❞ ملخص كتاب ❞ الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين❝ يأخذنا الدكتور (شوقي أبو خليل) في جولة تاريخية في بلاد (الأندلس) و(المغرب). وكيف بدأت دولة المرابطين؟ وجهادهم في سبيل الفتوحات الإسلامية في (المغرب ). وحال المسلمين في (الأندلس )، وكيف أثرت الفُرْقَة والعداوة بين ملوك الطوائف على قوة المسلمين في (الأندلس )؟ واستدعاء المرابطين لنصرة المسلمين، والوقوف في وجه النصارى. 1- حال الأندلس أثناء حكم ملوك الطوائف: انتصرت رايات العباسيين على الأمويين في الشرق، ولكن سلطة الأمويين لم تنته بقيام الدولة العباسية سنة 132هـ؛ لأن (عبد الرحمن الداخل ) استطاع أن يؤسس إمارة أموية في (الأندلس ) سنة 138هـ. وبدأ عصر الخلافة الأموية في (الأندلس ) سنة 316هـ، عندما أعلنها (عبد الرحمن الناصر )، الذي استطاع أن يقضي على العصاة ويعيد لـ (الأندلس ) وحدتها وقوتها، أَدَّبَ المتمردين من من (الإسبان )، وجعلهم يدركون قوة (الأندلس )، وبلغت (الأندلس ) من القوة في زمانه أن حكام (إسبانيا ) كثيرًا ما طلبوا من السلطات الأندلسية التدخل في حل مشاكلهم. وفي عام 400هـ، بدأ عصر الطوائف، وذهبت الخلافة الأموية ضحية غطرسة الحرس الخليفي، ونتيجة أطماع الولاة، وانحلال الشعب الذي فقد حبه وولاءه للأسرة الحاكمة، وسقطت الخلافة الأموية في (الأندلس) نتيجة تناقضاتها الداخلية، وليس من جراء قوة أعدائها في الخارج.
انقسمت (الأندلس) إلى دُوَيْلات، واتخذ حكامها ألقابًا تبعًا لحجم دويلاتهم، وأخذ القوي منهم يبطش بالضعيف. كانت حال المسلمين في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري تسوده الخصومة والتطاحن بين الأمراء، حتى أن بعضهم تحالف مع الدول النصرانية، واستمد عونهم نظير الجزية. ولما أراد (المأمون) صاحب (طُلَيْطِلة ) أن يستولي على (قرطبة )، استجار أمير (قرطبة ) بجيرانه (بني عباد ) في (إشبيلية )، و (بني الأفطس ) أصحاب (بطليوس )؛ لمعاونته ضد (طُلَيْطِلة ). واستمرت الحرب بين (طُلَيْطِلة ) و (قرطبة ) أعوامًا، وكانت سجالًا. وأراد (المأمون ) صاحب (طُلَيْطِلة ) حسم الموقف، فأوقع بقوات (قرطبة ) وحلفائها هزيمة شديدة، واستطاع الوصول إلى (قرطبة ) فحاصرها؛ فبادرت (إشبيلية ) إلى نصرتها، فأرسل ( ابن عباد ) ولده (محمد ) على رأس جيش قوي فيه وزيره (أبو بكر محمد بن عمار ) الموصوف بوفرة الذكاء، وزودهما بخطة وأوامر سرية. هاجم جيش (ابن عباد ) الجيش المحاصر لـ (قرطبة )؛ فاضطر إلى رفع الحصار، وارتد عنها، وخرج القرطبيون ليطاردوا عدوهم؛ فأتموا بذلك هزيمة الطُلَيْطِليين.
وتنفيذًا لخطة (ابن عباد )، استغل (ابن عمار ) خروج جيش قرطبة لمطاردة (المأمون )؛ فدخل (قرطبة ) دون مقاومة، واستولى على مراكزها الحصينة. وبذلك أصبح (ابن عباد ) أمير (إشبيلية ) أقوى أمراء (الأندلس ). ولكن (المأمون ) جزع من قوة (ابن عباد )، فتحالف مع (فرناندو الأول ) صاحب (قشتاله )، واستولوا على (بلنسية )، واستعدوا لمحاربة (ابن عباد )، إلا أن وفاة (فرناندو الأول ) حالت دون ذلك. وتوفي (المعتضد بن عباد )؛ فخلفه ابنه (محمد ) الملقب بـِِِِِ (المعتمد على الله ) ولم يكن أمامه عدو يخشاه سوى (المأمون). لم يوفَّق (المعتمد ) في حربه مع (المأمون )، وتحالف (المأمون ) مع (ألفونسو ) الذي فاز بحكم (قَشْتَالَة )؛ فزادت قوة (المأمون )، ودخل (قرطبة ) دون مقاومة تذكر، إلا أن (المأمون ) توفي بعد دخولها بأيام. واستعادها (ابن عباد )، وتعاهد (المعتمد ) مع (ألفونسو ) على نصرته ضد جميع المسلمين، نظير دفع جزية له، وعدم الوقوف أمام مشروع (ألفونسو ) في افتتاح (طُلَيْطِلة ).
بعد سنوات من الحرب، استطاع (ألفونسو ) أن يدخل (طُلَيْطِلة )، وجعلها حاضرة دولته النصرانية. أحدث سقوط (طُلَيْطِلة ) رد فعل عنيف، أثار المسلمين في الأندلس كلها. ولم يقنع (ألفونسو ) بـِِِِِ (طُلَيْطِلة )، بل استولى على جميع الأراضي الواقعة على ضفتي نهر (تاجة ). وكتب (المعتمد ) إلى (ألفونسو ) ألا يتعدى في فتوحاته (طُلَيْطِلة )، وإلا كان هذا خرقًا للتعاهد، ولكن ملك (قَشْتَالَة ) لم يَرَ في إنذار حليفه ما يحمله على التوقف عن الفتوح، وعزم على فتح الولايات المسلمة كلها. وهنا رأى أمراء (الأندلس ) شبح السقوط ماثلًا أمام أعينهم؛ فاتحدوا للمرة الأولى، واجتمعت كلمتهم على أن يضعوا حدًا لفتوحات (ألفونسو )، وإن كانت قواهم مجتمعة لا تستطيع إيقافه؛ فجتمعت كلمتهم على الاستنجاد بالمرابطين في (إفريقية ). ❝ ⏤شوقي أبو خليل
ملخص كتاب ❞ الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين❝
يأخذنا الدكتور (شوقي أبو خليل) في جولة تاريخية في بلاد (الأندلس) و(المغرب). وكيف بدأت دولة المرابطين؟ وجهادهم في سبيل الفتوحات الإسلامية في (المغرب ). وحال المسلمين في (الأندلس )، وكيف أثرت الفُرْقَة والعداوة بين ملوك الطوائف على قوة المسلمين في (الأندلس )؟ واستدعاء المرابطين لنصرة المسلمين، والوقوف في وجه النصارى.
انتصرت رايات العباسيين على الأمويين في الشرق، ولكن سلطة الأمويين لم تنته بقيام الدولة العباسية سنة 132هـ؛ لأن (عبد الرحمن الداخل ) استطاع أن يؤسس إمارة أموية في (الأندلس ) سنة 138هـ. وبدأ عصر الخلافة الأموية في (الأندلس ) سنة 316هـ، عندما أعلنها (عبد الرحمن الناصر )، الذي استطاع أن يقضي على العصاة ويعيد لـ (الأندلس ) وحدتها وقوتها، أَدَّبَ المتمردين من من (الإسبان )، وجعلهم يدركون قوة (الأندلس )، وبلغت (الأندلس ) من القوة في زمانه أن حكام (إسبانيا ) كثيرًا ما طلبوا من السلطات الأندلسية التدخل في حل مشاكلهم. وفي عام 400هـ، بدأ عصر الطوائف، وذهبت الخلافة الأموية ضحية غطرسة الحرس الخليفي، ونتيجة أطماع الولاة، وانحلال الشعب الذي فقد حبه وولاءه للأسرة الحاكمة، وسقطت الخلافة الأموية في (الأندلس) نتيجة تناقضاتها الداخلية، وليس من جراء قوة أعدائها في الخارج.
انقسمت (الأندلس) إلى دُوَيْلات، واتخذ حكامها ألقابًا تبعًا لحجم دويلاتهم، وأخذ القوي منهم يبطش بالضعيف. كانت حال المسلمين في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري تسوده الخصومة والتطاحن بين الأمراء، حتى أن ....... [المزيد]
اطَّلع (يحي بن إبراهيم ) على مبادئ الإسلام، وعلى العلوم والمعارف التي كانت ذائعة في العالم الإسلامي في أواسط القرن الحادي عشر الميلادي؛ فعقد العزم على ألا يدخر وسعًا في تثقيف اللمتونيين –الذين كانوا يدينون المجوسية –في صحاريهم بعلوم الإسلام. واحتاج إلى عالم مسلم، فوقع على بغيته أثناء مقامه بـِِِِِ (القيروان ) على (عبد الله بن ياسين )، وكانت قبائل (لَمْتُونَة ) و (كَدَالَة ) و (مسطاسة ) تعرَف باسم مشترك هو (المُلَثَّمون )، وهم الذين وصلت إليهم دروس (عبد الله بن ياسين ) بعد عناء، فرفعوه إلى أعظم مقام، حتى أن (أبا بكر زكريا بن عمر ) زعيم الملثمين، أعلن أنه تلميذه وتابعه، فاختاره (عبد الله ) أميرًا وقائدًا، يقود المجاهدين في ميدان الحرب. وأطلق المُلَثَّمون على أنفسهم اسمًا جديدًا هو (المرابطون ). أُخِذَت هذه التسمية الجديدة من (الرباط )، رباط المجاهدين وخيولهم بإزاء العدو في الثغور، ومنه المرابط، وهو من لازم الثغر لدفع العدو. وقد أُخِذت التسمية من قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ".
كان الإسلام للمرابطين ....... [المزيد]
3- استدعاء المرابطين للدفاع عن الأندلس
4- المعركة
5- ما بعد الزلاقة: نهاية ملوك الطوائف
❞ الحملات الصليبية أو الحروب الصليبية بصفة عامة مصطلح يطلق حالياً على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها أوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096 - 1291)، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيه وكانت حملات دينية وتحت شعار الصليب من أجل الدفاع عنه وذلك لتحقيق هدفهم الرئيسي وهو السيطرة على الأراض المقدسة كبيت المقدس، ولذلك كانوا يخيطون على ألبستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش أحمر.
كان السبب الرئيس وراء سقوط البيزنطيين وهو الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الأولى المارة من بيزنطة (مدينة القسطنطينية) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحول حملات لاحقة نحوها.
كانت الحروب الصليبية سلسلة من الصراعات العسكرية ذات طابع ديني والذي خاضته معظم دول أوروبا المسيحية ضد ما اعتبرته تهديدات خارجية و داخلية. فقد كانت الحروب الصليبية موجهة ضد عدد من المجموعات العرقية والدينية التي اشتملت على المسلمين، والوثنيين السلاف، والمسيحيين الروس والأرثوذكسية اليونانية، والمغول، والأعداء السياسيين للباباوات. كان الصليبيون يأخذون الوعود ويمنحون التساهل. وتضع التقديرات عدد ضحايا الذين قضوا في الحروب الصليبية بين مليون إلى حوالي 3 مليون شخص. هدف الحروب الصليبية في الأصل كان الإستيلاء على القدس والأراضي المقدسة التي كانت تحت سيطرة المسلمين، وكانت تلك القاعدة التي أطلقت في الأصل استجابة لدعوة من الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية لمساعدتهم ضد توسع المسلمين والمتمثلين بالسلاجقة في الأناضول.
كما يستخدم مصطلح الحروب الصليبية لوصف حروب معاصرة ولاحقة من خلال القيام بحملات إلى القرن السادس عشر في الأقاليم والتي لم تقتصر على بلاد الشام وحسب بل استهدفت الوثنيين في شمال أوروبا، وما اعتبرهم المعتقد المسيحي بالـ˝الهراطقة˝، والشعوب الخاضعة لحظر الطرد لمزيج من الاسباب الدينية، والاقتصادية، وأسباب سياسية. كما أدت التناحرات التي نشبت بين المسيحيين والمسلمين على حد سواء لنيل الصلاحيات إلى نشوء التحالفات بين الفصائل الدينية ضد خصومهم، مثل التحالف المسيحي مع سلطنة رومية أثناء الحملة الصليبية الخامسة.
كانت تأثير الحروب الصليبية بعيد المدى سياسيا، واقتصاديا، إضافة إلى التأثيرات الاجتماعية، والتي استمر بعضها في الأوقات المعاصرة. بسبب الصراعات الداخلية بين الممالك المسيحية والقوى السياسية، وبعض البعثات الصليبية قد تم تحويلها من الهدف الأصلي، مثل الحملة الصليبية الرابعة، والتي أسفرت عن اجتياح القسطنطينية المسيحية وتقسيم الإمبراطورية البيزنطية بين البندقية والصليبيين. وكانت الحملة الصليبية السادسة أول حملة صليبية دون مباركة البابا، وارساء سابقة ان الحكام السياسيين استهلوا حملة صليبية دون الرجوع إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية .
يمتلك المؤرخون الحديثون آراء متباينة على نطاق واسع حول الصليبيين. بالنسبة للبعض، كان سلوكهم غير متوافق مع الأهداف المعلنة والسلطة الأخلاقية الضمنية للبابوية، كما يتضح من حقيقة أن البابا حرم الصليبيين كنسياً في بعض الأحيان. غالبًا ما نهب الصليبيون أثناء سفرهم، واحتفظ قادتهم بشكل عام بالسيطرة على الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بدلاً من إعادتها إلى البيزنطيين. خلال الحملة الصليبية الشعبية، تم قتل العديد من اليهود في ما يسمى الآن بمذابح راينلاند. وتم احتلال القسطنطينية خلال الحملة الصليبية الرابعة.
إلا أن الحروب الصليبية كان لها تأثير عميق على الحضارة الغربية: فقد حصلت دول المدن الإيطالية على تنازلات كبيرة في مقابل مساعدة الصليبيين والمستعمرات القائمة التي سمحت بالتجارة مع الأسواق الشرقية حتى في الفترة العثمانية، مما سمح لإزدهار جنوى والبندقية. وعزز الصليبيين الهوية الجماعية للكنيسة اللاتينية تحت قيادة البابوية. وشكلوا منبعًا لروايات البطولة والفروسية والتقوى التي عززت الرومانسية والفلسفة والأدب في القرون الوسطى. كما كان من نتائج الحملات الصلبية الباقية هو أنها زادات من تباعد وانشقاق المسيحية الغربية عن نظيرتها الشرقية، بالرغم من أن هدف إرسال الكنيسة الكاثوليكية للحملة الأولى كان نظرياً بالأصل لتلبية الدعوة التي أطلقها إمبراطور بيزنطة ألكسيوس الأول كومنينوس للمساعدة في صد غزوات السلاجقة على بيزنطة. ❝ ⏤عزيز سوريال عطية
❞ الحملات الصليبية أو الحروب الصليبية بصفة عامة مصطلح يطلق حالياً على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها أوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096 1291)، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيه وكانت حملات دينية وتحت شعار الصليب من أجل الدفاع عنه وذلك لتحقيق هدفهم الرئيسي وهو السيطرة على الأراض المقدسة كبيت المقدس، ولذلك كانوا يخيطون على ألبستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش أحمر.
كان السبب الرئيس وراء سقوط البيزنطيين وهو الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الأولى المارة من بيزنطة (مدينة القسطنطينية) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحول حملات لاحقة نحوها.
كانت الحروب الصليبية سلسلة من الصراعات العسكرية ذات طابع ديني والذي خاضته معظم دول أوروبا المسيحية ضد ما اعتبرته تهديدات خارجية و داخلية. فقد كانت الحروب الصليبية موجهة ضد عدد من المجموعات العرقية والدينية التي اشتملت على المسلمين، والوثنيين السلاف، والمسيحيين الروس والأرثوذكسية اليونانية، والمغول، والأعداء السياسيين للباباوات. كان الصليبيون يأخذون الوعود ويمنحون التساهل. وتضع التقديرات عدد ضحايا الذين قضوا في الحروب الصليبية بين مليون إلى حوالي 3 مليون شخص. هدف الحروب الصليبية في الأصل كان الإستيلاء على القدس والأراضي المقدسة التي كانت تحت سيطرة المسلمين، وكانت تلك القاعدة التي أطلقت في الأصل استجابة لدعوة من الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية لمساعدتهم ضد توسع المسلمين والمتمثلين بالسلاجقة في الأناضول.
كما يستخدم مصطلح الحروب الصليبية لوصف حروب معاصرة ولاحقة من خلال القيام بحملات إلى القرن السادس عشر في الأقاليم والتي لم تقتصر على بلاد الشام وحسب بل استهدفت الوثنيين في شمال أوروبا، وما اعتبرهم المعتقد المسيحي بالـ˝الهراطقة˝، والشعوب الخاضعة لحظر الطرد لمزيج من الاسباب الدينية، والاقتصادية، وأسباب سياسية. كما أدت التناحرات التي نشبت بين المسيحيين والمسلمين على حد سواء لنيل الصلاحيات إلى نشوء التحالفات بين الفصائل الدينية ضد خصومهم، مثل التحالف المسيحي مع سلطنة رومية أثناء الحملة الصليبية الخامسة.
كانت تأثير الحروب الصليبية بعيد المدى سياسيا، واقتصاديا، إضافة إلى التأثيرات الاجتماعية، والتي استمر بعضها في الأوقات المعاصرة. بسبب الصراعات الداخلية بين الممالك المسيحية والقوى السياسية، وبعض البعثات الصليبية قد تم تحويلها من الهدف الأصلي، مثل الحملة الصليبية الرابعة، والتي أسفرت عن اجتياح القسطنطينية المسيحية وتقسيم الإمبراطورية البيزنطية بين البندقية والصليبيين. وكانت الحملة الصليبية السادسة أول حملة صليبية دون مباركة البابا، وارساء سابقة ان الحكام السياسيين استهلوا حملة صليبية دون الرجوع إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية .
يمتلك المؤرخون الحديثون آراء متباينة على نطاق واسع حول الصليبيين. بالنسبة للبعض، كان سلوكهم غير متوافق مع الأهداف المعلنة والسلطة الأخلاقية الضمنية للبابوية، كما يتضح من حقيقة أن البابا حرم الصليبيين كنسياً في بعض الأحيان. غالبًا ما نهب الصليبيون أثناء سفرهم، واحتفظ قادتهم بشكل عام بالسيطرة على الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بدلاً من إعادتها إلى البيزنطيين. خلال الحملة الصليبية الشعبية، تم قتل العديد من اليهود في ما يسمى الآن بمذابح راينلاند. وتم احتلال القسطنطينية خلال الحملة الصليبية الرابعة.
إلا أن الحروب الصليبية كان لها تأثير عميق على الحضارة الغربية: فقد حصلت دول المدن الإيطالية على تنازلات كبيرة في مقابل مساعدة الصليبيين والمستعمرات القائمة التي سمحت بالتجارة مع الأسواق الشرقية حتى في الفترة العثمانية، مما سمح لإزدهار جنوى والبندقية. وعزز الصليبيين الهوية الجماعية للكنيسة اللاتينية تحت قيادة البابوية. وشكلوا منبعًا لروايات البطولة والفروسية والتقوى التي عززت الرومانسية والفلسفة والأدب في القرون الوسطى. كما كان من نتائج الحملات الصلبية الباقية هو أنها زادات من تباعد وانشقاق المسيحية الغربية عن نظيرتها الشرقية، بالرغم من أن هدف إرسال الكنيسة الكاثوليكية للحملة الأولى كان نظرياً بالأصل لتلبية الدعوة التي أطلقها إمبراطور بيزنطة ألكسيوس الأول كومنينوس للمساعدة في صد غزوات السلاجقة على بيزنطة . ❝
❞ ملخص كتاب ❞كتاب ماهية الحروب الصليبية❝ يناقش الكتاب مشكلة المصطلح، وأيديولوجية الحركة الصليبية كما صاغتها البابوية ودعاتها من رجال الكنيسة الكاثوليكية فى غرب أوربا فى العصور الوسطى .ويعرض الكتاب الأسباب والدوافع التي حركت أبناء الغرب الأوربى للهجوم على المنطقة العربية. وبعيداَ عن السرد التاريخى يتناول الكتاب الحملات الصليبية.وينفرد هذا الكتاب بتحليل تأثير الحروب الصليبية على الحضارة العربية الإسلامية عامة، وأوضاع المنطقة العربية على نحو خاص. 1- بداية الحملات الصليبية ومعناها الاصطلاحي: بدأت الفكرة في السابع والعشرين من نوفمبر عام 1095م حين ألقى البابا أربان الثاني خطبة في حقل فسيح في أوفريني بكليرمون في جنوب فرنسا كخاتمة للمجمع الديني الذي عقده لمناقشة أحوال الكنيسة المسيحية المتردية.
كانت الفكرة التي تمخض عنها عقل البابا هي شن حملات تحت راية الصليب على المسلمين في فلسطين وعلى مدى الفترة من 1096 إلى 1291م توالت الحملات الصليبية وأقامت المستوطنات في كل من فلسطين والجزيرة وبلاد الشام.
يبدو مصطلح الحملة بعيدًا كل البعد عن معناه، فالصليب الذي هو رمز فداء وتضحية المسيح بدمه لأجل الرحمة والغفران لا يمكن أن يكون وسيلة لسفك الدم مرة أخرى بدون وجه حق.
الحق أن تلك الحملات لم تكن في بداياتها تدعى بالحملات الصليبية من الأساس؛ فذلك المصطلح لم يظهر سوى في القرن الثاني عشر الميلادي وكان يُطلق على الجنود والمحاربين في تلك الحملة لأنهم يخيطون الصلبان في زيهم الذي يحاربون به.
ولأن السبب الحملة في الأساس يبدو وكأنه دينيًا متمثلاً في استعادة الأرض المقدسة؛ فقد كان يطلق على تلك الحملات “رحلات الحج” وكان يطلق على المحاربين فيها لفظ “الحجاج” بل حتى العرب في البداية لم يكن قد تبلور عندهم بعد مصطلح الحملات الصليبية أو الصليبين فكانوا يسمونها “حملات الفرنج” أو “حركة الفرنج” على الرغم من أن بعض المؤرخين المسلمين كانوا يميزون حينها بين الألمان والإنجليز وغيرهم من شعوب أوروبا الغربية. ❝ ⏤قاسم عبده قاسم
ملخص كتاب ❞كتاب ماهية الحروب الصليبية❝
يناقش الكتاب مشكلة المصطلح، وأيديولوجية الحركة الصليبية كما صاغتها البابوية ودعاتها من رجال الكنيسة الكاثوليكية فى غرب أوربا فى العصور الوسطى .ويعرض الكتاب الأسباب والدوافع التي حركت أبناء الغرب الأوربى للهجوم على المنطقة العربية. وبعيداَ عن السرد التاريخى يتناول الكتاب الحملات الصليبية.وينفرد هذا الكتاب بتحليل تأثير الحروب الصليبية على الحضارة العربية الإسلامية عامة، وأوضاع المنطقة العربية على نحو خاص.
بدأت الفكرة في السابع والعشرين من نوفمبر عام 1095م حين ألقى البابا أربان الثاني خطبة في حقل فسيح في أوفريني بكليرمون في جنوب فرنسا كخاتمة للمجمع الديني الذي عقده لمناقشة أحوال الكنيسة المسيحية المتردية.
كانت الفكرة التي تمخض عنها عقل البابا هي شن حملات تحت راية الصليب على المسلمين في فلسطين وعلى مدى الفترة من 1096 إلى 1291م توالت الحملات الصليبية وأقامت المستوطنات في كل من فلسطين والجزيرة وبلاد الشام.
يبدو مصطلح الحملة بعيدًا كل البعد عن معناه، فالصليب الذي هو رمز فداء وتضحية المسيح بدمه لأجل الرحمة والغفران لا يمكن أن يكون وسيلة لسفك الدم مرة أخرى بدون وجه حق.
الحق أن تلك الحملات لم تكن في بداياتها تدعى بالحملات الصليبية من الأساس؛ فذلك المصطلح لم يظهر سوى في القرن الثاني عشر الميلادي وكان يُطلق على الجنود والمحاربين في تلك الحملة لأنهم يخيطون الصلبان في زيهم الذي يحاربون به.
ولأن السبب الحملة في الأساس يبدو وكأنه دينيًا متمثلاً في استعادة الأرض المقدسة؛ فقد كان يطلق على تلك الحملات “رحلات الحج” وكان يطلق على المحاربين فيها لفظ “الحجاج” بل ....... [المزيد]
كانت أهم تلك الحجج والتبريرات التي تُثيرها تلك الحملات هي الرغبة في العودة إلى الأرض المقدسة التي كان بها المسيح وعاش بها، والبحر الذي تعمد فيه، وتلك الأماكن التي شهدت أكثر الأحداث أهمية في تاريخ المسيحية لاسيما مع مشقة السفر والترحال لأجل أغراض الحج فقط، أصبح حينها الرغبة في الاستقرار حول تلك الأراضي أكثر إلحاحًا وأهمية.
حينما تعتقد أن النهاية اقتربت، تصبح فجأة وبعد أن كنت لامباليًا أكثر حرصًا على دينك وتدينك؛ انتشرت في تلك الفترة (ما قبل الحملات الصليبية) أفكار كثيرة عن نهاية العالم بعد الألف الأولى من صلب المسيح وأكثر ما ساعد على تأجيج تلك الفكرة الغريبة هو حدوث ظواهر وخوارق لم تكن مفسرة حينها لكنها في حد ذاتها أكثر غرابة من تلك الفكرة ذاتها.
فقد اعتبروا مثلاً ثورة بركان فيزوف في إيطاليا وتلك المجاعة التي حدثت في إحدى الأقاليم لمدة خمس سنوات ولم ينج منها أحد، غضب وتحذيرات من الرب باقتراب يوم القيامة ونهاية العالم واختلطت مع تلك الظواهر التي تبدو حقيقية ويمكن تقبلها - على الرغم من غرابة تفسيراتها - ظواهر أخرى خرافية ومختلفة.
بدأ البعض ....... [المزيد]
3- تحوّل الحج إلى حرب والحجاج إلى محاربين
4- حمل السلاح
5- تبرير الحرب على أساس ديني
6- الدوافع الأقتصادية وراء تلك الحملات الصليبية
7- الفرسان والحرب للعيش ولأسباب تجارية لا للدين
8- شن الهجوم والحملات المتتالية
9- توالي الأبطال
10- زعماء وأبطال جدد
❞ إلا أن الحروب الصليبية كان لها تأثير عميق على الحضارة الغربية فقد حصلت دول المدن الإيطالية على تنازلات كبيرة في مقابل مساعدة الصليبيين والمستعمرات القائمة التي سمحت بالتجارة مع الأسواق الشرقية حتى في الفترة العثمانية، مما سمح لازدهار جنوى والبندقية. وعزز الصليبيين الهوية الجماعية للكنيسة اللاتينية تحت قيادة البابوية. وشكلوا منبعًا لروايات البطولة والفروسية والتقوى التي عززت الرومانسية والفلسفة والأدب في القرون الوسطى. كما كان من نتائج الحملات الصلبية الباقية هو أنها زادات من تباعد وانشقاق المسيحية الغربية عن نظيرتها الشرقية، بالرغم من أن هدف إرسال الكنيسة الكاثوليكية للحملة الأولى كان نظرياً بالأصل لتلبية الدعوة التي أطلقها إمبراطور بيزنطة ألكسيوس الأول كومنينوس للمساعدة في صد غزوات السلاجقة على بيزنطة. ❝ ⏤راغب السرجاني
❞ إلا أن الحروب الصليبية كان لها تأثير عميق على الحضارة الغربية فقد حصلت دول المدن الإيطالية على تنازلات كبيرة في مقابل مساعدة الصليبيين والمستعمرات القائمة التي سمحت بالتجارة مع الأسواق الشرقية حتى في الفترة العثمانية، مما سمح لازدهار جنوى والبندقية. وعزز الصليبيين الهوية الجماعية للكنيسة اللاتينية تحت قيادة البابوية. وشكلوا منبعًا لروايات البطولة والفروسية والتقوى التي عززت الرومانسية والفلسفة والأدب في القرون الوسطى. كما كان من نتائج الحملات الصلبية الباقية هو أنها زادات من تباعد وانشقاق المسيحية الغربية عن نظيرتها الشرقية، بالرغم من أن هدف إرسال الكنيسة الكاثوليكية للحملة الأولى كان نظرياً بالأصل لتلبية الدعوة التي أطلقها إمبراطور بيزنطة ألكسيوس الأول كومنينوس للمساعدة في صد غزوات السلاجقة على بيزنطة . ❝