❞ ندى محمد محمود عويس محمد العطفى  على منصة انستجرام ❝

❞ نُتجت من الظلام

توالتِ الأيامُ على قلبي كجنازاتٍ متتابعة، كلُّ لحظةٍ نعشٌ يُزفّْ في موكبٍ من صمت، نسجت خيوطُ الأسى حول نبضي شرنقةً من رماد، وامتدَّ الظلام كأفعى عجوز تلتفُّ في دهاليز عقلي،
حتى غدوتُ أسيرةَ غرفةٍ تجمَّد فيها الزمن، أحادثُ الجدران التي تهشَّمت من فرط السكون، وأنقش دُجى اللحظات على أوراقٍ متهالكة، كُتب على أطرافها: \"هنا مرَّت روح،\" كانت هناك همساتٌ من العدم، صوتٌ بلا ملامح، كأنَّه آتٍ من قاع الجحيم،
يهمس باسمي ويسألني: \"أما زلتِ تعبدين ليلكِ الأبكم؟ أترضين لجسدكِ أن يتآكل في هوامش الجدران؟ ثم ماذا؟
ستذوبين بين أنقاضكِ، وستتردَّد كلماتكِ في طيَّات أوراقٍ
تأكلها الحشرات قبل أن تُقرأ، ولن يذكركِ بشر، بل ستنوح عليكِ الرياح، وتحنُّ عليكِ الظلال، فهل هذا ميراثكِ؟\"
عندها صرختُ، لا بصوت، بل بصمتٍ يخرق جدران الموت، كانت روحي ككوكبٍ يحتضر في مجرّة مهجورة، أجبرتُ هذا الجسدَ المنسيَّ على أن ينتفض، وبقلمٍ من رماد كتبت، وسالت عباراتي كجمرٍ على ورقٍ دامع، فصارت حروفي طريقًا هشًّا للضياء، ومن ذلك الفراغ المُقمِر، نقشتُ على جدار الصمت: \"الألم العميق يلد العظماء، أما السعادة فتلهو بعقولٍ لا تسأل عن المعنى،\" حينها أدركتُ: :أن الحزنََ ليس لعنة، بل مرآةٌ يُبصر فيها العاقلُ ندوبه المستورة، وأن الخواء إن أُتقن قد يكون قالبًا يُصاغ فيه النور؛لهذا أنا نجمةٌ من ظلام، وحدي أُضيء حين ينهارُ الكون.

لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe