█ حصرياً جميع أعمال ❞ دار صادر ❝ أقوال ومأثورات 2023 «في 9 أيار 1915 توفّي بيروت أول من عُني فيها بمهنة الكُتبيِّين إبراهيم باشر بهذه التجارة منذ السنة 1863 فخدمها نيفاً وخمسين سنة وقرَّب إلى أهل عموماً وإلى الناشئة خصوصاً درس المطبوعات العربية والتآليف النادرة » ❰ ناشرين لمجموعة المؤلفات أبرزها لسان العرب (ط صادر) المجلد الأول: أ ب معجم البلدان الأول الفرج بعد الشدة ج1 ديوان جميل بثينة رسالة ابن فضلان موسوعة هارون الرشيد دول الإسلام مجمع البحرين الفخري الآداب السلطانية والدول الإسلامية الكميت بن زيد الأسدي ومن أبرز المؤلفين : شمس الدين الذهبي الأثير أبو الفضل جمال منظور حيان التوحيدي المسعودي محمد سعد مَنِيع المحسن علي التنوخي تقي المقريزي العلاء المعري أحمد أبي بكر خلكان الجزري ياقوت عبد الله الحموي الرومي البغدادي شهاب الرحمن إسماعيل ابراهيم عثمان المقدسي الدمشقي الشافعي شامة نزار أباظة الحسن حمدون ناصيف اليازجي لبيد ربيعة العامري معمر البحتري حاتم الطائي البلخى شاكر الكتبي يحيى العامرى القاسم هلال العسكري الرؤوف المناوي القادر الأرناؤوط زكريا القزويني صفي الحلي الطقطقي السخاوي علم أصل هذا الكتاب دكتوراة حمزة الأصفهاني د نبيل طريفى الوليد الفهري الطرطوشي دياب الأتليدي المعروف بابن سعدي ضناوي عمر يوسف رسول حسان فلاح أوغلى الرزاق البيطار المبارك عامر الطفيل واضح الصمد العيدروس جلال البحيري جرول الحطيئة العبسي مليكة رضوان السح احمد ابي يعقوب الكاتب بهاء زهير القرشي الهاشمي الحسني الفارسي الطيب فريتس شتيبات عزيزة فوال بابتي المالح شوقى حمادة النحاس ❱
❞ لا يُذكر جميل بن معمر إلا تبادر إلى الذهن ذلك الحب العذري الذي شهر به أبناء عذرة قبيلة الشاعر، حتى قيل أنهم إذا أحبوا ماتوا، لما هم عليه من الصدق والإخلاص، ولما اتصفوا به من العفاف وكبح النفس عن شهواتها إذا اجتمعوا بمحبوباتهم، على ما يلقون من الإبعاد والحرمان.
وجميل بن عبد الله بن معمر العذري أصابه ما أصاب غيره من هؤلاء الشعراء التاعسين. فقد أحبّ بثنية بنت حبأ بن حن بن ربيعة، من عذره، فهي ابنة عمه تلتقي وإياه من حنّ من ربيعة في النسب. وقيل أنه أحبها وهو غلام صغير، وهي جويرية لم تدرك وهكذا نما حبه لها، فوقف قبله وشعره عليها، يذكر اسمها مرة، ويكن عنه مرة باسم آخر، حتى شهر بها وشهرت به، فقيل جميل بثينة. وهذا الحب الذي حمله جميل لبثينة لم يخالطه هوى آخر، على كثر الفتيات اللواتي كن يتعرضن له، وهن من عشيرته، ليصرفنه عنها، فما هفا فؤاده إلى سواها، ولا استملح حديثاً غير حديثها، ولا استعذب ثغراً سوى ثغرها، ولم يقل الشعر بعدما أحبها، إلا فيها، ومات ذكرها في قلبه ولسانه؛ وآخر شعر قاله بعث به إليها. وهي التي أوحت إليه الغزل الجميل الذي لم يعرف الشعر القديم أوضح منه أثراً في النفس، ولا أبلغ منه تحريكاً للقلب وإثارة للعاطفة، لا يقتصر على التشبيب بمحاسن المرأة بل يضيف إليه شيئاً روحياً يعنى بنفس الشاعر ومشاعرها وآلامها وأمالها، وربما كانت عنايته بنفسه أكثر من عنايته بوصف محبوبته، فلا يكاد يذكرها حتى ينصرف إلى بثّ شكواه وما يلاقيه من تباريح البعد والحرمان والجفاء، صادق اللوعة، عف الضمير واللسان. وقلما قرأت له من الشعر ما يبعث الشك في عفته وعفة صاحبته إلا أبياتاً قليلة تلمح من خلالها الريبة لمحاً وقد يكون الدافع إليها شخطة منه على بثينة إذا هجرته أو مالت إلى غيره.
أما أخباره ففيها تناقض كثيرة بحسب اختلاف الروايات، فمنها ما تتحدث عن عفته وتغالي فيها، ومنها ما ترينا الريبة في خلواته مع بثينة فتفسد علينا جمال الهوى العذري، فإذا هما عاشقان يقتطفان الملذات كسائر العشاق، فشعره، على علاته، أحق من أخباره بصيانة وجه الجمال العذري، وأكثر أشعاره قيلت في الغزل، وأقلها في المدح والفخر والهجاء.
وهذا الكتاب من سلسلة ˝ديوان العرب˝ يحوي بين طياته ما رقّ وطاب من شعر جميل بثنية في الغزل والفخر والمدح والهجاء، ولما كانت أكثر أشعاره كما قلنا سابقاً في الغزل فقد أفرد لشعر الغزل في هذا الكتاب باباً مستقلاً برأسه حوى جميع قصائده في هذا الغرض، أما الأغراض الأخرى من مدح وفخر وهجاء فجمعت في باب واحد مستقل؛ مضاف إليها في آخر الكتاب الأبيات المفردات التي لا تنتمي لا للغزل ولا للأغراض الأخرى . ❝