❞ قصة قصيرة
الجـني الـذي عشقـنــي
سلمي فتاة في العشرين من عمرها تعيش مع والدها بعد وفاه
والدتها واخيها مقتولان في منزلهما وعمرها ثلاث سنوات.....
فاصبح والدها كل شئ في حياتها .... اصبح هو الاب والام
والاخ والصديق .. ولكن هذا الاب لم يستطع العيش في
منزلهما فقرر الهروب .. قرر الهروب لان
في كل مكان يري زوجته وهي مقتولة
ومقطعة الي اجزاء ويري ابنه وراسه
منفصلة عن جسمه.... فاخذ سلمي ذات
ثلاث سنوات وترك منزلهما لتسكنه بدلا
عنه الاشباح والارواح ....
وبعد مرور 17سنة قرر العودة ....
والــد سلمـــي : ادخلي يا سلمي
خايفة لية ؟؟
دخلت سلمـي وهي تنظر للمنزل
فهو رائع فهو منزل كبير وكانه قصر ...
سلمـــي : جميييل جدا يابابا .. روووعة
فابتسمت الاب وقال : زمان كان اجمل من
كده ..
فنظرت سلمي لابيها في حزن وقالت ..
الله يرحمهم يابابا ....
وبعد وصول سلمي وابيها الي منزلهما
بعد مشقة كان ولابد من ان ياخذ كلا منهما
قسطا من الراحة...
وبعد مرور اسبوع .....
اذ يسمع والد سلمي صراخها فيسرع
مهرولا اليها في فزع فاذا هي ملقاه
علي الارض تنظر للاعلي وتصرخ وتقول
: لا لا لا ..
فيحاول الاب تهدئتها ولكن بلا جدوي...
وتمتنع سلمي عن الطعام والشراب ...
وتستمر علي هذا الوضع الي ان يقرر الاب
عرضها علي احد الاطباء ....
الطبيب بعد الكشف واجراء التحاليل ..
الطبيب : للاسف مافيش اي سبب عضوي
لحالتها .. الافضل عرضها علي طبيب
نفسي.. لان واضح انها حالة نفسية ...
وبالفعل اخذ الاب ابنته لعرضها علي طبيب
نفسي ..ويقرر حجزها في المستشفي
لتكون تحت الاشراف الطبي .....
وبعد ايام تبدأ حالة سلمي تتحسن بعض
الشئ ليقرر الطبيب لها الخروج
وبعد خروج سلمي من المستشفي
ورجوعها للبيت .....
الاب : حمد لله علي السلامة ياسلمي .
سلمي بصوت ضعيف وبتوتر : الله يسلمك
الاب : تعالي علي غرفتك لترتاحي ...
فتهز سلمي راسها بالموافقة ويدخلها
والدها لغرفتها .....
الاب : انا هطلع اشتري شوية طلبات ..
وانتي نامي وريحي ...
سلمي في خوف ..
لا .. بلاش خليك معايا ...
الاب : مش هتاخر ياسلمي نامي انتي ..
وتنام سلمي علي سريرها ويقوم ابيها
بتغطيتها ويتركه ويذهب لشراء مستلزمات
البيت ....
وتغمض سلمي عيناها ......
فاذا به يقترب منها فهي تشعر به ...تشعر
بنفسه ... تشعر بلمسته .. تشعر بحركته
لتنهض وهي تصرخ ... وتلتفت حوله ..
لا يوجد غيرها ..... لترجع لتنام مرة اخري
فاذا به يقترب مرة اخري ولكن هذه المرة
تفتح سلمي عيناها لتراه فتفزع ولكنه
يقترب منها ويقول ....
الجني : لا تخافي ...
تنظر سلمي اليه في فزع .. تريد الصراخ
ولكنها لا تستطيع ليغشي عليها ...
ويرجع الاب ليدخل غرفة ابنته ليطمئن
عليها ســلمي : ولم تستجيب سلمي لنداءه
فدخل فاذا هي ملقاه ومغشي عليها ...
ويحاول الاب افيقها وبعد وقت كاد يتوقف
قلب الاب افاقت سلمي ... وسالها والدها
ماذا حدث ؟؟ فتقص عليه سلمي كل ما
حدث.. ولكن الاب استنكر هذا الكلام .
وقال لها ان هذا الكلام غير حقيقي ..وانه
لا يعتقد بهذا الكلام ....
وبعد مرور ايام بدأت سلمي تشتكي كل
فترة تشتكي من مرض مختلف وعندما
يتم عرضها علي الاطباء لم يجدوا سبب
عضوي ...
ولكن بعد فترة اختلف الامر كثيرا ..
فبدأ الاب كثيرا يسمع ضحكات سلمي في
غرفتها ... يسمع حديثها مع شخص
وغرفتها مظلمة .. فيفتح الباب ..
ليجد سلمي تنظر اليه وتضحك بدون سبب
فيضيأ الانوار فتسرع سلمي لتمسك يده
بقوة وكانها قبضة رجل ....
فتمسك سلــمي بيد ابيها وهي تضحك
وعينها تسقط منها الدماء وبيدها الاخري
تمسك بفأر وتشرب دمه ....
فينظر الاب ويحاول اشعال النور وبالفعل
ينجح فاذا بـ سلمي طبيعية تبتسم في
براءة وتقول لابيها : بابا ... مالك؟؟
فقال الاب :
انتي كويسة ياسلمي .. واخذ يمسح علي
وجه ابنته ....
سلمي : مالك يابابا ؟؟
الاب في ذهول مما راي ..
لا ياحبيبتي .. انا بخير .. المهم انتي .
سلمي : انا بخير يابابا ....
فيخرج الاب وهو لا يستطيع فهم ما راءه
هل كان حقيقيا !!!! ام لا ؟؟؟
اما سلمي فتلقي بنفسها علي السرير ..
وفجاءة يجلس بجانبها فهو شبح اسود
فيقترب منها اكثر فاكثر لتصبح مسلوبة
الارادة ويفعل بها مايشاء ...
فيقول لها ...
الجني : انا اعشقك .. احبك ..وانتي لي
اما سلمي فلا ارادة لها واصبحت فريسة
سهلة له ..
فيفزع ابيها علي صراخها .ويسرع مهرولا
اليها ....
سلمي .. سلمي ليجد سلمي ملقاه علي
سريرها وفي حالة يرثي لها ..
فياخذها الي اقرب مستشفي لانقاذها.
الطبيب بعد الكشف والفحصات
البنت كويسة لكن في حالة اغماء غير
طبيعي. .
الاب : طيب والحل يادكتور ..
الطبيب : هي حاليا تحت الملاحظة ..وان
شاء الله خير .... ربنا معاها.
فيتاكد الاب من صدق كلام ابنته .
ويدخل الاب علي ابنته وهي طريحة
الفراش فينظر الاب لسلمي ويشعر بـ
الخطر ويلوم نفسه لعدم تصديق ابنته ...
فقرر الاب ان يحضر شيخا ليقرأ علي
سلمي.... وبالفعل حضر الشيخ وبمجرد
ان دخل الشيخ فاذا بـ سلمي يغشي عليها
لتدخل في غيبوبة ... وبمجرد ان وضع
الشبخ يده علي راس سلمي فاذا بها
تفتح عينيها .... وتقول للشيخ ..
ماذا تريد مني ؟؟
الشيخ : لا اريد شيئا .. ولكن انت ذكر ام
انثي.؟؟
الجني : انا ذكر ... ابتعد عنها..
الشيخ : وماذا تريد من هذه الفتاة؟؟
الجني : لا استطيع البوح ...
الشيخ : ستبوح به بـاذن الله ...
ويقرأ الشيخ فاذا به يقول انا اعشقها ..
انا احبها ..ولن اتركها ...فاستمر في
القراءة والجني يقول لا لا لن اتركها ..
انا اعشقها ..
الشيخ : كيف تعشق انسية اذهب الي جنية
مثلك ....
الجني : لا هي اعجبتني .. لن اتركها لن
اتركها ..واذا بالشيخ ياخذ عصا وقام
بضربها ضربا جعل الاب يبكي علي ابنته
من قوة الضرب وهو يضربها يقول له :
اخــرج ...اخــرج ... اخــرج والا حرقتك.
ومن شدة الضرب وصراخ سلمي يصرخ
رجلا صرخة قوية ويقول : كفا.. . كفا
فتوقف الشيخ وقال :
اخرج من هذه المسكينة .. اخــرج
و فجاءة يغشي عليها لتدخل في غيبوبة
ومهما يقرأ الشيخ لا تفيق ...
وعند انصرف الشيخ نصح الوالد بفعل
اشياء لعلاج ابنته ....
وفي الليل يسمع الاب اصوات غريبة في
غرفة سلمي
ليدخل فاذا بها تنقض عليه لتمسك
بـ والدها بيدها ولكن قبضتها كالحديد
وتستمر علي هذا الوضع ومع محاولات
كثيرة من الاب ينجح في السيطرة عليها
وتبدأ سلمي في اصدار اصوات غريبة
وتقول كلام غير مفهوم .. ويحاول الاب
تقيدها حتي يستطيع السيطرة عليها
وبالفعل ينجح . . .
واتصل فورا علي الشيخ وطلب حضوره
ومن كثرة بكاء الاب رق الشيخ لحاله
وبالفعل حضر .ودخل وطلب من الاب فك
قيدها ....
سلمي وهي تنظر للشيخ وتتوعده ..
وقرأ الشيخ واستمر في القراءة وسلمي
تصرخ ..وتتالم ...ونطق الجني وقال
ساقتلك .. وساقتلها .
واستمر الشيخ ولا يبديه اهتماما ..
فاذا بان تنفطع الكهرباء .... ويتوعد الشيخ
ويتالم ... والشيخ مستمر في القراءة
الي ان عادت الكهرباء .. ولكن سلمي
يغشي عليها والدماء تخرج من فمها ..
ويستمر الشيخ في علاجها لخمس اسابيع
الي ان تتحسن حالتها ....
ولكن بعد مرور اسبوع تنادي سلمي علي
ابيها.....
فيسرع اليها ...
انا معاكي ياسلمي ويضع يده علي الزر
لاضاءة النور فاذا بباب غرفتها تفتح
وتغلق اكثر فاكثر فاكثر واذا بالنوافذ
تتخبط ورعد وبرق في الغرفة فيخبئ الاب
وجهه من شده البرق .. فيسمع صرخة
سلمي ليفتح عينبه فلا وجود لسلمي
لا اثر لها ... فيبحث ويبحث ولا اثر لها
اختفت سلمي .. واحضر الشيوخ لتقرا
لرجوعها .وعندما يقرا شيخ تصدر صرخة
مرة صرخة امرأة ومرة اخري صرخة رجل
وذات يوم والشيخ يقرأ فاذا بصرخة قوية
كادت ان تفقده سمعه ..وتتطاير الستائر
وتفتح الابواب والنوافذ وينقطع التيار
الكهربائي ويرجع وينقطع ويرجع ...
وفجاءة فاذا بسلمي علي سريرها ...
ويستمر الشيخ في القراءة والدماء تخرج
من فم سلمي وتفتح سلمي عينها والدماء
تختفي فيقترب منها الاب وهو يبكي
من اجلها ... فتبتسم سلمي وتقول..
لا تبكي ... انا احبك ...
ويقترب الشيخ ويضع يده علي راسها
ويقرا فتصرخ سلمي ولكن هذه الصرخة
لخروج شئ من داخلها ويرتفع صدرها
وفجاءة تشهق سلمي وترتمي علي
سريرها ... ويتم شفاءها وينصح الشيخ
الاب بالمداومة علي قراءة القران ..
والحفاظ علي الصلاة .......
وبعد شفاء سلمي يقرر الاب في ترك هذا
المنزل للحفاظ علي ابنته الوحيدة. ❝ ⏤Mona Najeeb
❞ قصة قصيرة
الجـني الـذي عشقـنــي
سلمي فتاة في العشرين من عمرها تعيش مع والدها بعد وفاه
والدتها واخيها مقتولان في منزلهما وعمرها ثلاث سنوات...
فاصبح والدها كل شئ في حياتها .. اصبح هو الاب والام
والاخ والصديق . ولكن هذا الاب لم يستطع العيش في
منزلهما فقرر الهروب . قرر الهروب لان
في كل مكان يري زوجته وهي مقتولة
ومقطعة الي اجزاء ويري ابنه وراسه
منفصلة عن جسمه.. فاخذ سلمي ذات
ثلاث سنوات وترك منزلهما لتسكنه بدلا
عنه الاشباح والارواح ..
وبعد مرور 17سنة قرر العودة ..
والــد سلمـــي : ادخلي يا سلمي
خايفة لية ؟؟
دخلت سلمـي وهي تنظر للمنزل
فهو رائع فهو منزل كبير وكانه قصر ..
سلمـــي : جميييل جدا يابابا . روووعة
فابتسمت الاب وقال : زمان كان اجمل من
كده .
فنظرت سلمي لابيها في حزن وقالت .
الله يرحمهم يابابا ..
وبعد وصول سلمي وابيها الي منزلهما
بعد مشقة كان ولابد من ان ياخذ كلا منهما
قسطا من الراحة..
وبعد مرور اسبوع ...
اذ يسمع والد سلمي صراخها فيسرع
مهرولا اليها في فزع فاذا هي ملقاه
علي الارض تنظر للاعلي وتصرخ وتقول
: لا لا لا .
فيحاول الاب تهدئتها ولكن بلا جدوي..
وتمتنع سلمي عن الطعام والشراب ..
وتستمر علي هذا الوضع الي ان يقرر الاب
عرضها علي احد الاطباء ..
الطبيب بعد الكشف واجراء التحاليل .
الطبيب : للاسف مافيش اي سبب عضوي
لحالتها . الافضل عرضها علي طبيب
نفسي. لان واضح انها حالة نفسية ..
وبالفعل اخذ الاب ابنته لعرضها علي طبيب
نفسي .ويقرر حجزها في المستشفي
لتكون تحت الاشراف الطبي ...
وبعد ايام تبدأ حالة سلمي تتحسن بعض
الشئ ليقرر الطبيب لها الخروج
وبعد خروج سلمي من المستشفي
ورجوعها للبيت ...
الاب : حمد لله علي السلامة ياسلمي .
سلمي بصوت ضعيف وبتوتر : الله يسلمك
الاب : تعالي علي غرفتك لترتاحي ..
فتهز سلمي راسها بالموافقة ويدخلها
والدها لغرفتها ...
الاب : انا هطلع اشتري شوية طلبات .
وانتي نامي وريحي ..
سلمي في خوف .
لا . بلاش خليك معايا ..
الاب : مش هتاخر ياسلمي نامي انتي .
وتنام سلمي علي سريرها ويقوم ابيها
بتغطيتها ويتركه ويذهب لشراء مستلزمات
البيت ..
وتغمض سلمي عيناها ...
فاذا به يقترب منها فهي تشعر به ..تشعر
بنفسه .. تشعر بلمسته . تشعر بحركته
لتنهض وهي تصرخ .. وتلتفت حوله .
لا يوجد غيرها ... لترجع لتنام مرة اخري
فاذا به يقترب مرة اخري ولكن هذه المرة
تفتح سلمي عيناها لتراه فتفزع ولكنه
يقترب منها ويقول ..
الجني : لا تخافي ..
تنظر سلمي اليه في فزع . تريد الصراخ
ولكنها لا تستطيع ليغشي عليها ..
ويرجع الاب ليدخل غرفة ابنته ليطمئن
عليها ســلمي : ولم تستجيب سلمي لنداءه
فدخل فاذا هي ملقاه ومغشي عليها ..
ويحاول الاب افيقها وبعد وقت كاد يتوقف
قلب الاب افاقت سلمي .. وسالها والدها
ماذا حدث ؟؟ فتقص عليه سلمي كل ما
حدث. ولكن الاب استنكر هذا الكلام .
وقال لها ان هذا الكلام غير حقيقي .وانه
لا يعتقد بهذا الكلام ..
وبعد مرور ايام بدأت سلمي تشتكي كل
فترة تشتكي من مرض مختلف وعندما
يتم عرضها علي الاطباء لم يجدوا سبب
عضوي ..
ولكن بعد فترة اختلف الامر كثيرا .
فبدأ الاب كثيرا يسمع ضحكات سلمي في
غرفتها .. يسمع حديثها مع شخص
وغرفتها مظلمة . فيفتح الباب .
ليجد سلمي تنظر اليه وتضحك بدون سبب
فيضيأ الانوار فتسرع سلمي لتمسك يده
بقوة وكانها قبضة رجل ..
فتمسك سلــمي بيد ابيها وهي تضحك
وعينها تسقط منها الدماء وبيدها الاخري
تمسك بفأر وتشرب دمه ..
فينظر الاب ويحاول اشعال النور وبالفعل
ينجح فاذا بـ سلمي طبيعية تبتسم في
براءة وتقول لابيها : بابا .. مالك؟؟
فقال الاب :
انتي كويسة ياسلمي . واخذ يمسح علي
وجه ابنته ..
سلمي : مالك يابابا ؟؟
الاب في ذهول مما راي .
لا ياحبيبتي . انا بخير . المهم انتي .
سلمي : انا بخير يابابا ..
فيخرج الاب وهو لا يستطيع فهم ما راءه
هل كان حقيقيا !!!! ام لا ؟؟؟
اما سلمي فتلقي بنفسها علي السرير .
وفجاءة يجلس بجانبها فهو شبح اسود
فيقترب منها اكثر فاكثر لتصبح مسلوبة
الارادة ويفعل بها مايشاء ..
فيقول لها ..
الجني : انا اعشقك . احبك .وانتي لي
اما سلمي فلا ارادة لها واصبحت فريسة
سهلة له .
فيفزع ابيها علي صراخها .ويسرع مهرولا
اليها ..
سلمي . سلمي ليجد سلمي ملقاه علي
سريرها وفي حالة يرثي لها .
فياخذها الي اقرب مستشفي لانقاذها.
الطبيب بعد الكشف والفحصات
البنت كويسة لكن في حالة اغماء غير
طبيعي. .
الاب : طيب والحل يادكتور .
الطبيب : هي حاليا تحت الملاحظة .وان
شاء الله خير .. ربنا معاها.
فيتاكد الاب من صدق كلام ابنته .
ويدخل الاب علي ابنته وهي طريحة
الفراش فينظر الاب لسلمي ويشعر بـ
الخطر ويلوم نفسه لعدم تصديق ابنته ..
فقرر الاب ان يحضر شيخا ليقرأ علي
سلمي.. وبالفعل حضر الشيخ وبمجرد
ان دخل الشيخ فاذا بـ سلمي يغشي عليها
لتدخل في غيبوبة .. وبمجرد ان وضع
الشبخ يده علي راس سلمي فاذا بها
تفتح عينيها .. وتقول للشيخ .
ماذا تريد مني ؟؟
الشيخ : لا اريد شيئا . ولكن انت ذكر ام
انثي.؟؟
الجني : انا ذكر .. ابتعد عنها.
الشيخ : وماذا تريد من هذه الفتاة؟؟
الجني : لا استطيع البوح ..
الشيخ : ستبوح به بـاذن الله ..
ويقرأ الشيخ فاذا به يقول انا اعشقها .
انا احبها .ولن اتركها ..فاستمر في
القراءة والجني يقول لا لا لن اتركها .
انا اعشقها .
الشيخ : كيف تعشق انسية اذهب الي جنية
مثلك ..
الجني : لا هي اعجبتني . لن اتركها لن
اتركها .واذا بالشيخ ياخذ عصا وقام
بضربها ضربا جعل الاب يبكي علي ابنته
من قوة الضرب وهو يضربها يقول له :
اخــرج ..اخــرج .. اخــرج والا حرقتك.
ومن شدة الضرب وصراخ سلمي يصرخ
رجلا صرخة قوية ويقول : كفا. . كفا
فتوقف الشيخ وقال :
اخرج من هذه المسكينة . اخــرج
و فجاءة يغشي عليها لتدخل في غيبوبة
ومهما يقرأ الشيخ لا تفيق ..
وعند انصرف الشيخ نصح الوالد بفعل
اشياء لعلاج ابنته ..
وفي الليل يسمع الاب اصوات غريبة في
غرفة سلمي
ليدخل فاذا بها تنقض عليه لتمسك
بـ والدها بيدها ولكن قبضتها كالحديد
وتستمر علي هذا الوضع ومع محاولات
كثيرة من الاب ينجح في السيطرة عليها
وتبدأ سلمي في اصدار اصوات غريبة
وتقول كلام غير مفهوم . ويحاول الاب
تقيدها حتي يستطيع السيطرة عليها
وبالفعل ينجح . . .
واتصل فورا علي الشيخ وطلب حضوره
ومن كثرة بكاء الاب رق الشيخ لحاله
وبالفعل حضر .ودخل وطلب من الاب فك
قيدها ..
سلمي وهي تنظر للشيخ وتتوعده .
وقرأ الشيخ واستمر في القراءة وسلمي
تصرخ .وتتالم ..ونطق الجني وقال
ساقتلك . وساقتلها .
واستمر الشيخ ولا يبديه اهتماما .
فاذا بان تنفطع الكهرباء .. ويتوعد الشيخ
ويتالم .. والشيخ مستمر في القراءة
الي ان عادت الكهرباء . ولكن سلمي
يغشي عليها والدماء تخرج من فمها .
ويستمر الشيخ في علاجها لخمس اسابيع
الي ان تتحسن حالتها ..
ولكن بعد مرور اسبوع تنادي سلمي علي
ابيها...
فيسرع اليها ..
انا معاكي ياسلمي ويضع يده علي الزر
لاضاءة النور فاذا بباب غرفتها تفتح
وتغلق اكثر فاكثر فاكثر واذا بالنوافذ
تتخبط ورعد وبرق في الغرفة فيخبئ الاب
وجهه من شده البرق . فيسمع صرخة
❞ الأطباء ينظرون إلى الجسد على أنه آلة معقدة تحتوي على عدد لا نهائي من الأجزاء المنفصلة. وفي المتوسط، تعمل هذه الآلة لمدة خمسة وسبعين عامًا، شريطة أن تعتني بها وتمدها بالوقود المناسب.. ❝ ⏤أمران ماير
❞ الأطباء ينظرون إلى الجسد على أنه آلة معقدة تحتوي على عدد لا نهائي من الأجزاء المنفصلة. وفي المتوسط، تعمل هذه الآلة لمدة خمسة وسبعين عامًا، شريطة أن تعتني بها وتمدها بالوقود المناسب. ❝
❞ - طَابَ مساؤُك يا مارسيل.
- طابَ مساؤُكَ أيهَا الأخ.
- لقد حانت نوبتي في الحراسة، ولك أَنْ تمضي إلى خيمتك كي تستريح.
فقال مارسيل ساخرًا :
-أستريح؟؟ إنك تهزأ بي.. من يدري؟ قد تمتد إلى عنقي يدٌ قابضة على خنجر فتجعلني أستريحُ إلى الأبد، إن هؤلاء المجهولين الذين يدهموننا من آن إلى آخر قد قلبوا حياتنا إلى جحيم..
- أو كنتَ تحسبُ مهمتنا سهلة ؟.
-كنتُ واهمًا.
-لكن ثق يا مارسيل أنَّ الرّب يحمينا.
فقال مارسيل حانقًا:
-ولما لم يحمنا بالأمس ؟..وقبل الأمس . باءت كل حملاتنا السابقة طوال مائتي عام بالفشل الذّريع.
فقال الجندي في دهشة:
-ويحك يا مارسيل؟..قد عدت إلى هرطقتك وإلحادك.
-كلا بل أنتم المخدعون، أتعتقد أننا نحارب من أجل الرب حقًا؟
-فلماذا نحارب اذا ؟؟.
-من أجل مطامع وأمجاد زائفة، تسعة أعشار الجنود لا يتحدثون إلا عن حياة نعيم في الأرض الخضراء التي سوف نفتحها،أنسيت أننا استطعنا في القرن الماضي أن نقيم مملكات منفصلة في الشام؟ ماذا كانت النتيجة يا عزيزي ؟؟ تقاتل وتناحر بين الملوك المسحيين في الشام كما نتقاتل الآن من أجل الغنائم التي حصلنا عليها بعد استسلام دمياط،وتسابق من أجل المطامع حتى طردنا المسلمون وانحسر ظل ممالكنا هناك... ❝ ⏤نجيب الكيلانى
❞
- طَابَ مساؤُك يا مارسيل.
- طابَ مساؤُكَ أيهَا الأخ.
- لقد حانت نوبتي في الحراسة، ولك أَنْ تمضي إلى خيمتك كي تستريح.
فقال مارسيل ساخرًا :
- أستريح؟؟ إنك تهزأ بي. من يدري؟ قد تمتد إلى عنقي يدٌ قابضة على خنجر فتجعلني أستريحُ إلى الأبد، إن هؤلاء المجهولين الذين يدهموننا من آن إلى آخر قد قلبوا حياتنا إلى جحيم.
- أو كنتَ تحسبُ مهمتنا سهلة ؟.
- كنتُ واهمًا.
- لكن ثق يا مارسيل أنَّ الرّب يحمينا.
فقال مارسيل حانقًا:
- ولما لم يحمنا بالأمس ؟.وقبل الأمس . باءت كل حملاتنا السابقة طوال مائتي عام بالفشل الذّريع.
فقال الجندي في دهشة:
- ويحك يا مارسيل؟.قد عدت إلى هرطقتك وإلحادك.
- كلا بل أنتم المخدعون، أتعتقد أننا نحارب من أجل الرب حقًا؟
- فلماذا نحارب اذا ؟؟.
- من أجل مطامع وأمجاد زائفة، تسعة أعشار الجنود لا يتحدثون إلا عن حياة نعيم في الأرض الخضراء التي سوف نفتحها،أنسيت أننا استطعنا في القرن الماضي أن نقيم مملكات منفصلة في الشام؟ ماذا كانت النتيجة يا عزيزي ؟؟ تقاتل وتناحر بين الملوك المسحيين في الشام كما نتقاتل الآن من أجل الغنائم التي حصلنا عليها بعد استسلام دمياط،وتسابق من أجل المطامع حتى طردنا المسلمون وانحسر ظل ممالكنا هناك
❞ حوار مع صديقي الملحد
الروح ؟
قال صديقي الدكتور وهو يعلم هذه المرة أن الإشكال سيكون
عسيرا.
_ما دليلك على أن الإنسان له روح وأنه يبعث بعد موت وأنه ليس
مجرد الجسد الذي ينتهي إلى تراب .. وماذا يقول دينكم في
تحضير الأرواح ؟
قلت بعد برهة تفكير:
-لاشك أن السؤال اليوم صعب والكلام عن الروح ضرب في تيه
والحقائق الموجودة قليلة ولكنها مع ذلك في صفنا نحن وليست
في صفكم.
ومضيت برهة أغرقت فيها في التفكير ثم قلت مردفا:
-فكر معي قليلا .. إن أول المؤشرات التي تساعدنا على التدليل
على وجود الروح..
أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجة.
الإنسان له طبيعتان:
طبيعة خارجية ظاهرة مشهودة هي جسده تتصف بكل صفات
المادة ، فهي قابلة للوزن والقياس متحيزة في المكان متزمنة
بالزمان دائمة التغير والحركة والصيرورة من حال إلى حال ومن
لحظة إلى لحظة فالجسد تتداول عليه الأحوال من صحة إلى
مرض إلى سمنة إلى هزال إلى تورد إلى شحوب إلى نشاط إلى
كسل إلى نوم إلى يقظة إلى جوع إلى شبع ، وملحق بهذه
الطبيعة الجسدية شريط من الانفعالات والعواطف والغرائز
والمخاوف لا يكف لحظة عن الجريان في الدماغ.
ولأن هذه الطبيعة والانفعالات الملحقة بها تتصف بخواص المادة
نقول إن جسد الإنسان ونفسه الحيوانية هما من المادة.
ولكن هناك طبيعة أخرى مخالفة تماما للأولى ومغايرة لها في
داخل الإنسان.
طبيعة من نوع آخر تتصف بالسكون واللازمان واللامكان والديمومة
.. هي العقل بمعاييره الثابتة وأقيسته ومقولاته .. والضمير
بأحكامه ، والحس الجمالي ، وال أنا التي تحمل كل تلك الصفات "
من عقل وضمير وحس جمالي وحس أخلاقي."
وال أنا غير الجسد تماما وغير النفس الحيوانية التي تلتهب بالجوع
والشبق.
ال أنا هي الذات العميقة المطلقة وعن طريق هذه الذات
والكينونة والشخوص والمثول في العالم .. وبأنه هنا وبأنه كان
دائما هنا .. وهو شعور ثابت ممتد لا يطرأ عليه التغير لا يسمن ولا
يهزل ولا يمرض لولا يتصف بالزمان .. وليس فيه ماض وحاضر
ومستقبل .. إنما هو " كن " مستمر لا ينصرم كما ينصرم الماضي ..
وإنما يتمثل في شعور بالدوام .. بالديمومة.
هنا نوع آخر من الوجود لا يتصف بصفات المادة فلا هو يطرأ عليه
التغير ولا هو يتحيز في المكان أو يتزمن بالزمان ولا هو يقبل الوزن
والقياس .. بالعكس نجد أن هذا الوجود هو الثابت الذي نقيس به
المتغيرات والمطلق الذي نعرف به كل ما هو نسبي في عالم
المادة.
وأصدق ما نصف به هذا الوجود أنه روحي وأن طبيعته روحية.
ولنا أن نسأل بعد ذلك.
أي الطبيعتين هي الإنسان حقا.
هل الإنسان بالحقيقة هو جسده أو روحه.
ولنعرف الجواب علينا أن نبحث أي الطبيعتين هي الحاكمة على
الأخرى.
يقول لنا الماديون أن الإنسان هو جسده ، وأن الجسد هو الحاكم
وأن كل ما ذكرت من عقل ومنطق وحس جمالي وحس أخلاقي
وضمير وهذه " التخريفة " التي اسمها الذات أو ال أنا كل هذه
ملحق بالجسد ثانوي عليه تابع له يأتمر بأمره ويقوم على خدمته
ويتولى إشباع شهواته وأهوائه.
هذا كلام إخواننا الماديين وهو خطأ ، فالحقيقة أن الجسد تابع
وليس متبوعا مأمور وليس آمرا ألا يجوع الجسد فنرفض إمداده
بالطعام لأننا قررنا أن نصوم هذا اليوم لله .. ألا يتحرك بشهوة
فنزجره ؟!
ألا نصحوا في الصباح فيبدأ الجسد تلقائيا في تنفيذ خطة عمل
وضعها العقل وصنف بنودها بندا بندا .. من ساعة إلى ساعة من
التابع هنا ومن المتبوع ؟
ولحظة التضحية بالنفس حينما يضع الفدائي حزام الديناميت حول
جسده ويتقدم ليحطم الدبابة ومن فيها .. أين جسده هنا .. أين
المصلحة المادية التي يحققها بموته .. ومن الذي يأمر الآخر .. إن
الروح تقرر إعدام الجسد في لحظة مثالية تماما لا يمكن أن
يفسرها مذهب مادي بأي مكسب مادي والجسد لا يستطيع أن
يقاوم هذا الأمر .. ولا يملك أي قوة لمواجهته ، لا يملك إلا أن
يتلاشى تماما .. وهنا يظهر أي الوجودين هو الأعلى .. وأي
الطبيعتين هي الإنسان حقا.
وعندنا اليوم أكثر من دليل على أن الجسد هو الوجود الثانوي .. ما
يجري الآن من حوادث البتر والاستبدال وزرع الأعضاء .. وما نقرأه
عن القلب الإلكتروني والكلية الصناعية وبنك الدم وبنك العيون
ومخازن الإكسسوار البشري حيث يجري تركيب السيقان والأذرع
والقلوب.
ولن تكون نكتة أن يدخل العريس على عروسه سنة 2000
فيجدها تخلع طقم الأسنان والباروكة والنهود الكاوتشوك والعين
الصناعية والساق الخشبية فلا يتبقى منها إلا هيكل مثل شاسيه
السيارة بعد نزع الجلد والكراسي والأبواب.
إلى هذه الدرجة يجري فك الجسم وتركيبه واستبداله دون أن
يحدث شيء للشخصية لأن هذه الذراع أو تلك الساق أو ذلك
الشعر أو العين أو النهد كل هذه الأشياء ليست هي الإنسان ..
فها هي تنقل وتستبدل وتوضع مكانها بطاريات ومسامير وقطع
من الألومنيوم دون أن يحدث شيء .. فالإنسان ليس هذه الأعضاء
وإنما هو الروح الجالسة على عجلة القيادة لتدير هذه الماكينة
التي اسمها الجسد .
إنها الإدارة التي يمثلها مجلس إدارة من خلايا المخ .. ولكنها
ليست المخ.
فالمخ مثله مثل خلايا الجسد يصدع بالأوامر التي تصدر إليه ويعبر
عنها ولكنه في النهاية ليس أكثر من قفاز لها .. قفاز تلبسه هذه
اليد الخفية التي اسمها الروح وتتصرف به في العالم المادي.
نفهم من هذه الشواهد كلها أن الإنسان له طبيعتان:
طبيعة جوهرية حاكمة هي روحه.
وطبيعة ثانوية زائلة هي جسده.
وما يحدث بالموت أن الطبيعة الزائلة تلتحق بالزوال والطبيعة
الخالدة تلتحق بالخلود فيلتحق الجسد بالتراب وتلتحق الروح
بعالمها الباقي.
ولعشاق الفلسفة نقدم دليلا آخر على وجود الروح من الخاصية
التي تتميز بها الحركة.
فالحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها.
لا يمكن أن تدرك الحركة وأن تتحرك معها في نفس الفلك وإنما لا
بد من عتبة خارجية تقف تقف عليها لترصدها .. ولهذا تأتي عليك
لحظة وأنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو
واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته .. لا
تستطيع ادراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى
الرصيف الثابت في الخارج.
ونفس الحالة في قطار يسير بنعومة على القضبان .. لا تدرك
حركة مثل هذا القطار وأنت فيه إلا لحظة شروعه في الوقوف أو
لحظة إطلالك من النافذة على الرصيف الثابت في الخارج.
وبالمثل لا يمكنك رصد الشمس وأنت فوقها ولكن يمكنك رصدها
من القمر أو الأرض .. كما لا يمكنك رصد الأرض وأنت تسكن عليها
وإنما تستطيع رصدها من القمر.
لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها.
ولهذا ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا
يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر
" أي على عتبة خلود " .ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل
لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبدا ، ولا نصرم إدراكنا
كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا.
وهي نتيجة مذهلة تعني أن هناك جزءا من وجودنا خارجا عن
إطار المرور الزمني " أي خالد " هو الذي يلاحظ الزمن من عتبة
سكون ويدركه دون أن يتورط فيه ولهذا لا يكبر ولا يشيخ ولا يهرم
ولا ينصرم .. ويوم يسقط الجسد ترابا سوف يظل هذا الجزء على
حاله حيا حياته الخاصة غير الزمنية هذا الجز هو الروح.
وكل منا يستطيع أن يحس بداخله هذا الوجود الروحي على صورة
حضور وديمومة وشخوص وكينونة مغايرة تماما للوجود المادي
المتغير المتقلب النابض مع الزمن خارجه.
هذه الحالة الداخلية التي ندركها في لحظات الصحو الباطني
والتي أسميتها حالة حضور .. هي المفتاح الذي يقودنا إلى
الوجود الروحي بداخلنا ويضع يدنا على هذا اللغز الذي اسمه
الروح...
ودليل آخر على طبيعتنا الروحية هو شعورنا الفطري بالحرية ، ولو
كنا أجساما مادية ضمن إطار حياة مادية تكمنا القوانين المادية
الحتمية لما كان هناك معنى لهذا الشعور الفطري بالحرية.
لنا الروح إذا تعلو على الزمن وتتخطى الموت وتتخطى الحتميات
المادية.
ماذا عن البعث إذا.
لم يعد أحد بعد الموت ليخبرنا ماذا جرى له.
ولم يأت يوم البعث لنقدم دليلا ملموسا أو شاهد عيان.
وكل ما يمكن قوله في موضوع البعث أنه حقيقة دينية يرجحها
العقل والعلم.
لماذا يرجحها العقل والعلم ؟
لأن شواهد الوجود وظواهره تشير جميعها إلى أن هناك عودا
على بدء ودورة لكل شيء .. بعد النهار يأتي الليل ثم يعود من
جديد فيأتي النهار ، والشمس تشرق ثم تغرب ثم تعود فتشرق.
الصيف والخريف والشتاء والربيع ثم تعود فتتكرر الدورة من جديد
فيأتي الصيف ثم الخريف ثم الشتاء الخ..بعد اليقظة ونوم الليل
نعود فنستيقظ من جديد .. وهذا يرجح أنه بعد رقود الموت هناك
صحوة بعث .. لأن هناك عودا لكل شيء .. والله يسمي نفسه في
القرآن المبدئ المعيد.
( كما بدأكم تعودون ).
(يبدأ الخلق ثم يعيده ).
ألا يدور كل شيء في فلك من الذرة إلى المجرة ، حتى الحضارات
لها دورات والتاريخ له دورات.
الدليل الآخر على البعث هو النظام المحكم الذي ليس فيه بادرة
خلل واحدة من أكبر المجرات حتى أصغر الذرات حتى الإلكترون
الذي لا يرى نجد النظام والقانون يهيمن على كل شيء .. حتى
الإلكترون المتناهي في الصغر لا يستطيع أن ينتقل من فلك إلى
فلك في الذرة إلا إذا أعطى أو أخذ مقدارا من الطاقة يساوي
حركته .. وكأنه راكب قطار لا يستطيع ،،،،، أي مكان بدون تذكرة ..
فكيف نتصور في هذا النظام ،،،،، يهرب قاتل أو يفر ظالم من
الجزاء لمجرد أنه ضلل ،،،،، إن العقل يتصور أنه لابد سيلقى جزاءه
حتما ، وإن هناك لابد عالما آخر يسوى فيه الحساب .. هكذا يقول
العدل.
ونحن مفطورون على تحري العدل وعلى حب العدل والبحث عن
العدل ومحاولة تحقيق العدل.
ومع ذلك فالعدل في الدنيا غير موجود.
وكما يقول أهل الفكر إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء
.. فلا بد أن الظمأ إلى العدل يدل على وجود العدل .. فإن لم يكن
موجودا في دنيانا فلا بد أن له يوما وساعة تنصب فيها موازينه.
كل هذه مؤشرات تشير وترجح أن هناك بعثا وحسابا وعالما آخر.
والمؤمن الذي يصدق القرآن في غير حاجة إلى هذه الاستدلالات
لأنه آمن بقلبه وأراح نفسه من الجدل.
يبقى بعد ذلك أن نسأل وما الروح:
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم
إلا قليلا)
هي لغز ولا أحد يعلم عنها شيئا.
والعجيب أنه كلما جاء ذكر الروح في القرآن ذكرت معها كلمة من
أمر ربي.
( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ).
( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ).
( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ).
( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا )
دائما كلمة " من أمرنا " .. " من أمره " .. " من أمر ربي " .. كلما
ذكرت الروح .
أيكون أمر الله روحا ؟
وكلمة الله روحا ؟
ألم يقل الله عن المسيح عليه السلام أنه:
( كلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ).
وأنه:
(كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ).
الكلمة .. الأمر .. الروح .. هل هي ألفاظ مترادفة لمعنى واحد.
هي مجرد إشارات.
ولا أحد يعلم الحقيقة إلا العليم.
يبقى بعد ذلك سؤالك عن تحضير الأرواح.
وتحضير الأرواح عندنا أمر مشكوك فيه.
مشكوك فيه أنه ظواهر الغرفة المظلمة سببها حضور روح فلان أو
علان.
ومفكر كبير مثل هنري سودر يقول: إن تلك الظواهر مصدرها
العقل الباطن للوسيط والقوى الروحية للوسيط ذاته.. ولاشيء
يحضر بالمرة.
ويقول المفكرون الهنود : إن الذي يتلبس الوسيط أثناء التحضير
هي أرواح سفلية تعرف بعض الأشياء عن الموتى وتستخدمها
في السخرية بعقول الموجودين والضحك عليهم.
ويقول الصوفية المسلمون إن الذي يحضر في تلك الجلسات ليس
الروح ولكن القرين ، وهو الجن الذي كان يصاحب الميت أثناء حياته
..وهو بحكم هذه الصحبة يعرف أسراره .. ولأن الجن معمر فإنه
يبقى حيا بعد موت صاحبه .. وهو الذي يحضر الجلسات ويفشي
أسرار صاحبه ويقلد صوته وعاداته ليسخر من الموجودين على
عادة الجن في عدائهم للإنسان.
وهم يقولون : إننا إذا دققنا جرس المكتب فإن الذي يحضر هو
الخادم .. أما السادة فإنهم لا يتركون عالمهم ويحضرون بهذه
السذاجة وبالمثل في عالم الأرواح .. فالذي يحضر في الجلسات
ويهرج على الموجودين هي الأرواح السفلية والجن ومن في
مستواهم .
أما الأرواح البشرية فهي في عالم آخر هو عالم البرزخ ولا يمكن
استحضارها .. ولكنها قد تتصل بمن تحب في الحلم أو في اليقظة
إذا توفرت الظروف الملائمة.
ومن الجلسات الكثيرة التي حضرناها ومما جمعنا من خبرة خاصة
في هذا الموضوع نقول :أنه لا يوجد دليل واحد على أن ظواهر
الغرفة المظلمة سببها حضور الروح المطلوبة.
وربما كان رأي الصوفية المسلمين أكثر الآراء تفسيرا لما يحدث.
والمسألة ما زالت قيد البحث.
وللأسف الشعوذات في هذا الموضوع أكثر من الحقائق .. والكلمة
الأخيرة لم تقل بعد.
لا شك أنك سوف تضحك على كلمات مثل الجن والأرواح السفلية
.. والقرين.
ولك عذرك .. فإذا آنت لا تؤمن بروحك أنت فكيف يتوقع منك أن
تؤمن بجني..
وإذا آنت لا تؤمن بالله فكيف ينتظر منك أن تؤمن بشياطينه.
ومع ذلك لو كنت ولدت منذ مئة سنة وجاءك رجل يحدثك عن
أشعة غير منظورة تخرق الحديد ، وصور تنتقل في الهواء عبر
المحيطات في أقل من ثانية ، ورائد فضاء يمشي على تراب القمر
.. ألم تكن تضحك وتقهقه وتستلقي على قفاك أضعاف ما تضحك
الآن .. وتقول لنفسك .. هذا رجل هارب من مستشفى المجانين
ومع ذلك فيا لها من حقائق ملء السمع والبصر الآن.
من كتــاب حوار مع صديقي الملحد
للدكتور مصطفى محمود رحمه الله... ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
الروح ؟
قال صديقي الدكتور وهو يعلم هذه المرة أن الإشكال سيكون
عسيرا.
_ما دليلك على أن الإنسان له روح وأنه يبعث بعد موت وأنه ليس
مجرد الجسد الذي ينتهي إلى تراب . وماذا يقول دينكم في
تحضير الأرواح ؟
قلت بعد برهة تفكير:
- لاشك أن السؤال اليوم صعب والكلام عن الروح ضرب في تيه
والحقائق الموجودة قليلة ولكنها مع ذلك في صفنا نحن وليست
في صفكم.
ومضيت برهة أغرقت فيها في التفكير ثم قلت مردفا:
- فكر معي قليلا . إن أول المؤشرات التي تساعدنا على التدليل
على وجود الروح.
أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجة.
الإنسان له طبيعتان:
طبيعة خارجية ظاهرة مشهودة هي جسده تتصف بكل صفات
المادة ، فهي قابلة للوزن والقياس متحيزة في المكان متزمنة
بالزمان دائمة التغير والحركة والصيرورة من حال إلى حال ومن
لحظة إلى لحظة فالجسد تتداول عليه الأحوال من صحة إلى
مرض إلى سمنة إلى هزال إلى تورد إلى شحوب إلى نشاط إلى
كسل إلى نوم إلى يقظة إلى جوع إلى شبع ، وملحق بهذه
الطبيعة الجسدية شريط من الانفعالات والعواطف والغرائز
والمخاوف لا يكف لحظة عن الجريان في الدماغ.
ولأن هذه الطبيعة والانفعالات الملحقة بها تتصف بخواص المادة
نقول إن جسد الإنسان ونفسه الحيوانية هما من المادة.
ولكن هناك طبيعة أخرى مخالفة تماما للأولى ومغايرة لها في
داخل الإنسان.
طبيعة من نوع آخر تتصف بالسكون واللازمان واللامكان والديمومة
. هي العقل بمعاييره الثابتة وأقيسته ومقولاته . والضمير
بأحكامه ، والحس الجمالي ، وال أنا التي تحمل كل تلك الصفات "
من عقل وضمير وحس جمالي وحس أخلاقي."
وال أنا غير الجسد تماما وغير النفس الحيوانية التي تلتهب بالجوع
والشبق.
ال أنا هي الذات العميقة المطلقة وعن طريق هذه الذات
والكينونة والشخوص والمثول في العالم . وبأنه هنا وبأنه كان
دائما هنا . وهو شعور ثابت ممتد لا يطرأ عليه التغير لا يسمن ولا
يهزل ولا يمرض لولا يتصف بالزمان . وليس فيه ماض وحاضر
ومستقبل . إنما هو " كن " مستمر لا ينصرم كما ينصرم الماضي .
وإنما يتمثل في شعور بالدوام . بالديمومة.
هنا نوع آخر من الوجود لا يتصف بصفات المادة فلا هو يطرأ عليه
التغير ولا هو يتحيز في المكان أو يتزمن بالزمان ولا هو يقبل الوزن
والقياس . بالعكس نجد أن هذا الوجود هو الثابت الذي نقيس به
المتغيرات والمطلق الذي نعرف به كل ما هو نسبي في عالم
المادة.
وأصدق ما نصف به هذا الوجود أنه روحي وأن طبيعته روحية.
ولنا أن نسأل بعد ذلك.
أي الطبيعتين هي الإنسان حقا.
هل الإنسان بالحقيقة هو جسده أو روحه.
ولنعرف الجواب علينا أن نبحث أي الطبيعتين هي الحاكمة على
الأخرى.
يقول لنا الماديون أن الإنسان هو جسده ، وأن الجسد هو الحاكم
وأن كل ما ذكرت من عقل ومنطق وحس جمالي وحس أخلاقي
وضمير وهذه " التخريفة " التي اسمها الذات أو ال أنا كل هذه
ملحق بالجسد ثانوي عليه تابع له يأتمر بأمره ويقوم على خدمته
ويتولى إشباع شهواته وأهوائه.
هذا كلام إخواننا الماديين وهو خطأ ، فالحقيقة أن الجسد تابع
وليس متبوعا مأمور وليس آمرا ألا يجوع الجسد فنرفض إمداده
بالطعام لأننا قررنا أن نصوم هذا اليوم لله . ألا يتحرك بشهوة
فنزجره ؟!
ألا نصحوا في الصباح فيبدأ الجسد تلقائيا في تنفيذ خطة عمل
وضعها العقل وصنف بنودها بندا بندا . من ساعة إلى ساعة من
التابع هنا ومن المتبوع ؟
ولحظة التضحية بالنفس حينما يضع الفدائي حزام الديناميت حول
جسده ويتقدم ليحطم الدبابة ومن فيها . أين جسده هنا . أين
المصلحة المادية التي يحققها بموته . ومن الذي يأمر الآخر . إن
الروح تقرر إعدام الجسد في لحظة مثالية تماما لا يمكن أن
يفسرها مذهب مادي بأي مكسب مادي والجسد لا يستطيع أن
يقاوم هذا الأمر . ولا يملك أي قوة لمواجهته ، لا يملك إلا أن
يتلاشى تماما . وهنا يظهر أي الوجودين هو الأعلى . وأي
الطبيعتين هي الإنسان حقا.
وعندنا اليوم أكثر من دليل على أن الجسد هو الوجود الثانوي . ما
يجري الآن من حوادث البتر والاستبدال وزرع الأعضاء . وما نقرأه
عن القلب الإلكتروني والكلية الصناعية وبنك الدم وبنك العيون
ومخازن الإكسسوار البشري حيث يجري تركيب السيقان والأذرع
والقلوب.
ولن تكون نكتة أن يدخل العريس على عروسه سنة 2000
فيجدها تخلع طقم الأسنان والباروكة والنهود الكاوتشوك والعين
الصناعية والساق الخشبية فلا يتبقى منها إلا هيكل مثل شاسيه
السيارة بعد نزع الجلد والكراسي والأبواب.
إلى هذه الدرجة يجري فك الجسم وتركيبه واستبداله دون أن
يحدث شيء للشخصية لأن هذه الذراع أو تلك الساق أو ذلك
الشعر أو العين أو النهد كل هذه الأشياء ليست هي الإنسان .
فها هي تنقل وتستبدل وتوضع مكانها بطاريات ومسامير وقطع
من الألومنيوم دون أن يحدث شيء . فالإنسان ليس هذه الأعضاء
وإنما هو الروح الجالسة على عجلة القيادة لتدير هذه الماكينة
التي اسمها الجسد .
إنها الإدارة التي يمثلها مجلس إدارة من خلايا المخ . ولكنها
ليست المخ.
فالمخ مثله مثل خلايا الجسد يصدع بالأوامر التي تصدر إليه ويعبر
عنها ولكنه في النهاية ليس أكثر من قفاز لها . قفاز تلبسه هذه
اليد الخفية التي اسمها الروح وتتصرف به في العالم المادي.
نفهم من هذه الشواهد كلها أن الإنسان له طبيعتان:
طبيعة جوهرية حاكمة هي روحه.
وطبيعة ثانوية زائلة هي جسده.
وما يحدث بالموت أن الطبيعة الزائلة تلتحق بالزوال والطبيعة
الخالدة تلتحق بالخلود فيلتحق الجسد بالتراب وتلتحق الروح
بعالمها الباقي.
ولعشاق الفلسفة نقدم دليلا آخر على وجود الروح من الخاصية
التي تتميز بها الحركة.
فالحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها.
لا يمكن أن تدرك الحركة وأن تتحرك معها في نفس الفلك وإنما لا
بد من عتبة خارجية تقف تقف عليها لترصدها . ولهذا تأتي عليك
لحظة وأنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو
واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته . لا
تستطيع ادراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى
الرصيف الثابت في الخارج.
ونفس الحالة في قطار يسير بنعومة على القضبان . لا تدرك
حركة مثل هذا القطار وأنت فيه إلا لحظة شروعه في الوقوف أو
لحظة إطلالك من النافذة على الرصيف الثابت في الخارج.
وبالمثل لا يمكنك رصد الشمس وأنت فوقها ولكن يمكنك رصدها
من القمر أو الأرض . كما لا يمكنك رصد الأرض وأنت تسكن عليها
وإنما تستطيع رصدها من القمر.
لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها.
ولهذا ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا
يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر
" أي على عتبة خلود " .ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل
لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبدا ، ولا نصرم إدراكنا
كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا.
وهي نتيجة مذهلة تعني أن هناك جزءا من وجودنا خارجا عن
إطار المرور الزمني " أي خالد " هو الذي يلاحظ الزمن من عتبة
سكون ويدركه دون أن يتورط فيه ولهذا لا يكبر ولا يشيخ ولا يهرم
ولا ينصرم . ويوم يسقط الجسد ترابا سوف يظل هذا الجزء على
حاله حيا حياته الخاصة غير الزمنية هذا الجز هو الروح.
وكل منا يستطيع أن يحس بداخله هذا الوجود الروحي على صورة
حضور وديمومة وشخوص وكينونة مغايرة تماما للوجود المادي
المتغير المتقلب النابض مع الزمن خارجه.
هذه الحالة الداخلية التي ندركها في لحظات الصحو الباطني
والتي أسميتها حالة حضور . هي المفتاح الذي يقودنا إلى
الوجود الروحي بداخلنا ويضع يدنا على هذا اللغز الذي اسمه
الروح..
ودليل آخر على طبيعتنا الروحية هو شعورنا الفطري بالحرية ، ولو
كنا أجساما مادية ضمن إطار حياة مادية تكمنا القوانين المادية
الحتمية لما كان هناك معنى لهذا الشعور الفطري بالحرية.
لنا الروح إذا تعلو على الزمن وتتخطى الموت وتتخطى الحتميات
المادية.
ماذا عن البعث إذا.
لم يعد أحد بعد الموت ليخبرنا ماذا جرى له.
ولم يأت يوم البعث لنقدم دليلا ملموسا أو شاهد عيان.
وكل ما يمكن قوله في موضوع البعث أنه حقيقة دينية يرجحها
العقل والعلم.
لماذا يرجحها العقل والعلم ؟
لأن شواهد الوجود وظواهره تشير جميعها إلى أن هناك عودا
على بدء ودورة لكل شيء . بعد النهار يأتي الليل ثم يعود من
جديد فيأتي النهار ، والشمس تشرق ثم تغرب ثم تعود فتشرق.
الصيف والخريف والشتاء والربيع ثم تعود فتتكرر الدورة من جديد
فيأتي الصيف ثم الخريف ثم الشتاء الخ.بعد اليقظة ونوم الليل
نعود فنستيقظ من جديد . وهذا يرجح أنه بعد رقود الموت هناك
صحوة بعث . لأن هناك عودا لكل شيء . والله يسمي نفسه في
القرآن المبدئ المعيد.
( كما بدأكم تعودون ).
(يبدأ الخلق ثم يعيده ).
ألا يدور كل شيء في فلك من الذرة إلى المجرة ، حتى الحضارات
لها دورات والتاريخ له دورات.
الدليل الآخر على البعث هو النظام المحكم الذي ليس فيه بادرة
خلل واحدة من أكبر المجرات حتى أصغر الذرات حتى الإلكترون
الذي لا يرى نجد النظام والقانون يهيمن على كل شيء . حتى
الإلكترون المتناهي في الصغر لا يستطيع أن ينتقل من فلك إلى
فلك في الذرة إلا إذا أعطى أو أخذ مقدارا من الطاقة يساوي
حركته . وكأنه راكب قطار لا يستطيع ،،،،، أي مكان بدون تذكرة .
فكيف نتصور في هذا النظام ،،،،، يهرب قاتل أو يفر ظالم من
الجزاء لمجرد أنه ضلل ،،،،، إن العقل يتصور أنه لابد سيلقى جزاءه
حتما ، وإن هناك لابد عالما آخر يسوى فيه الحساب . هكذا يقول
العدل.
ونحن مفطورون على تحري العدل وعلى حب العدل والبحث عن
العدل ومحاولة تحقيق العدل.
ومع ذلك فالعدل في الدنيا غير موجود.
وكما يقول أهل الفكر إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء
. فلا بد أن الظمأ إلى العدل يدل على وجود العدل . فإن لم يكن
موجودا في دنيانا فلا بد أن له يوما وساعة تنصب فيها موازينه.
كل هذه مؤشرات تشير وترجح أن هناك بعثا وحسابا وعالما آخر.
والمؤمن الذي يصدق القرآن في غير حاجة إلى هذه الاستدلالات
لأنه آمن بقلبه وأراح نفسه من الجدل.
يبقى بعد ذلك أن نسأل وما الروح:
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم
إلا قليلا)
هي لغز ولا أحد يعلم عنها شيئا.
والعجيب أنه كلما جاء ذكر الروح في القرآن ذكرت معها كلمة من
أمر ربي.
( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ).
( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ).
( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ).
( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا )
دائما كلمة " من أمرنا " . " من أمره " . " من أمر ربي " . كلما
ذكرت الروح .
أيكون أمر الله روحا ؟
وكلمة الله روحا ؟
ألم يقل الله عن المسيح عليه السلام أنه:
( كلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ).
وأنه:
(كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ).
الكلمة . الأمر . الروح . هل هي ألفاظ مترادفة لمعنى واحد.
هي مجرد إشارات.
ولا أحد يعلم الحقيقة إلا العليم.
يبقى بعد ذلك سؤالك عن تحضير الأرواح.
وتحضير الأرواح عندنا أمر مشكوك فيه.
مشكوك فيه أنه ظواهر الغرفة المظلمة سببها حضور روح فلان أو
علان.
ومفكر كبير مثل هنري سودر يقول: إن تلك الظواهر مصدرها
العقل الباطن للوسيط والقوى الروحية للوسيط ذاته. ولاشيء
يحضر بالمرة.
ويقول المفكرون الهنود : إن الذي يتلبس الوسيط أثناء التحضير
هي أرواح سفلية تعرف بعض الأشياء عن الموتى وتستخدمها
في السخرية بعقول الموجودين والضحك عليهم.
ويقول الصوفية المسلمون إن الذي يحضر في تلك الجلسات ليس
الروح ولكن القرين ، وهو الجن الذي كان يصاحب الميت أثناء حياته
.وهو بحكم هذه الصحبة يعرف أسراره . ولأن الجن معمر فإنه
يبقى حيا بعد موت صاحبه . وهو الذي يحضر الجلسات ويفشي
أسرار صاحبه ويقلد صوته وعاداته ليسخر من الموجودين على
عادة الجن في عدائهم للإنسان.
وهم يقولون : إننا إذا دققنا جرس المكتب فإن الذي يحضر هو
الخادم . أما السادة فإنهم لا يتركون عالمهم ويحضرون بهذه
السذاجة وبالمثل في عالم الأرواح . فالذي يحضر في الجلسات
ويهرج على الموجودين هي الأرواح السفلية والجن ومن في
مستواهم .
أما الأرواح البشرية فهي في عالم آخر هو عالم البرزخ ولا يمكن
استحضارها . ولكنها قد تتصل بمن تحب في الحلم أو في اليقظة
إذا توفرت الظروف الملائمة.
ومن الجلسات الكثيرة التي حضرناها ومما جمعنا من خبرة خاصة
في هذا الموضوع نقول :أنه لا يوجد دليل واحد على أن ظواهر
الغرفة المظلمة سببها حضور الروح المطلوبة.
وربما كان رأي الصوفية المسلمين أكثر الآراء تفسيرا لما يحدث.
والمسألة ما زالت قيد البحث.
وللأسف الشعوذات في هذا الموضوع أكثر من الحقائق . والكلمة
الأخيرة لم تقل بعد.
لا شك أنك سوف تضحك على كلمات مثل الجن والأرواح السفلية
. والقرين.
ولك عذرك . فإذا آنت لا تؤمن بروحك أنت فكيف يتوقع منك أن
تؤمن بجني.
وإذا آنت لا تؤمن بالله فكيف ينتظر منك أن تؤمن بشياطينه.
ومع ذلك لو كنت ولدت منذ مئة سنة وجاءك رجل يحدثك عن
أشعة غير منظورة تخرق الحديد ، وصور تنتقل في الهواء عبر
المحيطات في أقل من ثانية ، ورائد فضاء يمشي على تراب القمر
. ألم تكن تضحك وتقهقه وتستلقي على قفاك أضعاف ما تضحك
الآن . وتقول لنفسك . هذا رجل هارب من مستشفى المجانين
ومع ذلك فيا لها من حقائق ملء السمع والبصر الآن.
من كتــاب حوار مع صديقي الملحد
للدكتور مصطفى محمود رحمه الله. ❝
❞ ربما لم يكن اضطرابا بل شيئا آخر يترسب كالقهوة بعد غليها، تبقى هناك داكنة ومركزة ومُرَّة، ومنفصلة عن الشراب الذي يمتعنا مذاقه.
#رضوى_عاشور.. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ ربما لم يكن اضطرابا بل شيئا آخر يترسب كالقهوة بعد غليها، تبقى هناك داكنة ومركزة ومُرَّة، ومنفصلة عن الشراب الذي يمتعنا مذاقه.