❞❝
❞ يتمايل هذا السلويت وتتمايل معه هالته يمنة ويسرة بانتظام , وصوت زمجرته الرتيب يعلو بين الفينة و الأخرى , ثم فجأة يتحشرج الصوت في حلقه ويختنق وكأنه يُنحر ، فيخرج سكينا من بين ثنايا عباءته وما زالت زمجراته تعلو ويوجهها إلى قلب سامي مباشرة , فيهتز سامي بعنف , و تتساقط الدماء الساخنة القاتمة من صدره منهمرة , فتتقد السكين بلون الجمر وتطفق في الذوبان , ثم يفتح هذا الكيان ذراعيه عن آخرهما فتنزاح العباءة عن قُبُله , ليكشف عن الجحيم الذي كانت تستره عباءته .
وعلى حين غرة انقض السلويت محتضنا سامي بين ذراعيه ويتلقفه داخل عباءته ويهوي به إلى أخدود ناري وكأن الأرض قد شُقت لتوها وكشرت عن حفرة عميقة تتصاعد منها ألسنة اللهب الزرقاء و الحمراء , نار مستعرة يعلو صوت زفيرها وتعلو معه تلك الألسنة إلى قمة الأخدود وكأنها تزداد استعارا تشوقا للضيفين , وتئن من الجوع ، فترجوهما أن يسقطا معا لتلكم جوعها , وتشبع شهوة سعيرها ، من صديد جلودهما و دمامل تقرحاتهما , وما أن جاوزا حافة الأخدود حتى ألفيا السعير لدنه ، فاحترق سامي كسعفة جافة وتساقطت السوائل الصفراء من لحم وجهه جراء احتراقه , بجانب تشوهات وجهه ما جعله يطلق صرخة أخيرة وهو يهوى ليستيقظ إثرها من نومه يتصبب عرقا . ❝
❞ ˝أذكر عندما كنت صغيرًا، كنت أرتع مع أبي إلى حقول غرناطة، أقطف البرتقال وعناقيد العنب، كنت أرتع مع الأطفال في ربيع الحصاد على ضوء قمر غرناطة، كنا صغارًا لكن الوطن كان كبيرًا، أكبر من كل شيء في هذا الكون، وطننا كان أكبر وأحلى من كل الأوطان، وطننا كان غرناطة وهل في الأوطان مثل غرناطة؟˝ . ❝