ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب نار تحت الرماد

- 📖 من ❞ كتاب نار تحت الرماد ❝ مصطفى محمود 📖

█ ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه وعبادته,وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل , والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ولكن الله يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل قلبه وإنما سيد الأدلة وعدمها السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم مع الطبع والهوى ويجد نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر لإبليس بالسجود فشق ذلك كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان فيه منذ لحظات مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور ولمن ؟؟لبشر من طين وهو نار فر الآمر وجادل كأنه رب مثله (قال أنا خيرٌ منه خلقتنى وخلقته طين) (قال أأسجد لمن خلقت طيناً) وسقط أجهل الجاهلين فما عرف حين جادله وحين رد عليه ولم تغن النظريات التى يدبجها ولا الحذلقات بها والتى يصور لنفسه العارفين وإبليس اليوم العقلانية المزهوة المتكبرة سلوك وفكر الإنسان العصرى إبليس كتاب تحت الرماد مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف الدكتور مصطفى محمود يتحدث عن أهمية النظر إلي باطن الأمور وليس الظاهر منها بالشكليات والتلاعب بالكلمات سواء الدين أو السياسة

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته,وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل , والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ..ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.



وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات..نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟؟لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله.



(قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)

(قال أأسجد لمن خلقت طيناً)



وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه..



ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.



وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصرى.



إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية.



وهو الإرهاب الفكرى فى الأيدولوجيات المادية.



وهو العنصرية عند اليهود



وهو سيادة الدم الأزرق فى النازية.



وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا(صناع التاريخ وطلائع المستقبل)



وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه.



فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر.



والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس.



القطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك .. أسرعت تأكلها خلف الباب ..إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر



من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية.



والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات.



وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه ..ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان .



وإنما سبقنى .. أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر.



وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات.



وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم واخلاقهم ..



ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم)بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم).



ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصرة.



وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا.



وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة.



وما أكثر الجهال (فى الظاهر)وهم سادة العارفين.



وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى تقصيره.



ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة)لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية..



فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه.



وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال..وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب ..وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك.



إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق.



أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف ..إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا ..وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد.



هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة.



جعلنا الله منهم.



فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.



. ❝
5
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث