أنواع الشرور المستعاذ منها في هاتين السورتين الشر الذي... 💬 أقوال أحمد بن علي بن حجر العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين علي بن محمد العمران 📖 كتاب تفسير المعوذتين من بدائع الفوائد لابن القيم

- 📖 من ❞ كتاب تفسير المعوذتين من بدائع الفوائد لابن القيم ❝ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين علي بن محمد العمران 📖

█ أنواع الشرور المستعاذ منها هاتين السورتين الشر الذي يصيب العبد لا يخلو من قسمين: إما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه ويكون هذا هو الذنوب وموجباتها وهو أعظم الشرين وأدومهما وأشدهما اتصالا بصاحبه وإما بصاحبه وإما شر واقع به غيره وذلك الغير مكلف أو غير والمكلف نظيره الإنسان ليس الجني وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمى وغيرها0 فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة هذه كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق إلا دخل تحت فيهما فإن سورة الفلق تضمنت أمور أربعة: أحدها: المخلوقات التي لها عموما الثاني: الفاسق إذا وقب الثالث: النفاثات العقد الرابع: الحاسد حسد فنتكلم الأربعة ومواقعها واتصالها بالعبد والتحرز قبل وقوعها وبماذا تدفع بعد كتاب تفسير المعوذتين بدائع الفوائد لابن القيم مجاناً PDF اونلاين 2024 فنقول والله المستعان: قد اشتملت ثلاثة أصول: وهي أصول الاستعاذة0 نفس والثانية: به0 والثالثة: منه0 فبمعرفة تعرف شدة الحاجة والضرورة إلى السورتين0 فلنعقد لهما فصول: الفصل الأول والثاني والثالث منه0 الفصل وبيان معناها: اعلم أن عاذ وما تصرف يدل التحرز والتحصن والنجاة0 وحقيقة معناه: الهروب شيء تخافه يعصمك ولهذا يسمى به: معاذا كما يسمى: ملجأ ووزرا0 وفي الحديث:" ابنة الجون لما أدخلت النبي فوضع يده قالت: أعوذ بالله منك0 فقال لها: عذت بمعاذ! الحقي بأهلك "0 رواه البخاري0 فمعنى أعوذ: ألتجيء وأعتصم وأتحرز0 أصله قولان: أحدهما: أنه مأخوذ الستر0 والثاني: لزوم المجاورة0 فأما قال إنه الستر قال: العرب تقول للبيت أصل الشجرة استتر بها: عوذ بضم العين وتشديد الواو وفتحها0 فكأنه بالشجرة واستتر بأصلها وظلها سموه: عوذا0 فكذلك العائذ عدوه بمن استعاذ واستجن ومن المجاورة للحم لصق بالعظم فلم يتخلص منه: عوذ؛ لأنه اعتصم واستمسك استمسك بالمستعاذ واعتصم ولزمه0 والقولان حق والاستعاذة تنتظمهما معا فإن المستعيذ مستتر بمعاذه متمسك معتصم قلبه ولزمه يلزم الولد أباه أشهر عليه سيفا فهرب فعرض له أبوه طريق هربه فإنه يلقي نفسه ويستمسك استمساك0 هرب يبغي هلاكه ربه ومالكه وفر إليه وألقى بين يديه واستجار والتجأ إليه0 وأصل الفعل: بتسكين وضم ثم أعل بنقل حركة وتسكين الواو: فقالوا: الباب0 طردوا إعلاله فقالوا اسم الفاعل: عائذ0 وأصله: عاوذ 0 فوقعت ألف فاعل فقلبوها همزة قالوا: قائم وخائف0 وقالوا المصدر: عياذا بالله0 عواذا كلواذ فقلبوا ياء لكسرة ما قبلها ولم تحصنها حركتها؛ لأنها ضعفت بإعلالها الفعل0 وقالوا: مستعيذ0 مستعوذ كمستخرج0 فنقلوا كسرة قلبت فقلبت الباب0 فإن قلت: دخلت السين والتاء الأمر الفعل كقوله: فاستعذ تدخل الماضي والمضارع بل الأكثر يقال: وعذت دون أستعيذ واستعذت؟ قلت دالة الطلب0 فقوله: أي: أطلب العياذ أستخير الله0 خيرته0 وأستغفره0 مغفرته0 وأستقيله0 إقالته0 فدخلت إيذانا لطلب المعنى المعاذ0 فإذا المأمور: فقد امتثل طلب منه؛ الالتجاء والاعتصام0 وفرق والاعتصام وبين ذلك0 فلما كان هاربا ملتجئا معتصما أتى بالفعل الدال فتأمله! وهذا بخلاف قيل: أستغفر يطلب المغفرة الله: ممتثلا؛ لأن المعنى: الله تعالى يغفر لي0 وحيث أراد فلا ضير يأتي بالسين فيقول: تعالى0 يعيذني0 ولكن معنى الاعتصام والالتجاء والهرب إليه0 فالأول: يخبر عن حاله وعياذه بربه وخبره يتضمن سؤاله وطلبه يعيذه0 طالب سائل كأنه يقول: منك تعيذني0 فحال أكمل مجيء امتثال بلفظ الأمر0 جاء الأمر: الشيطان الرجيم0 وأعوذ بكلمات التامات0 بعزة وقدرته أستعيذ0 علمه إياه برب الفلق0 الناس فتأمل الحكمة البديعة! فإن قلت فكيف والمأمور فقال:( قل 1) ( ومعلوم الحمد لله وقل سبحان امتثاله وسبحان ولا قل: الله؟ قلت: السؤال أورده أبي بن كعب بعينه وأجابه عنه رسول البخاري صحيحه: حدثنا قتيبة ثنا سفيان عاصم وعبده زر سألت فقال: قيل لي فقلت0 فنحن نقول البخاري0 علي عبد عبدة لبابة حبيش وحدثنا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود كذا وكذا إني لي: فقلت: الله0 قلت: مفعول القول محذوف وتقديره: قل0 اللفظ فقلت وتحت السر القرآن بلاغه أنشأه نفسه0 المبلغ وقد له: فكان يقتضي البلاغ التام وهذا أشار بقوله: لست مبتدئا0 أنا مبلغ أقول يقال وأبلغ كلام ربي أنزله إلي0 فصلوات وسلامه لقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وقال فكفانا وشفانا المعتزلة والجهمية وإخوانهم ممن يقول العربي النظم كلامه ابتدأ ففي الحديث أبْيَن الردِّ لهذا وأنه أمر بتبليغه وجهه ولفظه حتى قل؛ محض0 الرسول البلاغ0 الفصل الثاني الله: المستعاذ وحده رب ورب ملك إله ينبغي يستعاذ بأحد خلقه0 يعيذ المستعيذين ويعصمهم ويمنعهم استعاذوا شره0 أخبر كتابه عمن بخلقه استعاذته زادته طغيانا ورهقا حكاية مؤمني الجن:( رجال الإنس يعوذون برجال الجن فزادوهم رهقا ) 6 التفسير الرجل الجاهلية سافر فأمسى أرض قفر بسيد الوادي سفهاء قومه فيبيت أمن وجوار منهم يصبح0 فزاد باستعاذتهم بسادتهم رهقا0 وإثما وشرا0 يقولون: سدنا والجن0 والرهق العرب: الإثم وغشيان المحارم0 بهذه غشيانا محظورا الكبر والتعاظم فظنوا أنهم سادوا والجن0 رسالة (تفسير المعوذتين) للعلامة رحمه مأخوذة (بدائع الفوائد) وفيها بيان معاني ورد فيهما الأحاديث والكلام الحسد, والعين, والسحر, والفرق كل وذكر الأسباب العشرة لدفع وأجناس المحيط بابن آدم ذكر قاعدة نافعة: فيما يعتصم