المعايير
يختلف المؤرخين في المعايير التي تقاس بها عظمة الدول، فبالإضافة إلى المساحة يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار السكان، وفي حين أنه لا يوجد إحصاء للسكان في العصور القديمة، ومن المعلوم أنه منذ عام 1950 كل من يحكم الصين فأنه يحكم أكبر شعب بالتاريخ، ويرى البعض أن هناك إمبراطوريات قامت على أراضي ليست ذات أهمية مثل شمال سيبيريا التي تناوب عليها الروس والمغول، وأراضي شمال كندا ووسط أستراليا، وقامت الإمبراطوريات بفرض سلطتها على البحار وهي مساحات غير مسكونة، وتسود الآن فكرة الإمبراطوريات الاقتصادية في ظل العولمة، ويرى البعض أن الاتحاد السوفيتي هو أكبر إمبراطورية بالتاريخ أثناء الحرب الباردة وذلك لأن الكثير من الدول كانت تقدم الولاء له، والكثير من الأحزاب اليسارية في العالم كانت مقتنعة بمبادئ الحزب الشيوعي، ويرى البعض الآخر أن الرايخ الثالث الألماني كان أكبر إمبراطورية بالتاريخ لأن خطره امتد في كل أنحاء العالم، لكن هذا كلام مغلوط لأن الاتحاد السوفيتي والنازية كان لديهم حلفاء مستقلين ولا يمكن قياس كبر إمبراطورية إلا على معايير واضحة ودقيقة، واليوم الولايات المتحدة الامريكية هي القوة العظمى الأولى بالعالم وهذا لا يعني أن دول العالم تابعة لإمبراطوريتها إنما هي تعترف باستقلال الدول الصديقة والعدوة على حد سواء، وهذا يعني أن المعيار يجب أن يتضمن خضوع الأراضي والبحار بشكل كامل بالولاء لسلطة واحدة.