ملخص كتاب ❞❝ ، بقلم يوسف محمد عبد الله
عن الشكوى إلى غير الله تعالى، والقلب عن التسخط والجزع، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوها.
فالصبر من العبد عند وقوع البلاء به هو اعتراف منه لله بما أصاب منه واحتسابه عنده ورجاء ثوابه، فعن أم سلمة قالت: قال رسول الله : { إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها، وأبدل لي بها خيراً منها } [رواه أبو داود].
- فضائل الصبر في القرآن الكريم: حديث القرآن عن فضائل الصبر كثير جداً، وهذه العجالة لا تستوعب كل ما ورد في ذلك لكن نجتزىء منه بما يلي:
1- علق الله الفلاح به في قوله: ((ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)).
2- الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره: ((أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا)) وقال: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)).
3- تعليق الإمامة في الدين به وباليقين: ((وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا، وكانوا بآياتنا يوقنون)).
4- ظفرهم بمعية الله لهم : ((إن الله مع الصابرين)).
5- أنه جمع لهم ثلاثة أمور لم تجمع لغيرهم: ((أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)).
6- أنه جعل الصبر عوناً وعدة، وأمر بالاستعانة به : ((واستعينوا بالصبر والصلاة)).
7- أنه علق النصر بالصبر والتقوى فقال: ((بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)).
8- أنه تعالى جعل الصبر والتقوى جنة عظيمة من كيد العدو ومكره فما استجن العبد بأعظم منهما: ((وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئاً)).
9- أن الملائكة تسلم في الجنة على المؤمنين بصبرهم ((والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)).
10- أنه سبحانه رتب المغفرة والأجر الكبير على الصبر والعمل الصالح فقال: ((إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)).
11- أنه سبحانه جعل الصبر على المصائب من عزم الأمور: أي مما يعزم من الأمور التي إنما يعزم على أجلها وأشرفها: ((ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور)).
12- أنه سبحانه جعل محبته للصابرين: ((والله يحب الصابرين)).
13- أنه تعالى قال عن خصال الخير: إنه لا يلقاها إلا الصابرون: ((وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)).
14- أنه سبحانه أخبر أنما ينتفع بآياته ويتعظ بها الصبار الشكور: ((إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)).
15- أنه سبحانه أثنى على عبده أيوب أجل الثناء وأجمله لصبره فقال: ((إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب))، فمن لم يصبر فبئس العبد هو.
16- أنه حكم بالخسران التام على كل من لم يؤمن ويعمل الصالحات ولم يكن من أهل الحق والصبر: ((والعصر، إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا... السورة)).
قال الإمام الشافعي:"لو فكر الناس كلهم في هذه الآية لوسعتهم، وذلك أن العبد كماله في تكميل قوتيه: قوة العلم، وقوة العمل، وهما: الإيمان والعمل الصالح وكما هو محتاج لتكميل نفسه فهو محتاج لتكميل غيره، وهو التواصي بالحق، وقاعدة ذلك وساقه إنما يقوم بالصبر".
17- أنه سبحانه خص أهل الميمنة بأنهم أهل الصبر والمرحمة الذين قامت بهم هاتان الخصلتان ووصوا بهما غيرهم فقال تعالى: ((ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، أولئك أصحاب الميمنة)).
18- أنه تبارك وتعالى قرن الصبر بمقامات الإيمان وأركان الإسلام وقيم الإسلام ومثله العليا، فقرنه بالصلاة ((واستعينوا بالصبر والصلاة)) وقرنه بالأعمال الصالحة عموماً ((إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات))، وجعله قرين التقوى ((إنه من يتق ويصبر))، وقرين الشكر ((إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور))، وقرين الحق ((وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))، وقرين المرحمة ((وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة))، وقرين اليقين ((لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون))، وقرين التوكل ((نعم أجر العاملين))، ((الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون))، وقرين التسبيح والاستغفار ((فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار))، وقرنه بالجهاد ((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين)).
19- إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم ((ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون)).
وبعد، فهذا غيض من فيض في باب فضائل الصبر ولولا الإطالة لاسترسلنا في ذكر تلك الفضائل والمنازل، ولعل فيما ذكر عبرة ودافع على الصبر فالله المستعان.
وأما الأحاديث في فضل الصبر ، فمنها : روى البخاري (1469) ومسلم (1053) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) .
روى مسلم (918) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا " إِلا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ) .
وروى مسلم (2999) عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) .
ولمعرفة المزيد من الأحاديث في فضل الصبر ، والترغيب فيه ، انظر : "الترغيب والترهيب" للمنذري (4/274-302) .
أفضل أنوع الصبر :قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-: وأفضل أنواع الصبر الصيام، فإنه يجمع أنواع الصبر الثلاثة.
قال ابن رجب الحافظ ابن رجب الحنبلي المعروف، نعم؛ لأن الصائم يصبر على طاعات الله، ويصبر عن معصية الله، فهو يمتثل الأوامر، يلتزم بما أوجب الله عليه وينتهي عن ما حرم الله عليه في الصيام، فيصبر الصائم، فهو صابر على الطاعة وصابر عن المعصية، وهو أيضا يصبر على ما يصيبه من الألم، ألم الجوع والظمأ، هذا صبر على أقدار الله، فاجتمعت أنواع الصبر الثلاثة كلها في الصيام، نعم.
وقفة : إن الصبر نور لأصحابه، ، قال النبي صلى الله عليه وسلم "والصبر ضياء" رواه مسلم، فإنه لما كان شاقا على النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه سواء كان ذلك لفعل الطاعات او لترك المنكرات أو للصبر على المكاره و أذي الناس و لا بد أن تجدي اخيتى ثقلا ومشقة لكنه بالاستمرار في طريق الصبر يعينك الله ثم تجدي العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة
قال الرسول صلي الله عليه وسلم (ومن يتصبر يصبره الله )
الصبر على المسرات :واعلموا .. أن الصبر ليس خاصاً بالمكاره وحسب ..
بل ويشمل النعم والمسرّات أيضاً ..
وإنّ الصبر على المسرّات أشق من الصبر على المكاره ..
لذلك .. لا يستعمله إلا الصادقون.. ويغفل عنه من هم سواهم ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ والعبد مأمور بالصبر في السراء أعظم من الصبر في الضراء ..
:
كيف تكون صابراً على السراء ؟!!أولاً.. أن لا تركن إلى النعمة .. وتغتر بها وتفرح .. متناسياً حمد الله عليها ..
ثانياً .. أن لا تنهمك في نيلها .. حتى لا تصبح شغلك الشاغل .. فتصبح بسببها غافل ..
ثالثاً .. أن تصبر عن صرفها في الحرام .. فلا تتبع لنفسك هواها ..
وتذكر حق الله في هذه النعمة .. ولا تضيعه ..
فهذه آداب الصبر أطرحها ين أيديكم..
1ـ أن يكون الصبر عند حدوث المصيبة، قال صلى الله عليه وسلم : "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" ..
2ـ الاسترجاع عند المصيبة، قال تعالى : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) ..
وفي حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله : إنا لله، وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها"، قالت : فلما مات أبو سلمة، قلت: أيُّ المسلمين خير من أبي سلمة؟! أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3ـ سكون الجوارح واللسان عند حدوث المصيبة، أما البكاء بدون نياحة وبدون رفع صوت .. فجائز ..
يقول الشاعر :
دع الأيـام تفعـل مـا تشاء وطب نفسا إذ حكم القضاء
ولا تجـزع لـحادثة اللـيالي فمـا لحـوادث الدنيا بقاء
وفي النهاية اخواتى الحبيبات يا كل مبتلاة يا كل محرومة يامن تريد تحقيق مراد ولم يتم يامن تشكوا الظلم يامن تعانين الألم والإمراض يقول الشاعر :
يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الكاشف الله
ويقول أخر :
سهرت عيون و نامت عيون في أمور تكون أو لا تكون
إن الذي كفاك بالأمـس هما يكفيك غـدا مـا سيكـون
يا من ضعفت نفسها عن الخير يا من مالت نفسها إلي المنكرات اخيتى وحبيبتي صبرا صبرا فان دارنا الحقيقة ليست الدنيا إنما نحن فيها غرباء وعابري سبيل فنصبر ولنتصبر حتى نفوز بجنة عرضها السموات والأرض هناك خلود فلا موت راحة فلا كدر يسر فلا عسر نعيم مقيم نسال الله الكريم من فضله وعذرا على الإطالة اسأل الله الحي القيوم إن يرزقنا الصبر الجميل والعاقبة الحميدة وان يفرج هموما وهموم المسلمين ذلك والله اعلم إن قلت صوبا فمن الله وان أخطئت فمن نفسي والشيطان ..