ملخص كتاب " كيف تربي مبدعا "
منقول من twitter.com ، مساهمة من: Khadidja Chiboub نعيش في عصر مما لا شك فيه يعد التعليم والمعرفة من أهم الأسس الحياتية التي يجب أن يتحصّل عليها كل طفل لمواكبة متطلبات العصر. في كتابها "كيف تربي مبدعاً؟" تهتم الأستاذة خلود الخليفة بالأساليب التربوية الحديثة التي تسهم في تنمية ذكاء الطفل وشخصيته.
1- تهيئة الطفل لمرحلة التعلم
يعد إقناع الأطفال بالتعلم من أكبر المشكلات التي تواجه الأبوين رغم قدرة الأطفال على التعلم بسرعة خصوصًا في المراحل الأولى، لذلك فإن تهيئة الطفل لهذه المرحلة هي الخطوة الأولى والأهم لرحلة التعلم، ويتم هذا عن طريق أساليب عدة، منها إثارة الفضول لدى الطفل بشأن الموضوع الذي يناقشه، كطرح أسئلة تشويقية من قبيل: "لماذا لا تغرق السفينة رغم وزنها الثقيل؟" أو "لماذا لا يسقط القمر بفعل جاذبية الأرض؟" وعندما يفكر الطفل ويقدم إجاباته سيشعر بإنجاز حل المشكلة، وهذا يقودنا إلى أهمية تجنب تقديم المعلومات الجاهزة، لأنها تجعل عملية التعليم عملية مجردة خالية من وجهات النظر والتفاعل، مما يصيب الطفل بالملل وعدم الرغبة في استكمال الحديث، كما يجب استغلال شغف الأطفال بموضوع معين كفرصة للبحث والاطلاع على هذا الموضوع، فمثلًا الطفل الذي يهتم بالفضاء سيكون أكثر تمتعًا عند القراءة في مجال الفضاء والمجرات، وفي أغلب الأحيان سيكون هذا بابه الأول لباقي العلوم، كذلك من المهم أن يُمنح الطفل الحرية في اختيار المادة التي سيذاكرها، مما يعطيه شعورًا بالمسؤولية والثقة بالذات، واحرص على جعل مناخ التعليم مليئًا بالفرح، فناقشه واسمع آراءه الإيجابية والسلبية ولا تسخر منه أو تقسُ عليه إن قال شيئًا ساذجًا، بل تقبله وأعد رسم الصورة في ذهنه بالطريقة الصحيحة.
2- استراتيجيات التعلم العميق
يجب التفريق بين التعلم السطحي الذي يعتمد على التلقين ويهتم بالكم قبل الكيف، وبين التعلم العميق الذي يراعي الفروق الفردية ويهتم بالكيف أولًا، وبالفعل هناك عدة استراتيجيات لبناء هذا النوع من التعليم، منها البناء الهرمي، أي بناء معلومات جديدة على خبرات سابقة يمتلكها الطفل، فإذا استمتع بقراءة قصة عن الحيوانات مثلًا فأخبره أن الدجاجة تبيض وأن الحصان كان وسيلة للسفر قديمًا، وناقشه في المفردات الجديدة التي قابلها واربطها بمفردات قديمة يعرفها، وبذلك تتكون لديه المعلومات على شكل هرمي قاعدته المفاهيم البسيطة ثم تليها المعلومات الأكثر تعقيدًا، ويمكن استخدام الخرائط الذهنية، وعلم طفلك كيف يرسمها بنفسه فهي تساعد على استدعاء المعلومات وترسيخها.واحرص على اصطحابه في جولات ترفيهية واستغل اللحظة لمناقشة الوظائف والعمارة الهندسية، كما أن ربط المعلومات بالصور من خلال الجولات الميدانية أو الكتب المصورة يساعد على تنمية خياله، ويُعد التطبيق والممارسة والعمل الجماعي من أهم الأساليب التي تسرع عملية التعلم لدى الطفل.
ومن المهم أن تعلمه أن الحياة لا تخلو من فشل، وأن الفشل يدفعه إلى تعلم أمور جديدة وخوض تحديات أكبر، وسيطر على أفعالك عندما يتعرض للفشل خصوصًا في المواد الدراسية، لأن ذلك سينفره منها ويُفقده الثقة بك.
3- أنماط التعلم
تختلف أنماط التعلم التي يستقبل بها الأطفال المعلومات الجديدة، ومعرفتها مفيدة جدًّا في اختيار الأسلوب الذي يناسب الطفل، فهناك نمط المتعلم البصري الذي يحتاج إلى رؤية تعابير الوجه ولغة الجسد ليفهم بشكل أفضل، وهذا النمط يتذكر ما يقرؤه ويكتبه ويميل إلى الهدوء كما يفقد تركيزه عند الاستماع لفترة طويلة، وهناك نمط المتعلم السمعي الذي يميل إلى المناقشة والاستماع إلى ما يقوله الآخرون، ويدقق بنغمة الصوت وحِدَّته وسرعته ويفقد انتباهه في المواقف التي يسودها الإزعاج، كما يصعب عليه اتباع التوجيهات الكتابية، وهناك نمط المتعلم الحركي الذي يحتاج إلى فعل الأشياء بيديه ويواجه صعوبة في الجلوس بهدوء، وهذا النمط لا يُستحسن إجباره على الجلوس في أثناء المذاكرة، لأن استيعابه في أثناء حركته يكون أفضل، ويمكن معرفة نمط الطفل من خلال تجربة استراتيجيات متعددة من التعلم تعتمد على أنماط مختلفة وملاحظة أيها أتى بنتائج أفضل.
4- المشكلات السلوكية
بعد التعرف على أساليب التعلم والذكاءات المتعددة، بقي السؤال: كيف تتعامل مع مشكلات الطفل السلوكية؟ وللإجابة عنه يجب التعرف أولًا على مراحل تكوّن السلوك الثلاثة وهي مرحلة البوادر، ومرحلة ظهور السلوك، ومرحلة معزز السلوك، فمرحلة البوادر تعتمد على ملاحظة سلوكيات وتصرفات غريبة لدى الطفل كاللجوء إلى الضرب في حل مشكلاته، والعلاج يكون بتعليمه كيف يعبر لفظيًّا عن مشاعره ولا يستخدم يديه في إيذاء الناس، ومرحلة ظهور السلوك هي التي يكون فيها السلوك واضحًا عند الطفل، أما مرحلة معزز السلوك فتعتمد على تعزيز السلوك الإيجابي عند الطفل وإيقاف السلوك السلبي ويتوقف ذلك على رد فعلك إزاء تصرفاته، فمثلًا عندما يقوم بفعل جيد امدحه وشجعه وتحدث عنه أمام الآخرين، وعندما يرتكب خطأ وجهه وركز على انتقاد الخطأ أو الفعل دون انتقاد الشخص، فلا تقل له "أنا لا أحبك عندما تكذب"، بل قل له "أنا لا أحب الكذب لكنني أحبك"، وابتعد عن المعزز السلبي المتمثل في الصراخ والضرب والسب، لأن ذلك يهمش العلاقة بينكما ويؤدي إلى ضعفه واضطراب نفسيته، أما المعزز الإيجابي فيعمد إلى تجاهل السلوك السلبي ما دام في حد المعقول ووضع قوانين ملزِمة مسبقًا، وهذا يؤدي إلى توقف الطفل عن الخطأ بدافع الاقتناع كما يقوي العلاقة بينكما.
5- زرع الصفات الحسنة
لا تستقيم مرحلة التعلم دون تحديد صفات معينة يجب غرسها في الطفل وأولها صد التنمر، علمه أن المتنمر ضعيف ويحاول اكتساب القوة عن طريق إيذاء الآخرين، وأن أفضل طريقة للرد عليه هي تجاهله، وكن دائمًا ملجأه الذي يثق به عندما تظهر عليه علامات القلق والتوتر والرغبة في الانسحاب من التجمعات والخوف من مواجهة الناس.
وعلمه القناعة بأن تتوقف عن الشكوى أمامه وأن تكثر من شكر الله على نعمه، وحاول أن تزرع فيه الشجاعة بقراءة القصص التي تحتوي حكايات الأبطال والصحابة ليقتدي بهم، واحذر من الشجار العائلي أمامه لأن ذلك يُشعره بعدم الاستقرار.
كما يجب أن تشجعه على ضبط النفس، لذلك ضع قوانين مسبقة لتحديد المسموح والممنوع، كتحديد وقت للنوم ووقت للعب، واشرح له عواقب عدم التزامه، وتذكر أنك قدوته فسيطر على أفعالك وغضبك أمامه، وعلمه سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) فهي حافلة بمواقف ضبط النفس.
ومن المهم أن تعلمه تحمل المسؤولية والاعتماد على نفسه في الأمور التي تخصه كتنظيف أسنانه وتنظيم مكتبه، وأوقع عليه العقاب عند رفضه وكن صارمًا في ذلك، ولكن تجنب المبالغة في العقاب، واقبل اعتذاره وعلمه كيف يعتذر ويصحح أخطاءه.
ومن أهم المسائل في تنمية إبداع الطفل ملء وقت فراغه بهواية مفيدة، ودعه يختارها ولا بأس إن قرر تغييرها، لأن من الطبيعي أن يجرب الشخص شيئًا ولا يحبه، وشجعه على كتابة مذكراته وقراءة القصص وروايتها أمام العائلة.
الخاتمة
في خاتمة القول تتجمل الالسنة دعما للابداع والتميز فإذا لم تحاول أن تفعل شيئاً أبعد مما قد أتقنته، فأنت لن تتقدم أبداً. ومن سموّ أخلاق المبدع: أن يقوم بنشر خفايا تجربته، وتعليم غيره، واحتواء المبتدئين وفتح آفاق الإبداع أمامهم. وإذا أردت أن تكون متميزاً، فلا بدّ وأن تكون جريئاً. فعندما تتعود العادات الحسنة، فإنها سوف تصنعك.