ملخص كتاب ❞ قذائف الحق❝
مِن خمسين سنة، عندما عَقَلتُ ما يجري حولي؛ أدركتُ أنَّ نِصف الإسلام ميّت أو مجمَّد، وأنَّ نصفه الآخر هو المأذون له بالحياة أو الحركة إلى حين! وأحسست أنَّ هنالك صراعًا يدور في الخفاء أحيانًا، وعلانية حينًا، بين فريقين من الناس: فريق يستبقي النصف الموجود مِن الإسلام، ويَدفع عنه العوادي، ويحاول استرجاع النصف المفقود، ويلفت الأنظار إلى غيابه، وفريق يضاعِف الحُجُب على النصف الغائب، ويريد قتْله قتلًا، وهو في الوقت نفسه يَسعى لتمويت النصف الآخر وإخماد أنفاسه وإهالة التراب عليه. وكلما طال بي العمر، كنت ألحظ أنَّ المعركة بين الفريقين تتسع دائرتها، وتشترك فيها إذاعات وأقلام، وجماعات وحكومات، ومناقشات ومؤامرات. وكانت الحرب سجالًا، وربما فَقد المؤمنون بعض ما لديهم، وربحوا بعض ما أحرزه خصومهم، وربما كان العكس، وفي كلتا الحالتين تنضم إلى معسكر الحق قوى جديدة، وتنضم إلى معسكر الباطل قوى جديدة، ويزداد الصراع حدّة وشدة كلما لاح أنَّ الساعة الحاسمة تقترب، ونحن نُصْدر هذا الكتاب في ظروف شديدة التعقيد؛ فأعداء الإسلام يريدون الانتهاء منه، ويريدون استغلال المصائب التي نزلت بأمّته؛ كي يبنوا أنفسهم على أنقاضها، ويريدون - بإيجاز - القضاء على أُمَّة ودِين، وقد قررنا نحن أنْ نَبقى، وأن تَبقى معنا رسالتنا الخالدة، أو قررنا أنْ تَبقى هذه الرسالة، ولو اقتضى الأمر أنْ نذهب في سبيلها؛ لترثها الأجيال اللاحقة. ومِن أجْل ذلك؛ نرفض أنْ نعيش وِفق ما يريد غيرنا، أو وِفق ما تقترحه علينا عقائد ونُظُم دخيلة.