك . ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك . ما كان لي من الأمر شيء . و هل لنا من الأمر شيء !؟
مولاي . يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين . و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك . و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها ( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) . و أين من له الحول و القوة بدونك . و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله .
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك . و هل استغفروا إلا بمغفرتك . إلهي . لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك . و ضللت عندما خرجت عن أمرك . سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك . فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك . إنك لن تضيعني و أنا عبدك . لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك . و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين .
ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك . فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي . إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك . و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك . فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت . و أنت القائل : هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي . و أنت القائل على لسان نبيك : ( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء . فأنا المحتاج. أنا المشكلة . و أنا المسألة . أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني . عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي . أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً . حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير . و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها . كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .
إلهي . لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا . مرادي و لا بضاعتي . و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
أنت أنت وحدك . و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق .
و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك . فعاوني و اشدد أزري . فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير . فليس أفقر مني . و هل بعد العدم فقر . و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً . زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك .
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق . فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي . و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ . و هل يدي إلا من يدك ؟! و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . سبحانك لا أرى لي يداً . سبحانك لا أرى سواك . لا إله إلا الله . لا إله إلا الله حقاً و صدقاً . و ذاتك هي واحدة الحسن . الحسن كله منها . و الحب كله لها . و يدك هي واحدة المشيئة . الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات . و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات . ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك . مؤمنون و كفرة . و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري .
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف . و المسمى واحد . و الفاعل واحد . و الموصوف واحد . لا إله إلا هو . لا إله إلا الله . الحمد له في الأول و الآخر . رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات
مقال / دعاء العبد الخطاء من كتاب / أناشيد الإثم والبراءة للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝