█ بسم الله أحد المشاكل اللي بجدها فيمن يقرأ ويستمع إلى المفيد من العلم هو استعارته لعقل غيره واعتبار ذلك الحق ولا أمهات الكتب المجردة الرأي والناقلة للعلم والحدث دون تحليل وإضافة الكاتب يعني تسمع فيديو أو تقرأ كتابا خاصة للمعاصرين فتجده قد ذكر لك حدثا ما وذكره للحدث يكون بتبني رواية معينة يرجحها وليس بالضرورة أن تكون أصح الروايات ثم يضيف تحليلات لهذا الحدث صحيحة خاطئة وهذا يجعل المتلقي يتبنى وجهة نظر كحق مطلق وأظن أحد أسباب افتقارنا لمهارات التحليل والنقد هذا نجده جليا يظن العالم خطط لكل حدث بدقة متناهية فحتى السابع أكتوبر ظنه مخطط له فلا تسير سيرا إلا وهو معلوم تتكلم بكلمة وقد زرعت فيك فكأنك تحارب إله حفنة شياطين ولما كان القاريء مولعا بأن واعيا متفردا كانت هذه نقطة ضعف سهلة الاستغلال فقد ذهب كل شاذ يجعله غريبا عن الناس وسار دربه وحيدا فصار إذا تكلم بالغريب سمعه البعض وما يسمعوه كما يسمعون المهرج يلقى النكات لو يعلم فالحق أحق أنه يتبع والحق ثقيل والنفس تهوى والعقل يغيب كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في التواصل اللفظي مع البشر يحدث عادة انتقال تام للمعلومة ولا يحدث عادة انتقال تام للشعور، فيصل الكلام جافا مما يصعب قبول المستمع، وتفهم المتكلم بنفرة المستمع من كلامه.
تخيل أم تنصح ولدها بفعل ما، فهو يتلقى النصيحة (معلومة) ولكن يكون ذلك عادةً مجرد من شعور أمه الحقيقي الكامل تجاهه، فعلمه أنها تخشى عليه أو/و تحبه يختلف عن شعوره فعلا بذلك، في الحوار يتم محاولة إيصال تلك المشاعر المنقوصة بتعبيرات وجه ونبرة صوت، وحركة يد، ولكنها تظل في أفضل الأحيان ناقصة، فتصير كمعادلات رياضة بحتة.
وحتى في الكتابة يتم محاولة استعاضة غياب تلك التعبيرات بوجود الEmojis فتعوض قليلا مما نقص الذي هو أصلا لا يعوض ما نقص فعلا.
ولكم وددت لو تمكنت من نقل ما أفكر به وما أشعر به بتمامه إلى من أكلمه وددت حدوث العكس رغم ظني أني أشعر به أكثر قليلا مما يفعل هو معي.
مشكلة أخرى وهو أن الشعور إن طغى على القلب فيأخذ بالعقل فيختل البيان.
يعني لو ساق الشعور أحدهم وتكلم به، فيصير كلامه تبعا لهوى أكثر منه حق وباطل، وذلك يؤدي لضعف نقل في المعلومة مقابل زيادة في نقل الشعور ولكن هذه الزيادة لا تصل للنقل التام للشعور أيضا، وقد يعمد البعض إلى ذلك لمحاولة التأثير على الآخر شعوريا، كمن يحكم لشخص أنه مظلوم لأنه يبكي.
وهناك ما يعاكس ذلك تماما وهو التكلم بعقل محض بلا شعور، حتى يخرج الكلام من العقل فقط ويخاطب العقل فقط، وهي أيضا وسيلة جيدة لمنع نفسك من التأثر بمشاعر الآخرين في الحوار، ولملاحظة الخلط ما بين شعورهم وما بين الحق.
وعادة إن تكلمت بذلك الأسلوب مع من يتكلم بعاطفة فسيغضب منك لأنه لن يجد فيك الجانب الانساني الذي يريد مخاطبته، بل سيجد أنه يحاور ما هو أشبه بالآلة.
الناس متعبين 🙂 . ❝
❞ ببيت الشيخ كتب قد شراها
وجـمّـعـها ولـكـن مـا قـراهـا
وطابـت نفسه منها بسلوى
إذا فتح المكـان بأن يـراها
- حافظ بن أحمد بن علي الحكمي . ❝
❞ في تباين الصحبة وجمال التعبير.
في حادثة الغار، سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- قال لسيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- عند خشيته من المشركين على الرسول - عليه الصلاة والسلام-: ˝لا تخف إن الله معنا˝
بينما لما كان سيدنا موسى -عليه السلام- مع من آمن من قومه عند ملاحقة فرعون وجنوده لهم، وعندما كان الماء سدا أمامهم، ففزعوا من ذلك فقال لهم سيدنا موسى -عليه السلام-: ˝إن معي ربي سيهدين˝ ولم يقل إن معنا ربي :) كما قالها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- مع سيدنا أبي بكر -رضي الله عنه-
ولا عجب فمن ادعوا أنهم ˝شعب الله المختار˝ قد أكدوا ما قاله سيدنا موسى -عليه السلام- فيما بعد بقولهم: ˝اذهب أنت وربك فقاتلا˝
فلم يستحقوا معية الله لهم.
وعلى النقيض نجد من وصفهم الله بخير أمة أخرجت للناس يقولون: ˝اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون˝
ففي اختلاف ˝معنا˝ و˝معي˝ بيان . ❝