█ كلُّ سببٍ يعودُ عليك بصلاحِ قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تُؤثِرْ به أحدًا فإن آثرتَ فإنما تُؤثِرُ الشَّيطانَ اللهِ وأنتَ لا تعلم كتاب مدارج السالكين (ت البغدادي) مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب هو من خير ما كتب الإمام ابن القّيم وحسبنا تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين مما يدل أوضح دلالة أنه كان أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع إلى النشاط المادي عند الناس صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق حتى يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه أن كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه وما إلا الإيمان وليس ذلك بالإقبال القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره فإنه الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل لهم سبيل الرشاد فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة كلها تقبس مشكاته ولا تستثمر شجراته القيم كله بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته هذه السورة المطالب الرد جميع طوائف أهل البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق بين وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم غير مقامها يسد مسدها ولذلك لم ينزل تعالى التوراة الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه بما يفيد المطالع فيها جانب أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل
❞ وفي هذا الشهر ، بعينه وهو صفر من السنة الرابعة ، كانت وقعة بئر مَعُونة ، وملخصها أن أبا براء عامر بن مالك المدعو ملاعب الأسِنَّة ، قَدِمَ على رسول الله ﷺ المدينة ، فدعاه إلى الإسلام ، فلم يسلم ولم يبعد فقال يا رسول الله ، لو بعثت أصحابك إلى أهلِ نَجْدٍ يدعونهم إلى دينك ، لرجوتُ أن يُجيبُوهم ، فقال ﷺ ( إِني أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدِ ) ، فقال أبو براء : أنا جارٌ لهم فبعث معه أربعين رجلاً في قول ابن إسحاق ، وفي الصحيح أنهم كانُوا سبعين ، والذي في الصحيح هو الصحيح ، وأمَّرَ عليهم المنذر بن عمرو - أحد بني ساعدة الملقب بالمُعْنِقِ ليموت - وكانوا من خيار المسلمين ، وفضلائهم ، وساداتهم ، وقرائهم ، فساروا حتى نزلوا بئر مَعُونة ، وهي بين أرض بني عامر ، وحرة بني سليم ، فنزلوا هناك ، ثم بعثوا حرام بن ملحان أخا أم سليم بكتاب رسول الله ﷺ إلى عدو الله عامر بن الطفيل ، فلم ينظر فيه ، وأمر رجلاً ، فطعنه بالحربة من خلفه ، فلما أنفذها فيه ، ورأى الدَّمَ ، قال: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ ، ثم استَنفَرَ عدو الله لفوره بني عامر إلى قتال الباقين ، فلم يُجيبُوه لأجل جوار أبي براء ، فاستنفر بني سليم ، فأجابته عُصَيَّةُ وَرِعْلٌ وذَكْوَانُ ، فجاؤوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله ، فقاتلوا حتى قُتِلُوا عن آخرهم إلَّا كعب بن زيد بن النجار ، فإنه ارتُثُ بين القتلى ، فعاش حتَّى قُتِلَ يومَ الخندق ، وكان عمرو بن أمية الضمري ، والمنذر بن عقبة بن عامر في سَرْح المسلمين ، فرأيا الطير تحومُ على موضع الوقعة ، فنزل المنذر بن محمد ، فقاتل المشركين حتى قُتِلَ مَعَ أصحابه ، وأُسِرَ عَمرُو بن أمية الضمْرِي ، فلما أخبر أنه من مضر جَزَّ عامِرٌ ناصيته ، وأعتقه عن رقبة كانت على أمه ، ورجع عمرو بن أمية ، فلما كان بالقَرْقَرَةِ مِن صدر قناة نزل في ظل شجرة ، وجاء رجلان من بني كلاب فنزلا معه فلما ناما فتك بهما عمرو ، وهو يرى أنه قد أصاب ثأراً من أصحابه ، وإذا معهما عهد مِنْ رسول الله ﷺ لم يشعُر به ، فلما قَدِمَ أخبر رسول الله ﷺ بما فعل ، فقال ﷺ ( لَقَدْ قَتَلْتَ قَتِيلَينِ لا دِيَّنَهُمَا ) ، وقنت رسول الله ﷺ شَهْرَا يَدْعُو عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا القُرَّاء أَصْحَابَ بِثْرِ مَعُونَةَ بَعْدَ الرُّكُوعِ ، ثم تَرَكَهُ لَمَّا جَاؤُوا تَائِبِينَ مُسْلِمِينَ . ❝
❞ واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عَددهم ، وعُددهم ، وقوة شوكتهم ، لِيُطَامِنَ رُؤوساً رُفِعَت بالفتح ، ولم تدخل بلده وحَرَمه كما دخله رسول الله ﷺ واضعا رأسه منحنياً على فرسه حتى إن ذقنه تكادُ تَمَسُّ سرجه تواضعاً لربه ، وخضوعاً لعظمته ، واستكانة لعزته أن أحلَّ له حَرَمَهُ وبلده ، ولم يحل لأحد قبله ولا لأحد بعده ، وليبين سُبحانه لمن قال ( لَنْ نُغْلَبَ اليَوْمَ عن قِلَةٍ ) ، أن النصر إنما هو من عنده ، وأنه من ينصره فلا غالب له ، ومن يخذله فلا ناصر له غيره ، وأنه سبحانه هو الذي تولى نصر رسوله ودينه ، لا كثرتكم التي أعجبتكم ، فإنها لم تغن عنكم شيئاً ، فوليتُم مدبرين ، فلما انكسرت قلوبهم أرسلت إليها خِلَعُ الجَبّر مع بريد النصر ، فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنوداً لم تروها ، وقد اقتضت حكمته أن خِلَعَ النصر وجوائزه إنما تفيضُ على أهل الانكسار له وحده جَلَّ شأنه . ❝