❞ زمان كان الكيف بينتج الكييفة، وكنا بننتج كييف كل عشرين ثانية، تطورنا أو تدهورنا أيهما أقرب وبقينا بننتج رقاصة أو مطرب مهرجانات كل يومين، وأصبح هؤلاء المؤديين زي ما بحب أسمهيم لآن حرام أقول عليهم مطربين، أصبحوا نجوم مجتمع \" فاسد\" وبيدوا للناس نصايح وبيعرفوهم إزاى يعيشوا حياتشهم ويحققوا ذاتشهم،.
ولما أحد الآخوة المواطنون أتهم أحد المؤديين المشهورين بأنه جاهل ومشهور بالأونطة، طلع صاحبنا من أحد الكباريهاات، التي يملكها أحد البلطجية البشاوات، بعد ما خلص نمرته خلف إحدي الرقاصات، ووقف جنب عربيته وقاله \" طبعاً أنت عارف الشهادة دي تحطها فين.؟ \" قصده فى الشنطة، ولما أتهاجم أن فلوسه حرام، صرخ فى وش كاميرة الآيفون بتاعه وقال؛ ليه..؟ أنا بعرق مش بسرق، حتي أسألوا الولد اللى جايبه مخصوص يناولني مناديل.
ولما طالبناه كتير يبطل يغني لآن أغانيه تافهة وهابطة، أتأثر بكلامنا بس بدل ما يبطل يغني، قرر يبطل يطلع صداقات لآن فلوسه حرام .. طب أديني عقلك وأمشي ملط لعل وعسي تتشهر أنت كمان.
وتحس إن أتوبيس الفن والآدب فى بلدنا سواقه أعمي وأطرش، لا كان شايف رايح بينا على فين، ولا سمع صياحنا وإحنا بنحذره من البلاعة اللى وقعنا فيها، وبعد ما وقعنا طلع أحد الغير مسؤلين فى أحد القنوات المش معروفة، وصرح بأن العيب مش على السواق، بل على الفرامل، وبرر إن مسؤلين الرقابة على البلاعات الفنية والآدبية كانوا بيفطروا وقت وقوع الحادث، ومن موقعي هذا أحب أقول لسيادته، إن العيب مش على الفرامل، أبسلوتلي.. العيب على الرُكاب اللى بيركبوا من غير مايسألوا.
ولآننا بنقدر المرأة وأي حاجة تخص خلفيتها الأدبية والثقافية، فأصبح من السهل إنك تتشهر ويستضيفوك فى برامج التوك شو ويكتبوا جنب أسمك الفنان، حتي لو كان أسمك زيبة أو زعزوعة، كل اللي هتحتاجه حتة حشيش ومايك وواحد تشتمه على خلفيه رقاصة حتي لو مبتعرفش ترقص المهم بتعرف تقلع، أو مايك وأوضه فاضية مع كلمات مكتوبة على ورقة فرك نفس حتة الحشيش بتوصف فيها نفس الرقاصة برضه.
ولآننا بنحب التطوير، فكان زمان بتجيب مطرب ورقاصة، أنهارده أنت بتجيب مطربة بس، وهيا بتقوم بالدورين، وأهو كله بيفن ويفنن ورزق التافه على الآتفه منه، المهم الموضوع بيجيب فلوس.
والسؤال اللى بوجه لنفسي وليك، تفتكر بعد تلاتين أو أربعين سنة هتقول لآبنك وأنت بتضرب كف بكف، إيه يبني الآغاني الهلس اللى بتسمعها دي.؟ فين أيام الزمن الجميل أيام شاكوش وبيكا الله يرحمك ياكنكة كان عليه طالعة ولا طالعة كوبري سالم، وتقعد وأنت عجوز بعباية مزركشة ذات زعبوط طويل، بكوباية الهوت شوكلت فى الفرندة تتسلطن على أنغام عنبة وهوا بيقول، كينج اللعبة معاكم الآسد، عو الدايرة كابوس البلد، وتقول الله الله قول يا أستاذ قول وسمعنا.
الموضوع تطور أكتر وطال التمثيل، وممكن من موقعي هذا أقولك قصص الآعمال الرمضانية الجاية، عبارة عن بطل عايش فى حي شعبي، بيتكلم بالسجع والقافية وبيرمي حكم ومواعظ فى نص كلامه،بيضرب خمستاشر واحد بأيد واحدة، بيفتح أول تلات زراير من القميص عشان يبين البينش والسلسلة اللى فيها صورة أمه اللي ماتت مريضة بسبب الفقر، فقرر يشتغل وينتقم من كل الناس، كل بنات الحته بتحبه وبتموت فى دباديبه وهوا كارفلهم ومُعجب ببنت الباشا اللي بيشتغل عنده سواق، واللي بالصدفة هتطلع معجبة بيه وبشهامته وبتفضل طول المسلسل تبصله بصات أعجاب، وهتدخل مع أبوها فى معركة أيدلوجيه بين الفروق الطبقية وهتقوله مش معني إنه سواق يا بابا يبقي مش بني أدم، الله على المبادئ وعليا.
أو مثلاُ بطل بيعيط بعين واحده ولآنه جامد ومفرتك فى نفسه بيقوم بدور الآب والآبن والآخ والآم فى نفس الوقت، أبن بلد وكل الحته بتحلف بفحولته وتدريجه شعره اللى مبتتغيرش طول المسلسل، أبوه بيموت فى أول حلقتين، وقرايبه بيظلموه وبيدخل السجن طبعاً، وبعد ما بيطلع بيقرر ينتقم من صناع المسلسل والآبطال والمشاهدين.
أهلاً وسهلاً بيك عزيزي المواطن المضحوك عليك، اللي بيشتغل عشر ساعات فى اليوم ستة وعشرين يوم فى الشهر، لقد وقعنا فى الفخ، ووصلنا تحت قعر القاع، وأصبح هذا هوا واقعنا الواقع فى داهية، ضحكوا عليك وقالولك إنهم بيتكلموا عن معاناتك فى السينما والآغاني، فيبقي لازم تدفع إحنا معندناش حاجة ببلاش، هتدفع هنوريك اللى عمرك ما شفته، هتبمبك يبقي هنبُك فيك ونُغز فيك لحد ما نصفيك.. وهتدفع بردك.. ❝ ⏤حسام محمد
❞ زمان كان الكيف بينتج الكييفة، وكنا بننتج كييف كل عشرين ثانية، تطورنا أو تدهورنا أيهما أقرب وبقينا بننتج رقاصة أو مطرب مهرجانات كل يومين، وأصبح هؤلاء المؤديين زي ما بحب أسمهيم لآن حرام أقول عليهم مطربين، أصبحوا نجوم مجتمع ˝ فاسد˝ وبيدوا للناس نصايح وبيعرفوهم إزاى يعيشوا حياتشهم ويحققوا ذاتشهم،.
ولما أحد الآخوة المواطنون أتهم أحد المؤديين المشهورين بأنه جاهل ومشهور بالأونطة، طلع صاحبنا من أحد الكباريهاات، التي يملكها أحد البلطجية البشاوات، بعد ما خلص نمرته خلف إحدي الرقاصات، ووقف جنب عربيته وقاله ˝ طبعاً أنت عارف الشهادة دي تحطها فين.؟ ˝ قصده فى الشنطة، ولما أتهاجم أن فلوسه حرام، صرخ فى وش كاميرة الآيفون بتاعه وقال؛ ليه.؟ أنا بعرق مش بسرق، حتي أسألوا الولد اللى جايبه مخصوص يناولني مناديل.
ولما طالبناه كتير يبطل يغني لآن أغانيه تافهة وهابطة، أتأثر بكلامنا بس بدل ما يبطل يغني، قرر يبطل يطلع صداقات لآن فلوسه حرام . طب أديني عقلك وأمشي ملط لعل وعسي تتشهر أنت كمان.
وتحس إن أتوبيس الفن والآدب فى بلدنا سواقه أعمي وأطرش، لا كان شايف رايح بينا على فين، ولا سمع صياحنا وإحنا بنحذره من البلاعة اللى وقعنا فيها، وبعد ما وقعنا طلع أحد الغير مسؤلين فى أحد القنوات المش معروفة، وصرح بأن العيب مش على السواق، بل على الفرامل، وبرر إن مسؤلين الرقابة على البلاعات الفنية والآدبية كانوا بيفطروا وقت وقوع الحادث، ومن موقعي هذا أحب أقول لسيادته، إن العيب مش على الفرامل، أبسلوتلي. العيب على الرُكاب اللى بيركبوا من غير مايسألوا.
ولآننا بنقدر المرأة وأي حاجة تخص خلفيتها الأدبية والثقافية، فأصبح من السهل إنك تتشهر ويستضيفوك فى برامج التوك شو ويكتبوا جنب أسمك الفنان، حتي لو كان أسمك زيبة أو زعزوعة، كل اللي هتحتاجه حتة حشيش ومايك وواحد تشتمه على خلفيه رقاصة حتي لو مبتعرفش ترقص المهم بتعرف تقلع، أو مايك وأوضه فاضية مع كلمات مكتوبة على ورقة فرك نفس حتة الحشيش بتوصف فيها نفس الرقاصة برضه.
ولآننا بنحب التطوير، فكان زمان بتجيب مطرب ورقاصة، أنهارده أنت بتجيب مطربة بس، وهيا بتقوم بالدورين، وأهو كله بيفن ويفنن ورزق التافه على الآتفه منه، المهم الموضوع بيجيب فلوس.
والسؤال اللى بوجه لنفسي وليك، تفتكر بعد تلاتين أو أربعين سنة هتقول لآبنك وأنت بتضرب كف بكف، إيه يبني الآغاني الهلس اللى بتسمعها دي.؟ فين أيام الزمن الجميل أيام شاكوش وبيكا الله يرحمك ياكنكة كان عليه طالعة ولا طالعة كوبري سالم، وتقعد وأنت عجوز بعباية مزركشة ذات زعبوط طويل، بكوباية الهوت شوكلت فى الفرندة تتسلطن على أنغام عنبة وهوا بيقول، كينج اللعبة معاكم الآسد، عو الدايرة كابوس البلد، وتقول الله الله قول يا أستاذ قول وسمعنا.
الموضوع تطور أكتر وطال التمثيل، وممكن من موقعي هذا أقولك قصص الآعمال الرمضانية الجاية، عبارة عن بطل عايش فى حي شعبي، بيتكلم بالسجع والقافية وبيرمي حكم ومواعظ فى نص كلامه،بيضرب خمستاشر واحد بأيد واحدة، بيفتح أول تلات زراير من القميص عشان يبين البينش والسلسلة اللى فيها صورة أمه اللي ماتت مريضة بسبب الفقر، فقرر يشتغل وينتقم من كل الناس، كل بنات الحته بتحبه وبتموت فى دباديبه وهوا كارفلهم ومُعجب ببنت الباشا اللي بيشتغل عنده سواق، واللي بالصدفة هتطلع معجبة بيه وبشهامته وبتفضل طول المسلسل تبصله بصات أعجاب، وهتدخل مع أبوها فى معركة أيدلوجيه بين الفروق الطبقية وهتقوله مش معني إنه سواق يا بابا يبقي مش بني أدم، الله على المبادئ وعليا.
أو مثلاُ بطل بيعيط بعين واحده ولآنه جامد ومفرتك فى نفسه بيقوم بدور الآب والآبن والآخ والآم فى نفس الوقت، أبن بلد وكل الحته بتحلف بفحولته وتدريجه شعره اللى مبتتغيرش طول المسلسل، أبوه بيموت فى أول حلقتين، وقرايبه بيظلموه وبيدخل السجن طبعاً، وبعد ما بيطلع بيقرر ينتقم من صناع المسلسل والآبطال والمشاهدين.
أهلاً وسهلاً بيك عزيزي المواطن المضحوك عليك، اللي بيشتغل عشر ساعات فى اليوم ستة وعشرين يوم فى الشهر، لقد وقعنا فى الفخ، ووصلنا تحت قعر القاع، وأصبح هذا هوا واقعنا الواقع فى داهية، ضحكوا عليك وقالولك إنهم بيتكلموا عن معاناتك فى السينما والآغاني، فيبقي لازم تدفع إحنا معندناش حاجة ببلاش، هتدفع هنوريك اللى عمرك ما شفته، هتبمبك يبقي هنبُك فيك ونُغز فيك لحد ما نصفيك. وهتدفع بردك. ❝
❞ من أشهر الفرق التي تصاحب التحطيب فرقة الريس علي محمود ، وفرقة الريس عبد اللاه أحمد مصطفى ، وفرقة الريس طلال جهلان ، وفرقة الريس حجاج علي محمود ، وفرقة الريس محمد حمزة ، وفرقة الريس أحمد حمزة ، وفرقة الريس قناوي ينتظر لاعبو محافظة أسوان المناسبات الدينية والاجتماعية لكي يمارسوا لعبة التحطيب ، بل لديهم إحصاء بأيام الموالد والاحتفالات حتى يشتركوا في مهرجانات التحطيب لكي يظهروا براعتهم وفنونهم في اللعبة.. ❝ ⏤بحبح فكري الحباظي
❞ من أشهر الفرق التي تصاحب التحطيب فرقة الريس علي محمود ، وفرقة الريس عبد اللاه أحمد مصطفى ، وفرقة الريس طلال جهلان ، وفرقة الريس حجاج علي محمود ، وفرقة الريس محمد حمزة ، وفرقة الريس أحمد حمزة ، وفرقة الريس قناوي ينتظر لاعبو محافظة أسوان المناسبات الدينية والاجتماعية لكي يمارسوا لعبة التحطيب ، بل لديهم إحصاء بأيام الموالد والاحتفالات حتى يشتركوا في مهرجانات التحطيب لكي يظهروا براعتهم وفنونهم في اللعبة. ❝
في يومٍ مليء بالاحتفالات والمهرجانات التي تعلو أصواتها في المدينة، تتقدم فرقة مسرحية مكونة من رجلين وامرأة، تتناغم خطواتهم على المسرح الخشبي المتين، خطوة تلو الأخرى بشكلٍ متناسق ومستدير خلف الستائر الحمراء التي تزهو وتنير المكان بأكمله، تأسر عيون الجميع، وتعمل على راحة عيونهم، تقف المرأة في المنتصف، والرجلين على جانبيها تحرك يداها للأعلى، وتفعل حركاتها الجميلة التي تجذب الجمهور إلى عرضها، تستدير بخفة، وكأنها تفعل ذلك منذ ولادتها، وفي الجانب الأيسر يقف ذلك الشاب ويستخدم المظلة في عرضه وكأنه يحارب بها أعداءه، لم يكن بالسهولة وقوفهم على تلك الخشبة؛ فتلك الخطوات تحتاج إلى الاتزان فلو فقدوه؛ لتحطم كل شيء، ينتقل الجمهور بنظرهم إلى ثالثهما، كان يميل بيديه، ويحرك قدميه باعوجاج، يرتدي قبعة سوداء تملأ رأسه بأكملها لا يظهر منها شيء، كان ذلك العرض رائعًا للغاية، يعملون بروح واحدة، وامتزاج يظهر تعاونهم، وتجانس أرواحهم؛ لتعلن الموسيقى عن انتهائها، ويصفق الجميع بحرارة لهم ولتفوقهم، وينتهي ذلك بانبهار الناس على ما فعلوه، ويحصلون على التهاني والتسليم الحار.
لـ/ إنجي محمد \"بنت الأزهر\". ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞*˝خطوات مائلة˝*
في يومٍ مليء بالاحتفالات والمهرجانات التي تعلو أصواتها في المدينة، تتقدم فرقة مسرحية مكونة من رجلين وامرأة، تتناغم خطواتهم على المسرح الخشبي المتين، خطوة تلو الأخرى بشكلٍ متناسق ومستدير خلف الستائر الحمراء التي تزهو وتنير المكان بأكمله، تأسر عيون الجميع، وتعمل على راحة عيونهم، تقف المرأة في المنتصف، والرجلين على جانبيها تحرك يداها للأعلى، وتفعل حركاتها الجميلة التي تجذب الجمهور إلى عرضها، تستدير بخفة، وكأنها تفعل ذلك منذ ولادتها، وفي الجانب الأيسر يقف ذلك الشاب ويستخدم المظلة في عرضه وكأنه يحارب بها أعداءه، لم يكن بالسهولة وقوفهم على تلك الخشبة؛ فتلك الخطوات تحتاج إلى الاتزان فلو فقدوه؛ لتحطم كل شيء، ينتقل الجمهور بنظرهم إلى ثالثهما، كان يميل بيديه، ويحرك قدميه باعوجاج، يرتدي قبعة سوداء تملأ رأسه بأكملها لا يظهر منها شيء، كان ذلك العرض رائعًا للغاية، يعملون بروح واحدة، وامتزاج يظهر تعاونهم، وتجانس أرواحهم؛ لتعلن الموسيقى عن انتهائها، ويصفق الجميع بحرارة لهم ولتفوقهم، وينتهي ذلك بانبهار الناس على ما فعلوه، ويحصلون على التهاني والتسليم الحار.
إن كل ما بالعالم من كوارث وازمات ومحن وحروب ومجاعات ينبع من اصل واحد هو أزمة الضمير الإنسانى وما أصابه.
إن السماء لن تجود بالماء ولا الأرض بالحياة وأبناؤها يسفحون عليها الدم
بغيا وجورا على بعضهم البعض فخالق الأرض وما تثمر من غلات هو الله وحده وبيده مرفق المياه الذى ينساب من السماء كما أن بيده تغوير المياه الجوفية التى تخرج من الأرض وهو قد جعل الاجتهاد سببا فى الرزق كما جعل الطاعة والتقوى والمحبة مؤهلات أكبر خطرا ..
ولا شك أن الشرور والمحن التى تغرق الأرض يواكبها على الناحية الاخرى موجات الكفر والشرك والوثنية والتدهور الخلقى وتفكك الأسرة وطغيان الظلم وغلبة الشهوات المادية على كل القيم والاعتبارات ..حتى فى البلاد التى عرفت بتراثها العريق فى الدين والتدين قد انحسر الآن إلى مجرد شكليات دينية فى حين انحرف السلوك إلى مادية مسرفة وراح الكل يتسابق إلى الكسب المادى والثراء العاجل على حساب جميع القيم الدينية.
وإذا كان ما يجرى فى أثيوبيا بسبب القحط والجفاف من موت الملايين جوعا وعطشا يذيب الفؤاد حسرة وألما ..فإن ماجاء فى تقرير لجنة المعونة البريطانية لأثيوبيا يستوقف النظر فقد جاء فى التقرير أن المعونة لا تصل إلى المستحقين وأنها تمنع عن القرى التى بها ثوار وأن هذه القرى تترك ليفترسها الجوع والعطش بينما تذهب المعونة إلى الجيش وإلى القوات الحكومية ويعلق التقرير على البذخ والملايين والدولارات التى انفقتها الحكومة فى الاحتفال بأعياد الاشتراكية وفى الولائم والمسيرات الشبابية والمهرجانات فى اديس أبابا بينما الفلاحون يموتون هم وبهائهم جوعا وعطشا فى القرى الاثيوبية وهو كلام يقال فى مواطن كثيرة ولدول كثيرة من العالم وليس لاثيوبيا وحدها.
إن الخير وحتى الخير البحت الذى ينبع من الضمير لا يوزع بضمير ويظل المبدأ هو نفس المبدأ ..أنا آكل وخصمى فى الرآى يموت..
ماذا يتوقع فى عالم كهذا..
إن ما يجرى داخل الاسرة وداخل الوطن من مظالم يظهر مكبرا على مساحة العالم كله ثم يعود فيظهر مترجما فى احداث وازمات وحروب ومحن واوبئة ومجاعات.
بل أن ما يجرى فى ضمير الفرد من صراع وما تسكن رأسه من خواطر وما تتنازعه من رغبات هو المفتاح للمشكلة كلها..
وإذا كان البحر تلوث ..فقد تلوث بنا نحن وبما أفرزناه فيه.
إن فضلات أفكارنا ورغباتنا هى التى صنعت كل هذا ..
سمعت الرجل يلوم زوجته ويلقى براسها وعلى النساء جميعا ما بالعالم من بؤس..فهى لا ترضى ولا تشبع ولا تكف عن الطلب وهى كرباج لا يكف ولا ينزل على ظهرة ليجرى ويهرول ويسعى إلى السوق لتنفق ماجمع وتطلب المزيد ولا هامش ليدها للاكتفاء.
وإذا صدق الرجل فى شكواه فهو ملوم هو الآخر مثل زوجته فيبدو أنه لا هامش ليده للخضوع والرضوخ والضعف والاستكانة ..فهو ملوم لضعفه بمثل ماهى ملومة لضغيانها ولن تكون الذرية التى ينجبها الاثنان إلا استمرارا لهذه العيوب وتضخيمها لها مع مرور الوقت ..وهكذا تتفاقم العيوب بمثل ما تتضاعف الأرقام فى متوالية حسابية..وتتدهور الأجيال ويتدهور النتاج الإنسانى فنا وفكراً وسياسة..ومع الوقت لن يكون التقدم العلمى فى مثل هذه المجتمعات حسنة بل عيبا لأنه سيضع فى يد هؤلاء الضعاف وسيلة دمار كلية يقضون بها على كل شئ وينسفون بها كل ما كسبه أجدادهم من تراث الحضارة وا بنوه وما شيدوه بعرقهم ودمائهم.
إن العلم سوف يسلح الحماقة.
وطاقة الذرة سوف تكون ذراعا للطغيان وأداة لحب السيطرة.
والصاروخ سوف يكون أداة للقهر والاستبداد.
وسوف تتجسد المأساة فى هذا المسخ الشائه الذى له ذراعا شمشون والذى له ضمير وغد محتال.
ولكنا جميعا وضعنا بذرة هذا المسخ ونحن جميعا أنجبناه وربيناه.
ولايملك أحدنا أن يبرئ نفسه.
وقديما قال عمر بن الخطاب (لو عثرت دابة فى العراق لرأيت نفسى مسئولا عما حدث لها ) وهى قولة حق ..فما يجرى فى أى مجتمع هو محصلة أفعال أفراده وكل منهم مسئول بحسب مكانه تصاعديا من القاعدة إلى القمة.
إن ما يحدث لنا هو نحن وكل واحد لا يقابل فى الطريق إلا نفسه..
المجرم تتسابق إليه مناسبات الاجرام والفاضل الخير تتسابق إليه مناسبات الخير والعطاء.
وبمثل ما تجود أيدينا تجود أرضنا وتجود سماؤنا لأن الذى خلق الكون خلق له قوانين الحافظة التى يزدهر بها طالما كان ناميا والقوانين الهادمة له إذا دب فيه الفساد ونخر فيه السوس.
وبيئة المجتمع مثل بنية الجسم هى فى نماء واذدهار طالما غلبت فيها عوامل الانسجام والنظام والصحة فإذا غلب الاضراب والفوضى والمرض تداعب إلى تراب.
فلا تلوموا القدر ولا تحتجوا على السماء ولا تقولوا ظلمنا ربنا بهذه الكوارث..
بل قولوا ربنا ظلمنا أنفسنا..
ولينظر كل منا ماذا يفعل فى دولة نفسه وإلى أى جانب من رغباته ينحاز..إلى لذاته العاجلة وإلى منفعته الذاتية أم إلى نجدة المحروم ونصرة الضعيف..
إلى الأصنام المادية يتوجه؟؟!أم إلى القيم ..أم إلى الرب القيم ثم لينظر ماذا يفعل لا ماذا يقول ..
وماذا يخفى لا ماذا يعلن ..
وحينئذ سيعرف الجواب على سؤاله
لماذا كل هذه الكوارث .. !
من كتاب : نار تحت الرماد
الدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لماذا الكوارث.
إن كل ما بالعالم من كوارث وازمات ومحن وحروب ومجاعات ينبع من اصل واحد هو أزمة الضمير الإنسانى وما أصابه.
إن السماء لن تجود بالماء ولا الأرض بالحياة وأبناؤها يسفحون عليها الدم
بغيا وجورا على بعضهم البعض فخالق الأرض وما تثمر من غلات هو الله وحده وبيده مرفق المياه الذى ينساب من السماء كما أن بيده تغوير المياه الجوفية التى تخرج من الأرض وهو قد جعل الاجتهاد سببا فى الرزق كما جعل الطاعة والتقوى والمحبة مؤهلات أكبر خطرا .
ولا شك أن الشرور والمحن التى تغرق الأرض يواكبها على الناحية الاخرى موجات الكفر والشرك والوثنية والتدهور الخلقى وتفكك الأسرة وطغيان الظلم وغلبة الشهوات المادية على كل القيم والاعتبارات .حتى فى البلاد التى عرفت بتراثها العريق فى الدين والتدين قد انحسر الآن إلى مجرد شكليات دينية فى حين انحرف السلوك إلى مادية مسرفة وراح الكل يتسابق إلى الكسب المادى والثراء العاجل على حساب جميع القيم الدينية.
وإذا كان ما يجرى فى أثيوبيا بسبب القحط والجفاف من موت الملايين جوعا وعطشا يذيب الفؤاد حسرة وألما .فإن ماجاء فى تقرير لجنة المعونة البريطانية لأثيوبيا يستوقف النظر فقد جاء فى التقرير أن المعونة لا تصل إلى المستحقين وأنها تمنع عن القرى التى بها ثوار وأن هذه القرى تترك ليفترسها الجوع والعطش بينما تذهب المعونة إلى الجيش وإلى القوات الحكومية ويعلق التقرير على البذخ والملايين والدولارات التى انفقتها الحكومة فى الاحتفال بأعياد الاشتراكية وفى الولائم والمسيرات الشبابية والمهرجانات فى اديس أبابا بينما الفلاحون يموتون هم وبهائهم جوعا وعطشا فى القرى الاثيوبية وهو كلام يقال فى مواطن كثيرة ولدول كثيرة من العالم وليس لاثيوبيا وحدها.
إن الخير وحتى الخير البحت الذى ينبع من الضمير لا يوزع بضمير ويظل المبدأ هو نفس المبدأ .أنا آكل وخصمى فى الرآى يموت.
ماذا يتوقع فى عالم كهذا.
إن ما يجرى داخل الاسرة وداخل الوطن من مظالم يظهر مكبرا على مساحة العالم كله ثم يعود فيظهر مترجما فى احداث وازمات وحروب ومحن واوبئة ومجاعات.
بل أن ما يجرى فى ضمير الفرد من صراع وما تسكن رأسه من خواطر وما تتنازعه من رغبات هو المفتاح للمشكلة كلها.
وإذا كان البحر تلوث .فقد تلوث بنا نحن وبما أفرزناه فيه.
إن فضلات أفكارنا ورغباتنا هى التى صنعت كل هذا .
سمعت الرجل يلوم زوجته ويلقى براسها وعلى النساء جميعا ما بالعالم من بؤس.فهى لا ترضى ولا تشبع ولا تكف عن الطلب وهى كرباج لا يكف ولا ينزل على ظهرة ليجرى ويهرول ويسعى إلى السوق لتنفق ماجمع وتطلب المزيد ولا هامش ليدها للاكتفاء.
وإذا صدق الرجل فى شكواه فهو ملوم هو الآخر مثل زوجته فيبدو أنه لا هامش ليده للخضوع والرضوخ والضعف والاستكانة .فهو ملوم لضعفه بمثل ماهى ملومة لضغيانها ولن تكون الذرية التى ينجبها الاثنان إلا استمرارا لهذه العيوب وتضخيمها لها مع مرور الوقت .وهكذا تتفاقم العيوب بمثل ما تتضاعف الأرقام فى متوالية حسابية.وتتدهور الأجيال ويتدهور النتاج الإنسانى فنا وفكراً وسياسة.ومع الوقت لن يكون التقدم العلمى فى مثل هذه المجتمعات حسنة بل عيبا لأنه سيضع فى يد هؤلاء الضعاف وسيلة دمار كلية يقضون بها على كل شئ وينسفون بها كل ما كسبه أجدادهم من تراث الحضارة وا بنوه وما شيدوه بعرقهم ودمائهم.
إن العلم سوف يسلح الحماقة.
وطاقة الذرة سوف تكون ذراعا للطغيان وأداة لحب السيطرة.
والصاروخ سوف يكون أداة للقهر والاستبداد.
وسوف تتجسد المأساة فى هذا المسخ الشائه الذى له ذراعا شمشون والذى له ضمير وغد محتال.
ولكنا جميعا وضعنا بذرة هذا المسخ ونحن جميعا أنجبناه وربيناه.
ولايملك أحدنا أن يبرئ نفسه.
وقديما قال عمر بن الخطاب (لو عثرت دابة فى العراق لرأيت نفسى مسئولا عما حدث لها ) وهى قولة حق .فما يجرى فى أى مجتمع هو محصلة أفعال أفراده وكل منهم مسئول بحسب مكانه تصاعديا من القاعدة إلى القمة.
إن ما يحدث لنا هو نحن وكل واحد لا يقابل فى الطريق إلا نفسه.
المجرم تتسابق إليه مناسبات الاجرام والفاضل الخير تتسابق إليه مناسبات الخير والعطاء.
وبمثل ما تجود أيدينا تجود أرضنا وتجود سماؤنا لأن الذى خلق الكون خلق له قوانين الحافظة التى يزدهر بها طالما كان ناميا والقوانين الهادمة له إذا دب فيه الفساد ونخر فيه السوس.
وبيئة المجتمع مثل بنية الجسم هى فى نماء واذدهار طالما غلبت فيها عوامل الانسجام والنظام والصحة فإذا غلب الاضراب والفوضى والمرض تداعب إلى تراب.
فلا تلوموا القدر ولا تحتجوا على السماء ولا تقولوا ظلمنا ربنا بهذه الكوارث.
بل قولوا ربنا ظلمنا أنفسنا.
ولينظر كل منا ماذا يفعل فى دولة نفسه وإلى أى جانب من رغباته ينحاز.إلى لذاته العاجلة وإلى منفعته الذاتية أم إلى نجدة المحروم ونصرة الضعيف.
إلى الأصنام المادية يتوجه؟؟!أم إلى القيم .أم إلى الرب القيم ثم لينظر ماذا يفعل لا ماذا يقول .
وماذا يخفى لا ماذا يعلن .
وحينئذ سيعرف الجواب على سؤاله
لماذا كل هذه الكوارث . !
من كتاب : نار تحت الرماد
الدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝