جيل Z بين الحرية والقيود في حياة جديدة الشباب عايشينها دلوقتي.. حياة مختلفة عن اللي عاشها جيل آباءهم وأجدادهم. شباب الفترة دي حبوا يسمّوا نفسهم جيل Z أو زي ما بيتقال بالإنجليزي "Gen Z". جيل اتولد والتكنولوجيا في حضنه، كبر وهو ماسك الموبايل، وعقله مربوط بالإنترنت والسوشيال ميديا. ومن هنا اتشكلت شخصيتهم ونظرتهم للدنيا: حرية أكتر، اختيارات أوسع، وتحديات من نوع جديد. فكرة الحرية عنده مختلفة.. الحرية بالنسبة لهم مش رفاهية ولا مجرد حلم بعيد، دي بقت حق عايزين يعيشوه: حرية يقولوا رأيهم، يختاروا طريقهم، ويبنوا هويتهم بعيد عن القوالب القديمة اللي عاشوا فيها الأجيال اللي قبلهم. بس الغريب إن الحرية اللي التكنولوجيا فتحتها ليهم، رجّعت معاها قيود تانية من نوع مختلف. السوشيال ميديا مثلًا بقت سجن برّاق.. عدد اللايكات والمتابعين والكومنتات بقى مقياس للنجاح، والهوس بالترند خلى شباب كتير عايشين في سباق مالوش نهاية.. سباق بيستنزف طاقتهم ويضغط عليهم نفسيًا واجتماعيًا. وفوق ده كله، في قيود أصعب بكتير: البطالة، غلاء المعيشة، وصعوبة إنهم يلاقوا استقرار مادي. وكمان نظرة الأجيال الأكبر اللي ساعات بتشوفهم متمردين أو مش واقعيين لمجرد إنهم بيدوّروا على طرق جديدة يعيشوا بيها. وهنا بييجي دور مهم جدًا للأهل. جيل Z مش محتاج حد يفرض عليه أوامر أو يفتش في تفاصيل حياته، قد ما هو محتاج يسمع كلمة "أنا فاهمك" أو "أنا جنبك". محتاج احتواء وصبر، مش محاكمات وقسوة. الأهل لو قربوا من ولادهم وسمعوا قلقهم بدل ما يحكموا عليهم، هيلاقوا إنهم مش متمردين زي ما بيتقال، لكن شباب عندهم طاقة وضغط نفسي ومخاوف محتاجين حد يطبطب عليهم فيها. الاحتواء مش ضعف، والحرية مش انفلات.. الحرية اللي بيدور عليها جيل Z ممكن تبقى جسر أقوى يربط بينهم وبين أهلهم لو في مساحة للفَهم والثقة. الحقيقة إن حياتهم بقت معركة يومية بين الحرية والقيود. ومع ذلك، جيل Z عنده إصرار ومرونة تخليه يحوّل أي تحدي لفرصة. هم فاهمين إن الحرية مش ضد القيم، بالعكس.. الحرية وسيلة يثبتوا بيها نفسهم ويبنوا مستقبل يليق بيهم. اللي يلفت النظر فعلًا إنهم مش بيستسلموا بسهولة. مهما كان الضغط، بيدوّروا على مساحتهم الخاصة ويخلقوا واقع يناسبهم. وده يمكن أهم سبب يخليهم الجيل اللي يقدر فعلًا يعمل توازن جديد بين الحرية والقيود. شهد وسيم صالح ، دليل وجدول مواعيد معارض الكتب في الوطن العربي ، وتقويم للفعاليات والاحداث الخاصة بالكتب والمؤلفين والندوات والمؤتمرات الثقافية