❞ الضلالات الماسونية في القول
بوحدة الديانات الابراهيمية
بقلم د محمد عمر
افيقوا أمة التوحيد فها هو الطعن وصل الي الأصول الثلاثة التي يقوم عليها دين التوحيد والتي تكون أولي اختبارات الآخرة كما جاء علي لسان النبي في حديث منكر ونكير والثابت صحته في كتاب صحيح مسلم أن الرجل إذا ادخل الي قبره وأغلق عليه قبره وانصرف عنه اهله انما يأتيه منكر ونكير وهما ملكان فيجلسانه ويسالانه من ربك وما دينك ومن نبيك
وهؤلاء هم الأصول الثلاثة التي يقوم عليها دين الله في الأرض وهي أصول النجاة من النار فمن أجاب فقد نجا ومن قال لا ادري فهو كافر ومن قال ها ها ها فهو المنافق المعذب في الدرك الأسفل من النار
تلك الأصول التي كان عليها انبياء الله جميعا أولهم نوح واخرهم محمد صلي الله عليه وسلم
قال تعالي( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
لكن الماسون عليهم من الله اللعنة انما فرقوا دين الناس الي فرق ونحل وأرادوا خداع البشر بقولهم وحدة الديانات الإبراهيمية يخادعون الناس بأن خليل الرحمن ابراهيم وشجرة الأنبياء من بعده انما جاءوا بديانات شتي ليبرروا للمغضوب عليهم والضالين ما اوجدوه من ضلالات وما وضعوه من اكاذيب لكن هيهات هيهات فإن الحق أبلج والباطل لجلج
فتعالوا بنا نتعرف علي دين الأنبياء والرسل من ابراهيم حتي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد اشرف الخلق أجمعين
فاما عن دين ابراهيم فقد قال الله عز وجل فيه
(ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين )
واما عن اسماعيل بن ابراهيم فقد قال الله فيه
(وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم )
واما عن إسحق بن ابراهيم و اخو اسماعيل عليهم السلام وكذلك يعقوب بن اسحق فقد قال الله فيهم
ووصي بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني أن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون)
واما عن يعقوب وأبناءه الاثنا عشر ولد بما فيهم يوسف بن يعقوب فقد قال الله فيهم
(ام كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله اباءك ابراهيم وإسماعيل واسحق الها واحدا ونحن له مسلمون )
واما عن يوسف ابن يعقوب فقد قال وهو يرفع يديه مبتهلا الي الله
(رب قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض انت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين)
واما عن موسي وهارون فقد اقر فرعون لحظة الغرق بأنه يؤمن بما امن به موسي وهارون ومن معهم من بني إسرائيل
( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتي اذا أدركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنوا إسرائيل وانا من المسلمين)
بل أن سحرة فرعون لما تجلت لهم الحقيقة بعد أن توعدهم فرعون بالصلب والتعذيب انما قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
وهذا سليمان يرسل الي بلقيس ملكة سبأ
(انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم إلا تعلوا عليا واتوني مسلمين )
وهي تشهد ربها علي ما كانت عليه من الضلال وتعلن إسلامها لله رب العالمين
(رب اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين)
وهذا نبي الله عيسي وهو يقرر الحواريين بعد إصرار بني إسرائيل علي إنكار ما جاء به من المعجزات
فلما احس عيسي منهم الكفر قال من النصاري الي الله قال (الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون)
وهذا أمر الله لهم بالإيمان بالمسيح واتباع شريعته
(وإذ أوحيت الي الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا امنا بالله واشهد باننا مسلمون)
وهذا أمر الله الي أمة الموحدين اتباع الرسل
قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الي ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسي وعيسي وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)
بل هذا أمر الله الي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم والأنبياء من قبله
قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل علي ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه هو في الآخرة من الخاسرين )
هذا هو الدين الحقيقي لخليل الرحمن ابراهيم وجميع الأنبياء من بعده والذين جاءوا جميعا من نسله
قال تعالي( ومن يرغب عن ملة ابراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين)
لكن الشيخ الامام الماسوني الاعظم يدعو الناس بدعوي الضلال الي اجتماع أصحاب الديانات الإبراهيمية في وحدة واحده تحت شعار المحبة التي يدعوا إليها ظلما وزوار ليدلس علي الناس ويضع آخر معول لهدم عقيدة التوحيد التي كان عليها الرسل ويبرر للناس انحرافات المغضوب عليهم الضالين فيكذب ويدعي انها ديانات ابراهيمية متوارثة عن رسل الله الذين جاءوا من نسل خليل الرحمن ابراهيم الذي قال الله في حقه (ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين )
هذا النبي العظيم الذي استحق لقب أمام الموحدين من قبل رب العزة تبارك وتعالي الذي قال له( اني جاعلك للناس اماما)
أيها الإخوة
انتبهوا فإنه اخر معول يضرب في جسد أمة التوحيد بيد الماما اسال الله عز وجل انه يأخذه كأخذ فرعون وهامان وقارون فإنه ساحر كذاب
د محمد عمر. ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ الضلالات الماسونية في القول
بوحدة الديانات الابراهيمية
بقلم د محمد عمر
افيقوا أمة التوحيد فها هو الطعن وصل الي الأصول الثلاثة التي يقوم عليها دين التوحيد والتي تكون أولي اختبارات الآخرة كما جاء علي لسان النبي في حديث منكر ونكير والثابت صحته في كتاب صحيح مسلم أن الرجل إذا ادخل الي قبره وأغلق عليه قبره وانصرف عنه اهله انما يأتيه منكر ونكير وهما ملكان فيجلسانه ويسالانه من ربك وما دينك ومن نبيك
وهؤلاء هم الأصول الثلاثة التي يقوم عليها دين الله في الأرض وهي أصول النجاة من النار فمن أجاب فقد نجا ومن قال لا ادري فهو كافر ومن قال ها ها ها فهو المنافق المعذب في الدرك الأسفل من النار
تلك الأصول التي كان عليها انبياء الله جميعا أولهم نوح واخرهم محمد صلي الله عليه وسلم
قال تعالي( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
لكن الماسون عليهم من الله اللعنة انما فرقوا دين الناس الي فرق ونحل وأرادوا خداع البشر بقولهم وحدة الديانات الإبراهيمية يخادعون الناس بأن خليل الرحمن ابراهيم وشجرة الأنبياء من بعده انما جاءوا بديانات شتي ليبرروا للمغضوب عليهم والضالين ما اوجدوه من ضلالات وما وضعوه من اكاذيب لكن هيهات هيهات فإن الحق أبلج والباطل لجلج
فتعالوا بنا نتعرف علي دين الأنبياء والرسل من ابراهيم حتي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد اشرف الخلق أجمعين
فاما عن دين ابراهيم فقد قال الله عز وجل فيه
(ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين )
واما عن اسماعيل بن ابراهيم فقد قال الله فيه
(وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم )
واما عن إسحق بن ابراهيم و اخو اسماعيل عليهم السلام وكذلك يعقوب بن اسحق فقد قال الله فيهم
ووصي بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني أن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون)
واما عن يعقوب وأبناءه الاثنا عشر ولد بما فيهم يوسف بن يعقوب فقد قال الله فيهم
(ام كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله اباءك ابراهيم وإسماعيل واسحق الها واحدا ونحن له مسلمون )
واما عن يوسف ابن يعقوب فقد قال وهو يرفع يديه مبتهلا الي الله
(رب قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض انت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين)
واما عن موسي وهارون فقد اقر فرعون لحظة الغرق بأنه يؤمن بما امن به موسي وهارون ومن معهم من بني إسرائيل
( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتي اذا أدركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنوا إسرائيل وانا من المسلمين)
بل أن سحرة فرعون لما تجلت لهم الحقيقة بعد أن توعدهم فرعون بالصلب والتعذيب انما قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
وهذا سليمان يرسل الي بلقيس ملكة سبأ
(انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم إلا تعلوا عليا واتوني مسلمين )
وهي تشهد ربها علي ما كانت عليه من الضلال وتعلن إسلامها لله رب العالمين
(رب اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين)
وهذا نبي الله عيسي وهو يقرر الحواريين بعد إصرار بني إسرائيل علي إنكار ما جاء به من المعجزات
فلما احس عيسي منهم الكفر قال من النصاري الي الله قال (الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون)
وهذا أمر الله لهم بالإيمان بالمسيح واتباع شريعته
(وإذ أوحيت الي الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا امنا بالله واشهد باننا مسلمون)
وهذا أمر الله الي أمة الموحدين اتباع الرسل
قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الي ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسي وعيسي وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)
بل هذا أمر الله الي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم والأنبياء من قبله
قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل علي ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه هو في الآخرة من الخاسرين )
هذا هو الدين الحقيقي لخليل الرحمن ابراهيم وجميع الأنبياء من بعده والذين جاءوا جميعا من نسله
قال تعالي( ومن يرغب عن ملة ابراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين)
لكن الشيخ الامام الماسوني الاعظم يدعو الناس بدعوي الضلال الي اجتماع أصحاب الديانات الإبراهيمية في وحدة واحده تحت شعار المحبة التي يدعوا إليها ظلما وزوار ليدلس علي الناس ويضع آخر معول لهدم عقيدة التوحيد التي كان عليها الرسل ويبرر للناس انحرافات المغضوب عليهم الضالين فيكذب ويدعي انها ديانات ابراهيمية متوارثة عن رسل الله الذين جاءوا من نسل خليل الرحمن ابراهيم الذي قال الله في حقه (ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين )
هذا النبي العظيم الذي استحق لقب أمام الموحدين من قبل رب العزة تبارك وتعالي الذي قال له( اني جاعلك للناس اماما)
أيها الإخوة
انتبهوا فإنه اخر معول يضرب في جسد أمة التوحيد بيد الماما اسال الله عز وجل انه يأخذه كأخذ فرعون وهامان وقارون فإنه ساحر كذاب
د محمد عمر. ❝
❞ فوجئ بمنشور انزعج منه كثيراً، كانت صورته مضاف إليها شريط أسود أعلى الصورة من جهة الشمال، نظر لصاحب المنشور، إنه مصطفى صديقه القديم.
أصابه التشاؤم، نظر إلي المكتوب فوقها، ربما حدث لبس ما على الصديق أو خطأ ما، قرأ بعناية، أكتشف عدم حدوث أى خطأ فصديقه ينعاه بالفعل، ينعى ما مات داخل منعم من قيم ورأي صادق غير ملاين أو مائع، ورؤية قويمة ونظرة ثاقبة للأمور، ينعى منعم صديقه القديم الصريح غير المنافق، الذي كان في الماضي لايسعى لإرضاء أحد ولا يخاف في الله لومة لائم.
ردد منعم في داخله وهو يعض شفته السفلى من الغيظ.
\"يا لوقاحتك يامصطفى.\". ❝ ⏤فاطمة حمزة
❞ فوجئ بمنشور انزعج منه كثيراً، كانت صورته مضاف إليها شريط أسود أعلى الصورة من جهة الشمال، نظر لصاحب المنشور، إنه مصطفى صديقه القديم.
أصابه التشاؤم، نظر إلي المكتوب فوقها، ربما حدث لبس ما على الصديق أو خطأ ما، قرأ بعناية، أكتشف عدم حدوث أى خطأ فصديقه ينعاه بالفعل، ينعى ما مات داخل منعم من قيم ورأي صادق غير ملاين أو مائع، ورؤية قويمة ونظرة ثاقبة للأمور، ينعى منعم صديقه القديم الصريح غير المنافق، الذي كان في الماضي لايسعى لإرضاء أحد ولا يخاف في الله لومة لائم.
ردد منعم في داخله وهو يعض شفته السفلى من الغيظ.
˝يا لوقاحتك يامصطفى.˝. ❝
❞ لما كَسَفَتِ الشَّمسُ ، خرج ﷺ إلى المسجد مُسرِعاً فزعاً يجُرُّ رداءه ، وكان كُسُوفُها في أول النهار على مقدار رمحين أو ثلاثة من طلوعها ، فتقدم ، فصلَّى ركعتين قرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وسورة طويلة ، جهر بالقراءة ، ثم ركع ، فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فأطال القيام وهو دون القيام الأول ، وقال لما رفع رأسه ( سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ ) ، ثم أخذ في القراءة ، ثم ركع ، فأطال الركوع وهو دون الركوع الأولِ ، ثم رفع رأسه من الركوع ، ثم سجد سجدة طويلة فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في الأولى ، فكان في كُلِّ ركعة ركوعان وسُجودان ، فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات، ورأى في صلاته تلك الجنة والنار ، وهَمَّ أن يأخذ عُنقوداً من الجنة ، فيُريهم إياه ، ورأى أهل العذاب في النار ، فرأى امرأة تخدِشُها هِرَّةٌ ربطتها حتى ماتت جوعاً وعطشاً ، ورأى عمرو بن مالك يجر أمعاءه في النار ، وكان أول من غير دين إبراهيم ، ورأى فيها سارِقَ الحاج يُعذَّب ، ثم انصرف ، فخطب بهم خطبة بليغة ، حُفِظَ منها قوله ( إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلا لِحَياتِهِ ، فإذا رَأَيْتُم ذَلِكَ ، فَادْعوا الله وكَبِّروا ، وصَلُّوا ، وتَصَدَّقُوا يا أُمَّةَ مُحَمَّد ، والله مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُه ، يا أُمَّة مُحَمَّد ، والله لَوْ تَعْلَمون ما أَعْلَم لَضَحِكُتُم قَليلاً ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً ) . وقال ( لَقَدْ رَأَيْتُ في مَقَامِي هذا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدتُم به ، حَتَّى لَقَدْ رأيتُني أريد أن أخذ قطفاً من الجنة حِينَ رأيتُمُونِي أَتَقَدَّمُ ، وَلَقَدْ رأَيتُ جَهَنَّمَ يَحْطِم بَعْضُهَا بَعْضَاً حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ . وفي لفظ ( وَرَأَيْتُ النَّارَ فلم أرَ كاليوم منظراً قَطُّ أَفْطَعَ منها ، ورَأَيْتُ أكثر أَهْلِ النَّارِ النِّسَاءَ ) قالُوا : وَبِمَ يا رَسُول الله ؟ قال ( بِكُفْرِهِنَّ ) قيل : أيكفُرنَ بالله ؟ قال ( يَكْفُرنَ العَشيرَ ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَان ، لو أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ، ثُمَّ رأت مِنكَ شَيْئاً ، قالت : مَا رَأَيْتُ مِنكَ خَيْراً قط ) . ومنها ( ولَقَدْ أُوحِي إليَّ أَنَّكُم تُفتَنون في القُبُورِ مِثْلِ ، أَوْ قَريباً مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال ، يُؤْتَى أَحَدُكُم فَيُقال له : ما عِلْمُكَ بِهَذا الرَّجُلِ ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أو قال : المُوقِنُ ، فيقول : مُحَمَّد رَسُولُ الله ، جاءنا بالبيِّنَاتِ وَالهُدَى ، فَأَجَبْنا ، وآمَنَّا ، واتَّبَعْنَا ، فيُقالُ لَهُ : نمْ صَالِحاً فَقَدْ عَلِمْنَا إِن كُنْتَ لُمؤْمِنَا ، وَأَمَّا المُنافِقُ أَوْ قَالَ : المّرّتاب ، فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا ، فقلته ) . وأمر ﷺ في الكسوف بذكر الله ، والصلاة ، والدعاء ، والإستغفار ، والصدقة ، والعِتاقة ، والله أعلم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ لما كَسَفَتِ الشَّمسُ ، خرج ﷺ إلى المسجد مُسرِعاً فزعاً يجُرُّ رداءه ، وكان كُسُوفُها في أول النهار على مقدار رمحين أو ثلاثة من طلوعها ، فتقدم ، فصلَّى ركعتين قرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وسورة طويلة ، جهر بالقراءة ، ثم ركع ، فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فأطال القيام وهو دون القيام الأول ، وقال لما رفع رأسه ( سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ ) ، ثم أخذ في القراءة ، ثم ركع ، فأطال الركوع وهو دون الركوع الأولِ ، ثم رفع رأسه من الركوع ، ثم سجد سجدة طويلة فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في الأولى ، فكان في كُلِّ ركعة ركوعان وسُجودان ، فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات، ورأى في صلاته تلك الجنة والنار ، وهَمَّ أن يأخذ عُنقوداً من الجنة ، فيُريهم إياه ، ورأى أهل العذاب في النار ، فرأى امرأة تخدِشُها هِرَّةٌ ربطتها حتى ماتت جوعاً وعطشاً ، ورأى عمرو بن مالك يجر أمعاءه في النار ، وكان أول من غير دين إبراهيم ، ورأى فيها سارِقَ الحاج يُعذَّب ، ثم انصرف ، فخطب بهم خطبة بليغة ، حُفِظَ منها قوله ( إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلا لِحَياتِهِ ، فإذا رَأَيْتُم ذَلِكَ ، فَادْعوا الله وكَبِّروا ، وصَلُّوا ، وتَصَدَّقُوا يا أُمَّةَ مُحَمَّد ، والله مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُه ، يا أُمَّة مُحَمَّد ، والله لَوْ تَعْلَمون ما أَعْلَم لَضَحِكُتُم قَليلاً ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً ) . وقال ( لَقَدْ رَأَيْتُ في مَقَامِي هذا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدتُم به ، حَتَّى لَقَدْ رأيتُني أريد أن أخذ قطفاً من الجنة حِينَ رأيتُمُونِي أَتَقَدَّمُ ، وَلَقَدْ رأَيتُ جَهَنَّمَ يَحْطِم بَعْضُهَا بَعْضَاً حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ . وفي لفظ ( وَرَأَيْتُ النَّارَ فلم أرَ كاليوم منظراً قَطُّ أَفْطَعَ منها ، ورَأَيْتُ أكثر أَهْلِ النَّارِ النِّسَاءَ ) قالُوا : وَبِمَ يا رَسُول الله ؟ قال ( بِكُفْرِهِنَّ ) قيل : أيكفُرنَ بالله ؟ قال ( يَكْفُرنَ العَشيرَ ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَان ، لو أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ، ثُمَّ رأت مِنكَ شَيْئاً ، قالت : مَا رَأَيْتُ مِنكَ خَيْراً قط ) . ومنها ( ولَقَدْ أُوحِي إليَّ أَنَّكُم تُفتَنون في القُبُورِ مِثْلِ ، أَوْ قَريباً مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال ، يُؤْتَى أَحَدُكُم فَيُقال له : ما عِلْمُكَ بِهَذا الرَّجُلِ ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أو قال : المُوقِنُ ، فيقول : مُحَمَّد رَسُولُ الله ، جاءنا بالبيِّنَاتِ وَالهُدَى ، فَأَجَبْنا ، وآمَنَّا ، واتَّبَعْنَا ، فيُقالُ لَهُ : نمْ صَالِحاً فَقَدْ عَلِمْنَا إِن كُنْتَ لُمؤْمِنَا ، وَأَمَّا المُنافِقُ أَوْ قَالَ : المّرّتاب ، فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا ، فقلته ) . وأمر ﷺ في الكسوف بذكر الله ، والصلاة ، والدعاء ، والإستغفار ، والصدقة ، والعِتاقة ، والله أعلم. ❝
❞ وداعاً يحيى السنوار!
نقَّبوا عليه تراب غزة،
فقد كان المطلوب الأول.
بعد عام من معركة طوفان الأقصى، ارتقى يحيى السنوار
قالها سيد شباب أهل الجنة وهو خارج لإثبات موقفه...
وانتصر سيد الطوفان يحيى السنوار حينما قال
“حين نُقتل في سبيل الله لا نموت”..
قالها الرجل مستغربًا من وصوله إلى الستين من عمره ولمَّا يقضِ شهيدًا بعد، هو لا يريد أن يُقتل فطيسًا، ولا يريد أن يموت على فراشه في جائحة كورونا، أو كما يموت البعير، هو رجل يريد شهادة مفصّلة على مقاسه وبمعاييره!
لا يمكنك أن تقف أمام مشهد وفاته إلا مؤدّيًا تحية عسكرية مبجلة لنهاية رجل قضى كما كان يتمنى، سلام عليك يا سيد الطوفان ويا نجم أكتوبر ومشعل الثورة، وقائد مسيرة التحرير، طبت حيًّا وطبت أسيرًا محررًا، وطبت يوم قضيت إلى ربك شهيدًا مقبلاً غير مدبر.
خاتمة تليق بقائد حينما قال
“أكبر هدية يمكن أن يقدمها الاحتلال لي هو أن يغتالني”..
انتظر السنوار طويلاً حتى نال الهدية من عدوه، لذا تراه هو الذي انطلق إليه مشتبكًا علّه ينال خاتمة تليق به كقائد، كان يمكن للاحتلال أن يأخذ جثته ويلفّق نهاية تناسب غروره، وينشر سيناريو يدّعي فيه زورًا تفوقه العسكري وسطوته وقوة استخباراته، ولكن غياب المعلومة ونشوة اللحظة وتسريب الجنود للمشاهد الأولى للحدث أضاعت على الاحتلال ذلك كله بتقادير الله.. وخرجت صورة الرجل حاملاً بندقيته، ومرتديًا كوفيته وجعبته، ومصابًا في أكثر من موضع من رأسه وجسده.
وفي المقابل، لو أن المقاومة هي التي سبقت الاحتلال إلى مكانه، واستحوذت على جثمانه، وقالت إنه استشهد في اشتباك مع جنود الاحتلال، لشكّك في قولها المغرضون، ولمز المفرطون، وكذّب المرجفون، ولكن الله أرادها خاتمة مشرفة بيد أعدائه؛ لتعرف الأجيال أنه قضى مدافعًا عن وطنهم وأرضهم وحقهم حتى آخر قطرة من دمائه..
✍️اشتباك لا اغتيال
وما يدريك؟ لعل اشتباكه الأخير لم يكن اشتباكه الوحيد؛ فقد بقي في رفح بعدما نزح أهلها ليقود المقاومة، ويدافع هو وجنوده عن شرف أمة انبرى المثبطون فيها باتهامه بالهروب والاختباء في نفق محصن، بينما كان يقود المعركة على الثغور مجاهدًا، يسابق الشباب على الصفوف الأولى، يرتدي سترته العسكرية وهو ابن الستين، ويربط على جرح يده ويقاوم رغم شيبته، ولم يترك ميدان القتال ولا ساحات التفاوض والسياسة.
✍️هو أدار المعركة من بدايتها حتى نهاية عمره، وأذاق عدوه الحسرة، وساق جنوده لخاتمة يريدها لنفسه، حتى في آخر لحظات حياته كان هو المتحكم في زمام المعركة، فتلثم وأخفى ملامحه عن المسيّرة، ورماها بعصاه مستفزًّا، لو علم جنود الاحتلال (التيك توكرز) أنهم عثروا عليه لحرصوا على أسره حيًّا، وأخرجوه عاريًا، والتقطوا معه صورة “سيلفي” تُظهر تشفّيهم وإذلاله، ولكنه ضيّع على أعدائه نشوة الانتصار؛ فلا هم رصدوه ولا أسروه ولا اغتالوه، بل قاتلهم حتى آخر رمق كي ينال شرف الشهادة مشتبكًا.
✍️استشهاده إدانة لهم
على مدار عام كامل جنّدت دولة الاحتلال طاقاتها وقدراتها، وجنودها وكوادرها، وحلفاءها وعملاءها واستخباراتها، للوصول إلى معلومة عن مكانه، أو خيط يدل على تحركاته، وفي طريقهم لتحقيق ذلك قصفوا المدارس والمستشفيات، ودمروا كل شيء فوق الأرض وتحتها، ليصطدم به جنود الاحتلال في نهاية المطاف (صدفة) وهو يقاتلهم، ثم يفضحهم باستشهاده فوق الأرض، وهم الذين أشاعوا اتخاذه الأسرى دروعًا بشرية تحت الأرض، واحتماءه بالمواطنين في مراكز الإيواء وخيام النازحين.
✍️ويأبى أن يرحل قبل أن يُلحق بالعدو فشلاً سياسيًّا وعسكريًّا مضاعفًا؛ لم يكن موجودًا في خيام النازحين، ولا في مراكز الإيواء، ولا المدارس ولا المستشفيات، ولم يعرف مكانه الشاباك ولا الموساد، ولا الجيش ولا الاستخبارات، ولا الجنود ولا الأمريكان ولا الحلفاء، فكان قتلهم أربعين ألف إنسان في تلك الأماكن دليل إدانة دامغًا على جرائمهم لو أن في العالم عدل.
✍️قل للشامتين
لا يفرح باستشهاد القادة المجاهدين إلا منافق متصهين، ماذا بين السنوار وبين ربه من خبايا كي لا نسمع له صوتًا لعام كامل، ولا نرى له صورة إلا صورة العز في ميدان القتال؟ صورة أرادها الله بأيدي أعدائه لتجعل حياته أطول من حياة قاتليه، صورة يندم الاحتلال أن سرّبها جنوده لسيد الطوفان وهو يمتشق سلاحه ويحتضن جعبته، ويخوض معركة العز والشرف والكرامة، ويكتب لنفسه وللمقاومة ولقادتها تفويضًا بالدم، وشرعية صاغها بالعز والفخر والاعتزاز، تاركًا للاحتلال والأعراب والمطبعين الخيبة والصدمة والذل والعار، ولعنات تطاردهم حتى قيام الساعة؛ فهم أعوان القتلة، والأعراب أشد كفرًا ونفاقًا حين يقفون إلى جانب من قتلوا قبل يحيى زكريا ويحيى، وسائر الأنبياء والشهداء والقادة المصلحين.
✍️نجم أكتوبر
سلام عليك يا يحيى يوم ولدت، ويوم أُسرت، ويوم تحررت، ويوم أطلقت الطوفان، ويوم تموت ويوم تبعث حيًا، أكتوبر كان شاهدًا على محطات مفصلية في حياتك من مولدك في خان يونس في 29 أكتوبر 1962، وخروجك من السجن في صفقة تبادل الأسرى (وفاء الأحرار) في 18 أكتوبر 2011، وإطلاقك شرارة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، واستشهادك مشتبكًا في رفح في 16 أكتوبر 2024.. ارتقى نجمك في أكتوبر ليخلد في سماء المجاهدين.
✍️إن قُتل زيد فجعفر
اللحظات الأخيرة للقائد يحيى وهو يتقدم الصفوف الأمامية دليل على صوابية الخيار، قاتل بشرف وفخر من الخطوط الأمامية، ومن نقطة الصفر رفع سلاحه في وجه أعدائه، واشتبك فارس المعركة وهو المطلوب الأول، كالأسد الهصور في ساحات الوغى، لم يعرف التقهقر طريقًا إلى قلبه، سقط جسد يحيى لتحيا روحه فوق تراب المعركة كيما تشهد مع الأمة نصرًا قريبًا.
✍️مات أبو إبراهيم وقلبه معلق بالسيف والجهاد، بالشوك والقرنفل، بالأسرى والمسرى، رحل السنوار بعد صديق عمره هنية، كما رحل الرنتيسي المقدام بعد أحمد ياسين المؤسس الإمام، وسيخلف القائد قادة؛ فإنما “نحن نعمل بإرادة الله وعلى عينه، يخلف القائدَ قادة، والجنديَّ عشرة، والشهيدَ ألف مقاوم، فهذه الأرض تُنبت المقاومين كما تُنبت الزيتون، وتُورّث الإباء للأجيال كما ورثته من آلاف الأنبياء والصحابة والصالحين والمجاهدين”.. كما قالها أبو عبيدة.
✍️يا رجل المفاجآت
يا أشجع فرسان أمتنا، طريق الأحرار لنا رسمت.. يا أيها المتوشح بالمجد، جميعهم تساقطوا لمّا ارتقيت، تراجعوا وصمدت، ترددوا واقتحمت، تهاووْا وسموت!. اضرب بعصاك الكفر فما جبنتَ ولا توانيت، أطلق طوفان الأقصى وارقب فينا النصر حين رمينا وحين رميت، جميعهم هُزموا ووحدك انتصرت.
بقلم: #ابراهيم_عبيدى ✍️🇪🇬
#سيد_الطوفان_يحى_السنوار
#شهيد_نجم_اكتوبر. ❝ ⏤
❞ وداعاً يحيى السنوار!
نقَّبوا عليه تراب غزة،
فقد كان المطلوب الأول.
بعد عام من معركة طوفان الأقصى، ارتقى يحيى السنوار
قالها سيد شباب أهل الجنة وهو خارج لإثبات موقفه..
وانتصر سيد الطوفان يحيى السنوار حينما قال
“حين نُقتل في سبيل الله لا نموت”.
قالها الرجل مستغربًا من وصوله إلى الستين من عمره ولمَّا يقضِ شهيدًا بعد، هو لا يريد أن يُقتل فطيسًا، ولا يريد أن يموت على فراشه في جائحة كورونا، أو كما يموت البعير، هو رجل يريد شهادة مفصّلة على مقاسه وبمعاييره!
لا يمكنك أن تقف أمام مشهد وفاته إلا مؤدّيًا تحية عسكرية مبجلة لنهاية رجل قضى كما كان يتمنى، سلام عليك يا سيد الطوفان ويا نجم أكتوبر ومشعل الثورة، وقائد مسيرة التحرير، طبت حيًّا وطبت أسيرًا محررًا، وطبت يوم قضيت إلى ربك شهيدًا مقبلاً غير مدبر.
خاتمة تليق بقائد حينما قال
“أكبر هدية يمكن أن يقدمها الاحتلال لي هو أن يغتالني”.
انتظر السنوار طويلاً حتى نال الهدية من عدوه، لذا تراه هو الذي انطلق إليه مشتبكًا علّه ينال خاتمة تليق به كقائد، كان يمكن للاحتلال أن يأخذ جثته ويلفّق نهاية تناسب غروره، وينشر سيناريو يدّعي فيه زورًا تفوقه العسكري وسطوته وقوة استخباراته، ولكن غياب المعلومة ونشوة اللحظة وتسريب الجنود للمشاهد الأولى للحدث أضاعت على الاحتلال ذلك كله بتقادير الله. وخرجت صورة الرجل حاملاً بندقيته، ومرتديًا كوفيته وجعبته، ومصابًا في أكثر من موضع من رأسه وجسده.
وفي المقابل، لو أن المقاومة هي التي سبقت الاحتلال إلى مكانه، واستحوذت على جثمانه، وقالت إنه استشهد في اشتباك مع جنود الاحتلال، لشكّك في قولها المغرضون، ولمز المفرطون، وكذّب المرجفون، ولكن الله أرادها خاتمة مشرفة بيد أعدائه؛ لتعرف الأجيال أنه قضى مدافعًا عن وطنهم وأرضهم وحقهم حتى آخر قطرة من دمائه.
✍️اشتباك لا اغتيال
وما يدريك؟ لعل اشتباكه الأخير لم يكن اشتباكه الوحيد؛ فقد بقي في رفح بعدما نزح أهلها ليقود المقاومة، ويدافع هو وجنوده عن شرف أمة انبرى المثبطون فيها باتهامه بالهروب والاختباء في نفق محصن، بينما كان يقود المعركة على الثغور مجاهدًا، يسابق الشباب على الصفوف الأولى، يرتدي سترته العسكرية وهو ابن الستين، ويربط على جرح يده ويقاوم رغم شيبته، ولم يترك ميدان القتال ولا ساحات التفاوض والسياسة.
✍️هو أدار المعركة من بدايتها حتى نهاية عمره، وأذاق عدوه الحسرة، وساق جنوده لخاتمة يريدها لنفسه، حتى في آخر لحظات حياته كان هو المتحكم في زمام المعركة، فتلثم وأخفى ملامحه عن المسيّرة، ورماها بعصاه مستفزًّا، لو علم جنود الاحتلال (التيك توكرز) أنهم عثروا عليه لحرصوا على أسره حيًّا، وأخرجوه عاريًا، والتقطوا معه صورة “سيلفي” تُظهر تشفّيهم وإذلاله، ولكنه ضيّع على أعدائه نشوة الانتصار؛ فلا هم رصدوه ولا أسروه ولا اغتالوه، بل قاتلهم حتى آخر رمق كي ينال شرف الشهادة مشتبكًا.
✍️استشهاده إدانة لهم
على مدار عام كامل جنّدت دولة الاحتلال طاقاتها وقدراتها، وجنودها وكوادرها، وحلفاءها وعملاءها واستخباراتها، للوصول إلى معلومة عن مكانه، أو خيط يدل على تحركاته، وفي طريقهم لتحقيق ذلك قصفوا المدارس والمستشفيات، ودمروا كل شيء فوق الأرض وتحتها، ليصطدم به جنود الاحتلال في نهاية المطاف (صدفة) وهو يقاتلهم، ثم يفضحهم باستشهاده فوق الأرض، وهم الذين أشاعوا اتخاذه الأسرى دروعًا بشرية تحت الأرض، واحتماءه بالمواطنين في مراكز الإيواء وخيام النازحين.
✍️ويأبى أن يرحل قبل أن يُلحق بالعدو فشلاً سياسيًّا وعسكريًّا مضاعفًا؛ لم يكن موجودًا في خيام النازحين، ولا في مراكز الإيواء، ولا المدارس ولا المستشفيات، ولم يعرف مكانه الشاباك ولا الموساد، ولا الجيش ولا الاستخبارات، ولا الجنود ولا الأمريكان ولا الحلفاء، فكان قتلهم أربعين ألف إنسان في تلك الأماكن دليل إدانة دامغًا على جرائمهم لو أن في العالم عدل.
✍️قل للشامتين
لا يفرح باستشهاد القادة المجاهدين إلا منافق متصهين، ماذا بين السنوار وبين ربه من خبايا كي لا نسمع له صوتًا لعام كامل، ولا نرى له صورة إلا صورة العز في ميدان القتال؟ صورة أرادها الله بأيدي أعدائه لتجعل حياته أطول من حياة قاتليه، صورة يندم الاحتلال أن سرّبها جنوده لسيد الطوفان وهو يمتشق سلاحه ويحتضن جعبته، ويخوض معركة العز والشرف والكرامة، ويكتب لنفسه وللمقاومة ولقادتها تفويضًا بالدم، وشرعية صاغها بالعز والفخر والاعتزاز، تاركًا للاحتلال والأعراب والمطبعين الخيبة والصدمة والذل والعار، ولعنات تطاردهم حتى قيام الساعة؛ فهم أعوان القتلة، والأعراب أشد كفرًا ونفاقًا حين يقفون إلى جانب من قتلوا قبل يحيى زكريا ويحيى، وسائر الأنبياء والشهداء والقادة المصلحين.
✍️نجم أكتوبر
سلام عليك يا يحيى يوم ولدت، ويوم أُسرت، ويوم تحررت، ويوم أطلقت الطوفان، ويوم تموت ويوم تبعث حيًا، أكتوبر كان شاهدًا على محطات مفصلية في حياتك من مولدك في خان يونس في 29 أكتوبر 1962، ˝وخروجك من السجن في صفقة تبادل الأسرى (وفاء الأحرار) في 18 أكتوبر 2011، ˝وإطلاقك شرارة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ˝واستشهادك مشتبكًا في رفح في 16 أكتوبر 2024. ارتقى نجمك في أكتوبر ليخلد في سماء المجاهدين.
✍️إن قُتل زيد فجعفر
اللحظات الأخيرة للقائد يحيى وهو يتقدم الصفوف الأمامية دليل على صوابية الخيار، قاتل بشرف وفخر من الخطوط الأمامية، ومن نقطة الصفر رفع سلاحه في وجه أعدائه، واشتبك فارس المعركة وهو المطلوب الأول، كالأسد الهصور في ساحات الوغى، لم يعرف التقهقر طريقًا إلى قلبه، سقط جسد يحيى لتحيا روحه فوق تراب المعركة كيما تشهد مع الأمة نصرًا قريبًا.
✍️مات أبو إبراهيم وقلبه معلق بالسيف والجهاد، بالشوك والقرنفل، بالأسرى والمسرى، رحل السنوار بعد صديق عمره هنية، كما رحل الرنتيسي المقدام بعد أحمد ياسين المؤسس الإمام، وسيخلف القائد قادة؛ فإنما “نحن نعمل بإرادة الله وعلى عينه، يخلف القائدَ قادة، والجنديَّ عشرة، والشهيدَ ألف مقاوم، فهذه الأرض تُنبت المقاومين كما تُنبت الزيتون، وتُورّث الإباء للأجيال كما ورثته من آلاف الأنبياء والصحابة والصالحين والمجاهدين”. كما قالها أبو عبيدة.
✍️يا رجل المفاجآت
يا أشجع فرسان أمتنا، طريق الأحرار لنا رسمت. يا أيها المتوشح بالمجد، جميعهم تساقطوا لمّا ارتقيت، تراجعوا وصمدت، ترددوا واقتحمت، تهاووْا وسموت!. اضرب بعصاك الكفر فما جبنتَ ولا توانيت، أطلق طوفان الأقصى وارقب فينا النصر حين رمينا وحين رميت، جميعهم هُزموا ووحدك انتصرت.
بقلم: #ابراهيم_عبيدى ✍️🇪🇬
#سيد_الطوفان_يحى_السنوار #شهيد_نجم_اكتوبر. ❝