█ عندما يعزف القلب أغنية الحياة يغزل المحبون والشعراء والفنانون أنسجة القصائد تداعيات هذه الألحان والقلب كتلة من اللحم وزنها الإنسان الكهل 280 340 غ وسُمّي قلباً لكونه وسط البدن تقريباً وقال بعضهم سُمي لأن وضعه مقلوب فقمته الأسفل وقاعدته الأعلى ولكن أحد الشعراء يرأى رأياً آخر: ما سُمّيَ القلبُ إلا مِن تقلّبه والرأي يصرف بالإنسان أطوارا والقلب أمير بلا منازع كلُّ عضو وكلُّ خلية فيه بحاجة إليه حتى الدماغ إذا قطع الدمَ عنه مات بعد 4 دقائق ! أما هو فمستقلٌ بذاته يضخ دمه إلى خلاياه عبر شرايينه التاجية وإذا سيالته العصبية أمَرَ العقدَ المنبثّة عضلته فقامت بوظيفة واستغنى وينبض الدقيقة الواحدة وسطياً 70 مرة ويضخ 5 لترات الدم وفي اليوم الواحد ينبض 100,000 نبضة تقريبا ويدفع 7200 لترا وإذا عاش سبعين عاماً فإن يكون قد نبض حوالي 3 مليارات وضخَّ 200 مليون لتر طوال تلك فالقلب العضلة الوحيدة التي لا تتوقف عن العمل حياة ويؤكد بشار بن برد أن موطن الهوى يبصر قبل العين ويسمع الأذن فيقول : دعوا قلبي وما كتاب الداء الدواء بين الأطباء الأدباء مجاناً PDF اونلاين 2024 استعرض الدكتور حسان باشا عددًا القضايا الطب الحديث والشعر العربي كالقلب والأدب والأرق ونصائح وآلام والشيب النظريات العلمية وهموم المشيب ومساجلات والأدباء وغيرها متعمقًا أسرار جسم وخواطر محاضرة جمع فيها متعة الشعر ولذة المعرفة الطبية جاء ذلك ألقاها مجلس حمد الجاسر يوم السبت 23 جمادى الأولى 1436هـ وأدارها محمد خير البقاعي وأشار وجود علاقة متجسدة هي تربط هاتين المهنتين إن جاز التعبير يتجسد الإحساس؛ فالطبيب يحس بآلام الناس ويحاول معالجتها وكذا الشاعر وآمالهم وهذا الإحساس الذي يجعل الطبيب قمة وعيه وتركيزه؛ حيث ينقب ليصف المناسب أو الأدب يأخذ مواطن الألم فيصفها بعبارة أدبية تختلف باختلاف الوسيط الأدبي فتكون مفصلة الرواية ومقتضبة القصة القصيرة وشديدة الكثافة واللطف والطبيب كالأديب علاقتهم بعامة الناس؛ فالناس يشعرون بالألم ولا يستطيعون تشخيصه وإن استطاعوا توصيفه فلا علاجه والأطباء بما أوتوه تجربة وخبرة وموهبة التشخيص ووصف العلاج العامة مشاعرهم بصورة أدبية؛ فيلقطها الأديب صورة مبدعة كما ناشد بضرورة التعامل الإنساني مع المريض وزرع الطمأنينة والثقة وعدم التهويل لكي يستطيع مواجهة مرضه ويتلقى للتخلص واستعرض محاضرته العديد الأبيات الشعرية لبعض الذين عبّروا وأثره وذلك لما حل بهم مرض بأحد أقاربهم استشهد بأبيات لشعراء تصف وحالات تقلبه الحزن والفرح والعين وآثار سهامها ثم فتح المجال ختام المحاضرة للمداخلات أثرت الموضوع والأسئلة تفضل بالرد عليها
❞ من الشعراء منْ أصاب المرضُ أبناءهم وبناتهم .. فهذه الشاعرة ˝عائشة التيمورية˝ تنسج قصيدةً من أجمل قصائدها في بنتها ˝ توحيدة ˝ التي بلغت ثماني عشرة سنة فتزوجتْ .. فما مرَّ على عرسها شهرٌ حتى أصابها مرضٌ مفاجئٌ فماتت!! .
و روَّعتْ الصدمةُ عائشةَ.. ونسيت كلَّ شئ إلا ابنتَها ..فقالت فيها قصائدَ تُبكي الصخرَ .. ومن أروع ما قالت قصيدة تصفُ فيها بنْتها.. وقد رأتْ عجْزَ الطبيب وراحت تودِّعُ أمَّها :
لما رأتْ يأسَ الطبيبِ وعجْزَه .. قالت ودمعُ المقلتين غـزيرُ..
أمّاهُ قد كلَّ الطبيبُ و فاتني.. مما أؤمِّل في الحياة نــصيرُ..
أماهُ قد عزَّ اللقاءُ وفي غدٍ .. سترينَ نعشي كالعروس يسيرُ..
وسينتهي المسعى إلى اللحدِ الذي .. هو منزلي.. وله الجموع تصيرُ..
قولي لربِّ اللحد رفقاً بابنتي .. جاءت عروساً ساقَها التقديرُ..
وتصوروا الأمَّ وهي تعودُ إلى الدار فلا تلقى ابنتَها.. وترى جهازَ العرس ما زال باقياً .. ويرنُّ في أذنها صوتُ العروس تقول لها :
صوني جهازَ العرس تذكاراً فلي.. قد كان منه إلى الزفاف سرورُ..
أماه لا تنسي بحق بنوَّتي .. قبري لئلا يحزن المقــبـورُ..
فأجابتها أمُّها بالقول :
فأحببْتُها والدمعُ يحبسُ منطقي .. والدهرُ من بعد الجوار يجـورُ..
لا تُوصِ ثكلى قد أذابَ فؤادَها .. حزنٌ عليك وحسرةٌ وزفـيرُ..
والله لا أسلو التلاوةَ والدُّعا .. ما غرَّدتْ فوق الغصون طيورُ..
أبكيكِ حتى نلتقي في جنةٍ .. برياض خُلْدٍ زيَّنتْها الحــورُ . ❝
❞ ساءلتُ روحيَ يوماً أينَ غايتُها؟.. قالت: إلى جنة الرحــمنِ أطّلِـعُ..
قالت :فأيَّ سبيلٍ سوف تسلُكه؟ .. فقلتُ: هل غيرَ دربِ الحقِ أتَّبعُ؟
إليك ربي بَسطْتُ الكفَّ مبتهـلاً.. فـأنــت وحـدك تعطـيني فاقتـنـعُ
ما احتجتُ إلاّكَ مِعواناً ألوذُ بـه .. يامن أناديك في ســــرِّي فتستمعُ..
يا ربِّ لستُ أرجّي اليوم منزلـةً .. إلاّ رضاك به أسمـــو و أرتفـعُ..
يا ربِّ فاحفظْ بفضلٍ منك عائلةً.. بها ألوذُ إذا ما انفضَّت الشيَـعُ..
يا رب واحفظ أحبَّائي الذين بهم ..تحلو الحياةُ فيشتـــدّوا و يرتفعوا..
يا رب لستُ أسمّي منهم أحـــداً .. يكفيهم الفخر أنْ صَلُّوا وأنْ ركعوا . ❝
❞ سامحوني على هذه اللفتة الحزينة ..فالشعراءُ مثلُ كلِّ المخلوقات .. ألمَّ المرضُ بهم أو بأقربائهم .. فمنهم من تلقَّاهُ بالصبر ورحابة الصدر.. ومنهم مَنْ حزِنَ وسالت دموعُه..
وفي كل هذا وذاك أوحى المرضُ إليهم شعراً ..نضَحتْ حروفُه بالحزن والألم..
ومن الشعراء منْ أصاب المرضُ أبناءهم وبناتهم .. فهذه الشاعرة ˝عائشة التيمورية˝ تنسج قصيدةً من أجمل قصائدها في بنتها ˝ توحيدة ˝ التي بلغت ثماني عشرة سنة فتزوجتْ .. فما مرَّ على عرسها شهرٌ حتى أصابها مرضٌ مفاجئٌ فماتت!! .
و روَّعتْ الصدمةُ عائشةَ وشدَهتْها .. ونسيت كلَّ شئ إلا ابنتَها ..فقالت فيها قصائدَ تُبكي الصخرَ وتحركُ الجمادَ .. ومن أروع ما قالت هذه القصيدة التي تصفُ فيها بنْتها.. وقد رأتْ عجْزَ الطبيب وراحت تودِّعُ أمَّها :
لما رأتْ يأسَ الطبيبِ وعجْزَه .. قالت ودمعُ المقلتين غـزيرُ..
أمّاهُ قد كلَّ الطبيبُ و فاتني.. مما أؤمِّل في الحياة نــصيرُ..
أماهُ قد عزَّ اللقاءُ وفي غدٍ .. سترينَ نعشي كالعروس يسيرُ..
وسينتهي المسعى إلى اللحدِ الذي .. هو منزلي.. وله الجموع تصيرُ..
قولي لربِّ اللحد رفقاً بابنتي .. جاءت عروساً ساقَها التقديرُ..
وتصوروا الأمَّ وهي تعودُ إلى الدار فلا تلقى ابنتَها.. وترى جهازَ العرس ما زال باقياً .. ويرنُّ في أذنها صوتُ العروس تقول لها :
صوني جهازَ العرس تذكاراً فلي.. قد كان منه إلى الزفاف سرورُ..
أماه لا تنسي بحق بنوَّتي .. قبري لئلا يحزن المقــبـورُ..
فأجابتها أمُّها بالقول :
فأحببْتُها والدمعُ يحبسُ منطقي .. والدهرُ من بعد الجوار يجـورُ..
لا تُوصِ ثكلى قد أذابَ فؤادَها .. حزنٌ عليك وحسرةٌ وزفـيرُ..
والله لا أسلو التلاوةَ والدُّعا .. ما غرَّدتْ فوق الغصون طيورُ..
أبكيكِ حتى نلتقي في جنةٍ .. برياض خُلْدٍ زيَّنتْها الحــورُ . ❝