█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لشدّ ما تعاودنى تلك الرغبة القديمة فى أن أهرب!. أين منى بلد بعيد لم يطرق أبوابه طارق، من لى بأن أقطع كل صلة تربطنى بماضىّ البغيض!. آه لو يمكننى أن أُولد من جديد فى عالم جديد لا تطالعنى فيه ذكرى من ذكريات هذا العالم . ❝
❞ لقد عدت يا أمي.. ولكني عدت ُوحيدة
عدتُ كطائر أفاق من سباتهِ الشتوي.. عاد يحتضن العالم ببروته.. لقد عدت يا أمي.. ولكني حزينة.. عدتُ لغرفتي التي لا يعرف طريقها أحد.. لا أحد يطرق الباب.. لا أحد في انتظاري
مازال وحش العزلة يسكن أرفف خِزانتي.
إلى أين أهرب؟ لا أدري الشوارع صارت ساحات تختبئ فيها الوحوش وغرفتي جدرانها باردة
عدت يا أمي وليس معي سوى حقيبة فارغة لا تحوي سوى بطاقة تحمل هويتي.. أمشط شعري فتتساقط خصلاته أسفل قدمي فتمسك بي جنيات الليل.. تصرخ في أذني
قسمات الليل طويلة، تتودد لي خلسة وتغتصب وحدتي
من ديوان (قبلة على ظهر ليال) . ❝
❞ لكل شيء في الحياة ثمن، هكذا قرأتُ في الكتب، وهذا ما رأيته من الحياة، وأيضا كان شعار مهنتي، فقد مر ثلاثة أشهر على مغادرة أبي حياتي، وإعلان قراره الرسمي بعدم عودتي مرة أخرى، وكوني ميته في نظر الجميع، وكم حاولت مصالحته، والتحدث معه ولكنه لم يقبل الاعتراف بي كابنة له.
في ذلك الوقت كنتُ قد بدأت ألملم حلم عباءة المحاماة، وتلك الذكريات التي حلمتُ يوما بتحقيقها، ودعت المنزل وجدرانه، وجلستُ أستنشق رائحة المكان، وأستمع لصوت حسان ومعزوفاته التي كانت تطرق بابي ليلاً، صورة أبي وهو يبتعد، ونظرة حسان التي تخلت عني حينها، كل ذلك ترك ثقبا في روحي ظل ينزف بلا توقف.
في تلك اللحظة طرق باب المنزل شعرتُ وكأنه يطرق باب قلبي، فكنت أعلم من يكون الطارق.
فتحتُ الباب حاملة حقائب الخزي والخسارة، ورأيت حسان يقف أمامي حاملا بين نظراته غضبا كاد يُفتك بي من النظرة الأولى، حينها كنتُ أكن له شعورا غريبا ممزوجا بالحب والكره.
نظرت له قائلة: لماذا عدت؟
صمتُ مخيف مر بيننا كشبحٍ أراد أن يهشم تلك الفجوة التي نشأت، ووقف ينظر لي بعد أن هدأت ملامحه، وعينيه اللامعتين صارتا ينظران لي وكأنه يراني لأول مرة، اقترب مني وقال: _ لماذا فعلتِ ذلك؟ . ❝
❞ ما أحوجنا اليوم إلى علماء من طينة الأوزاعي، لا يطرقون أبواب الأمراء إلا لإحقاق حق وإبطال باطل، وما أحوجنا إلى أمراء من طينة المنصور، فعلى أخطائه كان وقافاً عند الحق. ولكن الحاكم لن يسمع من العالم إلا إذا علم أنه ليس في قلبه شيء أكبر من الله . ❝